الأحد، 17 مايو 2009

مبشرات من الواقع
عندما تضطرب الأحداث ويختلط الحابل بالنابل تضيع البوصلة ويظن السائر في ضرب الإصلاح أن الطريق ضاع منه و أن النصر أغلقت في وجهه الأبواب ولكن في هذه الحالة لابد من البحث عن الأمل واستشراف للمبشرات حتى تعود للنفس اطمئنانها لنصر الله وتشوقها للعمل والتغيير.
ومن المبشرات من واقعنا المعاصر:ـ
ـ أن الاستعمار العالمي ظل سنين طوال مركزاً خططه على مثلث من ثلاث دول إسلامية كبرى هي مصر وإيران وتركيا آملاً أن تقود العالم الإسلامي إلى تكريس العلمانية في كافة إنحاء الأمة الإسلامية و وأد أي حركة إسلامية ناهضة ولكن من الواضح أن هذا المثلث بدأ ينهار أولا في إيران ثم في تركيا والدور على مصر أن تنكسر فيها العلمانية مهما بدت فيها الأمور عكس ذلك .
ـ كذلك هذا الحراك السياسي الذي يعم العالم الإسلامي من شرقه إلى غربه إنما يدل على اتساع مساحة الوعي وأن سبل السيطرة عليه فشلت في محاصرة مساحة الوعي الآخذة في الزيادة وهي كلما نمت نما معها الحراك والسياسي الذي هو وقود النصر إنشاء الله.
ـ من التاريخ نتعلم أن الله سبحانه وتعالى عندما يرى في عباده المؤمنين سعي وحركة من أجل إظهار الدين يمهد ذلك في معسكر الأعداء ومثله في معسكر الإيمان أما ما هو في معسكر الإيمان فقد تعرض المسلمين في عصر النبوة لحروب قاسية التجربة ميز الله بها المؤمنين من المنافقين وهذا ما رأيناه في حرب غزة لقد كان من نتائجها تمييز المؤمنين عن المنافقين وعرفت الأمة جيدا من هم المنافقين فلم تعقد عليهم أملاً بعد الآن وكفرت بهم وكانت هذه الحرب وقودا لمزيد من الوعي والحراك السياسي وقد تكرر هذا في تاريخنا الإسلامي ففي عصر نور الدين محمود زنكي سانده أهالي دمشق في فتحها لما تأكدوا من عدم ولاء حاكمها مشير الدين أبق للأمة الإسلامية بالرغم من صبرهم على مظالمه السابقة ومرة ثانية ساند المصريون جيش صلاح الدين الأيوبي وعمه أسد الدين شيركوه ضد الفاطميين لما تأكدوا من ولائهم للصليبيين فقد صبر المصريون على مظالم الفاطميين ولم يصبروا على ولائهم للصليبيين.ولعل هذا من تمهيد الله تعالى ليميز الخبيث من الطيب في معسكر الإيمان . أما ما هو من تمهيد الله تعالى في معسكر الأعداء ففي عصر النبوة قامت حروب ضارية بين الفرس والروم أضعفت قوى الدولتين الكبيرتين فكان هذا تمهيد للفتح الإسلامي الكبير. ما نراه الآن في المعسكر الغربي من أزمة اقتصادية زادت من حدتها أنفلونزا الخنازير والأعاصير التي ضربت الولايات المتحدة سابقاً وكذلك فشلها في الحرب ضد الإرهاب وهذا كله نذير انهيار قوى الغرب لعل ذلك يكون تمهيداً من الله تعالى لعودة الإسلام لقيادة البشرية مرة أخرى . ما أذكره الآن أرجو أن يكون باعثاً للأمل وداعياً إلى مزيد من العمل والحركة لصالح الإسلام والمسلمين .