الاثنين، 18 فبراير 2013

المجرم الأول


كتبهامصطفى الكومي ، في 21 يناير 2012 الساعة: 22:16 م

 

لن تخلو الأرض من صراع بين الحق والباطل ,ولن يتخلى عدونا الأول عن مؤامراته علينا, وإن أبدى وبدا عليه أمارات الارتياح ورتل على مسامعنا آيات الإعجاب , ومد يد الصداقة الملوثة بدماء إخواننا في فلسطين والعراق و أفغانستان ,فيجب أن نكون على حذر منه , والمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين , وموقف أمريكا من أفغانستان حينما تآمرت على المجاهدين الأفغان الذي كان يتسم بالوسطية والاعتدال وسعرت نار الفتنة بينهم ثم مولت ودعمت طالبان عن طريق باكستان والسعودية وكانتا أول دولتين أعترفتا بهم وتبعتهم الإمارات ولم يعترف بها أي دولة أخرى , بالرغم أن طالبان لم  تشترك في الجهاد الأفغاني أصلا وتتسم بالتشدد ولم تكن تحمل تحرير المسجد الأقصى في أفكارها كما كان يحمله المجاهدون الأفغان , ما أشبه اليوم بالبارحة , فحزب النور الذي لم يشترك في الثورة بل حرم مشايخه التظاهرات ومعارضة الحاكم الظالم , يدخل معركة السياسة , لتكون له الأغلبية البرلمانية , لأنهم الأكثر عددا كما صرح أنصاره مراراً , وكما صرح رئيسه أنه سيعمل ليكون حزب النور هو الحزب الأول في مصر, أيضاً , لتتحول مصر من الوسطية إلى التشدد , وتصبح مصر طالبانية ثم تموج فيها الفتن , فإما أن ينقلب عليها العسكر كما انقلبوا في الجزائر وتفشل العملية الديمقراطية , وإما أن تُحْـتُل كما فعلت أمريكا بعد استيلاء طالبان المتشددة على الحكم بأفغانستان , بحجة الحرب ضد الإرهاب أو حماية الأقباط , قد يتصور البعض أن هذا السيناريو بعيد الحدوث في مصر , وأنا معه في ذلك , نظراً لوعي أغلبية الشعب المصري , ولكن القراءات الخاطئة لأجهزة المخابرات , قد تصور لقياداتهم الدولية إمكانية حدوثه في مصر العلم والحضارة , وقد لا يرى البعض أن هناك أجهزة أمنية محلية أودولية تقف داعمة  لحزب النور , ولكن هذا الشواهد التي رصدتها ورصدها كثير من المحللين والمتابعين للشأن السياسي , يرون أن هذه الشواهد لا يمكن أن تكون وليدة هذه الشهور القليلة لحزب يرى في البعد عن السياسة غنيمة وموالاة الحاكم الظالم عبادة , هذه الشواهد التالية تؤكد هذا الذي أزعمه . .
  
 ـ إطالة الفترة الانتقالية وأحداث البلبلة الفكرية وأحداث الفتنة والانفلات الأمني كل ذلك يعطي الفرصة والوقت الكافي لحزب النور لإعداد كوادره وخطته .
ـ قوة التنظيم الشديد لحزب لم يعرف "التنظيم" الجماعي ولا الحزبي من قبل ,بل يرفضه قادته بشدة ,ولا تملك كوادر تنظيمية معروفة سابقاً.
ـ الإنفاق المبالغ على الحملات الإنتخابية مع عدم سابقة في هذا الإنفاق حتى على الأعمال الخيرية ,حتى أنها كانت أضعاف ما كان ينفقه الإخوان  وهم الخبراء في الانتخابات , فضلا على استخدام المال في الدفع بالفقراء والسذج للتصويت للحزب.  
ـ استخدام مبدأ الغاية تبرر الوسيلة بشكل صارخ وواضح , ويشمل ذلك حملة التشويه الممنهجة ضد الإخوان والتي طالت السمعة الشخصية لبعض المرشحين ,والتي هي استمرار للحملات السابقة, وتحالف النور مع العلمانيين و الفلول في بعض الدوائر ضد الإخوان ـ والذين هم من المفروض أقرب لمبدئهم ـ بالرغم من أن حزب النور استخدم تحالف الإخوان مع بعض الأحزاب الغير محسوبة على الإسلاميين والغير متخاصمة مع الدين , فكان يشيع بين الناس أن الإخوان متحالفين مع العلمانيين فضلا عن محاولات التزوير واستخدام نفس أساليب الحزب الوطني البائد.
ـ الفتاوي السريعة التي عالجت موضوع الانتخابات وبدلتها من الحرام إلى الواجب فجأة .
ـ تقديم برنامج سريع , من تيار كان يستبعد العمل السياسي والمجتمعي أصلا , ولم يكن ضمن أهدافه وبرامجه خدمة المجتمع سوى المسائل الشعائرية والتعبدية البحتة .
ـ تغيير اللهجة سريعاً وتلميع وجوه جديدة غير الوجوه المعروفة بتشددها وتوسعها في التحريم والإيجاب,إلى وجوه استبعدت من خطابها هذا التشدد والغلو المعروف عن السلفيين  .
ـ أن الحملة كانت موجهة ومركزة ضد الإخوان تحديدا وتركيزاً بالرغم أن الساحة كانت مليئة بالمنافسين .
ـ بالرغم من أنها التجربة الأولى لهم في الانتخابات إلا أنهم دخلوا جميع الدوائر بلا استثناء .
 وأضيف إلى ذلك البنية الفكرية والطبيعة الشخصية لكثير من السلفيين , تجعلهم الأقدر على لعب دور لصالح الدول المتربصة للإخلال بدور مصر وتقدمها ورقيها في المنطقة فكثير من السلفيين يتمتعون بالآتي:
ـ عدم اعتبار القضية الفلسطينية قضية محورية لأفكار حزب النور والسلفية عموما حتى أن بعض رموز السلفية سخرت من جهاد الشعب الفلسطيني ومن صواريخه,وهذا يصب في مصلحة إسرائيل ولو مؤقتاً.
ـ البنية الفكرية المعادية للشيعة ولإيران تصب في مصلحة كل من أمريكا وإسرائيل والسعودية فهذا يضمن عدم تحالف مصر مع إيران في حالة حصول النور على الأغلبية البرلمانية .
ـ ليس من أهداف السلفيين الوحدة الإسلامية كما هي في الإخوان 
ـ كون علماء السلفية في السعودية أفتو بصحة استقدام القوات الأمريكة ودخولها الأراضي الجزير العربية يجعل السلفيين في مقدمة الدعاة الذين يمكن استعمالهم لأغراضهم الإستعمارية
ـ العلاقات السابقة لكثير من رؤوس السلفية في مصر بأمن الدولة المصري فضلا عن السعودية ودول الخليج التي تعمل على نشر المذهب السلفي الذي يتبنى مبدأ الولاء التام للحاكم عادلاً كان أم فاجر.
ـ انتماء بعض الفلول لحزب النور وشخصيات سيئة السمعة ومعروفة باتصالاتها بأمن الدولة السابقة .
ـ كون أغلب رموز السلفية تعتبر الولاء التام للحاكم الظالم أو العادل من أهم مبادئها.
ـ السلفيين عموما سذج ومبتدأين في العمل السياسي , ومن السهل اللعب بهم في الفتنة الطائفية أو في فرض رؤيتهم الفقهية بالإكراه على الشعبالمصري , الأمر الذي يعجل بحدوث فتن وقلاقل تؤدى إلى ما هو أشد وأنكى .
كل هذه المشاهدات والأفكار وغيرها تؤكد أن هناك جهاز أمنياً قوياً وراء هذا الحزب وأن أفكار و مبادئ السلفية التي يتبناها حزب النور متوافقة مع عدة مصالح  ,مصلحة أمريكا وإسرائيل ودول الخليج التي لا تعرف الديمقراطية , وتعرف أن تجربة الثورة المصرية والتونسية إذا نجحت فسيكون هذا مغرياً للشعوب الخليجية للثورة على الحكام الذين فتحوا بلادهم طواعية للاحتلال الغربي "القواعد العسكرية" .
ومن المعروف أن أمريكا كانت تستعين بالسعودية في العمليات التي لا تستطيع هي أن تقوم بها, مثل دعم المجاهدين في أفغانستان بالاشتراك مع باكستان , أبان الحرب مع السوفييت ثم إزاحتهم من الحكم عن طريق طالبان المتشددة لتقضي على أول تجربة لدولة إسلامية وسطية المنهج تقبل بالشورى كطريقة للحكم , حتى لا تكون أول نموذج تقتضي به الشعوب العربية والإسلامية وتعمل لتطبيقها في بلادها,ولا شك أن قيام ثورة في مصر كان مفاجأة مرعبة لأمريكا والعائلات التي تخشى على عروشها , لذا كان يجب عليها أن تتحرك لوأد هذه الثورة والقضاء على نتائجها في التقدم المرتقب فضلا عن الدور الإقليمي الفاعل والذي يُخشى من تأثيره على مصالح الدول الكبرى فضلا عن أمن إسرائيل ومصالح عملاءها والعائلات المالكة .
 والسؤال الآن بعد فشل حصول النور على الأغلبية , هل تقوم هذه الدول بدعم مسلحين ـ كما فعلت مع أفغانستان ـ لإفشال أول حكومة إسلامية وسطية في العالم الإسلامي  , خاصة في ظل انتشار السلاح في مصر ؟؟؟
لكن مصر ليست أفغانستان ولكن لزم التنويه والحذر !!
ــــــــــــــــــــــ
كيف كانت أفغانستان قبل وبعد طالبان والسوفيتhttp://my.opera.com/ibrahimreda/blog/2011/09/02/dt-hkj-htyhksjh
مراجعات الملا سيد قطب كريكار حول دور المخابرات السعودية في الجهاد الأفغاني http://www.youtube.com/user/alhiwarchannel#p/search/1/p2GnTzZckMQ
حلقة نقاش بمعهد كارينجي عن دور السعودية في تمويل دعاة سلفيين في العالم العربي http://translate.google.com.eg/translate?hl=ar&langpair=en%7Car&u=http://carnegieendowment.org/2011/09/12/ten-years-after-9-11-managing-u.s.-saudi-relations/4h4m
جهاد الخازن يعلن أن طالبان صنعتها المخابرات الباكستانية والسعودية بموافقة الأمريكان في الدقيقة37 من الفيديوhttp://www.youtube.com/watch?v=6UhS92A3eVc&feature=channel_video_title
تقرير أمريكي يبين اشتراك رجال دين سعوديين في برنامج مشترك أمريكي سعودي لمكافحة الإرهاب على حد زعمهم ص24http://www.gao.gov/new.items/d11190.pdf
في حديث صحفي رباني يؤكد أن طالبان صنيعة أمريكية http://www.alanba.com.kw/AbsoluteNMNEW/templates/weeklyinternational.aspx?articleid=228773&zoneid=191&m=0
كمال الهلباوي يؤكد على أن الفتنة بين المجاهدين صدرت من بلد عربيhttp://www.youtube.com/user/alhiwarchannel#p/search/0/XNnBPcTzm2o
أنظر ملف نحن و الخارج

ليست هناك تعليقات: