الأربعاء، 17 يونيو 2009

لا تحسبوه شر لكم بل هو خير لكم

خطاب نتن ياهو الذي ألقاه مؤخرا وعلقت عليه أوربا وأمريكا بالتأييد وهو ما يعكس حقيقة توجهات أوباما وعدم مصداقية خطابه الأخير الذي صفق له معظم علمانيين المنطقة العربية فهو لم يعترض على يهودية الكيان الإسرائيلي مما يتضح أن حقوق الإنسان لها معيار مزدوج وطلب الاعتراف بيهودية إسرائيل نص على عنصرية دولة إسرائيل وهي بدعة لم تقم بها أي دولة في العصر الحديث وهو دعوة لطرد ما بقي من الفلسطينيين من أراضيهم 48 وهو نسف لحق العودة إلى أرضيهم التي طردوا منها وعدم اعتراض أوباما أو أوربا على يهودية إسرائيل هو موافقة على مشروع جريمة جديدة للمسلمين بحماية ودعم أمريكي أوربي ثم يتعجبون لماذا تكرهوننا ؟ حتى الاعتراضات العربية والفلسطينية العباسية جاءت مائعة "يسمونها دبلوماسية"فهي لا تغضب أي طرف سواء العرب أو أعدائهم ولا تحدد موقف ثابت بل تجعل الحق قابل للتنازل . ومن الواضح أن نتن ياهو قدم مشروعه وهو يعلم أنه لن يؤثر على التعاون القائم بين إسرائيل والحكومات العربية المجاورة . وهو ما يزيد مساحة المعارضة الشعبية لكل المتعاونين فضلا على ذلك أن فريق ممن كان عنده أمل من استمرار المفاوضات أصبح أمله وتأييده مع مشروع المقاومة .
وتصريح نتن ياهو عن دولة فلسطينية منزوعة السلاح وذات حدود مؤقتة واستمرار الاستيطان وإلغاء القدس من المفاوضات وهي حزمة سياسات مجتمعة تفرغ مشروع الدولة من حقيقته ومعناه أن هناك كيان مجاور لدولة إسرائيل كلما احتاجت إسرائيل للنمو قضمت من هذا الكيان المجاور وهو فلسطين ولا تستطيع الاعتراض لأن هذه الحدود غير محددة وغير معلوم لمن هي في المشروع الإسرائيلي وكلما احتاج الكيان الفلسطيني إلى إدخال إي شيء أو إخراجه بما في ذلك عباس والبشر لابد من استئذان وتفتيش إسرائيلي وهو وضع عبارة عن بدعة لم تحدث في تاريخ أي دولة مستقلة ويمكن أن نتصور ما التغيير الذي سيحدث لو تم تنفيذ هذا المشروع . أولا يبقى الدعم الأوربي الأمريكي لكل ما هو مثل عباس والشرطة المهمومة بمطاردة المقاومة ومن ساندها بقلبه ولسانه ويبقى تفتيش كل ما هو داخل أو خارج وتستمرالمداهمات الإسرائيلية لجبر فشل قوات الأمن الموالية لإسرائيل ويستمر الاستيطان بدون اعتراض من القوات الموالية أو حتى دول العالم لأن الدولة المقتطع منها ليس لها حدود ثابتة ثم أن إسرائيل ستتحجج بحماية أمنها وسيحتاج رئيس الدولة وهو سيكون عباس أو نسخة طبق الأصل منه أو محسنة طبق الشروط الإسرائيلية الجديدة إلى تصريح دخول وخروج وطيران وحركة وهو ما يعكس الوضع القائم حاليا في فلسطين .
إذن ما الجديد الذي سيطرحه مشروع نتن ياهو ؟ هو الأتي:
1ـ مقعد لدولة اسمها فلسطين في الأمم المتحدة(ليس لها حدود ثابتة تدعو لحمايتها إذا اعتدى عليها ) .
2ـ لقب جديد في الأراضي الفلسطينية يسمى رئيس دولة فلسطين.
3ـ علم ولحن و سلام وطني وعيد استقلال لدولة اسمها فلسطين.
يعني شكليات . وهذا كله يكشف تفاهة جهود كل من تسولوا السلام من إسرائيل ويعلي أسهم مشروع المقاومة و يثمن جهودها وستزداد مساحة التأييد الشعبية لحماس وكل المقاومين في داخل فلسطين وخارجها والأمل في الله والشعوب لا في حكام زائلين عن قريب إنشاء الله. فلا تحسبوه شر لكم بل هو خير لكم.