الاثنين، 18 مارس 2013

التفريق بين الحقيقة والمجاز في فهم الحديث


سادساً
التفريق بين الحقيقة والمجاز في فهم الحديث

  
   العربية لغة المجاز فيها نصيب موفور , والمجاز أبلغ من الحقيقة كما هو مقرر في علوم البلاغة , والرسول الكريم أبلغ من نطق بالضاد وكلامه تنزيل من التنزيل , فلا عجب أن يكون في أحاديثه الكثير من المجازات , المعبرة عن المقصود بأروع صورة .
  والمراد بالمجاز هنا : ما يشمل المجاز اللغوي والعقلي , والاستعارة والكناية , والاستعارة التمثيلية , وكل ما يخرج باللفظ أو الجملة عن دلالتها المطابقية الأصلية .
   وإنما يعرف المجاز في الكلام بالقرائن الدالة عليه , سواء كانت قرائن مقالية أ م حالية .
   ومن ذلك ما ينسب فيه الكلام والحوار إلى الحيوانات والطيور والجمادات والمعاني .
   كقولهم : قيل للشحم (أي للسمن ) : أين تذهب ؟ قال : أقوَّم العوج ( أي أداري العيوب الجسمية التي تظهر بالنحافة ) .
   قال الخشب للمسمار : لماذا تشقني ؟ قال : سل من يدقني !
   وهذا كله من باب التصوير والتمثيل , ولا يعد هذا من الكذب في الأخبار , يقول الإمام الراغب الأصفهاني في كتابه القيم (الذريعة إلى مكارم الشريعة) : " اعلم أن الكلام إذا خرج على وجه المثل للاعتبار دون الإخبار , فليس بكذب على الحقيقة , ولهذا لا يتحاشى المتحرزون من التحدث به , وضرب مثلا لذلك : والقصة المشهورة , التي اشترك فيها أسد وذئب وثعلب في صيد , فصادوا عَيْرا وظبيا  وأرنبا . فقال السد للذئب : اقسم , فقال : هو مقسوم : العير لك , والظبي لي والأرنب للثعلب , فوثب به الأسد , فأدماه , فقال للثعلب : اقسم , فقال هو مقسوم : العَير لغدائك والظبي لمقيلك , والأرنب لعشائك ! فقال : من علمك هذه القسمة ؟ قال : الثوب الأرجواني الذي على الذئب !
   قال : وعلى المثل حمل قوله عز وجل :" إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ .." (ص:23).
   ومثل ذلك ما قاله كثير من المفسرين في قوله تعالى :" إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ .. (الأحزاب:72).
   وحمل الكلام على المجاز في بعض الأحيان يكون متعينا و إلا زلت القدم و سقط المرء في الغلط .
   وحين قال الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ لنسائه من أمهات المؤمنين :
   "اسرعكن لحوقا بي أطولكن يدا " حملنه على طول اليد الحقيقي المعهود قالت عائشة : فكن يتطاولن ـ رضي الله عنهن ـ أيتهن أطول يدا ؟!
   بل في بعض الأحاديث أنهن أخذن (قصبة) لقياس أي الأيدي أطول؟!
   والرسول لم يقصد ذلك , إنما قصد طول اليد في الخير , وبذل المعروف . وهذا ما صدقه الواقع , فكانت أول نسائه لحوقا به هي زينب بنت جحش , كانت امرأة صناعا , تعمل بيدها وتتصدق (107) .
   وهذا كما يقع في السنة يقع في القرآن , وقد وقع لعدي بن حاتم هذا النوع من الخطأ في فهم قوله تعالى في شأن الصيام :" فَالْآَنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ "(البقرة : 187).
    روى البخاري عن عدي بن حاتم قال : لما نزلت هذه الآية "وكلوا واشربوا ..." عمدت إلى عقالين : أحدهما أسود , والآخر أبيض , قال : فجعلتهما تحت وسادتي , قال فجعلت أنظر إليهما , فلما تبين لي الأبيض من الأسود أمسكت , فلما أصبحت غدوت إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فأخبرته بالذي صنعت , فقال : " إن وسادك إذن لعريض ! إنما ذلك بياض النهار من سواد الليل ".
  ومعنى (إن وسادك إذن لعريض ) أي إن كان ليسع الخيطين : الأسود , والأبيض , المرادين من الآية تحته , فإنهما بياض النهار وسواد الليل , فيقتضي أن يكون بعرض المشرق والمغرب (108) !
   ومثل ذلك قوله تعالى في الحديث القدسي المعروف : " إن تقرب عبدي إلي بشبر تقربت إليه ذراعا , وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا , وإن أتاني يمشي أيتيه هرولة "(109) .
   فقد شغب المعتزلة على أهل الحديث بروايتهم مثل هذا النص , وعزوهم ذلك إلى الله تبارك وتعالى , وهو يوهم تشبيهه تعالى بخلقه في القرب المادي والمشي والهرولة , وهذا لا يليق بكمال الألوهية .
   وقد رد على هؤلاء الإمام ابن قتيبة في كتابه :"تأويل مختلف الحديث " بقوله : إن هذا تمثيل وتشبيه وإنما أراد : من أتاني مسرعا بالطاعة أتيته بالثواب أسرع من إتيانه , فكنى عن ذلك بالمشي والهرولة ".
   ومثل ذلك قوله تعالى :" وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آَيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ" (الحج:51) قال : والسعي : الإسراع في المشي , وليس يراد أنهم مشوا دائما , وانما يراد أسرعوا بنياتهم وأعمالهم , والله أعلم "(110) .
   وقد نجد في بعض الأحاديث ضربا من الإشكال , خصوصا بالنسبة للمثقف المعاصر , وذلك إذا حملت على معانيها الحقيقية , كما تؤديها الألفاظ بحسب الدلالة الأصلية , فإذا حملت على المعنى المجازي , زال الإشكال أو أسفر وجه المعنى المراد .
   ولنأخذ مثالا لذلك : حديث الشيخين عن أبي هريرة عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ , قال :" اشتكت النار إلى ربها , فقالت : يا رب أكل بعضي بعضا ! فأذن لها بنفسين : نفس في الشتاء , ونفس في الصيف فهو أشد ما تجدون من الحر , وأشد ما تجدون من الزمهرير "(111) .
   فطلبة المدارس في عصرنا يدرسون في الجغرافيا أسباب تغير الفصول , وظهور الصيف والشتاء , والحر والبرد , وهي تقوم على سنن كونية وأسباب معلومة للدارسين .
   كما أن من المعلوم المشاهد أن بعض الكرة الأرضية يكون شتاءً قارس البرد , وبعضها حار شديد الحرارة , وقد زرت استراليا في صيف سنة 1988 م فوجدت عندهم شتاء وبردا عضوضا , وزرت أمريكا الجنوبية في شتاء 1989 م فوجدت عنهم صيفا حارا .
   فينبغي حمل الحديث على المجاز والتصوير الفني , الذي يصور شدة الحر على أنها من أنفاس جهنم , كما يصور الزمهرير على أنه نفس آخر من أنفاسها , وجهنم تحوي من ألوان العذاب أشد الحرارة وأشد الزمهرير !
   ومثل ذلك حديث أبي هريرة في الصحيحين عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ , قال :"إن الله خلق الخلق , حتى إذا فرغ من خلقه , قالت الرحم : هذا مقام العائذ بك من القطيعة ! قال نعم . أما ترضين أن أصل من وصلك , وأقطع من قطعك ؟ قالت : بلى يارب . قال : فهو لك . قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : فاقرءوا إن شئتم (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ) (112) .
   فهل كلام الرحم ـ وهي القرابة ـ هنا حقيقي أم مجازي ؟ اختلف الشراح . ولكن القاضي عياضا حمل الحديث على المجاز , وأنه من باب ضرب المثل .
   وقال ابن أبي جمرة في شرح مختصر البخاري في شرح معنى وصل الله تعالى لمن وصل رحمه : الوصل من الله كناية عن عظيم إحسانه , وإنما خاطب الناس بما يفهمون , ولما كان أعظم ما يعطيه المحبوب لمحبه الوصال وهو القرب منه , وإسعافه بما يريد , ومساعدته على ما يرضيه وكانت حقيقة ذلك مستحيلة في حق الله تعالى , عرف أن ذلك كناية عن عظيم إحسانه لعبده . قال : وكذا القول في القطع , هو كناية عن الحرمان والإحسان .
   وقال القرطبي : وسواء قلنا أنه يعني القول المنسوب إلى الرحم ممن يعقل ويتكلم لقالت كذا , ومثله :" لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآَنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ.." الآية , وفي آخرها " وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ" (الحشر:21)  فمقصود هذا الكلام الإخبار بتأكيد أمر صلة الرحم , وأنه تعالى أنزلها منزلة من استجار به فأجاره فأدخله في حمايته , وإذا كان كذلك فجار الله غير مخذول , وقد قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ " من صلى الصبح فهو في ذمة الله , وإن من يطلبه الله بشيء من ذمته يدركه ثم يكبه على وجهه في النار " أخرجه مسلم .
   وأعتقد أن هذا اللون من التأويل , بحمل الحديث على المجاز , لا يضيق الدين به ذرعا , على أن يكون مقبولا غير متكلف ولا متعسف وأن يكون ثمة موجب للتأويل , والخروج من الحقيقة إلى المجاز , على معنى أن يوجد مانع من صريح العقل , أو صحيح الشرع , أو قطعي العلم , أو مؤكد الواقع , يمنع من إرادة المعنى الحقيقي .
   وهنا قد يحدث الاختلاف : هل يوجد مانع حقيقي أو لا ؟
   فبعض ما يعتبر ممتنعا عقلا لدى إنسان أو طائفة , قد يعده آخرون ممكنا , وهذا ما يجب التدقيق فيه .
فالتأويل بغير مسوغ مرفوض , والتأويل المتعسف مرفوض , كما أن حمل الكلام على الحقيقة , مع وجود المانع العقلي أو الشرعي أو العلمي أو الواقعي ـ مرفوض أيضا .
   وقد يكون رفض اللجوء إلى المجاز هنا باب فتنة للعقليين من الناس , الذين علمهم الإسلام أن لا تعارض بين صحيح المنقول وصريح المعقول .
   ولنقرأ هذا الحديث الذي رواه الشيخان عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " إذا صار أهل الجنة , وأهل النار إلى النار , جيء بالموت , حتى يجعل بين الجنة والنار , ثم يذبح ! ثم ينادي مناد : يا أهل الجنة لا موت , يا أهل النار لا موت , فيزداد أهل الجنة فرحا إلى فرحهم ويزداد أهل النار حزنا إلى حزنهم "(113) .
   وفي حديث أبي سعيد عند الشيخين وغيرهما :"يؤتى بالموت كهيئة كبش أملح (114) .." .
   ترى ماذا يفهم من هذا الحديث ؟ وكيف يذبح الموت ؟ أو يموت الموت ؟؟
   لقد وقف عنده القاضي أبو بكر بن العربي , وقال استشكال هذا الحديث , لكونه يخالف صريح العقل . لأن الموت عرض , والعرض لا ينقلب جسما , فكيف يذبح ؟؟
   قال فأنكرت طائفة صحة الحديث ودفعته .
   وتأولته طائفة : بل الذبح على حقيقته , والمذبوح متولي الموت , وكلهم يعرفه لأنه الذي تولى قبض أرواحهم .
   قال الحافظ في (الفتح) : وارتضى هذا بعض المتأخرين .
   ونقل عن المازري قوله : الموت عندنا عرض من الأعراض , وعند المعتزلة ليس بمعنى . وعلى المذهبين لا يصح أن يكون كبشا و لا جسما وأن المراد بهذا هو التمثيل والتشبيه . ثم قال وقد يخلق الله تعالى هذا الجسم , ثم يذبح , ثم يجعل مثالا على أن الموت لا يطرأ على أهل الجنة .
  ونحو هذا قاله القرطبي في (التذكرة) .
   وكل هذه التأويلات فرار من حمل الكلام على حقيقته اللغوية المخالفة لصريح العقل , كما قال ابن عربي .
   وهذا أولى من إنكار الحديث ودفعه , وقد ثبت من جملة طرق صحاح عند عدد من الصحابة , فمن المجازفة رده , مع إمكان التأويل .
   على أن الحافظ نقل في الفتح عن قائل لم يعينه , قال : لا مانع أن ينشئ الله من الأعراض أجسادا يجعلها مادة لها , كما ثبت في صحيح مسلم في حديث " إن البقرة وآل عمران تجيئان كأنهما غمامتان " ونحو ذلك من الأحاديث (115)
   وإلى هذا نزع العلامة الشيخ أحمد شاكر في تخريجه للمسند , فبعد أن نقل عن (الفتح) استشكال ابن العربي للحديث , ومحاولته تأويله قال : "وكل تكلف وتهجم على الغيب الذي استأثر الله بعلمه وليس لنا إلا أن نؤمن بما ورد كما ورد , ولا ننكر ولا نتأول . والحديث صحيح , ثبت معناه أيضا من حديث أبي سعيد الخدري عند البخاري , من حديث أبي هريرة عند ابن ماجه وابن حبان . وعالم الغيب الذي وراء المادة لا تدركه العقول المقيدة بالأجسام في هذه الأرض , بل إن العقول عجزت عن إدراك حقائق المادة التي في متناول إدراكها , فما بالها تسمو إلى الحكم على ما خرج من نطاق قدرتها ومن سلطانها ؟! وها نحن أولاء في عصرنا ندرك تحويل المادة إلى قوة وقد ندرك تحويل القوة إلى مادة , بالصناعة والعمل , من غير معرفة بحقيقة هذه المادة ولا تلك , وما ندري ماذا يكون من بعد , إلا أن العقل الإنساني عاجز وقاصر , وما المادة والقوة والعرض والجوهر , إلا اصطلاحات لتقريب الحقائق , فخير للإنسان أن يؤمن وأن يعمل صالحا , ثم يدع ما في الغيب لعالم الغيب , لعله ينجو يوم القيامة . "قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا" (الكهف:109) أ هـ .
   وكلام الشيخ ـ رحمه الله ـ في تعليل رفض التأويل للنصوص المحكمات في الشؤون الغيبية يقوم على منطق قوي مقنع .
   ولكنه في هذا المقام خاصة غير المسلم , والفرار من التأويل هنا لا مبرر له , فمن المعلوم المتيقن الذي اتفق عليه العقل والنقل أن الموت ـ الذي هو مفارقة الإنسان للحياة ـ ليس كبشا ولا ثورا , ولا حيوانا من الحيوانات , بل هو معنى من المعاني , أو كما عبر القدماء عرض من الأعراض , والمعنى لا تنقلب أجساما ولا حيوانات إلا من باب التمثيل والتصور , الذي يجسم المعاني لمعقولات , وهذا هو الأليق بمخاطبة العقل المعاصر . والله أعلم .
  والمجاز كما يقع في أحاديث الأخبار , يقع في أحاديث الأحكام , فيجب على أهل الفقه التنبه له , والتنبيه عليه , ولمثل هذا اشترطوا في المجتهد أن يكون عالما بالعربية علما يمكنه من فهم دلالاتها المختلفة , كما كان يفهمها العربي الخالص في عصر النبوة والصحابة , وإن كان هذا يعرفها بالسليقة وذاك يعرفها بالدراسة , وقد قال الأعرابي :
ولست بنحوي يلوك لسانه  .... ولكن سليقي أقول فأعرب !
   وإغفال الفرق بين المجاز والحقيقة يوقع في كثير من الخطأ , كما رأيت ذلك بجلاء عند الذين يسارعون إلى الفتوى في عصره , فيُحَرِّمون ويُوجِبون , ويُبَدِّعون ويُفَسِّقون , وربما يُكَفرون بنصوص إن سُلَّم لها بصحة الثبوت , ولم يسلّم لها بصراحة الدلالة
   خذ مثلا الحديث الذي استدل به بعض المعاصرين على تحريم مصافحة الرجل , بإطلاق , وهو ما رواه الطبراني :" لأن يطعن أحدكم بمخيط من حديد خير من أن يمس امرأة لا تحل له "(117)
   وقد حسنه الألباني في تخريج كتابنا (الحلال والحرام ) وفي صحيح الجامع الصغير ) .
   وإذا سلمنا بهذا التحسين ـ مع عدم اشتهار الحديث في عصر الصحابة وتلاميذهم ـ فالذي يظهر أن الحديث ليس نصا في تحريم المصافحة , لأن المس في لغة القرآن والسنة  لا يعني مجرد اتصال البشرة بالبشرة , وإنما معنى المس هنا ما دل عليه قول ترجمان القرآن ابن عباس رضي الله عنهما : أن المس واللمس والملامسة في القرآن كناية عن الجماع , فإن الله حييّ كريم يكني عما شاء بما شاء .
   وهذا هو الذي لا يفهم غيره من مثل قوله تعالى :" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا.." (الأحزاب:49) .
   فجميع المفسرين والفهاء ـ حتى الظاهرية ـ فسروا المس هنا بالدخول , وقد يلحقون بها الخلوة الصحيحة لأنها مظنة له , ومثلها آيات في سورة البقرة في الطلاق قبل (المس) أي قبل الدخول .
    وقول القرآن العزيز على لسان مريم عليها السلام يؤكد هذا المعنى :" قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ .." (آل عمران:47) .
 والأدلة على ذلك من القرآن والسنة كثيرة .
   فليس في هذا إذن ما يدل على تحريم مجرد المصافحة , التي لا تصاحبها شهوة ولا تخاف من ورائها فتنة , وخصوصا عندما تدعو إليها الحاجة , كقدوم من سفر , أو شفاء من مرض , أو خروج من محنة , و نحو ذلك مما يعرض للناس , ويقبل فيه الأقارب يهنئ بعضهم بعضا .
   ومما يؤكد ذلك ما رواه الإمام أحمد في مسنده عن أنس رضي الله عنه , قال :"إن الوليدة (أي الأمة) من ولائد المدينة لتأخذ بيد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ , فما يدع يده من يدها حتى تذهب به حيث شاءت " .
   ورواه البخاري بلفظ "إن كانت الأمة من إماء المدينة لتأخذ بيد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فتنطلق به حيث شاءت ".
   والحديث يدل على مدى تواضعه وأدبه ورقته ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولو مع أمة من الإماء , فهي تمسك بيده , وتمر به في طرقات المدينة , ليقضي لها بعض الحاجات وهو عليه الصلاة والسلام من فرط حيائه وعظيم خلقه , لا يريد أن يزعجها أو يجرح شعورها بنزع يده من يدها , بل يظل سائرا معها على هذا الوضع حتى تفرغ من قضاء حاجتها .
   وقد قال الحافظ في شرح حديث البخاري : والمقصود من الأخذ باليد لازمة , وهو الرفق والانقياد , وقد اشتمل على أنواع من المبالغة في التواضع , لذكره المرأة دون الرجل , والأمة دون الحرة , وحيث عمم بلفظ "الإماء" أي أمة كانت , وبقوله :"حيث شاءت" أي مكان من الأمكنة , والتعبير بالأخذ باليد إشارة إلى غاية التصرف , حتى لو كانت حاجتها خارج المدينة , و التمست منه مساعدتها في تلك الحاجة , لساعد على ذلك .
وهذا دليل على مزيد تواضعه وبراءته من جميع أنواع الكبر ـ صلى الله عليه وسلم ـ .أ هـ (118)
   وما ذكره الحافظ ـ رحمه الله ـ مسلما في جملته , ولكن صرفه معنى الأخذ باليد عن ظاهره إلى لازمه , وهو الرفق والانقياد غير مسلم , لأن الظاهر واللازم مرادان معا . والأصل في الكلام أن يحمل على ظاهره , إلا أن يوجد دليل أو قرينة معينة تصرفه عن الظاهر . ولا أرى هنا ما يمنع ذلك ز بل إن رواية الإمام أحمد ـ وفيها " فما تنزع يده من يدها حتى تذهب به حيث شاءت " ـ لتدل بوضوح على أن الظاهر هو المراد , وأن من التكلف والاعتساف الخروج عنه .
   إن إغلاق باب المجاز في فهم الأحاديث , والوقوف عند المعنى الأصلي الحرفي للنص , يصد كثيرا من المثقفين المعاصرين عن فهم السنة , بل عن فهم الإسلام , ويعرضهم للارتياب في صحته إذا أخذوا الكلام على ظاهره في حين يجدون في المجاز ما يشبع نهمهم , ويلائم ثقافتهم , ولا يخرجون به على منطق اللغة , ولا قواعد الدين .
   كما أن بعض أعداء الإسلام كثيراً ما يتخذون من هذه المعاني الأصلية تكأة للسخرية من المفاهيم الإسلامية , ومنافاتها للعلم الحديث , والفكر المعاصر .
   ومنذ سنوات كتب أحد دعاة النصرانية يهاجم الفكر الإسلامي بأنه يؤمن بالخرافات في عصر العلم والتنوير , مستندا إلى بعض الأحاديث مثل ما روى البخاري وغيره :"الحُمَّى من فيح جهنم فأبردوها بالماء "(119) ويقول : الحمى ليست من فيح جهنم , بل من فيح الأرض , وما فيها من أقذار , تساعد على تولد الجراثيم .
   والكاتب الغبي أو المتغابي , يجهل أو يتجاهل المعنى المجازي المراد من الحديث والذي يفهمه كل من يتذوق العربية , ونحن نقول في اليوم الشديد الحر : أن طاقة فتحت من جهنم , والقائل والسامع يفهم كلاهما المقصود من هذا الكلام .
   وكتب أحد المحسوبين على الإسلام ساخرا من حديث " الحجر الأسود من الجنة "(120)
   وحديث " العجوة من الجنة " (121) .
   وغفل هؤلاء المعنى المقصود من هذه العبارات وأمثالها , كالحديث المتفق عليه "اعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف "(122) , فما يفهم أحد ـ ولا يتصور أن يفهم ـ أن الجنة التي أعدها الله للمتقين , وجعل عرضها كعرض السماء والأرض , تكون حقيقة تحت ظل السيف , وإنما يفهم أن الجهاد في سبيل الله ـ ورمزه السيف ـ أقرب طريق إلى الجنة , ولاسيما إذا كتب الله له فيه الشهادة .
   و مثل ذلك قوله لمن أراد أن يبايعه على الجهاد , وقد ترك أمه وراءه في حاجة إلى من يرعاها : " الزمها فإن الجنة تحت أقدامها " (124) .
   فكل من له عقل يفهم أن حقيقة الجنة ليست عند رِجْل الأم , إنما يفهم أن بر الأم ورعايتها من أوسع الأبواب المؤدية إلى جنات النعيم .
   وقد حكى عن بعض الصالحين أنه تأخر عن إخوانه يوما , فسألوه عن ذلك فقال :" كنت أمرغ خدي في رياض الجنة , فقد بلغنا أن الجنة تحت أقدام الأمهات " !
   ولم يفهم إخوانه منه إلا أنه كان في خدمة أمه وحياطتها , مبتغيا بذلك مثوبة الله تعالى وجنته .
   وحدثني الأستاذ مصطفى الزرقاء أن أستاذا كبيرا من أعلام القانون الوضعي في مصر , بل في العالم العربي , قال له يوما : إنه اشترى كتاب " صحيح البخاري " ثم فتحه مرة فوقع نظره على حديث يقول :"النيل والفرات وسيحون وجيحون من أنهار الجنة ".
  ولذا كان الأستاذ يرى ذلك مخالفا للواقع ـ إذ أن منابع هذه الأنهار معروفة لكل دارس , فهي نابعة من الأرض وليست من الجنة , فقد أعرض عن كتاب البخاري كله , ولم يفكر في مجرد تصفحه بعد , نتيجة لهذا الوهم الذي استقر في رأسه .
   ولو تواضع هذا الرجل قليلا , ورجع إلى أحد شراح البخاري , أو سأل أحد العلماء المتضلعين من معاصريه , لبان له الحق كالصبح لذي عينين , ولكن الكبر من أعظم الحجب عن رؤية الحقيقة .
   وحسبي هنا أن أنقل رأي إمام من أئمة الثقافة الإسلامية في معنى الحديث وتفسيره عنده , وهو الإمام ابن حزم .
   وإنما اخترت أبن حزم , لأنه ـ كما هو معلوم ـ فقيه ظاهري , يؤمن بحرفية النصوص , والأخذ بظواهرها , دون نظر إلى العلل والمناسبات . ولكنه يؤمن بأن لغة العرب فيها الحقيقة والمجاز .
   فلننظر ماذا يقول في هذا الحديث :
   ذكر ابن حزم هنا الحديث الصحيح " سيحان و جيحان والنيل والفرات كل من أنهار الجنة " , و حديث " بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة " , ثم قال : " هذان الحديثان ليس على ما يظنه أهل الجهل من أن الروضة مقتطعة من الجنة , وأن هذه الأنهار مهبطة من الجنة . هذا باطل وكذب .
   ثم ذكر ابن حزم أن معنى كون تلك الروضة من الجنة إنما هو لفضلها , وأن الصلاة فيها تؤدي إلى الجنة . وأن تلك النهار لبركتها أضيفت إلى الجنة , كما تقول في اليوم الطيب : هذا من أيام الجنة , وكما قيل في الضأن :" إنها من دواب الجنة " وكما قال عليه السلام :"إن الجنة تحت ظلال السيوف " . ومثل ذلك حديث ط الحجر الأسود من الجنة ".
   يقول ابن حزم في هذه الأخبار : فوضح البرهان من القرآن ومن ضرورة الحس على أنها ليست على ظاهرها (124) .
   هذا هو موقف ابن حزم المعروف بظاهريته وتمسكه بحرفية النصوص إلى حد الجمود , ومع هذا لم يسغ عنده أن تحمل النصوص على ظواهرها , فإنما يظن ذلك أهل الجهل كما قال !!

الحذر من التوسع في التأويلات المجازية

   وأود أن أحذر هنا أن تأويل الأحاديث ـ والنصوص عامة ـ وإخراجها عن ظواهرها , باب خطر , لا ينبغي للعالم المسلم وُلُوجَه إلا لأمر يقتضي ذلك من العقل أو النقل .
   وكثيرا ما تؤول الأحاديث لاعتبارت ذاتية أو آنية أو موضعيه ثم يظهر للباحث المدقق بعد أن الأولى تركها على ظاهرها .
   أذكر من ذلك حديث " من قطع سدرة صوب الله رأسه في النار "(125) .
  وقد روي بأكثر من صيغة , ولكن تأوله بعض الشراح أن المراد قطع سدر الحرم , مع أن كلمة (سدرة) هنا نكرة في سياق الشرط , فتعم كل سدرة , ولكنهم وجدوا الوعيد شديدا , فقصروه على سدر الحرم .
       و الذي أميل إليه أن الحديث ينبه على أمر مهم يغفل عنه الناس , وهو أهمية الشجر ـ وخصوصا السدر في بلاد العرب ـ لما وراءه من انتفاع الناس بظله وثمره , ولاسيما في البرية , فقطع هذا السدر يمنع عن مجموع الناس خيرا كثيرا , وهو يدخل الآن فيما يسميه العالم المعاصر(المحافظة على الخضرة وعلى البيئة ) وقد غدا أمرا من الأهمية بمكان , وألفت له جماعات وأحزاب , وعقدت له ندوات ومؤتمرات .
   وقد رجعت إلى سنن أبي داود , فوجدت فيه : سئل أبو داود عن هذا الحديث , فقال : هذا الحديث مختصر , يعني من قطع سدرة في فلاة يستظل بها ابن السبيل والبهائم عبثا بغير حق يكون له فيها , صوب الله رأسه في النار . أهـ .
   والحمد لله , فقد تطابق ما كنت أحسبه فهما لي , وتفسير الإمام أبي داود .

تأويلات مرفوضة

  من التأويلات المرفوضة تأويلات الباطنية التي لا دليل عليها من العبارة ولا من السياق , كقول من قال منهم في حديث "تسحروا فإن في السحور بركة "(126)  المراد بالسحور هنا : الاستغفار !
   ولا ريب أن الاستغفار بالأسحار من أعظم ما حث عليه القرآن والسنة  ولكن كونه المراد بالحديث هنا اعتساف مردود على قائله .
   ولاسيما وقد جاءت الأحاديث الأخرى توضح المراد بيقين مثل قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ :"نعم السحور التمر " (127) .
   وقوله : " السحور كله بركة , فلا تدعوه , ولو أن يجرع أحدكم جرعة من ماء"(129) .
   ومن ذلك تأويل الأحاديث الواردة في شأن المسيح الدجال , الذي أمرنا أن نستعيذ بالله من شر فتنته في كل صلاة ـ بأنها ترمز إلى الحضارة الغربية السائدة الآن , فهي حضارة عوراء ـ مثلما وصف الدجال بأنه أعور , وأنها تنظر إلى الحياة والإنسان بعين واحدة هي العين المادية فقط , وما عدا ذلك لا تراه , فلا روح للإنسان , ولا إله للكون , ولا آخرة بعد هذه الحياة الدنيا .
   فهذا التأويل مخالف لما أثبتته الأحاديث المتكاثرة أن الدجال إنسان فرد شخص , يغدوا ويروح , ويدخل ويخرج , ويدعو ويغري ويهدد .. إلخ ما صحت به الأحاديث في ذلك , وقد بلغت حد التواتر .
   ومن ذلك تأويل بعض الكتاب المعاصرين من المسلمين , الأحاديث التي جاءت بنزول المسيح آخر الزمان ـ وهي أحاديث بلغت حد التواتر كما بيَّن ذلك جمع من الأئمة الحفاظ (130) ـ أنها ترمز إلى عصر يسود فيه السلام والأمن , فقد اشتهر بين الناس أن المسيح هو داعية السلام والسماحة بين البشر .       
         ونسى الكاتب أن هذا التأويل يتنافى تماما مع مدلول الأحاديث الصحيحة في نزول المسيح , والتي وصفته بضد ذلك : " لينزلن ابن مريم حكما عدلا , فليكسرن الصليب , وليقتلن الخنزير , وليضعن الجزية "(131) فلا يقبل إلا الإسلام , وهذا مناقض كل المناقضة للتأويل المذكور . على أن هذا التأويل يعطي ظلالا للمقولة التبشيرية والاستشراقية الظالمة , التي تزعم أن الإسلام هو دين السيف , وأن المسيحية هي وحدها دين السلام !

ابن تيمية وإنكار المجاز

   وأنا أعلم أن شيخ الإسلام ابن تيمية أنكر المجاز في القرآن والحديث واللغة بصفة عامة , وأيد ذلك بأدلة واعتبارات شتى .
   وأعلم كذلك دوافعه لهذا القول , فهو يريد أن يغلق الباب أمام أولئك الذين غلوا في التأويل فيما يتعلق بصفات الله تبارك و تعالى وهم الذين سماهم (المعطلة) فقد كادت صفات الله تعالى في نظرهم تصبح مجرد (سلوب) لا إيجاب فيها و (نفي) لا إثبات معه .
   وأراد هو أن يحيي ما عليه سلف الأمة , فيثبت لله تعالى ما أثبته لنفسه في كتابه وعلى لسان رسوله , وينفي عنه ما نفى عنه القرآن والسنة .
   ولكنه بالغ في ذلك إلى حد نفى المجاز عن اللغة كلها .
   والإمام ابن تيمية من أحب علماء الأمة ـ بل لعله أحبهم ـ إلى قلبي , وأقربهم إلى عقلي , ولكني أخالفه هنا كما خالف هو الأئمة من قبله , وكما علَّمنا هو أن نفكر ولا نقلد , وأن نتبع الدليل , لا الأشخاص , ونعرف الرجال بالحق  , لا الحق بالرجال , فأنا أحب ابن تيمية و لكن لست تيميا !
   وقد قال الحافظ الذهبي شيخ الإسلام حبيب إلينا , ولكن الحق أحب إلينا منه .
   نعم أنا مع شيخ الإسلام فيما يتعلق بصفات الله تعالى , وبكل ما يتصل بعالم الغيب , وأحوال الآخرة , فالأولى ألا نخوض في تأويله بغير بيّنة , ونكله إلى عالمه , ولا نتكلف علم ما لا نعلم , ونقول ما قاله الراسخون في العلم :" وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا ..(آل عمران:7) .
   وهذا ما أريد أن ألقي عليه بعض الضوء في الفقرة التالية .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
107ـ الحديث رواه مسلم في فضائل الصحابة , برقم (2453) , وقع عند البخاري وهم أن أطولهن يدا وأسرعهن لحوقا , كانت سودة ! وهو غلط من بعض الرواة ندد به ابن الجوزي , انظر : سير أعلام النبلاء للذهبي , " الرسالة , بيروت , ج 2 , ص 213 .
108ـ انظر تفسير ابن كثير ج 1/221 .
109ـ متفق عليه , أنظر اللؤلؤ والمرجان , حديث(1721 , 1746 )
110ـ تأويل مختلف الحديث , ط دار الجيل , بيروت ص 224 .
111ـ انظر اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان لمحمد فؤاد عبد الباقي حديث 359 .
112ـ رواه البخاري في كتاب الأدب وكتاب التفسير من صحيحه , ومسلم في البر والصلة , انظر : اللؤلؤ والمرجان , حديث1655 .
113ـ الحديث (6548) من صحيح البخاري مع الفتح , وهو في اللؤلؤ والمرجان حديث رقم 1812 .
114ـ اللؤلؤ والمرجان , حديث 1811 .
115ـ انظر في هذه الأقوال : فتح الباري ج 11/421 , ط درا الفكر .
116ـ المسند ط  المعرف . ج 8/240 , 241 تخريج حديث 5993 .
117ـ رواه الهيثمي في المجمع وقال رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح عن معقل بن يسار 4/326 .
118ـ فتح الباري ج13 .
119ـ متفق عليه من حديث ابن عمر وعائشة ورافع بن خديج , وأسماء بنت أبي بكر , ورواه البخاري عن ابن عباس أيضا . انظر صحيح الجامع الصغير 3191 وانظر : اللؤلؤ والمرجان 1424 ـ 1426 .
120ـ رواه أحمد عن أنس , والنسائي عن ابن عباس , كما في صحيح الجامع الصغير 3174 .
121ـ رواه أحمد والترمذي وابن ماجه عن أبي هريرة , وأحمد والنسائي وابن ماجه عن أبي سعيد وجابر , كما في صيح الجامع الصغير 4126 .
122ـ متفق عليه من حديث عبد الله بن أبي أوفى . اللؤلؤ والمرجان 1137 .
123ـ رواه أحمد والنسائي عن جاهمة كما في صحيح الجامع الصغير(1249).
124ـ المحلي لابن حزم ج 7 ص 230 , 231 مسألة 919 .
125ـ رواه أبو داود في كتاب الأدب من سننه باب قطع السدر 5239 , ورواه البيهقي في السنن وذكره في صحيح الجامع الصغير .
126ـ متفق عليه من حديث أنس كما في اللؤلؤ والمرجان (665) .
127ـ رواه ابن حبان وأبو نعيم في الحلية والبيهقي في السنن عن أبي هريرة , وذكره في صحيح الجامع الصغير .
128ـ رواه أحمد وإسناده قوي كما في الترغيب للمنذري .
129ـ انظر في ذلك : كتاب (التصريح بما تواتر في نزول المسيح ) للعلامة أنور الكشميري , تحقيق عبد الفتاح أبو غدة , وقد جمع فيه أربعين حديثا من الصحاح والحسان , فضلا عما دون ذلك .
130ـ متفق عليه من حديث أبي هريرة بألفاظ متقاربة , انظر : صحيح الجامع الصغير 7077 واللؤلؤ والمرجان 95 .
131ـ رواه أبو داود برقم (4605) والترمذي برقم 2665 من حديث أبي رافع . ورواه أحمد في المسند مختصرا ج 6 , ص8 .
سابعاً
التفريق بين الغيب والشهادة
كيف نتعامل مع السنة النبوية
معالم وضوابط
الدكتور يوسف القرضاوي

ليست هناك تعليقات: