السبت، 22 مايو 2010

حفظ القرآن

تكفل الله تعالى بحفظ القرآن الكريم وهذا الحفظ كان مخصوص للقرآن دون الكتب السابقة لسبب وجيه هو أن القرآن هو الرسالة الخاتمة للبشرية جمعاء أي أنه لن ينزل كتاب بعد القرآن حتى لا تكون للناس عند الله حجة إلى أن تقوم القيامة .
والمستشرقين ورجال الكنيسة يرون أن طريقة حفظ القرآن كانت طريقة بدائية تحول دون إتمام عملية الحفظ وذلك لأنهم تصوروا أن حفظ القرآن تم عن طريق الكتابة على الأحجار والجريد والرقاع ولم يتعداه إلى وسائل أخرى للحفظ ولكن الله تعالى وفر للقرآن ظروفا و وسائل كثيرة ساعدت على حفظ القرآن بل على استحالة تحريفه أو تزويره ومنها الآتي :
ـ أن الله يسر القرآن للذكر والحفظ في الصدور والذاكرة حتى أن طفل صغير ذو سبع سنوات أو أكثر ومن بلد لا تعرف العربية في أندونيسا أو ألمانيا يستطيع أن يحفظ القرآن كاملا بدون حتى أن يفهم معنى ما يحفظ وهي خاصية تتوافر في القرآن فقط ولا تتوافر في الكتاب المقدس حتى أن البابا شنودة أو بابا الفاتيكان لا يستطيع أن يحفظ الكتاب المقدس ولا أعظم كاردينال مسيحي أو حتى صفحة كاملة منه بل أن البابا شنودة استطاع أن يستشهد في بعض خطبه بعدة آيات من القرآن حفظا بدون قراءة من المصحف . و كذلك الأمي الذي لا يقرأ يستطيع حفظه بسهولة ويسر وبدون تعلم القراءة والكتابة .
ـ أن الإسلام حس المؤمنين على التلاوة والحفظ في الذاكرة وجعل لمن يحفظ ويتلوا القرآن الجزاء العظيم في الدنيا والآخرة فتسابق الناس في الحفظ والتلاوة حديثا وقديما وهذا جعل كثير من الصحابة بالآلاف يحفظون القرآن وذلك في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ومن فمه الشريف ويكفي أن أقول أن الإحصاءات تقول أن من حضر مع النبي حجة الوداع يصل إلى مائة ألف من المسلمين . وما زال الناس تتسابق على الحفظ بحيث لا يعدوا ولا يحصوا . بينما المسيحية لا تطلب من معتنقيها حفظ أو تلاوة الكتاب المقدس . فكان هذا مدعاة للنسيان والخطأ واستحالة التصحيح للمغير أو المبدل .
ـ يُقرأ القرآن خمس مرات يوميا خلال إقامة الصلاة حيث يقرأ جهرا ثلاث مرات وسرا مرتين غير الصلوات الأخرى المستحبة جعلت المسلمين الأوائل معتادين على سماعه وحفظه وهم يصلون خلف الأئمة بحيث إذا أخطأ الإمام في القراءة صحح المصلين له في الحال أي أن جمهور المسلمين مراجعين ومصححين لأخطاء القراء وهذه عملية مستمرة قبل جمع القرآن في كتاب واحد وبعد ذلك و حتى الآن ولو كان حدث تغيير بعد الجمع لصححوه أو لهاجت نفوسهم على من غير أو بدل في القرآن ولكن هذا لم يحصل بل كانوا واثقين ومطمئنين لصحة القرآن . وهذا أيضا غير متوافر في المسيحية فلا قراءة الإنجيل ولا دخول الكنيسة متكرر لهذا الحد فينطبع الإنجيل في نفوسهم كما أنطبع القرآن في نفوس المسلمين الأوائل والمعاصرين .
ـ أن البيئة العربية التي نزل فيها القرآن كانت معتادة على حفظ الشعر والنثر في الذاكرة بسهولة . وبالرغم أنهم كانوا يدونون ما يكتبون من مواثيق ورسائل إلا أن الحفظ في الذاكرة كان هو الأكثر اعتمادا و انتشارا بين العرب . وظلت دواوين الشعر الجاهلي محفوظة حتى بعد ظهور الإسلام .
ـ أن عملية جمع القرآن في كتاب واحد تمت على أيد الصحابة المقربين والمشهود لهم بالحفظ والأمانة وفي حضرة جميع من أمنوا بالإسلام من المهاجرين والأنصار ولم ينقل عنهم أنهم اعترضوا على كتابة أية واحدة أو أنهم وجدوا أخطاء فصححوها أو أن أحد قال نقصت أو زادت آية واحدة . لقد تم هذا في حضور عدد يعد بالآلاف من الصحابة المقربين الثقات الذين إن وجدوا الحاكم معوج قالوا له لنقومنك بسيوفنا وهذا ما حدث مع الخليفة الثاني عمر بن الخطاب لما طلب منهم تقويمه إذا اعوج. فلم يكن لأحد أن يمنعهم من قول الحق في كتاب الله وقد أمروا مراراً بالنصح و الأمر بالمعروف وقول الحق . بينما تمت كتابة الإنجيل حتى بدون حضور التلاميذ الاثنى عشر حتى يكونوا شهداء على صحته فهم كانوا حاضرين مع المسيح وشهدوا تنزيل الإنجيل والأحداث وقد أخذوه من فم المسيح عليه الصلاة والسلام ولكنهم لم يكونوا موجودين حين كتب الإنجيل فأين الشهود الذين شاهدوا الأحداث ليشهدوا على صحة النقل والكتابة .
ـ إن عملية جمع القرآن تمت في تجمع آمن وأخوي للمسلمين حيث كانت القوة والسلطة والغلبة للمسلمين الصحابة فلم يكونوا مضطهدين أو مطاردين تحت احتلال روماني أو فارسي أو أي عدو على غير دينهم أي أنهم كانوا مسيطرين على دولتهم وشئونهم الدينية تماما قادرين على حفظه وتطبيق وممارسة شعائرهم وشريعتهم في دولتهم متمكنين من نشر دينهم بحرية . فاجتماعهم في المدينة المنورة جعلهم شهداء متضامنون على عدم حدوث أي تغيير في القرآن . لم يتحكم فيهم سلطان وثني كما تحكم قسطنطين الوثني الذي لم يتعمد إلا على فراش الموت كما يقول تاريخ النصارى فجمع القساوسة فقرب من كانت عقيدته تقترب من عقيدته الوثنية واستبعد من صحت عقيدته وخالفت وثنيته . وهذا الذي توفر للمسلمين الأوائل لم يتوافر للمسيحية حيث رفع المسيح بسبب مطاردة الرومان واليهود وتفرق تلاميذ المسيح الأثنى عشر في الأقاليم مطاردين ومضطهدين في ظل سيطرة واضطهاد روماني وثني جعلهم مضطرين لإخفاء دينهم أحيانا أو مختفين عن الناس لم يستطيعوا إظهار شعائرهم ولم يستطيعوا أن يسيطروا على أو يصححوا الانحراف الذي حصل في العقيدة أو تفسيرات المبشرين ولم يراجعوا الذين كتبوا الأناجيل المختلفة وسقطاتهم وهم كثير وأنى لهم هذا وهم مطاردين في البلاد مختفين من أعدائهم . لم يجمعهم مكان واحد فيكونوا شهداء على بعضهم أو مصححون لمن أخطأ أو نسى منهم .
ـ كان الصحابة خير الناس حفظا وحبا وإخلاصا لدين الله وهم الذين تم على أيديهم جمع القرآن في كتاب واحد وكلهم معروف بحسن خلقه وحقيقة دينه ونسبه وقصة حياته تفصيلا ,منهم من ظل ملازما للرسول لمدة ثلاث وعشرين عاما, يتلقى منه ويتعلم منه ويمارس كافة تعاليم دينه, كانوا متحابين متعاونين وقد نقلت لنا كتب السير كل ما يثبت ذلك وعلى سبيل المثال الخليفة الأول أبو بكر الذي حارب مانعي الزكاة قائلا " أينقص الدين وأنا حي والله لو منعوني عقالا كانوا يؤدونه لرسول الله لقاتلتهم عليه " فهو لم يرض من الناس عدم تطبيق فريضة واحدة من شرائع الإسلام . وعند وفاة النبي صلى الله عليه وسلم أخرج جيش أسامة الذي قد جهزه الرسول للجهاد فنصحه بعض الناس بألا يخرج الجيش في مثل هذه الظروف فقال " أنفذوا بعث رسول الله " فهذا من حرصه تنفيذ ما أراده النبي حتى بعد مماته فلم يبدل ولم يغير . وهذا الخليفة الثاني عمر بن الخطاب يقول" قوموني إن رأيتم في اعوجاجا فيرد عليه أحد المسلمين والله لو رأينا فيك اعوجاجا لقومناك بالسيف " وهذا يدل على شجاعة الصحابة في قول الحق وحقهم في تقويم المعوج فمثل هؤلاء لو رأوا في كتاب الله تغيير أو تبديل لصححوه وقوموه وما منعتهم هيبة الخليفة . وحدث أن عمر قد رأى ارتفاع قيمة المهور فأراد أن يحددها .فوقفت له امرأة من المسلمين فقالت له " تريد أن تحرمنا ما رزقنا الله" فقال قولته التي تدل على أنه ليس مستبدا كملوك الرومان " أصابت امرأة وأخطأ عمر ".وفي مرة رأى أن المسلمين يحبون زيارة الشجرة التي ذكرت في القرآن فقطعها خوفا من أن يتبرك الناس بها على عادة الوثنية وحرصا على نقاء وصفاء دين الإسلام . هل توافر مثل هذا للمسيحية . انظر عن من أخذت النصرانية . بطرس الرسول كما يقولون أخبر عنه المسيح أنه سيتنكر للمسيح ثلاث مرات حين يصيح الديك وبالفعل بعد رفع المسيح وزوال الخطر عنه . سئل بطرس ثلاث مرات فينكر معرفته بالمسيح وتذكر مصادر المسيحية أن بطرس كان قد ضل وظن أن المسيح بشر فحسب تعبيرهم أن بطرس لم يكن يفهم عقيدة المسيح وقد كان من تلاميذه . فكيف يثقون فيمن لم يفهم عقيدة المسيح خلال سنوات صحبته ثم تنكر له.
وبولس الرسول كما يقولون قبض عليه الرومان فادعى أنه روماني الجنسية وقبض عليه اليهود فادعى أنه من الفريسيين يعني أسلوب مراوغة ومن يأمن للمراوغ . ونصح المبشرين أتباعه أن يتعلموا اللغات والسحر أو الحيل حسب تعبير الكتاب المقدس ما حاجة المبشرين لتعلم الحيل إلا لخداع الناس وإثبات أنهم يعملون المعجزات . ثم مِن مَن تلقى الدين المسيحي ؟ من بطرس الذي لم يستوعب عقيدة المسيح طوال سنوات صحبته وما المدة التي تعلم فيها الدين المسيحي ؟ خمسة عشر يوما في صحبة بطرس ثم تصاحب مع برنابه ثم تخاصم معه وطرده برنابه لماذا ؟ لفساد عقيدته وقد كان برنابه أسبق منه في المسيحية . من هم كتاب الإنجيل هل يعرف نسبهم أو سيرتهم أو حقيقة أيمانهم ؟ وعلى يد من أمنوا وتعلموا الدين ؟ لا تعرفون حقيقة كُتاب الإنجيل ومع ذلك سلمتم بصحة ما يقولون ولم تعرفوا حقيقتهم .
ـ المؤمنين من الصحابة يعدوا بالآلاف الذين عايشوا نزول الوحي وتلقوه من فم رسول صلى الله عليه وسلم ( فتح مكة تم بعشرة ألاف صحابي) فإن أخطأ منهم واحد أو عشرة أو اثني عشرة في القرآن صحح له بقية الآلاف وإن غير أو بدل واحد أو أثني عشر اجتمع عليه الآلاف يقوموه بالسيف . وهذا جعل عملية الثقة في عملية التواتر( نقل القرآن من جيل إلى جيل)أعلى وأكبر من أن يُشك في صحة النقل والتواتر . أي أن ألاف حفظوا القرآن من فم الرسول ثم لقنوه إلى عشرات الآلاف من الذين جاءوا بعدهم ثم لُقن وحُفظ بعد ذلك إلى مئات الآلاف من الذين جاءوا بعدهم وهكذا استمرت عملية التواتر وحفظت من الانقطاع , ومن المستحيل أن يجتمع الآلاف على كذب أو نسيان .
فكم عدد التلاميذ الذين عاصروا المسيح وأخذوا منه الإنجيل وتلقيتم أنتم منه الإنجيل ؟ واحد فقط هو بطرس الذي تنكر للمسيح ولم يفهم الرسالة حيث كان يظن المسيح بشر كما قال مؤرخي المسيحية . ثم من كان سيصحح لبطرس إن أخطأ وقد أفترق عن بقية التلاميذ . لقد أغفل كُتاب الإنجيل ذكر ماذا حدث لبقية التلاميذ الأثني عشر ومن علموه ولمن سلموا الرسالة أما بولس فلم ير المسيح ولم يتلقى عن التلاميذ إلا من بطرس . وكُتاب الإنجيل ممن نقلوه وكتبوه ومن هم الذين نقلوا منهم وكم عددهم وما حقيقة تدينهم ؟ لا يعرفون!!!
ـ لم يعرف الإسلام الكهانة ولا النظام الكنسي والذي كان يحتكر تفسيرات الدين ويفرضها على أتباعه ويمنح صكوك غفران للخاضعين لسلطانه والطرد لمن اعترض على شيء من معتقداته والذي كان يسوق الناس كالعميان ويحتكر فهم العقيدة .
ـ إن عدم ظهور نسخ أخرى للقرآن واحتجاج الناس بها لدليل على عدم التبديل أو التغيير في كتاب الله وما حدث أيام عثمان دليل على انتباه ووعي الصحابة وحرصهم على كتاب الله من التحريف , حيث ظهرت نسخ كتبت بلهجات محلية وبعد أن دخل كثير من الأعاجم في الإسلام وكانوا حديثي عهد بالإسلام والعربية فلم يحسنوا كتابة أو حفظ القرآن لعجمتهم فكان لابد من التصحيح حيث عين ألاف المسلمين متيقظة ومتحفزة لمن غير أو بدل وتم إخبار خليفة المسلمين الثالث ولم يكن يقل عن من سبقوه حفظا وأمانة لدين الله وكتابه فأمر بنسخ عدة نسخ من القرآن المحفوظ في المدينة المنورة وتحت عين المسلمين من الصحابة وكان يرسل النسخ المكتوبة ومعها قارئ حافظ ممن تربوا في مدينة القرآن يعني صوت وصورة لكل مصر من الأمصار ثم أمر بحرق النسخ التي كتبت ولم تكن موافقة للنسخة المحفوظة بالمدينة المنورة ,بموافقة الصحابة وبشهودهم ذلك, ولو لم يفعل ذلك لكانت فتنة وضلال كبير . ولنعم ما فعل ولولاه لظهر المؤلفون كما ظهروا في المسيحية , ولظهرت النسخ المتناقضة كما ظهرت في المسيحية ولكن هذا لم يحدث والحمد لله .
كل هذه العوامل حالت دون إضافة أي شيء للقرآن فاستحال تزويره أو الحذف منه أو تغييره , و إلى الآن لم يعترف المسلمون إلا بقرآن واحد وإله واحد ورسول واحد وقبلة واحدة وصلاة واحدة ." يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (32) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (33) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (34) يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ (35)"

موضوعات ذات صلة على صفحة .. إسلاميات

السبت، 8 مايو 2010

ثقافة الخوف






عندما أراد الله لبني إسرائيل أن يتحرروا من عبودية فرعون وإذلاله وقهره لهم اصطفى لهم إنسان لم يتربى ولم يعيش حياة الذل والقهر التي كانوا يعيشونها حتى بات الذل والجبن طبعا وثقافة ومكون أساسي لشخصيتهم " إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (4) وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ (5) وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ (6) "القصص " فلو رُبي موسى بين بني إسرائيل ربما اعتاد واستمرأ حياة الذل والمهانة التي كان يحياها بني إسرائيل " فَالْتَقَطَهُ آَلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا..." ولربما ما قدر على تحمل أعباء الرسالة وقيادة بني إسرائيل إلى العزة والكرامة التي أرادها الله لورثة الوحي بقية المؤمنين في الأرض في زمانهم .
وكذلك الله سبحانه وتعالى عندما أراد للعالم المستَعبد المقهور تحت سيادة الروم والفرس أن يتحرروا من عبادة البشر والحجر , اصطفى لهم العرب لأنهم لم يكونوا محكومين بقوانين العبودية التي كانت تحكم العالم في هذا الزمان حيث لم يكونوا محتلين ولم يحكمهم ملوك وطواغيت ذلك الزمان .
ولما تحررت الشعوب من ذل العبودية والتبعية والقهر التي كان يمارسها فراعين ذلك الزمان الفرس والروم وخاصة في عصر النبي صلى الله عليه وسلم والراشدين من بعده بدأ مؤشر التحرر والعزة في الانخفاض حتى صرنا الآن في ذيل الأمم وأضعفها بل صرنا فريسة مقبوض عليها بفكي أسد فك الغرب الاستعماري وفك النظم التابعة له والتي نصبها علينا قبل خروجه العسكري.
لاشك أن البيئة لها تأثير كبير في تشكيل نفسية الفرد والمجتمع وعصور القهر الأخيرة التي عشناها سواء قبل خروج المستعمر أو بعده كان لها أثر كبير في أوضاعنا الحالية والمتردية التي هي سبب في تأخرنا وتخلفنا وفقرنا وضعفنا , بل إن عصور الاستبداد التي سبقت الغزو الاستعماري الأخير كان سببا رئيسيا في قابليتنا للاستعمار.
فقد كان الحكم في هذه الفترة بالحديد والنار ولم نستمتع بحياة ديمقراطية سليمة كغيرنا من الشعوب أو كالتي أسسها سلفنا الصالح من الخلفاء الراشدين ومارست الحكومات المتعاقبة كافة أشكال القهر والإذلال لكل من عارض سياستها الظالمة حتى استمرأنا واعتدنا حياة الذل والقهر والمهانة وأنشأت فينا القابلية للاستعمار حتى صار الاستبداد جزء أساسي من مكونات ثقافتنا وجرت على ألسنتنا أمثلة تعكس حقيقة نفسية وثقافة مجتمعنا البائس المغلوب على أمره منها " من خاف سلم " أو " يا بخت من بات مظلوم ولا بات ظالم " أو " يا بخت من قدر وعفي " كذلك المثل القائل " إن كان لك عند الكلب حاجة قل له يا سيدي " وهذه الأمثلة بالرغم أن لها استعمال صحيح في مواضع خاصة إلا أنها في ثقافتنا نلاحظ أنها تقال في غير موضعها ويستشهد بها لتبرير التقاعس عن طلب الحق من صاحب قوة أو سلطان أو للتهاون بالأخذ على يد الظالم القوي وهي تعكس حالة الخوف والسلبية التي انتابت مجتمعنا في عصور القهر و الاستبداد السياسي التي مر بها مجتمعنا عبر سنين عديدة مرت أثرت على شخصية المسلم وجعلت الخوف من ذوي السلطان ثقافة مشهورة وبالرغم من أنها ثقافة سلبية إلا إن المجتمع لا يتحرج من إظهارها أو التمسك بها بل و تحريض الغير عليها .
وانتشار هذه الأمثلة على الألسن أيضا تعكس حالة غياب القيم الإسلامية النبيلة من حياتنا الاجتماعية ما أحوجنا لنحييها في مجتمعنا .
وبالرغم من الصحوة الإسلامية وكذلك انتشار الفضائيات الإسلامية ودعاتها ـ وكان لهم فضل في نشر كثير من الفضائل الإسلامية ـ إلا أن فضيلة الشجاعة مازالت مفتقدة في شخصية المسلم ولعل ذلك ناتج من أن بعض الدعاة أصلا يفتقدون الشجاعة ويجعلون لهم خطوط حمراء أكثر من المساحة المتاحة من الحرية والشجاعة التي يتمتع بها رجل الشارع العادي وبعض الصحفيين والنشطاء في مجال السياسة وحقوق الإنسان على مختلف تياراتهم الفكرية .
وبالرغم أن تعاليم ديننا العظيم تحث المسلم على التحلي بالشجاعة والشهامة والانتصار للحق مهما كانت تكاليفه, والشجاعة الإنتصار للحق وعقاب الظالم هي في الأصل فطرة فطر الله تعالى الناس عليها ولهذا جاءت الآيات والأحاديث موافقة للفطرة وقد فاضت بالحث على الشجاعة والانتصار للحق , فالإسلام يجعل من صفات المؤمنين أنهم إذا ظُلموا أو ضُربوا أو قوتلوا أنهم يثأرون لأنفسهم وذلك في قوله تعالى " وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ " (39)الشورى ثم أن الله يشجع المسلم ألا يبات مظلوما لأنه مؤيد بنصر الله في قوله تعالى " ذَلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ"(60)الحج والآية الآتية تمدح الذين ينتصرون لحقوقهم " إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ "(227)الشعراء .
وشن حملة على من يتبع الظالمين ولعن من يسير ورائهم " وَتِلْكَ عَادٌ جَحَدُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ وَعَصَوْا رُسُلَهُ وَاتَّبَعُوا أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ (59) وَأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا إِنَّ عَادًا كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلَا بُعْدًا لِعَادٍ قَوْمِ هُودٍ "(60) بل وجعلهم من الفاسقين " فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ "(54)الزخرف .
والرسول صلى الله عليه وسلم يفصل ويشرح ويؤكد على هذه المعاني ويجعل الموت من أجل الدفاع عن المال أو العرض أو الدين أو النفس شهادة وهذا قمة التحريض على الشجاعة والإقدام, وذلك في قوله " من قتل دون ماله فهو شهيد ومن قتل دون أهله فهو شهيد ومن قتل دون دينه فهو شهيد ومن قتل دون دمه فهو شهيد "رواه أحمد
ويجعل قول الحق للطغاة وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر أفضل الجهاد
عن أبي سعيد الخدري؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((أفضل الجهاد، كلمة عدل عند سلطان جائر)).رواه بن ماجة والترمذي وأحمد بألفاظ مختلفة
ويستعيذ من الجبن ويجعله من شر ما يوصف به الرجل أبا هريرة يقول:
سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول:
"شرُّ ما في رجلٍ شحٌّ هالعٌ وجبنٌ خالعٌ ".رواه أبو داود
لاشك أن هذه من سنن نبينا صلى الله عليه وسلم ولكنها غائبة عن خطابنا الدعوي وقليلا ما تذكر بالرغم من حاجتنا الملحة لقيمة جهاد الطغاة بالكلمة والموقف
ومن مواقف سلفنا الصالح في الشجاعة والجرأة على قول الحق موقف عمر عندما خطب المسلمين فقال إن اعوججت فقوموني فقام رجل من المسلمين فقال والله لو رأينا فيك اعوجاجا لقومناك بسيوفنا , وعندما أراد أن يحدد قدرا معينا من المهور للنساء فقالت له امرأة اما سمعت قوله تعالى "... وَآَتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا ..." فقال أصابت امرأة وأخطأ عمر, وروي عن سعيد بن المسيب التابعي الجليل أنه دعي للبيعة للوليد وسليمان بعد عبد الملك بن مروان،" قال: فقال: لا أبايع اثنين ما اختلف الليل والنهار، قال: فقيل: أدخل من الباب وأخرج من الباب الآخر، قال: والله لا , فيقتدي بي أحد من الناس " وروى لنا التاريخ عن سعيد بن جبير حين سأله الحجاج عن رأيه فيه فقال له غير خائف ولا راغب " ظالم، تلقى الله بدماء المسلمين.فقال الحجاج: علي بالذهب والفضة، فأتوا بكيسين من الذهب والفضة، وأفرغوهما بين يدي سعيد بن جبير .قال سعيد: ما هذا يا حجاج؟ إن كنت جمعته، لتتقي به من غضب الله، فنعمّا صنعت، وإن كنت جمعته من أموال الفقراء كبراً وعتوّاً، فوالذي نفسي بيده، الفزعة في يوم العرض الأكبر تذهل كل مرضعة عما أرضعت. أليس هذا فهم سلفنا الصالح لهذا الدين.
لكن الاجتزاء من الدين والتبعيض والانتقاء من الأحاديث ومن أقوال السلف ونسيان حظا مما ذكرنا به هو الذي ضيع قيمة ديننا وشموله وبيانه لكل شيء وهذا الذي أعجزنا عن بلوغ العزة والنصر والتمكين لهذا الدين وإقامته في سائر مجالات الحياة التعبدية والخلقية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية فضلا عن عجزنا عن قهر الطغاة.

الأربعاء، 14 أبريل 2010

حق التغيير



في هذا العصر كثرت الأحداث التي جعلت كثير من الشعوب تنتفض وتتظاهر وتثور من أجل الحصول على حقوق ضائعة أو للتعبير عن اعتراضها على قانون تم تشريعه لا يخدم مصالح أو توجهات الشعوب أو ضد حرب ضد الإنسانية أو استبداد حاكم أو نظام أو ضد تزوير انتخابات .
وكثير ما يحدث استجابة للسلطات جزئياً أو كليا لهذه المطالب وأحياناً أخرى يحتاج الأمر إلى مزيد من التظاهرات والجولات قد تحتاج إلى سنين حتى يتم الاستجابة للرأي العام ولكن في العموم فإن التظاهرات تحدث تأثير ولو قليل في توجهات الحكومات ولنضرب مثلاً فإن التظاهرات المستمرة والقوية في سنة 1919استطاعت أن تغير قليلا في حياة المصريين إلى الأفضل واحتاج الأمر إلى المزيد حتى تحولت القوات الإنجليزية من قوات احتلال إلى قوات رابضة في القناة بمعاهدة وهذا لاشك أفضل من احتلال كامل يتحكم في كل شيء في حياتنا ولو كان الشعب بذل جهدا أكثر في هذا الشأن لكنا حصلنا على استقلال تام و في سنة 79 استطاعت المظاهرات القوية والمستمرة أن تزيح شاه إيران من الحكم وأن تنقل إيران إلى أقوى دولة إقليمية و في التسعينات استطاعت أن تزيح شاوشيسكو دكتاتور رومانيا عن الحكم وكذلك كارلوس في الفلبين وسوهارتو في اندونيسيا وبدون حرب عصابات أو كثير من الدماء البريئة وكذلك استطاعت أن تفرض على أوباما في أمريكا أن يجعل الانسحاب من العراق ضمن برنامجه الانتخابي , والمظاهرات الأخيرة بسبب الاعتداء الإسرائيلي على غزة جعلت بعض الأطراف الدولية تتحرك ولو بشكل غير ضعيف من أجل محاولة وقف نزيف الدماء بل جعلت إسرائيل تتوقف عن مزيد من الدماء بعد أن أخفقت في تحقيق أهدافها وبعد أن خافت على سمعتها العالمية بعد أن اندلعت المظاهرات ضد الحرب على غزة في جميع أنحاء العالم من اليابان وكوريا شرقا إلى أمريكا وتشيلي غربا , وحاليا في قرغيزيا جعلت الرئيس كرمان باكييف المستبد هاربا من شعبه يخشى العودة إلى العاصمة بعد أن تسلمت المعارضة الشعبية السلطة. بل إن الانقلابات العسكرية التي تحدث في بعض الدول إذا أرادت أن تكتسب شرعية لنفسها سيرت المظاهرات الشعبية ولو بالإغراء بالمال.
إذن هذه التظاهرات كوسيلة لها نتيجة مؤكدة في تغيير مسار الشعوب والحكومات وإن حدث مرة لم يحدث فيها التظاهر اثر فليس هذا حكم عليها بعدم الفائدة فقد يكون ذلك بسبب ضعفها أو أن الأمر يحتاج إلى جولات مستمرة وعديدة وهذا رد على كل من يقولون لا فائدة من التظاهر أو أن ضررها اكبر من نفعها , وهي وسيلة مهمة لاشك فيها ويقدر عليها كل إنسان حتى إن النساء والأطفال يشاركون فيها أحياناً " وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ" (71) التوبة. ولهذا لابد من دراسة الموضوع وتأصيله من الناحية الشرعية حتى نقف على مدى شرعيته وأهميته .
مشروعيته :
الحقيقة أن التظاهر هو وسيلة للتغيير باللسان هو إنفاذ لأمر الله تعالى "وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ" (104)ال عمران وهو التطبيق العملي لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم " من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وهذا أضعف الإيمان "وهي أيضا أعظم الجهاد كما قال صلى الله عليه وسلم "أعظم الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر" فالتظاهر هو إنكار باللسان بشكل جماعي ولاشك أن الجموع تعطي له أثر اكبر بكثير من الإنكار فـُرادى , بل كلما كثرت الجموع زاد أثرها وتحسنت النتيجة المرجوة , أما من ناحية أنه إنكار جماعي فذلك أن كل تعاليم الإسلام وتوجيهاته جاءت بصيغة الجمع مثل قوله " يا أيها الذين آمنوا .." والتي تكررت في القرآن الكريم بشكل كبير جدا.
كذلك التظاهر ينفي عن المسلمين اللعن الذي استحقته بني إسرائيل " عن عبد اللّه بن مسعود، قال:قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "إن أول ما دخل النقص على بني إسرائيل كان الرجل يلقى الرجل فيقول: يا هذا اتق اللّه ودع ما تصنع، فإِنه لا يحل لك، ثم يلقاه من الغد فلا يمنعه ذلك أن يكون أكيله وشريبه وقعيده فلما فعلوا ذلك ضرب اللّه قلوب بعضهم ببعضٍ" ثم قال: {لُعن الذين كفروا منن بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم} إلى قوله: {فاسقون}" ثم قال: "كلاَّ واللّه لتأمرن بالمعروف ولتنهونَّ عن المنكر ولتأخذنَّ على يدي الظالم ولتأطرنه على الحقِّ أطراً ولتقصرنه على الحقِّ قصراً أو ليضربنَّ اللّه بقلوب بعضكم على بعضٍ، ثم ليلعنكم كما لعنهم".رواه أبو داود والبيهقي أليس هذا ما نقله لنا السلف الصالح
أهميته :
ـ هي أكثر وسيلة تصل إلى سمع وبصر الظالمين مباشرة بدون وسيط ,وهي لاشك أفضل من غيرها من الوسائل التي تقال في الغرف المغلقة وبعيدا عن أعين الظالمين حيث تنقلها وسائل الإعلام إلى أعينهم وآذانهم صوت وصورة فهي أكثر جدوى من كلمة مقروءة أو مسموعة لا تصل إلى سمع وبصر الظالمين .
ـ يقلق مضاجع الظالمين ويجعلهم يعيدون حساباتهم ويعملوا ألف حساب عندما يريدون أن يمرروا ظلما أو يقروا قانونا يغضب الله تعالى .
ـ يُعلم الناس الشجاعة في الحق أن هناك طريقة للتخلص من الظلم وتغيير الواقع المر وأن هناك من يشاركهم الهم غير خانع ولا ذليل ولا ينتظر الفرج من السماء بدون عمل ولا حركة فيقتدوا بهم وتعظم المشاركة المجتمعية وتخلص المجتمع من السلبية السائدة , وبها يتعرف الناس على طريقة صحيحة تناسب الظروف والعصر ولا تخالف الشرع .
ـ لاشك أن توقيف الظالمين عند حدودهم يمنعهم من التمادي في الظلم وفي تعديل سياساتهم لتكون أبعد عن الظلم واقرب للعدالة .
ـ أن السكوت يظنه الظالم رضا مما يجعله يتمادى في ظلمه فينتج عن ذلك أن تسوء أوضاع الناس وتسير من أسوء إلى أسوء وهذا ما سار عليه حالنا .
ـ أنها أكثر وسيلة يخشى منها الظالمون وتجعله ضعيفا أمام الرأي العام وتضعف شرعية نظامه ولذلك يعدوا لها عدتها ويعملوا لها ألف حساب أكثر من غيرها من الوسائل .
ـ الواقع والتاريخ المعاصر يشهد بأثرها في التغيير ونتيجتها في تحسن مسيرة الشعوب إلى الأفضل .

ـ أنها شهادة على ظالم أو ظلم أمرنا الله أن نشهد عليه وألا نكتمه بل نقيمه على كل ظلم أو ظالم " ...وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا (3)الطلاق .

ـ أخيرا هو متنفس سلمي للتغيير أفضل من العمليات المسلحة التي تسيء إلى الإسلام والتي قد تذهب فيها أرواح بريئة ليس لها ذنب والتي تتبناها بعض الجماعات المعارضة
شبهات:
ـ وهناك من يقول إنها بدعة لم يأت بها الإسلام وكلنا نعرف أن البدعة إنما تكون في الدين والشعائر أو النسك وليس في الوسائل والأشكال فالإسلام أمرنا بتغيير المنكر وحدد درجاته ولم يحدد وسائل . وللناس أن تختار الوسيلة المناسبة وفق الشروط التي حددها العلماء وهي :
1 ـ ظهور المنكر
2 ـ ألا يؤدي إزالة المنكر إلى منكر أكبر منه
3 ـ أن يكون الإنكار على منكر متفق على أنه منكر وليس مختلف فيه
4ـ ألا يتم إزالة المنكر بمنكر اكبر منه
والشرع لم يحدد وسائل بعينها فيجوز التغير بالوعظ والخطابة أو الكتابة والنشر في الصحف أو الانترنت أو الحديث الإعلامي أو التظاهر أو الحوار مع الناس أو غيره مما يبتكر في كل عصر المهم الالتزام بالشروط الشرعية.
ـ والتظاهر ليس خروج على الحاكم لأن الخروج المنهي عنه هو الخروج المسلح والتظاهر ليس فيه أي سلاح ولا حتى عصا أو شومة والذين حرموا التظاهر قياساً على الذين خرجوا على سيدنا عثمان رضي الله عنه قياس غير صحيح لأن الذين خرجوا على سيدنا عثمان خرجوا مسلحين ومن أجل باطل وعلى حاكم عادل والتظاهر موضوع الدراسة مختلف تماماً عن هذه الصورة المحرمة فهو سلمي وباللسان واللافتات أو الصور المعبرة عن موضوع التظاهر .
ـ وقد يقولون أن التظاهر دعوة للفتنة وهل هناك فتنة أكبر من إبعاد شرع الله عن الحياة وتغليب الغش والكذب والزور والإباحية ونهب أموال الناس بالباطل وإفقارهم وإمراضهم وتجهيلهم أليس بفتنة أم أن هؤلاء قد استمرءوا هذه الأوضاع فصار المنكر معروفا والمعروف منكرا أم أنهم يعتبرون ما يتعرضون له من ضرر فتنة؟ .
ـ أما من يحرم التظاهر بسبب ما قد يحدث من ضررـ وهو محتمل وليس مؤكد ـ على المتظاهرين تقوم به السلطات فإن تحمل هذا الضرر وهو الأصغر مقدم على تحمل ضرر عدم إنكار المنكر وهو الأكبر والمؤكد فإن حقن دماء المسلمين في غزة أو حماية الأقصى من الهدم أو تغيير ظلم أو منكر وهو الأثر الذي يُرجى من هذه التظاهرات مقدم على ضربة عصا في سبيل الله أو حبس هو للمسلم خلوة مع الله والأجر والثواب على قدر المشقة " أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ "(3)العنكبوت.إن من يغلق هذا الباب يفتح باب أخر هو أشد وأنكى وهو العمليات الإرهابية
ـ والتظاهر هو لاشك خير من السكون والسكوت وهو مطلب الذين يحرمونه علينا فإن سكوتنا علامة رضانا على ما يحدث وهو ما يشجع على التمادي في الظلم والقتل , والسكوت هو مطلب كل ظالم فتحريم التظاهر هو خدمة مجانية لكل ظالم بل للعدو إن العدو أو الظالم يريد أن يقتل أو يظلم بدون إزعاج وبدون تلويث سمعته العالمية التي يحرص على أن يظهر فيها بمظهر الضحية المعتدى عليها أو السلطة الشرعية ونعوذ بالله أن نكون من خدام الأعداء أو الظالمين.
ـ وقد يكوم الدافع للتحريم هو ضعف وخوف على البدن أو على الجاه والهيبة والمكانة أو خوف من فقدان لذات الدنيا فأقول لهم اجعلوا خوفكم من الله هو أكبر وأعلى واطمعوا فيما عند الله هو خير وأولى و تذكروا قوله تعالى" الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل*فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم *إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين"

موضوعات ذات صلة على صفحة .. إسلاميات

الاثنين، 29 مارس 2010

اتفاق الفاشلين



اتفاق العالمانين الليبراليين واليساريين " شيوعيين سابقا و يجوز لاحقا " على استبعاد الإخوان من تجمعهم المسمى الائتلاف الديمقراطي المصري..... وهو يعني أنهم استبعدوا الإسلام كمكون رئيسي للشخصية المصرية وهو ما يعني فشله الزريع والسريع إنشاء الله لأنه لم يثبت نظام أو حزب في مصر يرتكن على ما هو غريب ويخالف ثقافة 95% من الشعب المصري .
وكما حُكم بالفشل من قبل على التجمع اليساري الذي حاول اليساريون في مصر أن يقيموه وبمعجزة إلهية يموت نجيب الهلالي الذي فوضوه ليصيغ لهم ميثاق التجمع اليساري ولم يفلحوا في لم شمل الأطياف اليسارية في مصر سيموت هذا التجمع العالماني ولن يكون له ذكر أو شعار مرفوع وفي القريب العاجل إن شاء الله .
ولن يجد من يؤيدهم أو يسير خلفهم وأتحداهم إذا دعوا إلى وقفة أو مظاهرة أو مؤتمر أن يجدوا من يقف معهم إلا إذا فعلوا كما تفعل بعض الأحزاب الورقية عندما يريدون حشد بعض الناس للتصوير في خطبة زعيم الحزب بعمل وليمة فتة باللحمة بعد الاستماع إلى الخطبة .
إنهم مجتمعين ليس لهم ربع عدد نواب الإخوان في مجلس الشعب فضلا عن فشلهم في التواصل مع الشعب أو الشباب إنه تجمع الفاشلين.
ومن الغرابة أن الليبراليين يعتبرون عبد الناصر أكبر دكتاتور وهو الذي اغتال الديمقراطية الناشئة في مصر و أن لينن أكبر مجرم في التاريخ الإنساني بينما الناصريين والشيوعيين يعتبرون عبد الناصر و لينن آلهة الإصلاح الديمقراطي , إنه تجمع الزيت و النار.
وتجربة كل الفريقين في مصر أمر وانكي فالفريق الليبرالي قبل انقلاب يوليو حكمه مشوب بالتعاون مع المستعمر والرأسمالي و التهام حقوق الغلابة و الفلاحين
والفريق الشيوعي الناصري حكمه وبقاءه كان مرهون بفتح المعتقلات و كتم الأفواه وإزهاق الأرواح هذه تجربة الفريقين التي نريد أن نتجاوزها و مع ذلك يريدون أن نتجرع مرارة الماضي الذي نعيش في ظلاله الخانقة .
كما أعتقد أن حملة التضامن مع البرادعي هي حملة اليائس من الإصلاح والغريق المتعلق بقشة البرادعي يظن أنه المنقذ من التوريث ولكن الحقيقة أن المنقذ من التوريث و الطريق للإصلاح هو الجهاد السلمي طويل النفس و مع من لهم تاريخ في النضال و مشاركة في هموم الوطن , ولو تمت المقارنة بتاريخ البرادعي بتاريخ عصام العريان أو حمدين صباحي لكان نصيبه صفر من عشرة مع مرتبة القرف , أما التعلق بمن ترضى عنه أمريكا وعينته حارس على أمنها وأمن إسرائيل على بوابة الوكالة الذرية و لم يأخذ شهيق أو زفير لتخرج من فمه كلمة تغضب إسرائيل أو تهدد ملفها النووي الذي يهدد أمن مصر أولا
ثم يتعدى على ثقافة80مليون مصري برغبته في حذف مادة الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي للتشريع في الدستور المصري و التي تعد أعظم وأنظف مادة وردت في الدستور المصري فالسير خلفه كالجري إلى السراب الذي يحسبه الظمآن ماء .

موضوعات ذات صلة على صفحة .. العالمانية

الأربعاء، 3 مارس 2010

سقط من الخطاب

قال الله تعالى"وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَى هَؤُلَاءِ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ" (89)النحل
قوله تعالى تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ توضح أن الإسلام دين شامل ومنهج حياة كامل لم يفته شيء ثم آيات أخرى تحرم علينا الأخذ ببعض الكتاب وترك بعضه "...أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ
"(85) البقرة
ومع ذلك يسقط من خطاب بعض الدعاة والعلماء في خطبهم ودروسهم وكتبهم بعض الأحكام والتعاليم الربانية ولا حتى ينوهون عنها مجملا .
ـ مثل قوله الله تعالى " وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ (49) أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (50)المائدة
هذا الأمر الرباني الواضح بتحكيم شرع الله كله يسقط من الخطاب الدعوي لبعض دعاة الإسلام فيتغاضوا عن مطالبة الحكام بتحكيم شرع الله في كل صغيرة وكبيرة.

ـ قال الله تعالى "
وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ
(38)الشورى
فسقط من خطابهم مطالبة الحكام بالشورى وأن تزوير شهادة الناخبين من أعظم الذنوب " ألا وقول الزور ....
واستيلاء العائلة الواحدة على الحكم من ظلام الجاهلية الأولى الذي هدمه الإسلام ولكن جاء مثل هؤلاء فأقروه وهاجموا من أراد أن يعيد الإسلام إلى مبدأه من الشورى والعدل .

ـ وقال تعالى " إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ "
سقط من الخطاب أن وحدة المسلمين بإقامة الخلافة أو الإتحاد أو التحالف والتناصر الذي يجمعهم يمكنه أن يعفيهم من طلب النجدة من أمريكا لتحميهم من صَدّام أو من إيران وما احتاجوا إلى تواجد عسكري للصليبيين في جزيرة الإسلام وحِصنه الذي طهره رسول الله من كل مشرك وأجلى عنها خير السلف عمر بن الخطاب كل كتابي

ـ الله تعالى قال "
وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآَخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ
(60) "الأنفال
ـ وأنه تعالى قال "
لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ
(25)"الحديد
ولكن سقط من الخطاب أن يطالبوا حكامنا بإعداد وتسليح الأمة بكل قوة حربية حديثة ولم ينكروا عليهم صرفهم المال على قصورهم وبنائهم وخدمهم وحشمهم وحراسهم ومباهج وزينة ابتدعوها ما شرعها الله لهم

ـ وقال صلى الله عليه وسلم "إنّما هلك الذين من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحدَّ، وايم اللّه لو أنَّ فاطمة بنت محمَّدٍ سرقت لقطعت يدها".
أن نجد بعض دعاة الإسلام يشنعون على الناس ارتكاب السرقات التافهة وفي نفس الوقت يتغاضون ويذهب صوتهم عن سرقات بالملايين وعلى نطاق واسع من أموال الشعب بواسطة قياداتها السياسية وثروات أجيال من الشعب تنهب لصالح أوربا وأمريكا

ـ وقال تعالى "
وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآَنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ
(26)"فصلت
وقوله "
وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ
(6)لقمان
فحرموا على الناس مطلق الغناء وحذروهم من مشاهدة هذا الإعلام وسقط من خطابهم التحذير و النكير على من يذيع هذه الضلال و الحكام الذين يحمونه ويبقون عليه ويدعموه , فلم يطالبوهم بتطهير إعلامهم من الإباحية والعري والضلال ولم يقولوا لهم أن حكم الله فيكم هو حكم الإفساد في الأرض
بل حاربوا وجرحوا من أراد أن يقيم دولة تحكمها القيم الإسلامية في إعلامها وثقافتها .
هل تعرف أن خير السلف عمر بن الخطاب رضي الله عنه، حرق حانوت الخمار بما فيه, وحرق قرية كاملة كان يباع فيها الخمر.

ـ قال تعالى "
وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ
(104)"آل عمران
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "إن الدين النصيحة، إن الدين النصيحة، إن الدين النصيحة" قالوا: لمن يا رسول اللّه؟ قال: "للّه وكتابه ورسوله وأئمة المؤمنين وعامتهم، أو أئمة المسلمين وعامتهم".
بالرغم أن الخطاب شامل لكل الناس إلا أن بعض الدعاة قسموه فسقط من خطابهم الأمر والنهي للحكام , بل كتموا العلم عن الناس فيما يخص الحكام من الواجبات تقصيرا أو خوفا أو إتباعا للطاغوت
وانظر إلى أفضل السلف ماذا فعل
روى ابن أبي شيبة عن حذيفة قال: دخلت على عمر وهو قاعد على جذع في داره وهو يحدث نفسه، فدنوت منه فقلت: ما الذي أهمك يا أمير المؤمنين؟ فقال هكذا بيده وأشار بها، قال: قلت: الذي يهمك والله لو رأينا منك أمرا ننكره لقومناك قال: آلله الذي لا إله إلا هو لو رأيتم مني أمرا تنكرونه لقومتموه؟ فقلت: الله الذي لا إله إلا هو لو رأينا منك أمرا ننكره لقومناك. قال: ففرح بذلك فرحا شديدا وقال: الحمد لله الذي جعل فيكم -أصحاب محمد- من إذا رأى مني أمرا ينكره قومني .
أليس السعي إلى عودة مثل هذه السيرة وهذا الحكم من خير الغايات والسعايات .
ـ وقال الله "
إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآَتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ
(76) وَابْتَغِ فِيمَا آَتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآَخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (77)
ـ لقد شن القرآن الحرب على القارونية الكانزة المسرفة التي لا ترغب إلا في العلو في الأرض والفساد , فلماذا سقط من خطابهم النكير على هذا الإسراف وتبديد الأموال في مصارف الغرب وحرمان الأمة المسلمة من هذا المال .

هؤلاء الصنف من الدعاة أحسبهم قليلي الشجاعة والهمة والفهم أكتفوا بنهي ونصح الضعفاء من الناس الذين ليس بيدهم قوة ولا حيلة والذين هم في الأصل فريسة إعلام الطغاة وثمار مدارسه التي غسلت عقولهم من الدين والتدين وتغاضوا عن نصح من بيدهم الحل والعقد من الحكام والساسة وجندهم , بل إن بعضهم تطوع مخلصا لمهاجمة وتجريح من لديه الشجاعة في الجهر بالحق ونصح الحاكم والإنكار عليه .
وقد صدق عليهم قوله تعالى " لتركبن طبق عن طبق " فقالوا كما قال النصارى دع ما لقيصر لقيصر وما لله لله أي ترديد ما يقوله العلمانيين من ترك الميدان لولي الأمر يرتع فيه كما يشاء فهو يصّرفه كما يريد لا كما أراد الله وكأنه معصوم كما هو عند الشيعة .
الشيء العجيب أن تجد صحفيا أو إعلاميا علماني أو شيوعي وأحيانا أنثى ويفتقد إلى ما يملكه الدعاة من العلم بالدين , عنده أو عندها من الشجاعة ما ليس عند بعض الدعاة فيجهر بالحق وينكر على الوزير ورئيسه ,بينما الشيخ قد غض صوته ونسى حظا مما ذكر به , وهذا ما يجعل كثير من الناس يصدون عن الدعاة وتهتز ثقته بهم , ويجعلهم يظنون أنهم خَدمة الحُكام وليس خَدمة الأحكام, أو أن دعوتهم شهرة وأجرة وليس جهاد ونية , ويفتح الباب لدعوات أخرى تتبنى المظالم وتخاصم الدين, وتحتل ساحات تخلى عنها بعض دعاة الإسلام . هذه صيحة مستغيث !!!


موضوعات ذات صلة على صفحة .. إسلاميات

الجمعة، 22 يناير 2010

اسطوانة اضطهاد الأقباط

"الزن على الأذن أمر من السحر" هكذا يقول المثل الدارج , وهذا ما استخدمته الصهيونية العالمية حتى كونت لها وطن قومي في فلسطين , وما زالت تمارس هذا العمل لاستجداء المعونات والدعم لبقاء هذا الكيان على قيد الحياة , وكما يقال أيضا " الحياة تجارب " فإن الأقباط المصريين أخذوا التجربة من اليهود , وقاموا بعملية" إعادة تدوير " وكونوا المنظمات والجمعيات التي تقوم بعملية الزن والتكرار وافتعال المشاكل وتضخيمها واستفزاز المسلمين في مصر ,وعلى نفس نغمة الصهاينة "الأقباط السكان الأصليين والمسلمين غزاة ", وفي النهاية ستحتل مصر بحجة حماية النصارى كما احتلها الإنجليز من قبل بحجة الثأر لمالطي قتل في الإسكندرية , أو تكوين دولة للمسلمين في الشمال ودولة للنصارى في الوسط ودولة للنوبة في الجنوب حسب ما نشر عن عملية إعادة تقسيم مصر ,أو تدعيم أسباب التدخل الخارجي أوتضخيم وتكريس العداوة بين المسلمين والأقباط بهدف تكوين حائط صد ضد أي حوار يستهدف إجهاض عملية التحول من المسيحية للإسلام أو كل هذا وعلى مراحل.

أو على الأقل الضغط واستغلال كافة الفرص لمزيد من المكاسب والمزايا التي تفوق مكاسب المسلمين في مصر بالنسبة لنسبتهم العددية التي تقدر ب95% من عدد سكان , بينما الأقباط (5%من سكان مصر) يحوزون على مكاسب ومزايا تفوق بكثير نسبتهم العددية في مصر وعلى سبيل المثال لا الحصر كالآتي :

المكاسب والمزايا الاقتصادية :

ـ ثلث ثروة مصر من الشركات والمتاجر ملك الأقباط , وهذا ما صرحت به وزيرة القوى العاملة , وقد توصلوا لهذه الثروة أيام الإنجليز , ففي الوقت الذي كان المسلمين يستحرمون الاقٌتراض من البنوك و يضعون أموالهم في البنوك بغاية الحفاظ عليها من السرقة كان الأقباط يقترضون هذه الأموال ويستثمرونها ويقيمون مشروعاتهم الخاصة .

ـ 40% من صيدليات مصر يملكها الأقباط حسب إحصائيات نقابة الصيادلة .

ـ معظم شركات الأدوية يملكها الأقباط أو مشاركون لشركات أجنبية .

ـ 45% من محلات الذهب في يد الأقباط وهذا ما نلمسه بأعيننا .

ـ تغلغل مكثف في شركات إنتاج السينما و المسلسلات والتلفزيون منذ أيام الإنجليز حتى الآن وتواجد مكثف لممثلين أقباط ومخرجين وبأسماء لا تدل على تبدوا مسلمة لمن لا يعرف " هاني رمزي ـ لبلبة ـ ماجد الكدواني ـ حلمي رفلة ـ رمسيس نجيب أورسكوم"وهي تعمل على تغييب الهوية المسلمة للشعب المصري .

ـ معظم الشركات الأجنبية العاملة وهي كثيرة في مصر تختار قادتها الإداريين من الأقباط .

المكاسب والمزايا السياسية والقانونية :

ـ كثير من قادة الجيش أقباط وهذا ليس موجود في دولة كفرنسا يمثل المسلمون فيها نسبة 10% من السكان .

ـ وكيل البرلمان قبطي وأعضاء في البرلمان يختارهم رئيس الجمهورية بنفسه .

ـ وزيرين من الأقباط أحدهم يوسف بطرس غالي حفيد بطرس غالي قاضي محكمة دنشواي أيام الاحتلال الإنجليزي .

ـ محافظين أقباط وقضاة قارن هذا بدول أوربا التي يتواجد فيها المسلمين بنسبة عددية أكبر من نسبة الأقباط في مصر .

ـ الآن يخاف مسلم أن يذهب ليشتكي مسيحي لأنه يعرف انحياز رجال الشرطة للأقباط وسيواجه بقول الشرطي " أنت عايز تعمل فتنة طائفية " .

ـ مساواة تامة في الوظائف العامة في الدولة والجامعات والهيئات القضائية , أين ذلك في أوربا وأمريكا للأقلية المسلمة .

ـ كل المعتقلين السياسيين في مصر من المسلمين , بينما الأقباط لا يعتقلون سياسيا أبدا .

المكاسب والمزايا الدينية :

ـ إلغاء المحاكم الشرعية للمسلمين وبقائها للأقباط وذلك في عصر عبد الناصر إلى الآن و ويحرم المسلمين منها في الخارج .

ـ بنيت كنيسة العباسية بفلوس المسلمين وهي أكبر كنيسة في الشرق الأوسط بأمر عبد الناصر هل بني الأقباط مسجد .

ـ مصادرة الأوقاف الإسلامية لتصبح في يد الدولة العلمانية بينما الأوقاف القبطية سلمت ليد الكنيسة تتصرف فيها كما تشاء.

ـ الأجراس مسموح بها في مصر ولا يسمح بالأذان في أوربا وأمريكا .

ـ أبراج الكنائس مسموح بها في مصر ومآذن المساجد غير مسموح بها في سويسرا مؤخرا , أليس هذا ظلم للمسلمين .

ـ زحمة المساجد وخواء الكنائس فعدد المساجد لا يكفي المسلمين ونحن جميعا نرى المسلمين يفترشون الشوارع للصلاة بينما الكنائس منتشرة في كل مكان خاصة منطقة وسط البلد التي بنيت خالية من المساجد أيام الإنجليز , هل رأيتم أقباط يصلون في الشارع كما يفعل المسلمون .

ـ التعليم الديني مجاني للمسيحية في بلادنا وبالفلوس في بلاد الغرب , أطالب بمساواة المسلمين في الغرب بالمسيحيين في بلادنا .

ـ بناء المساجد في الخارج بموافقة الناس في المناطق المحيطة بينما بناء الكنائس لا يحتاج لموافقة الناس المحيطة وهذا ما يستفز بعض الناس أحيانا .

ـ كل الرحلات والمعسكرات التربوية للكنيسة متاحة بينما للجمعيات الإسلامية ممنوعة وملاحقة أمنيا .

ـ الكنائس مفتوحة كل الوقت للأقباط والمساجد مغلقة للمسلمين فيما عدا وقت الصلاة .

ـ منبر الكنيسة حر منبر المسجد محوكم أي أن حرية العمل الديني مكفولة للأقباط بدون قيود بينما للمسلمين مقيدة بسلاسل وأغلالا وسعيرا .

ـ إذا أسلم قبطي يمنع ويحبس في الدير ووفاء قسطنتين خير مثال بينما إذا تنصر مسلم فلا مشكلة عند الأمن .

أين الظلم ؟ أين الاضطهاد ؟ , ولذلك يجب أن نحذر من عملية تشغيل الاسطوانة , فالغرض منها إما مزيد من المكاسب والمزايا أو استخدامها كورقة ضغط لتمرير المصالح الصهيوأمريكية ولعلها مرحلة للتمهيد لعملية التقسيم المرتقبة , وإذا كان للأقباط مشاكل فللمسلمين مشاكل أكبر منها ولكن الأقباط يشتاقون إلى عصر الإنجليز حيث الامتيازات والمكاسب حسب تعبير مستشار شنودة .

ومشاكل الأقباط مشاكل يعاني منها المجتمع المصري عموما , كمشكلة الثأر او القتل للشرف أو الصراعات على الثروة والسلطة فهي تحدث بين المسلمين وبعضهم كما تحدث بين المسلمين والأقباط , ولكن يسلط عليها الضوء أكثر عندما تكون بين المسلمين والأقباط , والفساد في مؤسسات الدولة أصاب أيضا المؤسسة الأمنية فهي لا تقوم بواجبها كما ينبغي إلا فيما يتعلق بأمن النظام واضطهاد المعارضة السياسية .

السبت، 16 يناير 2010

الغول الإيراني




البعض يبالغ في الخطر الإيراني ويجعله في مقدمة
الأخطار التي تواجه الأمة حتى تقدمه على الخطر الإسرائيلي والأمريكي و الغزو الثقافي الذي أصاب الأمة جميعا حتى صارت غريبة عن قيمها الإسلامية و ثقافتها العربية , ولعل كثيرين يتساءلو
ن لماذا قفز الخطر الإيراني هكذا فجأة إلى بؤرة الشعور وصار الإعلام يركز عليها هذا التركيز ووكأنه غول يريد أن يفترسنا .
أعتقد أن هناك سببين رئيسيين هما :
العدو الإسرائيلي ثم النظم العربية
فأما العدو الإسرائيلي فلأن إيران تقوم بمساعدة سوريا وحزب الله وحماس وهم الآن جبهة الصراع الوحي
دة الباقية أمام إسرائيل بعد تحييد كل من حكومة مصر والأردن وقد تكون السعودية ضمن جبهة الاعتدال الأمريكية و لهذا فإن إسرائيل توجه
إعلاميها التابعين لها في المنطقة العربية لتقديم إيران في صورة العدو البشع الذي يضطهد أهل السنة ويقتلهم وله أطماع في المنطقة العربية وخاصة الخليجية وينشر فكره الضال في مناطق أهل السنة و بالرغم من أن هذا تصوير حق و لكن المبالغة فيه كبيرة لأن ما تفعله إيران ليس بعظم ما تفعله أمريكا وإسرائيل في المنطقة العربية سواء كان غزو ثقافي أو عسكري كما أنه يصرف الأعين عن احتلال واقع فعلا من أمريكا و إسرائيل . (أمريكا تحتل العراق و قتلت منه أكثر من
مليون مسلم وتحتل أفغانستان وتقتل المسلمين في باكستان ولها قواعد في الخليج وتساعد إسرائيل وتفرض علينا ثقافتها وتساند النظم المستبدة وإسرائيل تحتل الأقصى و تقتل الفلسطينيين )
أما النظم العربية سواء كانت عائلية أو جمهورية فهي ترى بعض الجمهور قد أعجب بقوة إيران العسكرية وعزتها في مواجهة الغرب خاصة في
موضوع الملف النووي وكذلك التحول الديمقراطي في إيران و وجود رئيس جمهورية سابق

وشاه مخلوع .
فصار هذا الإعجاب يجر بعض الأفراد إلى التشيع أو على الأقل المطالبة بتغيير الأوضاع العربية المتردية و التمرر من كافة أشكال الهوان أمام الإملاءات الصهيوأمريكية, فهذا جعل الحكام العرب يشعرون بالخطر الذي تمثله إيران على كراسيهم أولا ولذلك أطلقوا كل وسائل إعلامهم ومشايخهم أيضا لتقذف نار التكفير في الشيعة و تتفنن في تصوير جحيم النظام الإيراني وخطره المنتظر, وهي تضرب بعض العصافير بحجر واحد فمنها تصرف الناس عن المطالبة بالحق في الشورى وإبداء الرأي ومن ناحية تصرف الأنظار عن الفشل في تحقيق التقدم والرفاهية وكذلك عن قواعد العدو في أراضينا بإذن حكامنا وتثبيت كراسيها أخيرا .
ومن العجيب أن حكامنا ضعيفي النظر فيما يحدق بالأمة من أخطار أما الذي قد يهز الكرسي فهي دقيقة النظر شديدة الانتباه كالزوجة الغبية التي لا تهتم بأحوال زوجها إلا إذا شمت رائحة زوجة ثانية فإنها تصحو من غفلة وتنتبه بذكاء وتستعد للحرب بضراوة .
وبالرغم أن التحول إلى التشيع أمر وارد إلا أنه إن حدث فلن يكون بشكل واسع أبدا سواء على المدى القريب أو البعيد ولن يتحول إلى التشيع إلا من ضج من استبداد وهوان الحكام أو من نفروا من تشدد بعض الدعاة أو جاهل أوقعه جهله في حبالهم أو طالب مال
في النهاية هذه العناصر ليست من غالبية المسلمين و ذلك التشيع بدأ نتيجة أزمة سياسية ليست موجودة الآن والتعاطف مع أحفاد الإمام علي لم يعد موجود الآن بعد أن أزاح شيعة إيران أحفاد سيدنا علي من الحكم بفكرة الغيبة و الانتظار, و التحول الشيعي عملية صعبة لأغلبية المسلمين حيث أن عملية التحول الواسع للتشيع في المنطقة تمت بالإكراه في عصر الحكم الصفوي وما هؤلاء الشيعة إلا ورثة أجدادهم المكرهون , فلم يكن الشيعة أغلبية في أي منطقة إسلامية أبدا, كما أن النظام الحالي في إيران قابل للتعديل , و الحراك الشعبي الآن في إيران ينبأ بانهيار الفكر الخميني وقيام نظام أكثر انفتاح على أغلبية المسلمين وأقل طائفية مما هو عليه الآن .
ومع ذلك لا نهون من الخطر الإيراني , و دفعه ليس بهدم مشروعهم و تكفيرهم فهذه حيلة الضعفاء الذين لا يملكون إلا كلاما بلا فعل و مواقف كلها ضعف و هوان .
ولكن لو أن لنا مشروع حضاري نهضوي نحن العرب المسلمون يعمل على استئناف حضارتنا وقوتنا وعزتنا لكانت إيران وغيرها أيضا هي التي تصرخ منا فنكون نحن الخطر عليهم و ليسوا هم .
ولكن تشتت أمتنا بين مشروعات وطنية وقومية علمانية وإسلامية وطائفية وعائلية أحيانا وكذلك انبطاح حكوماتنا للعدو الغربي والصهيوني والتفرق المذهبي المدعوم من النظم الحاكمة هو الذي جعلنا نصرخ من الخطر الإيراني .
كما أن غياب تقييم للأخطار بحيث نضع كل خطر في سلم أولويات لمواجهة الأخطار حسب شدة خطورتها هو الذي جعلنا نتشتت في عملية المواجهة وبالتالي تضيع جهودنا سدى .
فلا يجب أن ينسينا الخطر الإيراني الخطر الصهيوأمريكي
ولعلنا نجد أن أهم خطر يواجهنا هو بالترتيب التالي :
ـ خطر داخل امتنا وهو تخلفها الحضاري و ضعفها العسكري و جهلها العلمي وتخلي اغلب أفرادها عن قيمها الإسلامية وتناحرهم المذهبي .
ـ ثم ضعف حكومتنا و استبدادها وانحنائها أما القوي الاستعمارية وحرصها على كراسيها لا تقدم شعوبها.
ـ ثم الأخطار الخارجية سواء كانت الغرب أو إسرائيل أو إيران .
وترتيب الصفوف الداخلية أولا هو الأهم في مواجهة الأعداء الخارجيين .
فيجب :
أولا : إعداد أفراد الأمة بالإيمان والقيم الإسلامية والثقافة العامة والقدرة على مواجهة الأخطار وأن تتوحد صفوفها حول مشروع موحد نهضوي وحضاري يعيد لها دينها و مجدها وقوتها وقيمها .
ثانيا : تحول النظام المستبد والعائلي إلى نظام شوري ديمقراطي إسلامي يحمل هموم الشعب ويشارك الشعب في الحكم ويعمل على تقدمه في كافة المجالات .
ثالثا : تحرير أمتنا من كل استعمار أو هيمنة أجنبية خاصة الأمريكي والصهيوني أو غيرها سواء كان سياسيا أو اقتصاديا أو ثقافيا .
رابعا : بناء أمتنا و تقويتها دينيا و علميا و ثقافيا و سياسيا و اقتصادي و عسكريا.
خامسا :توحيد الأمة تحت مظلة موحدة فيدرالية أو كنفدرالية أو خلافة .
سادسا : قيادة العالم من جديد وحماية قيم العدل والرحمة ومجابهة كل طاغية وتحقيق العدل وإقرار الحقوق لكافة البشر .
قد يحتاج هذا التصور إلى تعديل أو ترتيب مختلف ولكن لاشك أن هذا هو ما يفكر فيه أغلب المسلمين , وقد يثمر الحوار والنقاش حولها ما هو أفضل من ذلك .

موضوعات ذات صلة على صفحة الأمة الإسلامية