الاثنين، 18 فبراير 2013

الاحتلال العالماني لمصر


كتبهامصطفى الكومي ، في 5 مايو 2012 الساعة: 15:01 م

               
       معنى كلمة فَل الشيء أي كسره , ومن هذا المعنى جاء معنى الفلول أي المنكسرين , أي الذي انكسرت شوكتهم في ثورة الشعب المصري على أعداء الشعب المصري من أول رئيس الجمهورية إلى أعضاء الحزب الوطني المرتشين ومن رجال الأعمال الحرامية وموظفيه في الحكومة وقيادتهم في الشرطة والقضاء وإعلاميهم في الصحف القومية والفضائيات وأعضاء المجلس العسكري الذي لا يمكن لحسني مبارك أن يعين أحد منهم إلا بموافقة أمريكا وإسرائيل , وإلا بماذا نفسر تهاونهم في الرد على إسرائيل التي قتلت أبناءنا على الحدود , وبماذا نفسر سكوت الشرطة والقضاء على رجال الأعمال الذين سرقوا ونهبوا وشاركوا  في قتل الثوار من الشعب المصري , وبماذا نفسر اختيار مبارك المحافظين القيادات الإدارة المحلية من الشرطة والجيش والقضاة تحديدا , وكل هؤلاء الذين كانوا يتمتعون بميزات ومناصب وأموال وثروات , وصارت مهددة بالفقد أو النقص أو المحاسبة من أين لك هذا , كل هؤلاء فلول انكسرت شوكتهم قليلا بعد الثورة وخافوا على مناصبهم وثرواتهم , فلم يجدوا حلا إلا مهاجمة الثورة ومن قاموا بها وبالذات أبرز قيادتها الحائزين على ثقة الشعب والقادرين على حشده مرة أخرى , بتشويه صورته إلصاق التهم الكاذبة بهم .
      أضف إلى كل هؤلاء , فلول آخرين انكسروا في أول اختبار ديمقراطي حر عبر فيها الشعب عن رفضه لهم وهي كل الأحزاب والشخصيات التي تنتمي للتيارات العالمانية سواء كانت ليبرالية أو شيوعية , فبعض هذه التيارات التي حرمت من بعض ميزات كان يتمتع بها فلول النظام السابق , ولذلك انضمت إلى صفوف المعارضة بجدية وأحيانا بتمثيل دور المعارضة كديكور لنظام مزور  , وكانت تأمل في الانتخابات الأولى بعد الثورة أن تفوز بالأغلبية على اعتبار أنها كانت من أكثر المعارضين للنظام الذي ثار عليه الشعب المصري , ولكن لما لفظهم الشعب المصري واختار من يتوافق مع دينه وثقافته , انضموا إلى الفلول حسدا وغلا على الإسلاميين , وأصبحوا من ضمن المعارضين للإسلاميين  بعد أن كانوا زملاء في المعركة ضد النظام البائد .
    وقد التقت مصالح كل هؤلاء الفلول مع مصالح كل من أمريكا وإسرائيل  والدول الكبرى , فإسرائيل  تريد أن تحمي وجودها الذي صار مهددا بصعود الإسلاميين , وأمريكا والدول الكبرى حريصة على بقاء مصر ضعيفة وتابعة حتى لا يكون هناك قوة إقليمية قوية قادرة على ردع إسرائيل أو حماية ثرواتها وسوقها الوطني ولتكون مجرد سوق رائجة لمنتجاتها ولشركاتها العاملة في مصر من شركات المياه الغازية والمنظفات والأدوية وتجميع السيارات وغيرها من الشركات , ولذلك حدث التمويل بين الفلول العملاء وكل هذا الدول , وافتتح العملاء الصحف والفضائيات , وتعاهدوا وتحالفوا على إعادة إنتاج نظام مبارك , واتحدوا على احتلال مصر بعدم تمكين الشعب المصري من اختيار من يحكمه اختيارا حرا نزيها , وأصروا على إعادة إنتاج نظام عالماني يحكمه عالمانيين تابعين وعملاء كعادة كل العالمانيين الذين حكموا مصر , بداية من عصر أبناء "محمد علي" حتى الآن .
     وكان بداية الخطة هي كسر أكبر قوة إسلامية منظمة وقادرة على حشد الجماهير والتي نالت ثقة الشعب في أول انتخابات حرة ونزيهة وهم الإخوان المسلمون , من خلال تشويهها إعلاميا و رميها بكل التهم الباطلة , من خلال إعلام كله مملوك لرجال الأعمال الحرامية الذين نهبوا الشعب وركبوا على رقبته , وباستخدام إعلاميين مرتزقة وعملاء لم يكتفوا بأجور سحت بل أضافوا إليها أموال تلقوها  من السفارة الأمريكية والإسرائيلية , وجهت كل سهامها نحو الإخوان خاصة لأن كسرها يسهل بعد ذلك كسر كل القوى الإسلامية الصغيرة , خاصة وهي متفرقة على توجاهاتها وقيادتها , والتي أراها للأسف وقفت متفرجة ولم تقدم دعما لتقوية شقيقتها الكبرى , ولم تتعظ بمقتل الثور الأبيض أو لقضية إسلامية الدولة و الوحدة ضد العالمانيين .
    ألا يفسر هذا سر الهجمة على الإخوان .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
د/ محمد مرسي يرد على ابراهيم عيسى http://www.youtube.com/watch?v=NFABxJ_zfyo&feature=plcp
د/ سعد الكتاتني يعيد السفير السعودي لمصر http://www.youtube.com/watch?v=X7HIUAEPCHY&feature=plcp

موضوعات ذات صلة على صفحة .. العالمانية

ليست هناك تعليقات: