الاثنين، 18 فبراير 2013

لماذا مرشح من الإخوان



كتبهامصطفى الكومي ، في 23 أبريل 2012 الساعة: 01:12 ص

            
 أهم ما يميز جماعة الإخوان المسلمون في نظامها الإداري أنه لا يمكن لأحد أعضائها أن يرشح نفسه لأي منصب قيادي , بل مجلس الشورى العام ومجالس الشورى في المستويات الأقل هم الذين يختارون المسئولين عن المكاتب الإدارية في كافة المستويات من أول الشعبة في قرية أو حي إلى مكتب الإرشاد والمرشد نفسه , وهذا النظام هو الذي أفرز قيادات كثيرة متميزة بثقافتها وبأخلاقها وإمكانيات إدراية وسياسية عاليه المستوى ,وهم في ذلك يمتثلون للحديث النبوي الشريف الذ قال فيه صلى الله عليه وسلم حين قال: يا عبد الرحمن بن سمرة لا تسأل الإمارة فإنك إن أعطيتها عن مسألة وكلت إليها وان أعطيتها من غير مسألة أعنت عليها  " وعن أبي موسى رضي الله عنه قال: دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم أنا ورجلان من قومي، فقال أحد الرجلين: أمِّرنا يا رسول الله، وقال الآخر مثله، فقال: (إنا لا نولِّي هذا من سأله، ولا من حرص عليه)ولهذا أفرز هذا النظام كل هذه القيادات المتميزة , قارن هذا بالمرشح الذي قد يرى في نفسه الأهلية وقد يكون مخدوع في نفسه  أو طامع في السلطة أو مصاب بإعجاب زائد بالنفس أو ترشحه جهة بغرض أن تسيطر هي على الحكم .


     وعندما يرشح أحد لهذا المنصب الخطير فإنما يرشحه قمم كالعريان و والكتاتني والبر والبيومي وعاكف وبديع والبلتاجي وأسامة ياسين هؤلاء الأفاضل الذي يصلح كل واحد منهم أن يكون رئيسا لمصر رأوا أن هناك من هو أفضلهم لهذه المهمة , قارن هذا ببقية المرشحين . . . من أيدهم ومن يقف بجانبهم كمثل هؤلاء الأفاضل , ولا أريد أن أخطئ في أحد عندما أقول إن بعض المرشحين الآخرين إما ورائهم أمريكا وإسرائيل وفلول والوطني أو بعض الدهماء والأغرار والجهال الذين يتعاطفون إما عصبية قبلية أو مذهبية أو لمجرد منظر ومظهر خداع .      






    أما ما أعلنته الجماعة سابقا أنها لن ترشح أحد من الإخوان ولا من الإسلاميين , فقد كانت رسالة تطمين موجهه للعالمانيين والعسكر وللغرب وعملاءه المتربصون بنا بعد أن أعلن مبارك قبل تنحيه بيوم واحد أنه "إما هو أو الإخوان" فلم تكن موجهة لشعب مصر أصلا فليس بين الإخوان والشعب مشكلة ولا عداوة ليرسل لهم  هذه الرسالة وليس عند الشعب خوف من حكم الإخوان فقد انتخبهم قبل ذلك حتى يوجه لهم هذه الرسالة , ولم يطلب الشعب المصري من الإخوان ألا يحكمهم حتى يعدهم بذلك , بل الشعب هو الذي طلب من الإخوان أن يحكمهم حين اختارهم كأغلبية برلمانية وهو يعرف أن الأغلبية هي التي تحكم , وقد كانت هذه الرسالة سببا رئيسيا لإنقاذ الثورة من الانقلاب عليها سواء من العسكر أو العالمانيين أو العملاء أو المتربصين ,  وقد كانت الرسالة سببا  في قبول العالمانيين التحول الديمقراطي بالشكل السلمي الذي رأيناه , ولولا رسالة التطمين هذه لانسحب العالمانيين من العملية الديمقراطية كما انسحبوا من الدستورية من أجل إفشال عملية التحول الديمقراطي , ولكن مع افتراض أن الرسالة كانت عامة سمعها الشعب المصري كما سمعها الأعداء المتربصون , فإن الرسول صلى الله عليه وسلم قد قال ((من حلف على يمين فرأى غيرها خيرا منها فليأت الذي هو خير وليكفر عن يمينه))بالرغم أن الرسالة لم تكن يمينا أصلا .
   فنحن نعلم كذلك أن الفتوى تتغير بتغير الظروف والملابسات , والظروف الواضحة الآن أن مسيرة الديمقراطية مهددة بدخول العسكر سباق الديمقراطية مما يعني احتمال إنتاج نظام مبارك باصطفاف العالمانيين والفلول والعملاء وراء هذا المرشح وما بالك بعودة الفلول او العسكر معناها عودة الاستبداد والسحون و المعتقلات وانسداد الحياة السياسية , أليس هذا يعد إنقاذا للثورة و لكل الإسلاميين و المعارضين الذين اعتقلوا من قبل او أقصوا من الحياة السياسية .

   بعد حصول الإخوان على أغلبية في مجلسي الشعب و الشورى ومجالس النقابات وهيئات التدريس بالجامعات , وبعد تأكدهم من ثقة الشعب فيهم و رغبته في حكم الإخوان أليس من الغريب أن يضع الشعب ثقته فيك ثم تترك أهم مسؤولية تستطيع من خلاله أن تستعيد لهذا الشعب كل ما سلب منه ونهب من أموال وحريات وأقوات وحقوق .
   



         ثم إن الإخوة السلفيين غير قادرين على تقديم مرشح معتبر يرضي أغلبية الشعب المصري , وليس عندهم الخبرات ولا الكفاءات القادرة على إدارة مصر وحكمها , وهم قد كانوا غائبين عن عالم السياسة , وحكم مصر يحتاج حد أدني من الخبرة والدربة غير متوافرة عند الإخوة السلفيين .


  




      ليست المشكلة في رجوع الإخوان عن خطابهم الأول ولكن المشكلة أن ترشيح رئيس من الإخوان لم يكن على هوى العالمانيين ,  فقد كانوا يطمعون في الرئاسة بعد أن سلبهم الشعب مراكزهم , وإلا لماذا لم يقم الإعلام والعالمانيين بالهجوم على المجلس العسكري حين أعلن أنه سيسلم الحكم بعد ستة شهور ثم الآن يسلم السلطة بعد سنة ونصف , ولماذا لم يهاجموا الإخوان حينما قالوا أنهم سيعملون على أن يؤسس الدستور لدولة برلمانية ثم لما رأوا عدم قبول عام من الشارع عدلوا عن رغبتهم إلى دولة خليط من البرلمانية والرئاسية أم لأن هذا جاء على هواهم , ولما لم يهاجموا عمر سليمان بالرغم أنه أعلن بأنه لم يترشح ثم عدل عن رأيه ورشح نفسه أم لأن هذا جاء على هواهم, ولكنه الكيل بمكيالين والعداوة للإسلاميين بالذات .
    وإن كان قد أحزننا قرار الجماعة بعدم ترشيح رئيس منها أو من الإسلاميين فقد ذهب بعض الحزن عندما قالت لابد من دعم مرشح إسلامي والآن ذهب كل الحزن عندما رشحت مرشحا على منهجها ومشروعها الإصلاحي, وليس من المعقول أن يترك هذا المنصب لعالماني ليكون كل همه هو محاربة الإسلاميين ويضع يده في يد أعداءنا ليضع مصالحهم فوق مصالح هذا الشعب فكل تجارب العالمانيين السابقة إما تحالف مع روسيا أو تحالف مع أمريكا وإسرائيل .
      الأمر الطبيعي في كل دول العالم الديمقراطية أن الأغلبية هي التي تشكل الحكومة , فلماذا نحن نكون نشازا وبدعا عن غيرنا؟! , فليس من مصلحة مصر أن يكون الرئيس على غير وفاق مع الأغلبية البرلمانية لأن هذا سيخلق مزيد من التناطح والتنازع بين السلطة التنفيذية والتشريعية فالمطلوب حد أدنى من الوفاق ليقوم كلا من الحكومة والبرلمان بعمله باتجاه مصلحة مصر.





    ثم أن حكم العسكر ونفوذهم ورغبتهم في الحكم ولو من وراء ستار لن يستطيع رئيس أن يحجمهم عند وضعهم الطبيعي إلا رئيس ورائه تنظيم كبير بحجم تنظيم الإخوان وشعبية بحجم شعبيتهم وإلا سوف يظل العسكر يحكموننا ويتحكمون في الدولة إلى ما شاء الله , الأمر الذي يهدد مسيرتنا الديمقراطية ,


  




    لجوء العسكر إلى تهميش دور مجلس الشعب المنتخب والذي يعني إسقاطه , والذي قد يعني عودتنا إلى نقطة الصفر , لذا أصبح من الضرورة القصوى الدفع بمرشح إخواني لإنفاذ الإرادة الشعبية ومسيرة الديمقراطية .






    أليس من الظلم أن تحرم الأغلبية من ترشيح أحد ابنائها بينما يصير حلالا للأقلية


 
مصر تستحق رجل تسانده أغلبية برلمانية وشعبية جارفة حتى يستطيع تطهير البلاد من الفلول والفسادين والنهابين والحرامية وإلا كل هذه القوى ستقف أمامه بالمرصاد وسيكون ضعيفا أمامها وستظل هذه الفئات الفاسدة مسيطرة على حياتنا الاقتصادية والسياسية إلى تأتي الفرصة لتنقض على ما حققه الشعب من ديمقراطية وحرية .


موضوعات ذات صلة على صفحة ..المدارس الإسلامية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات: