الاثنين، 18 فبراير 2013

العسكري يتحدى الشعب


العسكري يتحدى الشعب

كتبهامصطفى الكومي ، في 9 أبريل 2012 الساعة: 20:07 م

                  
 
     ها قد أفصح المجلس العسكري عن نيته في البقاء في الحكم , وقدم لنا أحد رموزه بزفة من قوات الحرس الجمهوري والشرطة العسكرية ـ كرسالة تقول "هذا رجلنا" ـ وكافة أجهزة مخابراته بملابس مدنية ليضفي عليها صفة الرغبة الشعبية , ورسالة أخرى من عمر سليمان نفسه للقوى السياسية الوطنية تقول "هذه عضلاتي وروني نفسكم" , ولم تكن هذه أول ولا آخر محاولات المجلس العسكري للبقاء في الحكم , فقد أصر العسكر على عدم إقصاء حكومة الجنزوري المعينة واستبدالها بحكومة منتخبة , يؤكد نيته بعدم تسليم السلطة لحكومة مدنية منتخبة , وأعد خطة (أ) بتصنيع المشاكل ليكفر الناس بالثورة وخطة (ب) بتصدير المشاكل المتفاقمة التي يصنعها الجنزوري وحكومته وبقايا الفلول في الشرطة وكافة مؤسسات الدولة إلى الشعب وإلى الحكومة القادمة لتنهار مع أول شمس تطلع عليها , ويعمل الآن على تحميل مجلس الشعب المنتخب والإخوان مسؤولية ما يحدث باستخدام الإعلام الذي يقلب الحقائق والذي صور للناس أن هذه المشاكل هي مسؤولية السلطة التشريعية وليست مسؤولية الحكومة التنفيذية .
     وقد ذكر أحد القيادات الإخوانية أن الجنزوري قد طلب من الإخوان دعمه ولكنهم قالوا له سنعطيك فرصة , وقال لهم "أني رجل كبرت وقد كنت في الوزارة منذ 81 وكنت رئيس وزراء ولا أطلب من الدنيا شيء آخر, فإذا رأيتم أن أمشي قولولي وانا هامشي على طول" , ولكن الآن تشبث بالسلطة بشكل لافت للنظر بالرغم من فشله , و من الواضح أن الجنزوري راق له كرسي الرئاسة وظن أنه يمكنه أن يستمر إلى الممات كعادة المستبدين , وواضح أن مساندة العسكر له أغراه بالبقاء ولو على حساب الشرعية ومعاناة الشعب المصري , ولأنه لم يستكمل بعد خطة تصفير الحسابات وتصدير المشكلات للحكومة القادمة إن فشلت خطة تنصيب عمر سليمان .
     ولما تولى الجنزوري الوزارة طلب الإخوان منه خطة الحكومة رد الجنزوري "خلوها كده من غير خطة" ورفض الإخوان أن تدار مصر بدون خطة وأعترفت فايزة أبو النجا بعدم وجود خطة وقالت "إحنا بنجتهد" وكأن عمل خطة سيشغلهم عن خطة المجلس العسكري وهي زيادة معاناة الشعب المصري وقد علمت من مصدر ثقة أن أحد لواءات المجلس العسكري وراء أزمة السولار والبنزين وأنه أعطى الأوامر لشركات البترول بتسجيل السيارات التي تخرج فارغة على إنها مليانة ليوحي للناس أن المشكلة من خارج شركات البترول وليس من داخلها .
    الجنزوري لم يعمل على حل المشاكل التي تسببت فيها حكومة شرف بل زاد عليها مشاكل أخرى ولم يحل أي مشكلة والأعتى من ذلك وأضل أن الاحتياطي النقدي قل بشكل خطير وتزايدت الديون لتنذر بتدخل خارجي وتوقفت إيرادات الدولة عن الحركة واشتغل في إنفاق السفه فقط .
    أعتقد أن السبب الرئيسي الذي منع العسكر من استخدام العنف هو الشعب نفسه ونزوله في مليونيات متكررة حين يحاول الافتيات على إرادة الشعب , والسبب الآخر هو القيادات المتوسطة التي كانت ترفض التعاطي مع قيادتها حين تحاول أعطاء أوامر بالضرب أو العنف مع الثوار ولا ننسى أن كل أعضاء المجلس العسكري هم أبناء مبارك وأنهم لم يعينوا إلا برضا أمريكا والآن أعتقد أن محاولات المجلس العسكري "السياسية" والمتكررة ليكون له دور أعلى من الحكومة المنتخبة من الشعب بدءا من محاولات يحيي الجمل والسلمي قد انتهت , والآن جاء الدور على المكر والخداع و البطش و التزوير .
    إن ترشيح عمر سليمان يؤكد زيف وكذب الادعاءات التي صدرت من مشاهير العالمانيين الذي أكدوا على وجود صفقة بين العسكر والإخوان والذي يؤكد أن غرضها هو فقط تشويه صورة الإخوان , وبالرغم أن تقديم عمر سليمان بهذه الزفة تؤكد على بقاء العسكر في الحكم إلا أن هذا لم يزعج أغلب السادة العالمانيين في الوقت الذي يحاولون فيه الطعن في مجلس الشعب وتعطيل مسيرة الديمقراطية , ومن الواضح أن هذا أعجب السادة العالمانيين وجاء على هواهم , فلا يجوز بعد ذلك أن ننزعج إن اصطفت كل القوى العالمانية خلف رجلهم فهم يعلمون جيدا أنهم لن يحكموا هذا البلد بالانتخابات ولكن بالقوة القهر والاستبداد.
    ليس عمر سليمان بالرجل الساذج الذي يظن أو يعتقد أنه يمكنه النجاح بدون تزوير لذلك دخوله سباق الرئاسة يؤكد نية التزوير من المجلس العسكري والفلول والشرائح العالمانية المعادية للإسلام .
   فإن لم يتحرك الشعب ليحمي ثورته وإن لم تصطف كل القوى الوطنية الشريفة والإسلامية خلف رجل واحد منهم فلا يلوموا إلا أنفسهم وتفرقهم وتعصبهم وستعود مصر محكومة بالحديد والنار وعلمانية إلى ما شاء الله .

ليست هناك تعليقات: