الخميس، 18 أكتوبر 2012

شاهد على أحداث التحرير 11/10/2012


بعد أن حكمت المحكمة ببراءة رجال أعمال الحزب الوطني المتورطين في موقعة الجمل ذهبت يوم الخميس الماضي 11/10/2012 إلى ميدان التحرير بعد صلاة المغرب بقليل وقابلت بعض الإخوان الذين أعرفهم في الميدان وسط جمهور عريض من الشعب المصري .. هتفنا ضد النائب العام وطالبنا بضرورة تطهير القضاء.  لم يعجب هذا بعض الشيوعيين, وحاول بعضهم الهتاف لإسقاط الإخوان لكن أفرادًا من الشعب أسكتوهم وحصلت مشادات أخرجت ما كان يضمره بعض الشيوعيين وخرجت من أفواههم تهديدات كمثل" اللي ها نشوفه بكره من الإخوان هنا ها نطلع دين أمه" استفز ذلك بعض الشباب فكانت النتيجة طردهم من الميدان, سمعت التهديد ولم أعر له أهمية ولكن عندما عدت إلى الفيس بوك وجدت التهديدات للإخوان تملأه .. ولم آخذها على محمل الجد.
 ذهبت يوم الجمعة بعد الصلاة مصطحبا زوجتي وابنتي الصغيرة .. درت حول "الصينية" أي قلب الميدان, وحول المنصة فلم أقابل أحدًا من الإخوان أعرفه أبدا.. عرفت أن الإخوان لم يأتوا بعد وكان الميدان يموج بمختلف التيارات فضلا عن الشعب.. كانت الهتافات تدور حول إقالة النائب العام وتأييد مرسي في قراره وتطهير القضاء, اتصلت بالإخوان الذين أعرفهم قالوا إنهم في الطريق, ذهبت لنأكل وصليت العصر ثم خرجت من المسجد القريب من الميدان في شارع باب اللوق فوجدت أثرًا لمشادات, وشخصًا له لحية خفيفة منزويًا يكاد يبكي يقول "مش معقول شوية عيال زي دول يطردونا من الميدان " عرفت أنها  كانت معركة.. دخلت الميدان فوجدت العديد من الرايات الحمراء للاشتراكيين الثوريين والحزب الشيوعي الثوري والحزب الشيوعي المصري تلتف حول المنصة, تأكدت أن الشيوعيين قد تعاركوا مع جموع الشعب التي رفضت الشتائم والإهانات لمرسي والإخوان, علمت أنه قد حصلت مشادات في الميدان وتأكدت أن الإخوان لم يأتوا بعد. عزمت على الخروج من الميدان والعودة للبيت طالما أن الإخوان لم يأتوا, وأثناء ذلك بدأ قذف الطوب نحوي أنا وزوجتي وابنتي.. أسرعنا الخطى.. لم أعرف من الذي يقذف الطوب.. أسرعت في اتجاه المترو طلبت من زوجتي أن تذهب خوفا على ابنتي, وعدت أنا لأعرف من يقذف الطوب. اتصلت مرة ثانية بمن أعرفه من الإخوان فعرفت أنهم يتجمعون عند المتحف ثم الذهاب إلى دار القضاء العالي, عزمت على التوجه إلى المتحف من ناحية قصر النيل ومن خلف مبنى الحزب الوطني المحترق ثم ميدان عبد المنعم رياض إلى المتحف.  بالفعل وجدت الإخوان وعرفت أنهم يتجمعون للذهاب لدار القضاء العالي ويرفضون المشاركة في قذف الطوب الدائر في الميدان. كان البعض مصطحبا أسرته والبعض قد أعادهم إلى البيت تحسبا لتطورات الأحداث, ولكني أصررت أن أعرف من يقذف الطوب ودخلت الميدان.. أول ما قابلني بعض أفراد الشعب قد أمسكوا بلطجيا بعد أن أوسعوه ضربا يعترف بأنه تلقى مائة جنيه ليشترك في ضرب الإخوان من سيارة سوداء لا يعرف من بداخلها, دخلت الميدان فوجدت قذف الطوب قد انتهى وأن أصحاب الرايات الحمر قد طردوا من الميدان إلى شارع طلعت حرب ولكنهم يواصلون قذف الطوب ليدخلوا الميدان مرة أخرى. حاولت التعرف على واحد من الإخوان الذين أعرفهم يشترك في قذف الطوب نحو الشيوعيين فلم أتعرف على أحد. قلت إذا كان الإخوان متجمعين عند المتحف فمن يقذف هؤلاء إلا الشعب المصري الذي يرفض الشيوعيين ببذاءاتهم وأفكارهم المعوجة, وإن كان من بينهم بعض الإخوان ممن استفزتهم بذاءات الشيوعيين. ووجدت أنصار حمدين قد طُردوا أيضا إلى شارع باب اللوق وكانت تدور بينهم مشادات وبين أفراد من الشعب حول اليوم وضرورة التكاتف حول أهداف الثورة التي من بينها إقالة النائب العام وتطهير القضاء, ولكن إصرار حمدين على توجيه الشتائم لمرسي والإخوان كان يستفز الشعب ضدهم ويحول بينهم وبين دخول الميدان حتى أن البعض كان يقابل هتافات حمدين المستفزة بهتاف "أيد واحدة "كان حمدين يرد "إيدكم وسخة "  وكان الشعب يهتف ضد النائب العام فيقابلهم أنصار حمدين بهتاف بسقوط الإخوان.. كان المتظاهرون يرفعون أعلام مصر بينما كان الشيوعيون والتيار الشعبي يرفعون أعلامهم الخاصة, لم يكن في الميدان 6 ابريل واستغربت من عدم تواجد السلفيين بالرغم من تصريح قادتهم بضرورة الضغط لإقالة النائب العام, فهمت هنا أنهم يقصدون: "على الإخوان والشعب أن يضغطوا لإقالة النائب العام" , تأكدت أن الإخوان لا يريدون مواجهة بدليل تجمعهم عند المتحف, واصطحابهم لزوجاتهم وأبنائهم, عدت ووقفت معهم عند المتحف وقبيل المغرب بقليل تجمعنا في مسيرة وذهبنا إلى دار القضاء العالي, وعلمنا أن الشيوعيين أحرقوا أوتوبيسين للإخوان بعد أن غادر الشعب والإخوان الميدان, ورفضت القيادات الميدانية أن نتحرك لإنقاذ الأوتوبيسات, وفي الثامنة مساءًا غادرنا, ولكن كثيرًا من أفراد الشعب ظلوا واقفين عند دار القضاء يرددون الهتافات ضد النائب والقضاء.
  عرفت وتأكدت أن الشعب يكره الشيوعيين لذلك أصر على طردهم من الميدان, ولا غرابة في ذلك فالشيوعيون أنفسهم يعرفون كراهية الشعب لهم ولذلك يتخفون وراء رايات وأسماء مختلفة, فهم يتخفون تحت الاشتراكية والناصرية والعدالة الاجتماعية ويتوزعون تحت قيادات متعددة مرة تحت حمدين باسم حزب الكرامة, ثم لفظ الحزب الذي أسسه بعد أن ظن انه في غنى عنه واستقال تحت زعم أنه قيادة شعبية لا يحتاج إلى حزب يدعمه ثم آخراً التيار الشعبي, وحزب التجمع التقدمي بقيادة رفعت السعيد الذي استقال منه البدري فرغلي بعد أن فضح الحزب قائلا إنه فرع للحزب الوطني ولا نستغرب فقد كان حزب التجمع ممثلا في حكومة العسكر, وكلا الحزبين دخل انتخابات مجلس الشعب السابقة متخفيا تحت قائمتي حزبين كبيرين, دخل حزب الكرامة تحت قائمة الحرية والعدالة, ثم تنكر له بعد أن أكل في بيته  وحضر مؤتمرات الحرية والعدالة الانتخابية ووزعت لهم دعاية عليها صورهم دون أن يدفعوا مليما واحدا, وها نحن نرى حمدين يتنكر ويتهم الإخوان, وكمال أبو عيطة يتهم الإخوان بأن لهم ميليشيات.. وتخفى حزب التجمع تحت قائمة المصريين الأحرار ولولا تخفيهم ما فاز منهم أحد, ولا ننسى تصريحات سامح عاشور وهو يطالب العسكري بإلحاح للتدخل لتشكيل اللجنة الدستورية رافضا نتائج الانتخابات, ويقف محاميا عن النائب العام بعد أن قام بتمثيل دور المدافع عن الشهداء أمام قضاة مبارك, وتدخل المجلس العسكري لإنقاذ سامح خليل زعيم الاشتراكيين الثوريين من ضرب الشعب له في الإسكندرية.