الاثنين، 18 فبراير 2013

هل التوحيد في خدمة الطغاة؟


كتبهامصطفى الكومي ، في 24 مايو 2011 الساعة: 00:23 ص

   
    قمت بتنزيل مشاركة فيديو للشيخ علي بلحاج على أحد المواقع , تؤيد ما قام به ثوار العرب ضد جلاديهم , ويرد فيها بالكتاب والسنة على محرمي المظاهرات , فقام أحد المؤيدين للقعود عن جهاد الظالمين وكتب هذا التعليق " قبل أن نقوم بمظاهرات فلنتعلّــم التوحيد أوّلا و لنبدأ بإصلاح أنفسنا… إخوتي لو أقمنا دولة الاسلام في أنفسنا لقامت على الأرض.. ولا تنسوا " كما تكونوا يولى عليكم" إخوتي لنرسّخ التوحيد في قلوبنا و نجاهد أنفسنا و نطلب العلم بجدّ و نصلح من حال أنفسنا " استفزني هذا الرد بعد أن تردد على مسامعي رد آخر مثله يقول  " كلمة التوحيد قبل توحيد الكلمة " ردا على مقالة لي تدعو إلى توحيد صفوف الحركات الإسلامية ضد أعدائهم , فكتبت وقلت "وكأنه لا يوجد صالحين في هذه الدنيا , وكأن مليار وخمسمائة مليون مسلم لا يوجد فيهم مليون موحد , وكأننا كفار يدعوننا إلى التوحيد , إن الذين يؤجلون الإصلاح بعد كمال الإيمان يفترضون أننا كفار ويمنحون الفرصة للظالمين لكي يزدادوا ظلما , ويمدون في عمر شجرة الظلم لتظلل بلهيبها أكبر عدد ممكن من الناس خدمة لكل ظالم , يقدمون كلام الشيوخ على كلام الرسول , الذي قال بلغوا عني ولو آية والذي قال من رأى منكم منكرا فليغيره وكأنهم يستدركون على كلام الرسول ويغيرون الكلم عن مواضعه ويضيفون إليه ما يخرجه من معناه , وكأنهم يقولون أن الرسول يقول: بلغوا عني ولو آية بعد ترسيخ التوحيد في قلوبكم وكأنهم يقولون أن الرسول يقول :من رأى منكم منكرا فليغيره بعد أن يطلب العلم بجد ويصلح أولا من حال نفسه , يا خادم الظالمين "تذكر قوله تعالى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (1) الحجرات
   لقد أمرنا الله تعالى جميعا بالجهاد وقال " انفروا خفافا وثقالا " وقال "قاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة " ولكن في طلب العلم قال " فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ (122)التوبة.. الله أمر (كل الناس) بالجهاد وأمر (بعض الناس) بطلب العلم ـ طائفة من كل فرقة ـ  … لا أظن أن الذين يريدون كل الناس أن يقعدوا أمامهم للتعلم هم يعدونهم لمعركة الحق والباطل .. أبدا بل يعدونهم لمعركة فكرية تفريقية للمسلمين هم يعدونهم للمعارك الداخلية ليتم للظالمين سياستهم في " فرق تسد" .
الم تروا صور الثوار وهم راكعين وساجدين في ميدان التحرير هل هؤلاء فاقدي العبودية؟ هل الذي رأى ظلما مستشريا فقام إلى سلطان جائر فأمره ونهاه هل هذا ناقص إيمان ؟ أم الذي رأى المنكر فقعد متعللا بنقص الإيمان والعلم هل يتساوى إيمان الاثنين ؟؟؟؟؟؟ لا أظن أن يستوي القاعدون غير أولي الضرر والمجاهدون !!
   هذه كلمة حق أريد بها باطل , أؤمن أن العقيدة مقدمة على العمل , ولكن العقيدة لا تحتاج إلى أكثر من ساعة تفكر وتدبر ولتعلن بعدها إيمانك , قد تحتاج من بعض الناس إلى سنين,ولكن الإعلان عنها لا يحتاج إلا إلى ثوانا معدودات , ألم يرد أن عمرو بن ثابت بن وقش الأنصاري _رضي لله عنه_ قد آمن في غزة أحد ودخل المعركة وجرح ثم استشهد ولم يركع لله ركعة واحدة ـ هكذا وصفه في كتب الحديث ـ  إن كان فهم السلف مقدم على قال الله وقال الرسول فهل تقبلون جهاد خالد بن الوليد وعمرو بن العاص وعثمان بن طلحة في فتح مكة بعد سنة واحدة فقط من إسلامهم وإعلان توحيدهم .
أعتقد أن الجبناء وفاقدي الشعور بألم المستضعفين ضحايا الظلم يجدون الدعوة للقعود مريحة لأنفسهم المستكينة إلى الراحة والراغبة في سلامة البدن ووجاهة المعيشة , غير أنهم يحتاجون التبرير الشرعي ليظنوا أنهم مرتاحي الضمير , إن اتهام المسلمين بفقدان التوحيد أو الجهل لهو نوع من النرجسية والإعجاب الزائد بالنفس والتعالي على الآخرين والإحساس بتضخم الذات وعليهم أن يتبينوا ماذا يقولون"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا "(النساء94)
هل كان المطلوب من الثوار أن يلبسوا الجلباب القصير واللحية المتوفرة أولا ثم يستأذنوا شيوخهم فإن أذنوا لهم وأحلوا لهم الثورة فليذهبوا و إلا فلا .. هل هذا ما تريدون؟  .
يجب أن نراجع أفكارنا ونردها إلى الكتاب والسنة ونعرضها على ممارسات كل الصحابة خير السلف فما اتفق منه مع كتاب الله ورسوله قبلناه وما تعارض فكلام الله ورسوله أولى بالإتباع , وألا نقتطع النصوص ونفككها من بعضها ونأخذ هذا ونترك هذا أو نصحح الضعيف ونضعف الصحيح ليميل مع أهواءنا فذلك مسلك اليهود الذي حذرنا الله منه " تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا" " يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا"

موضوعات ذات صلة على صفحة ..المدارس الإسلامية

ليست هناك تعليقات: