الاثنين، 18 فبراير 2013

اثباتات المشهد العظيم



كتبهامصطفى الكومي ، في 20 مارس 2011 الساعة: 13:27 م

   هذا المشهد العظيم والطوابير الممتدة تحت الشمس وبالساعات الطوال والحرص والتصميم على التصويت أثبت أن هذا الشعب أراد الحياة وأن يكون له مكان تحت الشمس وأن السلبية التي كانت مفروضة عليه قد انتحرت تحت الأقدام المتحفزة للتغيير و المشاركة في تقرير مصير الوطن ..
 
وأثبت هذا الإقبال العظيم للشعب المصري على التصويت أن هذا الشعب لا ولن يخدع أنه هو الضمانة للديمقراطية وأنه هو اللاعب الأول والرئيسي في المعترك السياسي .
 
وأثبت هذا أن مقولة أن الشعب المصري غير مؤهل للديمقراطية أو أنه أو وصفه بالأمية السياسية أو (الإمعة) التي استخدماها (بعض) أنصار (لا)هي في الحقيقة مراهقة سياسية ورغبة دكتاتورية وتحريض على فرض الوصاية على الشعب المصري .
 
وأثبت أن المخاوف التي يعاني منها بعض السياسيون وصوروها كفزاعة للشعب المصري للصد عن قبول التعديلات ليست هي مخاوف شعبية في الحقيقة وأن الشعب له حسابات أخرى غير حسابات بعض أنصار (لا) ,
و أن الإخوان وأغلبية شباب الثورة كانوا أكثر إحساسا بنبض الشارع وأكثر التصاقا بتوجهاته .
 
لم يشعر الشعب بتلك المخاوف التي يروجها (بعض) المعارضين للتعديلات الدستورية خاصة  سيطرة الإخوان ولم يهتم الشعب بعدم استعداد القوى السياسية الوليدة وكأن الشعب يقول لهم " أنا مش هاستنى حد اللي جاهز يشيل "
 
اثبت هذا الاستفتاء أن استخدام فضائيات الحكومة وفضائيات رجال الأعمال لم تكن ولن تكون عامل حسم في توجيه الشعب والرأي العام ولكن فقط عامل تصعيد في الخلاف السياسي .
وأثبتت أنه كان يجب على المعارضين للتعديلات أن يقدموا مبررات مقنعة للشعب لا مقنعة لأنفسهم , وأن حملة التضليل التي استخدمها بعض أنصار(لا) أن التعديلات الحالية لن تؤول إلى دستور جديد أو الربط بين توافق االإخوان والحزب الوطني عىل (نعم)فهذه أيضا لم تخِيِل على الشعب ولم تفلح , مع أن الحقيقة أن الوطني كان يحرض اتباعه على (لا).
 
 
وأصبح لزاما على المرتعشون من الديمقراطية أن يحسموا موقفهم إما الانحياز إلى مطالب وتوجهات الشعب أو البقاء كعقبة للتقدم الديمقراطي والاستقرار السياسي .
 
 
أثبت هذا المشهد أن الكنيسة المصرية لاعب رئيسي في الحياة السياسية المصرية وأن حملة التحريض على التصويت ب (لا) واستخدام فزاعة الإخوان والدولة الإسلامية قد أشعلت نار المنافسة وحفزت المسلمين على التصويت بعد أن رأوا بأعينهم سيارات الميكروباص تشحن الأخوة الأقباط للتصويت ب (لا) فكان موقف الكنيسة خدمة ل (نعم ) من حيث لا تدري ولا تقصد .
 
أثبت هذا المشهد أن الإخوة العلمانيين واللادينين قد كالوا بمكيالين حين وجهوا نقدهم للخطاب الإسلامي المحرض على (نعم) والتزموا الصمت تجاه الخطاب الكنسي المحرض على (لا) بالرغم أن تحريض الإسلاميين كان رد فعل على تحريض الكنيسة وكأن الرموز الإسلامية مستباحة النقد بينما الرموز الكنسية خط أحمر معصوم من النقد وكأن العمل السياسي مباح للمسيحية حرام على الإسلام . 

ليست هناك تعليقات: