الاثنين، 18 فبراير 2013

بلطجية أمن الدولة



كتبهامصطفى الكومي ، في 30 يونيو 2011 الساعة: 18:13 م

  
   ليس غريب أن تستخدم الأجهزة الأمنية عناصر بملابس مدنية أو بزي مميز لكي تستبعد التهمة عن نفسها وتلقيها على أي فئة أو جماعة تريد أن تلبسها قضية أو تشوه وجهتها , ليس هذا بجديد ولا ببدعة , سبق و شاهدت ذلك بنفسي أولها , أواخر الثمانينات كنت ذاهبا لوسط البلد بالعتبة وتوقف الأوتوبيس الذي كنت أركبه فوق نزلة كوبري أكتوبر بالإسعاف وعندما استفسرنا عرفنا أن هناك مظاهرات تقوم بها الجماعة الإسلامية أو جماعة الجهاد لا أذكر فنزلت من الأوتوبيس ودخلت شارع جانبي بمنطقة معروف فوجدت عربات الأمن المركزي تقف متربصة في هذه الشوارع الجانبية وبداخلها جنود الأمن المركزي وكذلك سيارات تحمل عناصر بجلابية ولحية وتحمل في أيديهم شوم وجنازير كنت مستغرب لماذا هؤلاء يحملون هذه الشوم والجنازير ولماذا هم ملتحون ويلبسون جلباب بنفس زي الجماعة الإسلامية لم أكن في هذا السن ادري مثل هذه الألاعيب لما علمت فيما بعد انه قد تم تكسير المحلات والسيارات أثناء المظاهرة عرفت أن هذه العناصر هي فقط لتشويه صورة المتظاهرين ولتكون مبررا للتدخل بكل قسوة وعنف من قبل قوات الأمن , بعدها شاركت في المظاهرات التي تندد بالغزو الصهيوني لغزة وكنا نصلي الجمعة بمسجد الجمعية الشرعية برمسيس وعندما قال الخطيب أنه لا داعي لهذه المظاهرات وحرمها علينا صاح الناس فيه بقولهم حسبنا الله ونعم الوكيل معترضين على توجيهاته بعدم التظاهر وكان من الواضح أن هذه الصيحات لفتت نظر الأمن بأن هناك متظاهرين مستعدون للخروج بعد الصلاة فلاحظت مجموعات من الشباب تأتي جماعات وتحيط بالمسجد ولا تجلس للصلاة وبعد انتهاء الصلاة وبدأت النداءات والصيحات ضد إسرائيل وكان يقودها الدكتور محمد البلتاجي هجم علينا هؤلاء الأفراد المدنيين وأخرجوا من ملابسهم العصي والعصي الكهربائية وأخذوا يضربوننا إلى أن حصرونا من الخلف ومن الأمام في الشارع الجانبي بين الجمعية الشرعية ومستشفى الهلال لولا أن حوصر معنا أحد الرتب الشرطية وأظنهم خافوا عليه من أن نعتدي عليه فأوقفوا الضرب وسمحوا لنا بالخروج من شارع رمسيس , بعدها في انتخابات مجلس الشعب 2010 كنا نقف أمام اللجنة الانتخابية ونحاول الدخول أنا وأصدقائي على أساس أننا نحمل توكيل عن أحد المرشحين عن الإخوان المسلمين ولم يسمح لنا بالدخول بينما دخل أعضاء الحزب الوطني وبدأ التزوير وعندما طلبنا الدخول بإصرار قال لنا ضابط أمن الدولة اركنوا على جنب شوية وبعدها هاندخلكم , فإذا بسيارتين ميكروباص محملة بعناصر مدنية أغلبهم يلبسون جلاليب وشكلهم ينبئ بأنهم مسجلين خطر ويحملون أسلحة بيضاء تحت ملابسهم وشوم ونزلوا وتوجهوا إلى ضابط امن الدولة أشار لهم نحونا وإذا بهم يجبروننا عنوة لركوب الميكروباص وأعين أعضاء الحزب الوطني ترمقنا شماتة وفرحة وركبت مجموعة من البلطجية مع الزملاء المقبوض عليهم ووقف جزء كبير منهم أمام اللجنة لمواجهة الناخبين , وفي يوم26يناير 2011 كنت في ميدان التحرير وبعد أن تم فض مظاهرة بالضرب من قبل جنود الأمن المركزي وجدت سيارتين من الأمن المركزي قد أفرغت حمولتها وذهب الجنود مترجلين إلى منطقة الإسعاف فمشيت خلفهم لعلي أجد هناك مظاهرة لأنضم إليها شاهدت ثلاث سيارات ميكروباص تحمل عناصر بملابس مدنية وتسير خلف الجنود المترجلين ووجوههم وجوه المسجلين خطر وأسرعت الخطى ووجدتها تفرغ حمولتها قبل نقابة المحامين بقليل وأثناء نزول العناصر وجدتهم يحملون معهم العصي الميري التي يستخدمونها في ضرب المتظاهرين , هذا ما شاهدت بعيني ولذلك لا أستبعد أن الشرطة الآن تستخدم البلطجية كبديل عن الشرطة بملابسها الرسمية بغرض تشويه صورة الثوار وتكسير المحلات والسيارات لتبرر القسوة والضرب الشديد للمتظاهرين , وأضيف إلى ذلك سبب معقول إن البلطجية يسرقون المال ولا يعملون في السياسة هذا ما نعرفه جميعا عن البلطجية فماذا حشر البلطجية في السياسة إلا الشرطة وأمن الدولة تحديدا وفلول الحزب الوطني و بدليل أن معركة الجمل لم يكن فيها جندي واحد بملابس عسكرية , الثوار لا يحطمون المحلات ولا السيارات بل من يفعل هذا هم بلطجية أمن الدولة 

ليست هناك تعليقات: