سادساً
التفريق بين الحقيقة والمجاز في فهم الحديث
العربية لغة المجاز فيها نصيب موفور , والمجاز أبلغ من الحقيقة كما هو مقرر
في علوم البلاغة , والرسول الكريم أبلغ من نطق بالضاد وكلامه تنزيل من التنزيل ,
فلا عجب أن يكون في أحاديثه الكثير من المجازات , المعبرة عن المقصود بأروع صورة .
والمراد بالمجاز هنا : ما يشمل المجاز اللغوي والعقلي , والاستعارة
والكناية , والاستعارة التمثيلية , وكل ما يخرج باللفظ أو الجملة عن دلالتها
المطابقية الأصلية .
وإنما يعرف المجاز في الكلام بالقرائن الدالة عليه , سواء كانت قرائن
مقالية أ م حالية .
ومن ذلك ما ينسب فيه الكلام والحوار إلى الحيوانات والطيور والجمادات
والمعاني .
كقولهم : قيل للشحم (أي للسمن ) : أين تذهب ؟ قال : أقوَّم العوج ( أي
أداري العيوب الجسمية التي تظهر بالنحافة ) .
قال الخشب للمسمار : لماذا تشقني ؟ قال : سل من يدقني !
وهذا كله من باب التصوير والتمثيل , ولا يعد هذا من الكذب في الأخبار ,
يقول الإمام الراغب الأصفهاني في كتابه القيم (الذريعة إلى مكارم الشريعة) :
" اعلم أن الكلام إذا خرج على وجه المثل للاعتبار دون الإخبار , فليس بكذب
على الحقيقة , ولهذا لا يتحاشى المتحرزون من التحدث به , وضرب مثلا لذلك : والقصة
المشهورة , التي اشترك فيها أسد وذئب وثعلب في صيد , فصادوا عَيْرا وظبيا وأرنبا . فقال السد للذئب : اقسم , فقال : هو
مقسوم : العير لك , والظبي لي والأرنب للثعلب , فوثب به الأسد , فأدماه , فقال
للثعلب : اقسم , فقال هو مقسوم : العَير لغدائك والظبي لمقيلك , والأرنب لعشائك !
فقال : من علمك هذه القسمة ؟ قال : الثوب الأرجواني الذي على الذئب !
قال : وعلى المثل حمل قوله عز وجل :" إِنَّ
هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ .."
(ص:23).
ومثل ذلك ما قاله كثير من المفسرين في قوله تعالى :" إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا
وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ .. (الأحزاب:72).
وحمل الكلام على المجاز في بعض الأحيان يكون متعينا و إلا زلت القدم و سقط
المرء في الغلط .
وحين قال الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ لنسائه من أمهات المؤمنين :
"اسرعكن لحوقا بي أطولكن يدا " حملنه على طول اليد الحقيقي
المعهود قالت عائشة : فكن يتطاولن ـ رضي الله عنهن ـ أيتهن أطول يدا ؟!
بل في بعض الأحاديث أنهن أخذن (قصبة) لقياس أي الأيدي أطول؟!
والرسول لم يقصد ذلك , إنما قصد طول اليد في الخير , وبذل المعروف . وهذا
ما صدقه الواقع , فكانت أول نسائه لحوقا به هي زينب بنت جحش , كانت امرأة صناعا ,
تعمل بيدها وتتصدق (107) .
وهذا كما يقع في السنة يقع في القرآن , وقد وقع لعدي بن حاتم هذا النوع من
الخطأ في فهم قوله تعالى في شأن الصيام :"
فَالْآَنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا
وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ
الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ
"(البقرة : 187).
روى البخاري عن عدي بن حاتم قال : لما نزلت
هذه الآية "وكلوا واشربوا ..." عمدت إلى عقالين : أحدهما أسود , والآخر
أبيض , قال : فجعلتهما تحت وسادتي , قال فجعلت أنظر إليهما , فلما تبين لي الأبيض
من الأسود أمسكت , فلما أصبحت غدوت إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فأخبرته
بالذي صنعت , فقال : " إن وسادك إذن لعريض ! إنما ذلك بياض النهار من سواد
الليل ".
ومعنى (إن وسادك إذن لعريض ) أي إن كان ليسع الخيطين : الأسود , والأبيض ,
المرادين من الآية تحته , فإنهما بياض النهار وسواد الليل , فيقتضي أن يكون بعرض
المشرق والمغرب (108) !
ومثل ذلك قوله تعالى في الحديث القدسي المعروف : " إن تقرب عبدي إلي
بشبر تقربت إليه ذراعا , وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا , وإن أتاني يمشي
أيتيه هرولة "(109) .
فقد شغب المعتزلة على أهل الحديث بروايتهم مثل هذا النص , وعزوهم ذلك إلى
الله تبارك وتعالى , وهو يوهم تشبيهه تعالى بخلقه في القرب المادي والمشي والهرولة
, وهذا لا يليق بكمال الألوهية .
وقد رد على هؤلاء الإمام ابن قتيبة في كتابه :"تأويل مختلف الحديث
" بقوله : إن هذا تمثيل وتشبيه وإنما أراد : من أتاني مسرعا بالطاعة أتيته
بالثواب أسرع من إتيانه , فكنى عن ذلك بالمشي والهرولة ".
ومثل ذلك قوله تعالى :" وَالَّذِينَ
سَعَوْا فِي آَيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ"
(الحج:51) قال : والسعي : الإسراع في المشي , وليس
يراد أنهم مشوا دائما , وانما يراد أسرعوا بنياتهم وأعمالهم , والله أعلم
"(110) .
وقد نجد في بعض الأحاديث ضربا من الإشكال , خصوصا بالنسبة للمثقف المعاصر ,
وذلك إذا حملت على معانيها الحقيقية , كما تؤديها الألفاظ بحسب الدلالة الأصلية ,
فإذا حملت على المعنى المجازي , زال الإشكال أو أسفر وجه المعنى المراد .
ولنأخذ مثالا لذلك : حديث الشيخين عن أبي هريرة عن النبي ـ صلى الله عليه
وسلم ـ , قال :" اشتكت النار إلى ربها , فقالت : يا رب أكل بعضي بعضا ! فأذن
لها بنفسين : نفس في الشتاء , ونفس في الصيف فهو أشد ما تجدون من الحر , وأشد ما
تجدون من الزمهرير "(111) .
فطلبة المدارس في عصرنا يدرسون في الجغرافيا أسباب تغير الفصول , وظهور
الصيف والشتاء , والحر والبرد , وهي تقوم على سنن كونية وأسباب معلومة للدارسين .
كما أن من المعلوم المشاهد أن بعض الكرة الأرضية يكون شتاءً قارس البرد ,
وبعضها حار شديد الحرارة , وقد زرت استراليا في صيف سنة 1988 م فوجدت عندهم شتاء
وبردا عضوضا , وزرت أمريكا الجنوبية في شتاء 1989 م فوجدت عنهم صيفا حارا .
فينبغي حمل الحديث على المجاز والتصوير الفني , الذي يصور شدة الحر على
أنها من أنفاس جهنم , كما يصور الزمهرير على أنه نفس آخر من أنفاسها , وجهنم تحوي
من ألوان العذاب أشد الحرارة وأشد الزمهرير !
ومثل ذلك حديث أبي هريرة في الصحيحين عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ,
قال :"إن الله خلق الخلق , حتى إذا فرغ من خلقه , قالت الرحم : هذا مقام
العائذ بك من القطيعة ! قال نعم . أما ترضين أن أصل من وصلك , وأقطع من قطعك ؟
قالت : بلى يارب . قال : فهو لك . قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : فاقرءوا
إن شئتم (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا
فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ) (112) .
فهل
كلام الرحم ـ وهي القرابة ـ هنا حقيقي أم مجازي ؟ اختلف الشراح . ولكن القاضي
عياضا حمل الحديث على المجاز , وأنه من باب ضرب المثل .
وقال ابن أبي جمرة في شرح مختصر البخاري في شرح معنى وصل الله تعالى لمن
وصل رحمه : الوصل من الله كناية عن عظيم إحسانه , وإنما خاطب الناس بما يفهمون ,
ولما كان أعظم ما يعطيه المحبوب لمحبه الوصال وهو القرب منه , وإسعافه بما يريد ,
ومساعدته على ما يرضيه وكانت حقيقة ذلك مستحيلة في حق الله تعالى , عرف أن ذلك
كناية عن عظيم إحسانه لعبده . قال : وكذا القول في القطع , هو كناية عن الحرمان
والإحسان .
وقال القرطبي : وسواء قلنا أنه يعني القول المنسوب إلى الرحم ممن يعقل
ويتكلم لقالت كذا , ومثله :" لَوْ أَنْزَلْنَا
هَذَا الْقُرْآَنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ
اللَّهِ.." الآية , وفي آخرها " وَتِلْكَ
الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ" (الحشر:21) فمقصود هذا الكلام الإخبار بتأكيد أمر صلة
الرحم , وأنه تعالى أنزلها منزلة من استجار به فأجاره فأدخله في حمايته , وإذا كان
كذلك فجار الله غير مخذول , وقد قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ " من صلى الصبح
فهو في ذمة الله , وإن من يطلبه الله بشيء من ذمته يدركه ثم يكبه على وجهه في
النار " أخرجه مسلم .
وأعتقد أن هذا اللون من التأويل , بحمل الحديث على المجاز , لا يضيق الدين
به ذرعا , على أن يكون مقبولا غير متكلف ولا متعسف وأن يكون ثمة موجب للتأويل ,
والخروج من الحقيقة إلى المجاز , على معنى أن يوجد مانع من صريح العقل , أو صحيح
الشرع , أو قطعي العلم , أو مؤكد الواقع , يمنع من إرادة المعنى الحقيقي .
وهنا قد يحدث الاختلاف : هل يوجد مانع حقيقي أو لا ؟
فبعض ما يعتبر ممتنعا عقلا لدى إنسان أو طائفة , قد يعده آخرون ممكنا ,
وهذا ما يجب التدقيق فيه .
فالتأويل بغير مسوغ مرفوض , والتأويل المتعسف
مرفوض , كما أن حمل الكلام على الحقيقة , مع وجود المانع العقلي أو الشرعي أو
العلمي أو الواقعي ـ مرفوض أيضا .
وقد
يكون رفض اللجوء إلى المجاز هنا باب فتنة للعقليين من الناس , الذين علمهم الإسلام
أن لا تعارض بين صحيح المنقول وصريح المعقول .
ولنقرأ هذا الحديث الذي رواه الشيخان عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال
رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " إذا صار أهل الجنة , وأهل النار إلى
النار , جيء بالموت , حتى يجعل بين الجنة والنار , ثم يذبح ! ثم ينادي مناد : يا
أهل الجنة لا موت , يا أهل النار لا موت , فيزداد أهل الجنة فرحا إلى فرحهم ويزداد
أهل النار حزنا إلى حزنهم "(113) .
وفي
حديث أبي سعيد عند الشيخين وغيرهما :"يؤتى بالموت كهيئة كبش أملح (114)
.." .
ترى
ماذا يفهم من هذا الحديث ؟ وكيف يذبح الموت ؟ أو يموت الموت ؟؟
لقد
وقف عنده القاضي أبو بكر بن العربي , وقال استشكال هذا الحديث , لكونه يخالف صريح
العقل . لأن الموت عرض , والعرض لا ينقلب جسما , فكيف يذبح ؟؟
قال
فأنكرت طائفة صحة الحديث ودفعته .
وتأولته طائفة : بل الذبح على حقيقته , والمذبوح متولي الموت , وكلهم يعرفه
لأنه الذي تولى قبض أرواحهم .
قال
الحافظ في (الفتح) : وارتضى هذا بعض المتأخرين .
ونقل عن المازري قوله : الموت عندنا عرض من الأعراض , وعند المعتزلة ليس
بمعنى . وعلى المذهبين لا يصح أن يكون كبشا و لا جسما وأن المراد بهذا هو التمثيل
والتشبيه . ثم قال وقد يخلق الله تعالى هذا الجسم , ثم يذبح , ثم يجعل مثالا على
أن الموت لا يطرأ على أهل الجنة .
ونحو
هذا قاله القرطبي في (التذكرة) .
وكل
هذه التأويلات فرار من حمل الكلام على حقيقته اللغوية المخالفة لصريح العقل , كما
قال ابن عربي .
وهذا أولى من إنكار الحديث ودفعه , وقد ثبت من جملة طرق صحاح عند عدد من
الصحابة , فمن المجازفة رده , مع إمكان التأويل .
على
أن الحافظ نقل في الفتح عن قائل لم يعينه , قال : لا مانع أن ينشئ الله من الأعراض
أجسادا يجعلها مادة لها , كما ثبت في صحيح مسلم في حديث " إن البقرة وآل
عمران تجيئان كأنهما غمامتان " ونحو ذلك من الأحاديث (115)
وإلى هذا نزع العلامة الشيخ أحمد شاكر في تخريجه للمسند , فبعد أن نقل عن
(الفتح) استشكال ابن العربي للحديث , ومحاولته تأويله قال : "وكل تكلف وتهجم
على الغيب الذي استأثر الله بعلمه وليس لنا إلا أن نؤمن بما ورد كما ورد , ولا
ننكر ولا نتأول . والحديث صحيح , ثبت معناه أيضا من حديث أبي سعيد الخدري عند
البخاري , من حديث أبي هريرة عند ابن ماجه وابن حبان . وعالم الغيب الذي وراء
المادة لا تدركه العقول المقيدة بالأجسام في هذه الأرض , بل إن العقول عجزت عن
إدراك حقائق المادة التي في متناول إدراكها , فما بالها تسمو إلى الحكم على ما خرج
من نطاق قدرتها ومن سلطانها ؟! وها نحن أولاء في عصرنا ندرك تحويل المادة إلى قوة
وقد ندرك تحويل القوة إلى مادة , بالصناعة والعمل , من غير معرفة بحقيقة هذه
المادة ولا تلك , وما ندري ماذا يكون من بعد , إلا أن العقل الإنساني عاجز وقاصر ,
وما المادة والقوة والعرض والجوهر , إلا اصطلاحات لتقريب الحقائق , فخير للإنسان
أن يؤمن وأن يعمل صالحا , ثم يدع ما في الغيب لعالم الغيب , لعله ينجو يوم القيامة
. "قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا
لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي
وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا" (الكهف:109) أ هـ .
وكلام الشيخ ـ رحمه الله ـ في تعليل رفض التأويل للنصوص المحكمات في الشؤون
الغيبية يقوم على منطق قوي مقنع .
ولكنه في هذا المقام خاصة غير المسلم , والفرار من التأويل هنا لا مبرر له ,
فمن المعلوم المتيقن الذي اتفق عليه العقل والنقل أن الموت ـ الذي هو مفارقة
الإنسان للحياة ـ ليس كبشا ولا ثورا , ولا حيوانا من الحيوانات , بل هو معنى من
المعاني , أو كما عبر القدماء عرض من الأعراض , والمعنى لا تنقلب أجساما ولا
حيوانات إلا من باب التمثيل والتصور , الذي يجسم المعاني لمعقولات , وهذا هو الأليق
بمخاطبة العقل المعاصر . والله أعلم .
والمجاز كما يقع في أحاديث الأخبار , يقع في أحاديث الأحكام , فيجب على أهل
الفقه التنبه له , والتنبيه عليه , ولمثل هذا اشترطوا في المجتهد أن يكون عالما
بالعربية علما يمكنه من فهم دلالاتها المختلفة , كما كان يفهمها العربي الخالص في
عصر النبوة والصحابة , وإن كان هذا يعرفها بالسليقة وذاك يعرفها بالدراسة , وقد
قال الأعرابي :
ولست بنحوي
يلوك لسانه .... ولكن سليقي أقول فأعرب !
وإغفال الفرق بين المجاز والحقيقة يوقع في كثير من الخطأ , كما رأيت ذلك
بجلاء عند الذين يسارعون إلى الفتوى في عصره , فيُحَرِّمون ويُوجِبون , ويُبَدِّعون
ويُفَسِّقون , وربما يُكَفرون بنصوص إن سُلَّم لها بصحة الثبوت , ولم يسلّم لها
بصراحة الدلالة
خذ
مثلا الحديث الذي استدل به بعض المعاصرين على تحريم مصافحة الرجل , بإطلاق , وهو
ما رواه الطبراني :" لأن يطعن أحدكم بمخيط من حديد خير من أن يمس امرأة لا
تحل له "(117)
وقد
حسنه الألباني في تخريج كتابنا (الحلال والحرام ) وفي صحيح الجامع الصغير ) .
وإذا سلمنا بهذا التحسين ـ مع عدم اشتهار الحديث في عصر الصحابة وتلاميذهم
ـ فالذي يظهر أن الحديث ليس نصا في تحريم المصافحة , لأن المس في لغة القرآن
والسنة لا يعني مجرد اتصال البشرة بالبشرة
, وإنما معنى المس هنا ما دل عليه قول ترجمان القرآن ابن عباس رضي الله عنهما : أن
المس واللمس والملامسة في القرآن كناية عن الجماع , فإن الله حييّ كريم يكني عما
شاء بما شاء .
وهذا هو الذي لا يفهم غيره من مثل قوله تعالى :" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ
الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ فَمَا
لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا.." (الأحزاب:49) .
فجميع المفسرين والفهاء ـ حتى الظاهرية ـ فسروا المس هنا بالدخول , وقد
يلحقون بها الخلوة الصحيحة لأنها مظنة له , ومثلها آيات في سورة البقرة في الطلاق
قبل (المس) أي قبل الدخول .
وقول القرآن العزيز على لسان مريم عليها السلام يؤكد هذا المعنى :" قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ
يَمْسَسْنِي بَشَرٌ .." (آل عمران:47) .
والأدلة على ذلك من القرآن والسنة كثيرة .
فليس في هذا إذن ما يدل على تحريم مجرد المصافحة , التي لا تصاحبها شهوة
ولا تخاف من ورائها فتنة , وخصوصا عندما تدعو إليها الحاجة , كقدوم من سفر , أو
شفاء من مرض , أو خروج من محنة , و نحو ذلك مما يعرض للناس , ويقبل فيه الأقارب
يهنئ بعضهم بعضا .
ومما يؤكد ذلك ما رواه الإمام أحمد في مسنده عن أنس رضي الله عنه , قال
:"إن الوليدة (أي الأمة) من ولائد المدينة لتأخذ بيد رسول الله ـ صلى الله
عليه وسلم ـ , فما يدع يده من يدها حتى تذهب به حيث شاءت " .
ورواه البخاري بلفظ "إن كانت الأمة من إماء المدينة لتأخذ بيد رسول
الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فتنطلق به حيث شاءت ".
والحديث يدل على مدى تواضعه وأدبه ورقته ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولو مع أمة
من الإماء , فهي تمسك بيده , وتمر به في طرقات المدينة , ليقضي لها بعض الحاجات
وهو عليه الصلاة والسلام من فرط حيائه وعظيم خلقه , لا يريد أن يزعجها أو يجرح
شعورها بنزع يده من يدها , بل يظل سائرا معها على هذا الوضع حتى تفرغ من قضاء
حاجتها .
وقد
قال الحافظ في شرح حديث البخاري : والمقصود من الأخذ باليد لازمة , وهو الرفق
والانقياد , وقد اشتمل على أنواع من المبالغة في التواضع , لذكره المرأة دون الرجل
, والأمة دون الحرة , وحيث عمم بلفظ "الإماء" أي أمة كانت , وبقوله
:"حيث شاءت" أي مكان من الأمكنة , والتعبير بالأخذ باليد إشارة إلى غاية
التصرف , حتى لو كانت حاجتها خارج المدينة , و التمست منه مساعدتها في تلك الحاجة
, لساعد على ذلك .
وهذا دليل على مزيد تواضعه وبراءته من جميع
أنواع الكبر ـ صلى الله عليه وسلم ـ .أ هـ (118)
وما
ذكره الحافظ ـ رحمه الله ـ مسلما في جملته , ولكن صرفه معنى الأخذ باليد عن ظاهره
إلى لازمه , وهو الرفق والانقياد غير مسلم , لأن الظاهر واللازم مرادان معا .
والأصل في الكلام أن يحمل على ظاهره , إلا أن يوجد دليل أو قرينة معينة تصرفه عن
الظاهر . ولا أرى هنا ما يمنع ذلك ز بل إن رواية الإمام أحمد ـ وفيها " فما
تنزع يده من يدها حتى تذهب به حيث شاءت " ـ لتدل بوضوح على أن الظاهر هو
المراد , وأن من التكلف والاعتساف الخروج عنه .
إن
إغلاق باب المجاز في فهم الأحاديث , والوقوف عند المعنى الأصلي الحرفي للنص , يصد
كثيرا من المثقفين المعاصرين عن فهم السنة , بل عن فهم الإسلام , ويعرضهم للارتياب
في صحته إذا أخذوا الكلام على ظاهره في حين يجدون في المجاز ما يشبع نهمهم ,
ويلائم ثقافتهم , ولا يخرجون به على منطق اللغة , ولا قواعد الدين .
كما
أن بعض أعداء الإسلام كثيراً ما يتخذون من هذه المعاني الأصلية تكأة للسخرية من
المفاهيم الإسلامية , ومنافاتها للعلم الحديث , والفكر المعاصر .
ومنذ سنوات كتب أحد دعاة النصرانية يهاجم الفكر الإسلامي بأنه يؤمن
بالخرافات في عصر العلم والتنوير , مستندا إلى بعض الأحاديث مثل ما روى البخاري
وغيره :"الحُمَّى من فيح جهنم فأبردوها بالماء "(119) ويقول : الحمى
ليست من فيح جهنم , بل من فيح الأرض , وما فيها من أقذار , تساعد على تولد
الجراثيم .
والكاتب الغبي أو المتغابي , يجهل أو يتجاهل المعنى المجازي المراد من
الحديث والذي يفهمه كل من يتذوق العربية , ونحن نقول في اليوم الشديد الحر : أن
طاقة فتحت من جهنم , والقائل والسامع يفهم كلاهما المقصود من هذا الكلام .
وكتب أحد المحسوبين على الإسلام ساخرا من حديث " الحجر الأسود من
الجنة "(120)
وحديث " العجوة من الجنة " (121) .
وغفل هؤلاء المعنى المقصود من هذه العبارات وأمثالها , كالحديث المتفق عليه
"اعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف "(122) , فما يفهم أحد ـ ولا يتصور أن
يفهم ـ أن الجنة التي أعدها الله للمتقين , وجعل عرضها كعرض السماء والأرض , تكون
حقيقة تحت ظل السيف , وإنما يفهم أن الجهاد في سبيل الله ـ ورمزه السيف ـ أقرب
طريق إلى الجنة , ولاسيما إذا كتب الله له فيه الشهادة .
و
مثل ذلك قوله لمن أراد أن يبايعه على الجهاد , وقد ترك أمه وراءه في حاجة إلى من
يرعاها : " الزمها فإن الجنة تحت أقدامها " (124) .
فكل
من له عقل يفهم أن حقيقة الجنة ليست عند رِجْل الأم , إنما يفهم أن بر الأم
ورعايتها من أوسع الأبواب المؤدية إلى جنات النعيم .
وقد
حكى عن بعض الصالحين أنه تأخر عن إخوانه يوما , فسألوه عن ذلك فقال :" كنت
أمرغ خدي في رياض الجنة , فقد بلغنا أن الجنة تحت أقدام الأمهات " !
ولم
يفهم إخوانه منه إلا أنه كان في خدمة أمه وحياطتها , مبتغيا بذلك مثوبة الله تعالى
وجنته .
وحدثني الأستاذ مصطفى الزرقاء أن أستاذا كبيرا من أعلام القانون الوضعي في
مصر , بل في العالم العربي , قال له يوما : إنه اشترى كتاب " صحيح البخاري
" ثم فتحه مرة فوقع نظره على حديث يقول :"النيل والفرات وسيحون وجيحون
من أنهار الجنة ".
ولذا
كان الأستاذ يرى ذلك مخالفا للواقع ـ إذ أن منابع هذه الأنهار معروفة لكل دارس ,
فهي نابعة من الأرض وليست من الجنة , فقد أعرض عن كتاب البخاري كله , ولم يفكر في
مجرد تصفحه بعد , نتيجة لهذا الوهم الذي استقر في رأسه .
ولو
تواضع هذا الرجل قليلا , ورجع إلى أحد شراح البخاري , أو سأل أحد العلماء
المتضلعين من معاصريه , لبان له الحق كالصبح لذي عينين , ولكن الكبر من أعظم الحجب
عن رؤية الحقيقة .
وحسبي هنا أن أنقل رأي إمام من أئمة الثقافة الإسلامية في معنى الحديث
وتفسيره عنده , وهو الإمام ابن حزم .
وإنما اخترت أبن حزم , لأنه ـ كما هو معلوم ـ فقيه ظاهري , يؤمن بحرفية
النصوص , والأخذ بظواهرها , دون نظر إلى العلل والمناسبات . ولكنه يؤمن بأن لغة
العرب فيها الحقيقة والمجاز .
فلننظر ماذا يقول في هذا الحديث :
ذكر
ابن حزم هنا الحديث الصحيح " سيحان و جيحان والنيل والفرات كل من أنهار الجنة
" , و حديث " بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة " , ثم قال :
" هذان الحديثان ليس على ما يظنه أهل الجهل من أن الروضة مقتطعة من الجنة ,
وأن هذه الأنهار مهبطة من الجنة . هذا باطل وكذب .
ثم
ذكر ابن حزم أن معنى كون تلك الروضة من الجنة إنما هو لفضلها , وأن الصلاة فيها
تؤدي إلى الجنة . وأن تلك النهار لبركتها أضيفت إلى الجنة , كما تقول في اليوم
الطيب : هذا من أيام الجنة , وكما قيل في الضأن :" إنها من دواب الجنة "
وكما قال عليه السلام :"إن الجنة تحت ظلال السيوف " . ومثل ذلك حديث ط
الحجر الأسود من الجنة ".
يقول
ابن حزم في هذه الأخبار : فوضح البرهان من القرآن ومن ضرورة الحس على أنها ليست
على ظاهرها (124) .
هذا
هو موقف ابن حزم المعروف بظاهريته وتمسكه بحرفية النصوص إلى حد الجمود , ومع هذا
لم يسغ عنده أن تحمل النصوص على ظواهرها , فإنما يظن ذلك أهل الجهل كما قال !!
الحذر
من التوسع في التأويلات المجازية
وأود أن أحذر هنا أن تأويل الأحاديث ـ والنصوص عامة ـ وإخراجها عن ظواهرها
, باب خطر , لا ينبغي للعالم المسلم وُلُوجَه إلا لأمر يقتضي ذلك من العقل أو
النقل .
وكثيرا ما تؤول الأحاديث لاعتبارت ذاتية أو آنية أو موضعيه ثم يظهر للباحث
المدقق بعد أن الأولى تركها على ظاهرها .
أذكر من ذلك حديث " من قطع سدرة صوب الله رأسه في النار "(125) .
وقد
روي بأكثر من صيغة , ولكن تأوله بعض الشراح أن المراد قطع سدر الحرم , مع أن كلمة
(سدرة) هنا نكرة في سياق الشرط , فتعم كل سدرة , ولكنهم وجدوا الوعيد شديدا ,
فقصروه على سدر الحرم .
و الذي أميل إليه أن الحديث ينبه على أمر مهم يغفل عنه الناس , وهو أهمية
الشجر ـ وخصوصا السدر في بلاد العرب ـ لما وراءه من انتفاع الناس بظله وثمره ,
ولاسيما في البرية , فقطع هذا السدر يمنع عن مجموع الناس خيرا كثيرا , وهو يدخل
الآن فيما يسميه العالم المعاصر(المحافظة على الخضرة وعلى البيئة ) وقد غدا أمرا
من الأهمية بمكان , وألفت له جماعات وأحزاب , وعقدت له ندوات ومؤتمرات .
وقد
رجعت إلى سنن أبي داود , فوجدت فيه : سئل أبو داود عن هذا الحديث , فقال : هذا
الحديث مختصر , يعني من قطع سدرة في فلاة يستظل بها ابن السبيل والبهائم عبثا بغير
حق يكون له فيها , صوب الله رأسه في النار . أهـ .
والحمد لله , فقد تطابق ما كنت أحسبه فهما لي , وتفسير الإمام أبي داود .
تأويلات
مرفوضة
من
التأويلات المرفوضة تأويلات الباطنية التي لا دليل عليها من العبارة ولا من السياق
, كقول من قال منهم في حديث "تسحروا فإن في السحور بركة "(126) المراد بالسحور هنا : الاستغفار !
ولا
ريب أن الاستغفار بالأسحار من أعظم ما حث عليه القرآن والسنة ولكن كونه المراد بالحديث هنا اعتساف مردود على
قائله .
ولاسيما وقد جاءت الأحاديث الأخرى توضح المراد بيقين مثل قوله ـ صلى الله
عليه وسلم ـ :"نعم السحور التمر " (127) .
وقوله : " السحور كله بركة , فلا تدعوه , ولو أن يجرع أحدكم جرعة من
ماء"(129) .
ومن
ذلك تأويل الأحاديث الواردة في شأن المسيح الدجال , الذي أمرنا أن نستعيذ بالله من
شر فتنته في كل صلاة ـ بأنها ترمز إلى الحضارة الغربية السائدة الآن , فهي حضارة
عوراء ـ مثلما وصف الدجال بأنه أعور , وأنها تنظر إلى الحياة والإنسان بعين واحدة
هي العين المادية فقط , وما عدا ذلك لا تراه , فلا روح للإنسان , ولا إله للكون ,
ولا آخرة بعد هذه الحياة الدنيا .
فهذا التأويل مخالف لما أثبتته الأحاديث المتكاثرة أن الدجال إنسان فرد شخص
, يغدوا ويروح , ويدخل ويخرج , ويدعو ويغري ويهدد .. إلخ ما صحت به الأحاديث في
ذلك , وقد بلغت حد التواتر .
ومن
ذلك تأويل بعض الكتاب المعاصرين من المسلمين , الأحاديث التي جاءت بنزول المسيح
آخر الزمان ـ وهي أحاديث بلغت حد التواتر كما بيَّن ذلك جمع من الأئمة الحفاظ
(130) ـ أنها ترمز إلى عصر يسود فيه السلام والأمن , فقد اشتهر بين الناس أن
المسيح هو داعية السلام والسماحة بين البشر .
ونسى
الكاتب أن هذا التأويل يتنافى تماما مع مدلول الأحاديث الصحيحة في نزول المسيح ,
والتي وصفته بضد ذلك : " لينزلن ابن مريم حكما عدلا , فليكسرن الصليب ,
وليقتلن الخنزير , وليضعن الجزية "(131) فلا يقبل إلا الإسلام , وهذا مناقض
كل المناقضة للتأويل المذكور . على أن هذا التأويل يعطي ظلالا للمقولة التبشيرية
والاستشراقية الظالمة , التي تزعم أن الإسلام هو دين السيف , وأن المسيحية هي
وحدها دين السلام !
ابن
تيمية وإنكار المجاز
وأنا أعلم أن شيخ الإسلام ابن تيمية أنكر المجاز في القرآن والحديث واللغة
بصفة عامة , وأيد ذلك بأدلة واعتبارات شتى .
وأعلم كذلك دوافعه لهذا القول , فهو يريد أن يغلق الباب أمام أولئك الذين
غلوا في التأويل فيما يتعلق بصفات الله تبارك و تعالى وهم الذين سماهم (المعطلة)
فقد كادت صفات الله تعالى في نظرهم تصبح مجرد (سلوب) لا إيجاب فيها و (نفي) لا
إثبات معه .
وأراد هو أن يحيي ما عليه سلف الأمة , فيثبت لله تعالى ما أثبته لنفسه في
كتابه وعلى لسان رسوله , وينفي عنه ما نفى عنه القرآن والسنة .
ولكنه بالغ في ذلك إلى حد نفى المجاز عن اللغة كلها .
والإمام ابن تيمية من أحب علماء الأمة ـ بل لعله أحبهم ـ إلى قلبي ,
وأقربهم إلى عقلي , ولكني أخالفه هنا كما خالف هو الأئمة من قبله , وكما علَّمنا
هو أن نفكر ولا نقلد , وأن نتبع الدليل , لا الأشخاص , ونعرف الرجال بالحق , لا الحق بالرجال , فأنا أحب ابن تيمية و لكن
لست تيميا !
وقد
قال الحافظ الذهبي شيخ الإسلام حبيب إلينا , ولكن الحق أحب إلينا منه .
نعم
أنا مع شيخ الإسلام فيما يتعلق بصفات الله تعالى , وبكل ما يتصل بعالم الغيب ,
وأحوال الآخرة , فالأولى ألا نخوض في تأويله بغير بيّنة , ونكله إلى عالمه , ولا
نتكلف علم ما لا نعلم , ونقول ما قاله الراسخون في العلم :" وَالرَّاسِخُونَ
فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا ..(آل عمران:7) .
وهذا ما أريد أن ألقي عليه بعض الضوء في الفقرة التالية .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
107ـ الحديث رواه مسلم في فضائل الصحابة , برقم (2453) , وقع عند
البخاري وهم أن أطولهن يدا وأسرعهن لحوقا , كانت سودة ! وهو غلط من بعض الرواة ندد
به ابن الجوزي , انظر : سير أعلام النبلاء للذهبي , " الرسالة , بيروت , ج 2
, ص 213 .
108ـ انظر تفسير ابن
كثير ج 1/221 .
109ـ متفق عليه ,
أنظر اللؤلؤ والمرجان , حديث(1721 , 1746 )
110ـ تأويل مختلف
الحديث , ط دار الجيل , بيروت ص 224 .
111ـ انظر اللؤلؤ
والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان لمحمد فؤاد عبد الباقي حديث 359 .
112ـ رواه البخاري في
كتاب الأدب وكتاب التفسير من صحيحه , ومسلم في البر والصلة , انظر : اللؤلؤ
والمرجان , حديث1655 .
113ـ الحديث (6548)
من صحيح البخاري مع الفتح , وهو في اللؤلؤ والمرجان حديث رقم 1812 .
114ـ اللؤلؤ والمرجان
, حديث 1811 .
115ـ انظر في هذه
الأقوال : فتح الباري ج 11/421 , ط درا الفكر .
116ـ المسند ط المعرف . ج 8/240 , 241 تخريج حديث 5993 .
117ـ رواه الهيثمي في
المجمع وقال رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح عن معقل بن يسار 4/326 .
118ـ فتح الباري ج13
.
119ـ متفق عليه من
حديث ابن عمر وعائشة ورافع بن خديج , وأسماء بنت أبي بكر , ورواه البخاري عن ابن
عباس أيضا . انظر صحيح الجامع الصغير 3191 وانظر : اللؤلؤ والمرجان 1424 ـ 1426 .
120ـ رواه أحمد عن
أنس , والنسائي عن ابن عباس , كما في صحيح الجامع الصغير 3174 .
121ـ رواه أحمد
والترمذي وابن ماجه عن أبي هريرة , وأحمد والنسائي وابن ماجه عن أبي سعيد وجابر ,
كما في صيح الجامع الصغير 4126 .
122ـ متفق عليه من
حديث عبد الله بن أبي أوفى . اللؤلؤ والمرجان 1137 .
123ـ رواه أحمد
والنسائي عن جاهمة كما في صحيح الجامع الصغير(1249).
124ـ المحلي لابن حزم
ج 7 ص 230 , 231 مسألة 919 .
125ـ رواه أبو داود
في كتاب الأدب من سننه باب قطع السدر 5239 , ورواه البيهقي في السنن وذكره في صحيح
الجامع الصغير .
126ـ متفق عليه من
حديث أنس كما في اللؤلؤ والمرجان (665) .
127ـ رواه ابن حبان
وأبو نعيم في الحلية والبيهقي في السنن عن أبي هريرة , وذكره في صحيح الجامع
الصغير .
128ـ رواه أحمد
وإسناده قوي كما في الترغيب للمنذري .
129ـ انظر في ذلك :
كتاب (التصريح بما تواتر في نزول المسيح ) للعلامة أنور الكشميري , تحقيق عبد
الفتاح أبو غدة , وقد جمع فيه أربعين حديثا من الصحاح والحسان , فضلا عما دون ذلك
.
130ـ متفق عليه من
حديث أبي هريرة بألفاظ متقاربة , انظر : صحيح الجامع الصغير 7077 واللؤلؤ والمرجان
95 .
131ـ رواه أبو داود
برقم (4605) والترمذي برقم 2665 من حديث أبي رافع . ورواه أحمد في المسند مختصرا ج
6 , ص8 .
سابعاً
التفريق
بين الغيب والشهادة
كيف نتعامل مع السنة النبوية
معالم وضوابط
الدكتور يوسف القرضاوي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق