الخميس، 18 يوليو 2013

دفاعا عن إسرائيل


   عندما اتذكر المسلسل الشهير رأفت الهجان أتشكك أننا كما زرعنا عميل في إسرائيل فإن إسرائيل كذلك زرعت  جيش من العملاء داخل مصر , وهي قادرة على ذلك بدليل نفوذها في كل دول النيل بحيث استطاعت أن تثيرها ضدنا وتقسم السودان لدولتين , و ما يجعل شكي يصل إلى اليقين هو ما نراه ونسمعه من تصريحات ومواقف للنخبة السياسية و الإعلامية والثقافية في مصر , وماصرح به رئيس المخابرات الإسرائيلية السابق عاموس يادلين (1)أنهم زرعوا في مصر من العملاء في مفاصل الدولة المصرية لتحويلها إلى دولة فاشلة تسودها الفوضى , وما ذكرتها الصحافة الإسرائيلية على ألسنة بعض السياسيين الإسرائيليين بعد سقوط مبارك من  التأسف على سقوطه ووصفهم له بأنه كان كنزا استراتيجيا لإسرائيل يجعلنا نزداد يقينا بأن إسرائيل زرعت في مصر عملاء يعملون من أجل حماية إسرائيل من كل سوء أو اعتداء على أمنها .
ويمكننا تتبع مصالح إسرائيل وسنجد من يعمل على رعايتها كما يراعي الموطن الشريف مصلحة وطنه .
   تخشى إسرائيل أن يكون لمصر علاقات تعاون بينها وبين أي دولة عربية او إسلامية تعادي إسرائيل وتخشى بشدة وجود أي علاقات وحدوية بين مصر وبين أي دولة عربية أو إسلامية فضلا عن فكرة الوحدة العربية أو الإسلامية لأنها تعني ببساطة قوة للعرب و المسلمين وبالتالي فناء إسرائيل , لذلك تنتشر في وسائل الإعلام المصرية هجوما شديدا على فكرة الخلافة التي هي رمز لوحدة العرب و المسلمين أو على أي تقارب مصري إيراني أو تركي أو قطري .
   تخشى إسرائيل أن تتملك مصر أي قوة عسكرية جبارة وعلى الأخص السلاح النووي و لذلك تجد القيادة السياسية العالمانية في مصر تعارض المشروع النووي المصري و تعمل على تعطيله وتأجيله بالرغم من احتياحنا الشديد إليه سلميا على الأقل خاصة بعد نضوب آبار البترول المصرية وتحولنا لدولة مستوردة للبترول بل إن بعض السياسيين يهاجمون الفكرة و يعتبرونها غير ذات جدوى (2).

   تخشى إسرائيل تحول مصر لدولة ديمقراطية حقيقية لأنها تعلم أن الديمقراطية حتما ستأتي بالإسلاميين لأن الشعوب عادة تميل إلى تراثها وثقافتها الأصيلة , ولذلك تعمل القيادة السياسية العالمانية على إبقاء مصر في معسكر التخلف السياسي , بالرغم أن القرود في الغابة الأفريقية المتخلفة أصبحت بها ديمقراطيات شهيرة راسخة تأبى الحكم العسكري القهري بينما النخبة السياسية العالمانية بعد أن صدعتنا بالمطالبة بالديمقراطية سقطت في كل اختبارات الديمقراطية و نادت بالحكم العسكري وطالبت به بإلحاح وأثبتوا أنها كانت مجرد تجارة تدر عليها ربحا كبيرا والآن ينقلبون على الديمقراطية ويطالبون بحكم العكسر كما تعودوا من قبل .. لايحكمون إلا فوق دبابة العسكر أو دبابة المحتل .(3)
   تخشى إسرائيل من قوة عدد السكان في مصر لذلك تسعى حكوماتنا من زمن بعيد لتقليل عدد السكان بل إمراضهم وتجهيلهم حتى لا يكونوا قوة فاعلة أو يمكن خداعها وتوجيهها إينما تريد الحكومات التي تحكمها فميزانية الصحة و التعليم هي أقل ميزانية بالمقارنة بميزانيات الأمن مثلا أو الصحة و التعليم بالدول الأخرى .(4)
   تخشى إسرائيل ان تكون مصر دولة قوية اقتصاديا لأن قوة الاقتصاد تنعكس على القوة العسكرية لذلك مازلنا لانستطيع تصنيع السيارة و لا الكمبيوتر فضلا عن الطائرة وتجد أغلب الصناعات موجهة لصناعة الكماليات الترفيهية و حلويات الأطفال والصناعات الملوثة للبيئة كالأسمنت و السيراميك والتي يتم تصديرها من الدول الغربية إلينا حتى تسلم صحة سكانهم بينما تصدر الأمراض لنا .
   تخشى إسرائيل من تنمية سيناء بالبشرحيث ان ذلك قد يكون على حساب أمنها ويحول دون أن تكون سيناء رهن احتلالها مرة أخرى وقد يشجع ذلك مصر على لفظ اتفاقية السلام  لذلك حالت حكومة الكنز الاستراتيجي مبارك و حزبه دون تعمير سيناء تحسبا لأن تغير الأجيال القادمة استراتيجية حماية إسرائيل (5).
تريد إسرائيل تفتيت مصر فتجدها وراء مشروع انفصال النوبة عن مصر وتجدها وراء مشروع إمارة في سيناء ودولة قبطية في الصعيد (6).
وحفاظا على أمن إسرائيل تخشى من تنامي ظاهرة التدين لأن الإسلام هو المنهج الوحيد الذي يحرض على تحرير الأرض الإسلامية من كل احتلال ـ فلسطين كمثال ـ ولذلك الحرب مستعرة على التدين وعلى كافة المستويات سواء من الإعلام أو الفن أو الأمن أو الثقافة التي تزرع بذور الكفر والإلحاد في المجتمع المصري .
   لا تفعل إسرائيل هذا إلا بعملاءها في الداخل من الإعلاميين والصحافيين و الأدباء و السينمائيين و المسؤولين الحكوميين وتأكد هذا بعد افتعال أزمات الأمن و الوقود و الكهرباء وغيرها من الأزمات حتى العملية الإرهابية التي راح ضحيتها 16 من الجنود المصريين يقال أن و رائها دحلان عميل إسرائيل القصد من كل ذلك إفشال المشروع الإسلامي و القضاء على الديمقراطية في مصر .
   بعد هذا العرض يتضح لنا أننا بصدد مشروع عالماني يحكم مصر تمت زراعته قبيل انصراف المحتل الإنجليزي عن مصر الهدف منه خدمة التوجهات الغربية في كتم المارد الإسلامي عن الإنبعاث ليقود العالم مرة أخرى .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)   تصريحات رئيس المخابرات الإسرائيلية بشأن اختراق المجتمع المصري  http://www.almasryalyoum.com/node/223979
(2)   بالفيديو.. أبو شادى: البرادعى وقف ضد البرنامج النووى المصرى http://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=p9ogxJzx3E8
(3)   رئيس المخابرات العسكرية الإسرائيلي شكراً للقوي العلمانية والليبرالية، واضطراباتها في مصر http://www.youtube.com/watch?v=dswlAhfhET8
(4)   الخمسة الكبار ومؤشرات الفقر المجتمعي في مصر http://www.asicenter.org/#!studies-poverty-indicators/cftr
(5)   تعمير سيناء أخطر على إسرائيل من القنبلة النووية http://www.youtube.com/watch?v=E1Uh-fDJUjI

(6)   مخطط فصل النوبة عن السودان ومصر.. الحقيقة الغائبة http://www.alsahafasd.net/details.php?articleid=34779

الجمعة، 5 يوليو 2013

ثورة جديدة ونصر مؤزر


    لم تنجح انقلابات العسكر في العصر الحديث سواء في تركيا عندما انقلبوا على نجم الدين اربكان سرعان ما عاد الشعب و انتخب تلميذ أربكان وهو رجب طيب أردوغان , ولم ينجح انقلاب العسكر على نواز شريف في باكستان والآن نوازشريف يحكم باكستان , لم تنجح الخطة الأمريكية في فنزويلا لتنحية تشافيز فسرعان ما ثار الشعب لإعادة قائدهم المنتخب للحكم . هل تعود عقارب الزمان للخلف ؟ هكذا تصور السيسي , وبعد أن ظهرت الخطة و المؤامرة الأمريكية على مصر :
 ـ بوضع اللغم أولا باحتياطي نقدي انخفض من 36 مليار دولارإلى 13 مليار وميزانية مسرفة في الظلم وضعت قبل تسليم السلطة للإخوان .
ـ ثم تعويقهم بمنع تقديم الخدمات بواسطة فلول النظام الفاسد ومن ثم يتذمر الشعب وعدم تفعيل القانون بواسطة قضاة مبارك وعدم تحقيق الأمن بواسطة الشرطة التي قتلت الشعب .
ـ وإعلام يضخم الأخطاء ويضلل بالأكاذيب الشعب الساذج الذي لم يجرب ديمقراطية وكان محرم عليه ممارسة السياسة .
 ـ ثم الاستعانة ببعض شباب الشيوعيين والبلطجية لزيادة الإرباك و التعويق بمظاهرات العنف المستمرة وغيرها و غيرها من المعوقات والتشويه والافشال.
   ومع ذلك وفي ظل هذا التعويق يبذل د/مرسي بعض الإنجاز الذي لم يتحقق منذ زمن على سبيل المثال زيادة مرتبات العاملين بالدولة وزيادة معاشات الضمان الاجتماعي وهم من الفئات الأضعف من 200ج إلى 400ج وتعيين حوالي نصف مليون موظف ممن كانوا يعملون بعقود مؤقته ومضاعفة مرتباتهم ومضاعفة مرتبات المعلمين وتحقيق اكتفاء ذاتي بنسبة 70% من القمح الذي ترتب عليه تحرير للإرادة الوطنية السياسية والبدء في مشروع تعمير سيناء وتأمينها وتنمية محورالقناة والبدء في استصلاح نصف مليون فدان وزاد الاحتياطي إلى16 مليار.
   كل هذا تغاضى عنه إعلام فلول حرامية النظام السابق لتأتي لحظة الإطاحة بحكم الشعب وإرادته واستبداله بحكم العسكر وإرادة أمريكا وإسرائيل وتم حشد الأقباط والشيوعيين و الليبراليين وفلول النظام السابق ومن موظفي الإدارات المحلية الفاسدين وبعض الجهات الأمنية , وعند هذه اللحظة ينقلب السيسي على إرادة الجماهير التي تمثلت في خمس جولات انتخابية كانت كلها لصالح الإسلاميين ولكن السيسي يفضل إرادة أمريكا على إرادة الشعب وظهرت الخطة وجاء بعميل أمريكا البرادعي وعميل أمن الدولة حزب النور وعضو لجنة سياسات الحزب الوطني شيخ الأزهر ورأس الصليبية تاضرس الحاقدة على الإسلام لوضع خارطة طريق أخرى ,وانحاز السيسي للعالمانيين ليثبت أن العالمانيين لا يحكمون بلد مسلم أبدا إلا من فوق دبابة العسكر أو المحتل , ويعيد  مصر إلى المربع ما قبل الصفر وإدخالها في طريق أعوج اعتدي فيها على إرادة الشعب.
   الآن الشعب يثور لاستعادة إرادته بثورة جديدة بدأت في رابعة العدوية ثم ميدان النهضة ثم محافظات مصر وستستمر حتى تنتصر نصرا مؤزرا إنشاء الله وقد توافرت عناصر نجاح لم تكن تتوافر لثورة 25 يناير منها على سبيل المثال :
ـ هناك فئات كثيرة من الشعب المصري لم تشارك في ثورة يناير سوف تشارك في هذه الثورة مما يعطيها زخم ثورى أكبر من ثورة 25 يناير منهم الإسلاميين الذين غرر بهم مشايخ أمن الدولة والحكومة و حرموا عليهم التظاهر ضد الحاكم الظالم , ومنهم الذين كانوا معتقلين ظلما في سجون مبارك ومنهم من مارس ديمقراطية الانتخابات ولأول مرة يضع إرادته في صندوق الانتخابات بلا تزوير ولا تبديل فهذا لن يتراجع عن محو إرادته أو التعدي عليه بانقلاب السيسي .
ـ هناك فئات من الشعب المصري رأت الممارسة الديمقراطية للإسلاميين فلم يقصف قلم و لم تغلق قناة بينما السيسي يبدأ إنقلابه بإغلاق القنوات الإسلامية ويبقي على قنوات الأقباط المنتشرة على قمر النيل , هذا سيستفز الأحرار من المصريين الذين ثاروا من أجل حرية الرأي فضلا عن الإسلاميين الذين يستفزهم إغلاق القنوات الإسلامية.  
ـ بروز شخصيات قبطية وتقديمها في المشهد السياسي وتفضيلها على الإسلاميين سيستفز كثير من المسلمين ضد السلطة العسكرية . 
ـ هناك كثير من الأحرار والشرفاء الذين شاهدوا إدارة العسكر للفترة الإنتقالية والتي أدخلت البلاد في دوامة من الإنهيار والعنف وتراجع الاقتصاد وخرق القانون والتعدي على الأراضي الزراعية وتفشي ظاهرة البلطجة وغيرها من المساوئ لن يقبل بإدارة العسكر مرة أخرى للمشهد السياسي .
ـ لا شك أن نمو الوعي الشعبي بأهمية الممارسة الديمقراطية خاصة الثلاثون مليون الذين مارسوها فعلا قد زاد عما قبل ثورة يناير وهذا أيضا سيعطي زخما للثورة الجديدة .
ـ من مشاهداتي التي تؤكد أن فرص النجاح لهذه الثورة ستكون أكبر... أنه فور الإعلان عن الإنقلاب العسكري تداعى الثوارإلي ميدان رابعة العدوية بأعداد أكبر بكثير من الأيام التي سبقتها بالرغم من جو الإحباط الذي غيم على كثير من جماهير الشعب المصري وبأعداد أكبر بكثير من تلك التي بدأت بها ثورة 25 يناير التي بدأت في ميدان التحرير لكن هذه الثورة بدأت في ميدانين رابعة و النهضة و جميع محافظات مصر وفي يوم واحد .
ـ أن عدد الإسلاميين تضاعف في كثير من الأحزاب الإسلامية سواء في الإخوان أو حزب الوسط أو البناء و التنمية أو الأصالة والراية وقد تحول إلي هذه الأحزاب كثير من أعضاء حزب النور الذي يقوده عملاء أمن الدولة  .
ـ هناك الكثير من الإسلاميين الذين أوذوا في عهد مبارك لن يقبلوا بعودة العالمانيين للحكم ولو بذل روحه مقابل الأمان الذي وجده في عام محمد مرسي . 
ـ أن الثورة أصبح لها قائد وهذا يجذب الكثير ممن لا يستوعبون المبادئ والأفكار ولكن يستوعبون شرف الشخص ومواقفه ومعاملته و أراءه .
ـ الشعب يقارن ويميز بين من كان في التحرير30/6 ومؤيدي الشرعية وإرادة الشعب في رابعة و النهضة وسينحاز الشعب لمن هو أقرب لثقافته ودينه .
ـ وسائل الحصول على المعلومات الصحيحة والاتصال الآن أكثر بكثير مما قبل ثورة يناير وهذا يصب في مصلحة الثورة الإسلامية.
ـ عودة الفلول ورموز الفساد كالنائب العام مثلا وتصدرهم المشهد سيكون إضافة لزخم الثورة .
ـ الأغلبية مع الإسلاميين ودليلي عليها هو أنه .. لوكانت الأغلبية مع العالمانيين لما لجأوا إلى هذا الإنقلاب ولما تعدوا على المسار الديمقراطي وتهربوا منه , العالمانيين يعلمون هذا مسبقا من دراسات و إحصاءات علمية للرأي العام هذا فضلا عن خمس مرات يخوض فيها الشعب استفتاءات و انتخابات و تكون كلها لصالح الإسلاميين .

   وأخيرا وهو أولا .. إنشاء الله لن يقبل الله تعالى أن يقف عبيده في معسكرين معسكر الحق و معسكر الباطل إلا وينصر أهل الحق " بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ " ولن تنجح إرادة المشركين أمام إرادة الله النافذة في قوله " هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ"وهذا هو أملنا وما نتوكل عليه .

الجمعة، 28 يونيو 2013

متى تتمصر المعارضة ؟


  في عصر مبارك كنا ننظر إلى الممارسة الديمقراطية في الدول المتحضرة على حقيقتها , ونقارن بينها وبين ممارسة مبارك المزيفة والمزورة للديمقراطية , كان هذا يجعلنا نقارن بين تقدمهم و تخلفنا وعرفنا أن سر تأخرنا و وفقرنا هو أن إرادتنا و حقنا في اختيار من يحكمنا قد سرقها مبارك و من كان قبله , كان هذا يجعلنا نتشوق للحياة الديمقراطية ونتمنى أن نتخلص من دكتاتورية مبارك , وهذا ما جعلنا ننضم مع كثير من شباب مصر لصفوف من يحارب هذا النظام ويعمل على تغييره , فلم نرفع حجر ولم نحرق مؤسسة ولم نطلق رصاصة كنا نؤمن أن الجهاد السلمي هو أكثر جدوى من أي عمل مسلح بالرغم من الاعتقال والتعذيب ومنعنا من تملك أي وسيلة إعلامية , خالفنا غيرنا واختاروا إما الجهاد المسلح أو الخطو في ظل النظام , ولكن تأكد لهم بعد تجربة مريرة حسن اختيارنا ومشوا على خطانا , ورأينا ممارسة المعارضة العالمانية وقتها في مصر , تأكد لنا أن كثير منها مجرد ورق ديكور يخدعوننا به ليظن المغفلين أننا نحيا حياة ديمقراطية سليمة , ولكننا لم نمل من المقارنة بين ديمقراطيتنا المزعومة وديمقراطية الشعوب التي سبقتنا وحتى بعد الثورة لم نمل من المقارنة مع الدول الديمقراطية المتحضرة التي رأينا فيها أن :

    ـ أحزاب المعارضة تنتقد بشدة أداء الحكومة وتقدم لها النصح أيضا وتتظاهر ضدها سلميا وتقترح حلول ليقوم بتنفيذها الحزب الحاكم , ولكن لا تطالب بإسقاطها طالما أنها ليس لديها أغلبية برلمانية , ولا تنقلب على المسار الديمقراطي ولا على أي شرعية إنتخابية ولا على إرادة الشعب , ولا تستدعي الجيش ليسلمها الحكم (1), وتعمل على تحسين صورتها أمام الجماهير لكي تنتخبها في المرة القادمة , و لا تتهرب من الانتخابات , ولا تحرض على العنف كلما اقترب موعد الانتخابات , ولا تحشد لإسقاط النظام طالما أن هناك آليه لتداول السلطة معروفة و سلمية وآمنة , فما الداعي لأن نتحارب كلما أردنا تغيير السلطة  , من يلجأ إلى آلية الثورة للتغيير بينما تتوافر آلية ديمقراطية و انتخابية قادرة على تداول السلطة يؤكد أن من يفعل ذلك قد كفر بالديمقراطية ,لماذا لا تحدث ثورة في الدول الديمقراطية لسبب بسيط أن لديهم آلية ديمقراطية لتداول السلطة , ومن ينقلب على إرادة الشعب الآن  لن يقبل إلا أن يستبد برأيه وسيعيد دكتاتورية مبارك مرة أخرى, ولأن أحزاب المعارضة لدينا عالمانية فهي تعرف أنها لن تكون مقبولة من شعب مسلم وتعرف أنها لم تحكم إلا من خلال الإنقلابات العسكرية أو تزوير الانتخابات أو إرهاب الدولة أو القفز على الحكم أو من خلال أحداث عنف وفوضى أو على دبابة المحتل .

   ـ أحزاب المعارضة التي تخسر الانتخابات تتقبل هذا بروح طيبة وتقوم بتهنئة الحزب الفائز , ولا تطلق أضغان الحقد و الحسد على الفائز , لأنها تعلم أن هناك شعوب ناضجة تراقب ردة فعلها والشعوب لا يعجبها شخصية الحاقد الحسود , عندما وقف الإخوان في مقدمة الصفوف في معركة الجمل كانت النخبة العالمانية تمدحهم وتثني عليهم خيرا , وعند أول نجاح للإخوان في أول انتخابات تشريعية وفشل أحزاب المعارضة العالمانية بدأت الحرب عليهم قبل أن يبدأوا في العمل أويحكموا على آدائهم وهذا دليل على أن للحقد والحسد هو المحرك لهذه الحرب ضد الإسلاميين ولو قامت المعارضة بربع ما تفعله الآن بمبارك لسقط مبارك من عشرين سنة على الأقل , ويؤكد هذا بعد أن فاز بالمركز الأول بالمرحلة الأولى في الانتخابات الرئاسية الدكتور مرسي طلبوا منه أن يتنازل لحمضين وهم لم يحكموا بعد على أداؤه .. اتقوا الله في مصر أيها الحاقدون . (2)


   ـ أحزاب المعارضة في الدول المتحضرة تحرص على استقلال الإرادة الوطنية و ترفض أي تدخل خارجي من أي دولة كانت , ولا تستغيث بقوى خارجية لتدعمها , ولا تتلقى أموال من الخارج فالقانون يجرم ذلك ويعتبره خيانة عظمى , ولكن أحزابنا تجلس علانية مع السفيرة الأمريكية وتطلب دعمها بل تتفاخر بهذا . (3)

   ـ وأحزاب المعارضة في الدول المتحضرة تحرص على احترام ثقافة ودين وتوجهات الشعب الذي تنتمي إليه , حتى ينتخبها , بينما المعارضة في مصر تريد فرض منهج وثقافة مستوردة من أعداء طالما أذلونا وحاربونا واحتلونا .. ويعملون بكل قوتهم لتشويه دين الشعب الذي من المفروض أنهم يطلبون أصواتهم , ويشوهونه و يصورونه للناس من زاوية المتشددين الغلاة بالرغم من قلتهم بالنسبة للمسلمين جميعا , ويخفون عن عمد زاوية الوسطية العريضة والواضحة والمقبولة من كل مصري .



ـ المعارضة تعمل على إنضاج الوعي و الممارسة السياسية , ولكن في مصر هي تعمل عكس ما تفعلة المعارضة في الدول المتحضرة فهي تستغل سذاجة بعض المصريين وأميتهم السياسية وحداثة ممارستهم للسياسية و تغسل أدمغتهم بمفاهيم سياسية مغلوطة مثل الرئيس اللي مايعجيناش نشيله بالمولوتوف أو أن الحرية أن تفعل ماتريد بلا حدود ولا قيود ولا مراعاة لحقوق الآخرين , في الوقت اللي كانوا متصالحين جدا مع نظام مبارك ولم يحرضوا أحد ضده وكان نقد مبارك خط أحمر و حد لا يتخطوه , لأنهم في الحقيقة كانوا جزء ديكوري من نظام مبارك لزوم الديمقراطية المزيفة المزورة .

ـ الأحزاب في الدول المتحضرة تلتزم أخلاقيا ولو ظاهريا لأنها تحافظ على سمعتها أمام الشعب الذي ينتخبها وهي لا تتعاطف مع المجرمين الذين أمروا بقتل الشعب كشفيق أو شارك في سرقته كالفلول , و لا يوجد سياسي وطني عاقل يضحي بسمعته بالسماح لأنصاره بتخريب مصرأو حرقها  لكنها خطة عميل ينفذ أجندة صهيوأمريكية هي اسقاط حكومة منتخبة ولا يهمه سمعته عند الشعب . (4)

   ـ الأحزاب في الدول المتقدمة ترفع مصلحة الوطن و الشعب فوق مصلحتها الخاصة , لكن في مصر تطلب إقالة وزراء ناشطين في خدمة الشعب وتريد حرمان الشعب من خدمتهم وعطاءهم لأن هذا يجعل فرصة نجاحهم في الانتخابات ضعيفة وتضعه شرطا جوهريا لخوض الانتخابات أي احزاب هذه وأي شعب يقبل هذا أو يصوت لحزب يريد حرمانهم من نشاط وزير ناجح واستبداله بوزير خامل .(5)

  ـ الأحزاب في الدول المتحضرة يبقى فيها اليسار يسار و اليمين يمين , لا يتحدان مع بعضهما ولكن في مصر يتحد العدوان ضد العدو المشترك لهما , وهذا يؤكد انهم لايريدون الحكم بواسطة الانتخابات ولا بإرادة الشعب في الصندوق , عندما يصطف الرأسماليون مع الشيوعيون وهما عدوان متضادان صفا واحدا ضد الإسلاميون ومعظم الإعلاميين شيوعيين يعملون لدى فضائيات الرأسماليين , وهذا يعني أن الهدف هو الإسلام ذاته .

ـ الأحزاب في الدول المتحضرة تعمل على تماسك المجتمع ووحدة أراضي الوطن ولا تنحاز إلى انفصاليين يريدون تقسيم الوطن , ولقد باركت أحزابنا محاولة بعض العملاء الذين صنعوا أعلام لبوسعيد و اعلنوا بورسعيد دولة مستقلة  وتكرر نفس الموقف في المحلة  أيضا, بل تم ضم عملاء أمريكا الإنفصاليون من النوبة إلى صفوف أحزابهم , وتحرض الأقباط ضد الإسلاميين .(6)

هذا بعض ما فهمناه عن الممارسة الديمقراطية في الدول المتحضرة ورغبنا أن نكون أحسن منهم , مع تحفظنا على بعض الممارسات التي لا تتفق مع شريعتنا وقيمنا .

لهذا لا أستطيع أن أصف ما تفعله أغلب أحزاب المعارضة بأنها ممارسة سياسية بل أستطيع أن أصفها بكل ارتياح بأنها عصابة مأجورة وكتيبة إجرام في حق الوطن تعمل لصالح رجال أعمال حرامية وفلول فاسدين ولصالح إسرائيل وأمريكا ودول خليجية تخشى أن تطولها شعلة الثورة , وما الأحزاب التي تصطف داخلها مجرد غطاء قانوني لأعمالها الإجرامية , وها يتفق مع السياسة الجديدة للدول الإستعمارية التي تفضل استراتيجية إفشال الدولة بدلا من محاربتها عسكريا بزرع العملاء داخل الدولة الهدف وإمدادهم بالمال والدعم الفني فقط دون إراقة قطرة دم واحدة من أبناء الدولة الإستعمارية وهذا يعد أقل تكلفة من الحرب المباشرة وأشد حفاظا لماء وجهها إذا ما أجبرها الجهاد المسلح على الخروج مهزومة , إن سبب هزيمة مبارك الأساسية هي أنه لا ينتمي إلى هذا الوطن ولكنه كان مجرد تابع وكنز استراتيجي لأعداء هذا الوطن ولهذا ستسقط هذه المعارضة لنفس السبب وسوف تظهر معارضة أخرى مصرية حقا .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1)الجارديان :من السخرية دعوة المعارضة لتدخل الجيش فى العملية السياسية


(2)القوى الثورية تطالب مرسي بالتنازل لصالح صباحي


عماد جاد والسفيرة الامريكية والحشد للمظاهرات  ..   (3)


(4)المعارضة المصرية تتحالف مع فلول النظام السابق قبل‏30‏ يونيو

لهذه الأسباب تطالب جبهة الإنقاذ بإقالة الوزير النشيط باسم عودة! (5)





(6)حزب التجمع بستضيف مؤتمر للإنفصاليين النوبيين


الجمعة، 21 يونيو 2013

الدين والسياسة .. د/ يوسف القرضاوي


  • ·                     الحمد لله وكفى، وسلام على رسله الذين اصطفى، وعلى خاتم النبيين المجتبى، محمد وآله وصحبه أئمة الهُدى، ومن بهم اقتدى فاهتدى.
    (أما بعد)
    فهذا بحث كتبته عن "الدِّين والسياسة" استجابة لما طلبته مني الأمانة العامة للمجلس الأوربي للإفتاء والبحوث، لأفتتح به الندوة التي سيعقدها المجلس في دورته السادسة عشرة في أوائل الشهر السابع تموز أو يوليو 2006م حول "الفقه السياسي للأقليات المسلمة في أوربا".
    وما كنت أحسب أن البحث سيطول معي إلى الحد الذي وصل إليه. ولكن هكذا كان، والخير فيما وقع.
    هذا وقد عرضته على إخواني في الندوة، ليصوِّبوني إذا أخطأت، ويردوني إلى الجادة إذا شردت، فليس في العلم كبير، وفوق كل ذي علم عليم.
    ولقد نظرت في البحث بعد ذلك مستفيدا من الملاحظات التي أبديت، ومن غيرها، ومن تأملاتي الخاصة، في تطوير البحث، وإعادة ترتيبه وتقسيمه، وقد قسمت البحث- أو قل: الكتاب بعد المقدمة؛ إلى خمسة أبواب، وكل باب منها يشتمل على أكثر من فصل، إلا الباب الأخير، وهو ما يتعلق بالأقليات والسياسة، فهو فصل واحد.
    الباب الأول: ويتكون من فصلين. يتعلق بتحديد المفاهيم، عن الدين والسياسة لغة واصطلاحا، ومفهموم السياسة عند الفقهاء على اختلاف مذاهبهم، وعند المتكلمين والفلاسفة، ثم عند الغربيين.
    والباب الثاني: عن العلاقة بين الدين والسياسة بين الإسلامييين والعلمانيين، فالإسلاميون يرون ضرورة الارتباط بين الدين والسياسة، لأدلة شرعية وتاريخية لديهم، منها فكرة شمول الإسلام. والعلمانيون يرون ضرورة الفصل بينهما، ويرتبون على ذلك نتائج وأثارا مهمة، تضر في نظرهم بالمجتمع والأمة، وهو أطول الأبواب وأهمها. وفيه أصلنا الأحكام والمبادئ الشرعية، ورددنا على الشبهات التي يثيرها العلمانيون.
    والباب الثالث: عن العلاقة بين الدين والدولة، عند الإسلاميين والعلمانيين، ويتكون من ستة فصول.
    والباب الرابع: حول العلمانية: أهي الحل أم المشكلة؟ ناقشنا دعوى العلمانية الإسلامية المزعومة، وفي هذا الباب فصلان.
    والباب الخامس: الأقليات الإسلامية والسياسة. ويتكون هذا الباب من فصل واحد.
    هذا وقد أمسى منهجي واضحا لكل قرائي، والحمد لله، فلا ألقي القول على عواهنه، ولا أقلِّد أحدا فيما أرى من رأي، لا من أئمتنا الأقدمين، ولا ممَّن اتخذهم الناس أئمة في عصرنا من الغربيين الذين غزت حضارتهم العالم، ومنه عالمنا الإسلامي.
    ومنهجي هو الاعتماد على النص الصحيح في ثبوته الصريح في دلالته، وربطه بالواقع المعيش- الواقع الحقيقي لا المتوهم - دون افتعال أو اعتساف، معتمدا أسلوب الموازنة والترجيح بالأدلة، رابطا النصوص الجزئية بالمقاصد الكلية للإسلام وشريعته.
    ولم أعتمد فيما كتبت إلا على آية محكمة، أو حديث صحيح، أو دليل شرعي معتبر، أو منطق عقلي سليم، مسترشدًا بأقوال من يُعْتَد بهم من العلماء، ليشدوا أزري، حتى لا أقف وحدي، لا على أن أقوالهم في ذاتها حجة، فلا حجة في قول البشر إلا قول محمد صلى الله عليه وسلم الذي أرسله الله رحمة، ومنحه العصمة، وهدى به الأمة.
    فإن كان ما كتبته صوابا، أو خيرا فمن الله وحده، إذ الفضل منه وإليه، وما كان من خطأ، أو شرود، أو قصور، أو تقصير، فمن نفسي ومن الشيطان، وأستغفر الله منه، وأسأله تعالى أن يهديني إلى تصويب نفسي، ولا يحرمني أجر المجتهد المخطئ؛ إذا حرمت من أجري المجتهد المصيب. وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب. {رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ} [آل عمران:8].
    الدوحة في: ربيع الآخر 1427هـ - مايو (أيار) 2006م
    الفقير إلى عفو ربه
    يوسف القرضاوي

    ·                     الدِّين والسياسة.. تأصيل ورد شبهات
    ·                     الدِّين والسياسة.. تأصيل ورد شبهات
    ·                     الدِّين والدولة في الإسلام
    ·                     من حق الإسلام أن تكون له دولة
    ·                     الدولة الإسلامية وحقوق الأقليات
    ·                     الدولة الإسلامية وحقوق الإنسان

    ·                     العلمانية: هل هي الحل أو هي المشكلة؟
    ·                     دعوى العلمانية الإسلامية!!
    ·                     الأقليات الإسلامية والسياسة
    ·                     خاتمة
    ·                     إنكار فكرة (شمول الإسلام)
    ·                     السياسة عند الفقهاء
    ·                     السياسة عند الحكماء (الفلاسفة)
    ·                     السياسة عند الغربيين
    ·                     فصل الدِّين عن السياسة

الخميس، 20 يونيو 2013

النيل في أيدينا كيف ؟






   أثيوبيا هي أحدى الدول التابعة للقوى العالمية الصليبية و الصهيونية للسيطرة على العالم الإسلامي , وهي بالإضافة إلى سيطرتها على منابع النيل لكل من مصر و السودان فهي أيضا تسيطر على منبعي نهري جوبلى و شبيلي الصوماليين , وهي إذ اقدمت على هذه الخطوة في هذا التوقيت بعد أن وصلت القوى الإسلامية للحكم , والتفجير المفتعل للوضع الداخلي بعملاء الداخل لمريكا وإسرائيل  , وبهذا الحجم من حجز لمياه النيل يؤكد ضلوعها مع القوى العالمية لإسقاط الحكم الإسلامي وإفشال مصر , ومع ذلك فيمكننا أن نستعيد حقوقنا في نهرنا وزيادة فوقه إن نحن أحسنا استخدام القوة الناعمة , التي أصبح تأثيرها أقوى من الحرب العسكرية في نتائجها , وبداية لابد ان نتعرف على بعض نقاط الضعف و القوة و المعلومات المفيدة للعمل على هذا الملف .
  ـ أثيوبيا دولة حبيسة ليس لها مطل على البحر تحيطها من كل جانب الدول الإسلامية فيما عدا الغرب حيث يحيطها السودان وجنوب السودان وكينيا ومن الشمال السودان ومن الشرق أرتيريا وجيبوتي و الصومال ومن الجنوب الصومال  .
  ـ أثيوبيا تحتل إقليم أوجادين الصومالي ولها مشاكل حدودية مع إرتيريا .
  ـ أثيوبيا تحمل في جوفها قنبلة إذا عملنا على تفجيرها تفتتت أثيوبيا إلى ثمانية دويلات على الأكثر ولأربعة بحد أدنى , فهي من الناحية الدينية لديها أكثر من ديانة وأغلبية الشعب أرثوذكس بنسبة بنسبة 61% تقريبا والمسلمون بنسبة 33% تقريبا والباقي 6% أديان أخرى الكاثوليك والبروتستانت واليهود الفلاشا والوثنيين , يبلغ عدد السكان 83مليون تقريبا يتوزع على ثمانية عرقيات كانت لوقت قريب لكل عرقية ميليشياتها العسكرية الخاصة بها وكانت تتقاتل فيما بينها ومازال بعضها يحمل السلاح , عرقية الأورومو أكبر القوميات الإثيوبية بنسبة تفوق 35% , تليها الأمهره25% , ثم ذوو الأصول الصومالية 6 ـ 8%, وتأتي بعد ذلك قومية التيجراي التي ينتمي إليها رئيس الوزراء الراحل ميليس زيناوى ونسبتها 5 ـ 7%, وفي الشرق العفار وفي الشمال الغربي  بني شنقول بينما يحتوي إقليم جنوب إثيوبيا وحده علي عدة قوميات أشهرها السيداما 1.8 مليون نسمه والقرافـي 1.6 مليون والولاباشا 1.2 مليون والهديا 900 ألف نسمة.

  ـ أثيوبيا من ضمن أفقر عشر دول في العالم وتضاريس أرضها لايسمح لها بالتوسع في الزراعة .
 ـ أثيوبيا على علاقة قوية بإسرائيل وأمريكا والصين .
 ـ أثيوبيا تحكمها أقلية التجراي وحزبها الحاكم مكون من إئتلافات قومية ونظام شبه برلماني ولكنه يفتقد لكثير من الحريات ولديها بالإضافة إلى التناقضات العرقية و الدينية أيضا تناقضات أيدلوجية , وهناك اتهامات للحكومة بتزوير الانتخابات وأكثر الأقليات تتعرض للظلم و التضييق هم المسلمون .
ـ نسبة الأمية عالية جدا في أثيوبيا والشعب يتناول القات ـ النبات المخدرـ بكثافة  .
ـ اللغة الرسمية هي اللغة الأمهرية بالرغم أنها لغة الاقلية الأمهرية .
   في ضوء المعطيات السابقة يمكننا أن نقول إن محاولة أثيوبيا لتعطيش مصر بالرغم مما تعانيه أثيوبيا من مشاكل داخلية وخارجية يجعلنا نقول بكل ثقة أن أثيوبيا فتحت على نفسها أبواب جهنم .
والعمل مع اثيوبيا لابد له من إستراتيجية ترتكز على الآتي :
  ـ إن العالم لايعترف إلا بالقوة وإن لم تكن لنا قوة قاهرة تحمي حقوقنا فلن يحترمنا العالم بما فيهم أثيوبيا .
 ـ أثيوبيا تنسق مع إسرائيل وأمريكا و بقية دول النيل وهذا يعني أننا لا بد أن ننسق مع الدول العربية و الإسلامية وأن نحيي روح الإخوة والوحدة العربية و الإسلامية من أجل نتائج أفضل وأسرع  وهو ضرورة لمضاعفة قوتنا وخاصة دول الربيع العربي وتركيا وباكستان , ولا يجب أن نعول  دول العائلات المالكة الخليجية باستثناء قطر فهم لا يفكرون إلا في تثبيت عروش انظمتهم وعائلاتهم الحاكمة  ولذلك فقد لعبوا دورا في تطويق مصر وتعطيشها , لذلك  بل يجب محاولة إيصال روح الربيع العربي لها حتى يمكنها أن تكون ظهيرا لنا لاستعادة حصتنا المائية.

 ـ العمل من أجل السيطرة على تدفق مياه النيل يجب أن يكون طويل الأجل و إن لم ندرك نتائجه  تدركه أجيالنا القادمة .
 ـ إن ماحدث في أعالي النيل كان بسبب اننا كنا محكومين بنظم عالمانية تابعة للمشروع الصهيوامريكي فهي جزء منه ومفعول به ولم يكن فاعلا إلا بما يخدم مشروع التبعية للغرب أو الشرق , و يكفي وصف الإسرائيليين لمبارك بأنه كان كنزا استراتيجيا لإسرائيل , كل النظم العالمانية التي حكمت مصر كانت مشغولة بتثبيت العالمانية وانشغلت عن دعم استقلال أرتيريا ودعم الجبهة الإسلامية المقاتلة بل تركت لإسرائيل الدور و الحرية في دعم جبهة أفورقي الشيوعية في حكم أرتيريا شيوعيا أفضل لهم من ان تحكمها إسلاميا هكذا كان يرى النظام العالماني العسكري المصري ولم تدعم استقرار الصومال الذي كان يمكن بإستقرارها السياسي أن تكون شوكة في حلق أثيوبيا , ولم تدعم السودان و وحدته بل عمل مبارك على تفتيت السودان الذي أعلن نظامه انحيازه للشريعة لقد كان نظام العسكر العالماني الذي حكم مصر جزء من المؤامرة الدولية على العالم الإسلامي إما بالمشاركة الفعالة أحيانا أو بالسكوت أحيانا أخرى ,  والآن بعد الثورة و بعد أن عاد للشعب المصري حقه في اختيار من يحكمه أصبح لابد ان تنتقل التبعية السياسية لمصلحة من أتى بالحكومة للحكم وهو الشعب المصري وإلا لفظها الشعب .
بماذا نضغط ؟
هناك عدة ملفات يمكننا أن نضغط بها على أثيوبيا منها على سبيل المثال :
الصومال
لقد عملت أثيوبيا لتحويل الصومال لدولة فاشلة ومنقسمة حتى لا يمكنها المطالبة بتحرير إقليم أوجادين الصومالي المسلم والذي يبلغ ثلث مساحة أثيوبيا تقريبا , فلو قمنا بعكس ما قامت به أثيوبيا بدعم حكومة صومالية إسلامية موحدة و قوية ودفعها بعد ذلك و مساعدتها لإستعادة إقليم أوجادين والتي ستنزع من  أثيوبيا ثلث مساحتها تقريبا , يمكن أن يكون ذلك ورقة ضغط كبيرة لدفع إثيوبيا للجلوس على مائدة المفاوضات وتقليل أضرار السد على مصر ولكن يجب ألا يكون جلوسنا للمفاوضات مانعا لاستمرار العمل لضمان وصول الماء إلينا بشكل كافي ومستمر لأجيال بعدنا  .



إرتيريا
أرتيريا بلد مسلم واللغة الرئيسية هي اللغة العربية لكن نظامها نظام شيوعي عميل لإسرائيل , على خلاف مع أثيوبيا حول حدودها ,كانت محتلة من قبل أثيوبيا وتخلصت منها حفاظا على أغلبية مسيحية معتبرة , العمل يتطلب دعم الحركات الإسلامية في أرتيريا لتصل إلى الحكم لإقامة دولة ونظام إسلامي يعمل معنا على تقويض مخططات أثيبوبيا للسيطرة على مياه النيل وتمكينه من تأمين حدوده وحصوله على كامل حدوده التي تسيطر عليها أُثيوبيا وحصار اثيوبيا بنظم إسلامية متعاونة ومتحدة مع بعضها البعض يجبرها على احترام جيرانها وحقوقنا في النهر .
العرقيات المختلفة
 إن اثيوبيا بسبب التعدد العرقي فيها لم تكن مستقرة سياسيا في تاريخها القديم أو الحديث على السواء واستدعاء هذا التاريخ من الصراعات العرقية الدينية ليس بالأمر الصعب , وفي هذا الزمن لا يوجد دولة تحتوي على عرقيات مختلفة في اللغة والدين والعادات و التقاليد إلا ويمكن تفتيتها وتقسيمها وإن كانت إسرائيل و أمريكا أستطاعت أن تفتت السودان إلى دولتين والعراق إلى سنة و شيعة و أكراد فلا يمكن أن يستعصى هذا على مصر وهي تعاني من محاولة للتدمير بالعطش ، ولهذا التفتيت دراسات خاصة تعرفها مراكز البحوث الإستراتيجية و أجهزة المخابرات  , والنجاح مع إحدى العرقيات في المطالبة بالاستقلال فإن هذا سيشجع قوميات أخرى للمطالبة بالاستقلال والأفضل البدء بالعرقيات الحدودية لأنه سيسهل إمداداها بالسلاح والعتاد , وهذا يعني أن كل القوميات مرشحة للعمل معها ماعدا قومية الأورمو التي تتوسط كافة القوميات و ليس لها حدود على خارج أثيوبيا , و المناخ السياسي الداخلي يرشح لهذا التقسيم بسبب سيطرة قومية التيجرا ـ وهي أقلية ـ على الحكم في أثيوبيا , سيكون الدور الأكبر على أجهزة المخابرات المصرية عليها أن تثبت لنا أن بطولاتها ليست مجرد أفلام و مسلسلات , وأن تغير استراتيجية تثبيت العالمانية للعمل مع مصلحة مصر خاصة بعد أن ثبت فشل العالمانية في مصر في الحفاظ على مصالح مصر وللعلم إن بعض أعضاء الحكومة الأثيوبية المسلمين هم عالمانيين و هم أكثر المتحمسين لتعطيش مصر  .
دولة إسلامية على حوض نهر النيل الأزرق 
لابد أن تتركز جهودنا على المدى الطويل عند تقسيم أثيوبيا , أن نوجد دولة إسلامية حول حوض نهر النيل الأزرق وهذا بالطبع يتضمن نيل عطبرة وهذا يشغل تقريبا خمس مساحة أثيوبيا الحالية لذلك لابد من أن تتركز الجهود الدعوية والعلاقات الثقافية و البعثات التعليمية في هذه المنطقة , التي لها ميزة أنها يحدها من الشمال والغرب السودان فهي يسهل الإتصال بها عبر الحدود السودانية وبالرغم أن هذه المنطقة توجد بها عدة قوميات إلا أن بها قومية مهمة لها طابع سوداني في الدين و العادات و التقاليد  هي قومية بني شنقول التي يبنى في أراضيها سد النهضة الحالي , وهي لها حركة تحرير فعليا يمكن مساعدتها وتحريكها للإنفصال, هذا سوف يساعد في تحريك عرقيات أخرى و أسلمة هذه المنطقة   .

الدعوة الإسلامية
بالطبع النظام العالماني الذي حكم مصر منذ ما قبل الاستعمار الإنجليزي لمصر لم يكن مشغولا أبدا ولا مهتما بنشر الإسلام في دول حوض النيل و لولا الانتشار الذاتي للإسلام في هذه الدول لما كان لنا فيها أي أقلية إسلامية معتبرة , ولو اهتممنا بنشر الإسلام في هذه الدول مع التركيز على أثيوبيا و حوض نهر النيل الأزرق كما ذكرنا قبل لأمكننا استبدال الحكومات ذات التوجه الصليبي إلى دول صديقة على الأقل لا تعمل ضدنا وقد كانت دولة اوغندا يحكمها عيدي أمين و لكن المؤامرات الدولية أبعدته عن الحكم لتستبدله بحكومة صليبية تعادينا بتصريح رئيسها الأخير "مصر يجب ان تتخلص من التصريحات الإستعلائية " , ويجب أن يكون للجماعات و الجمعيات الإسلامية الوسطية خاصة و الأزهر في مصر دور مركز على أمر الدعوة في دول النيل العشرة .
البعثات التعليمية
لقد كان للبعثات التعليمة من مصر إلى دول الغرب دور في كبير في زراعة الجسم الغريب المسمى بالليبرالية ثم الشيوعية دور كبير في حكم مصر حتى يمكننا ان نقول أن ماركس و العم سام مازالا يحكماننا حتى الآن , يمكننا أيضا أن نحكم هذه الدول بمبادئنا ومناهجنا وأن نربي فيهم حب مصر وأن نتوسع في هذا لأبعد الحدود وأن نركز في بعثاتنا التعليمية  على منطقة حوض نهر النيل الأزرق ثم أثيوبيا ثم بقية دول نهر النيل ولو أمكن إمداد هذه البلاد بالمدارس و المدرسين وإنشاء جامعة مصرية هناك سيكون له أثر كبير في التقارب الثقافي والسياسي .
الثقافة و الإعلام
لابد أن تكن لنا علاقات ثقافية وإعلامية مع مثقفي هذه الدول بل أزعم أنه لابد من تخصيص قنوات وإذاعات وصحف و مجلات بلغة دول حوض النيل ولو تعددت فضلا عن تعليم اللغة العربية في هذه الدول , واعتقد أن لدينا من يعملون في هذا المجال أكثر من مائتي ألف موظف في التلفزيون و الصحف الحكومية يمكنهم أن يبدأوا عملهم الذي  يتقاضون عليها أجر بلا عمل حقيقي , وكما أن لدينا مثقفين يعملون في مصر لصالح المشروع الصهيوامريكي للسيطرة علينا ثقافيا وسياسيا فلابد ان يكون لنا ايضا عملاء ثقافيين و إعلاميين من أجل بث روح الصداقة بيننا وبين بلاد النيل فضلا عن فضح مشروعات الهيمنة الغربية على الثروات المعدنية الأفريقية و على سوقها الاقتصادي .
العمل العسكري غير المباشر
يجب مساعدة كل العرقيات التي تريد ان تنفصل عن أثيوبيا تسليحا و تدريبا والبدء مع جبهة تحرير أوجادين ثم غيرها ممن يحمل سلاحا حاليا من أجل الانفصال أو من يريد ذلك مستقبلا بل يجب إغراء من يريد ان ينفصل ولم يشكل بعد مجموعة مسلحة بالإمداد بالسلاح والعتاد و التدريب طبعا بعد التأكد من جديته , و يمكننا الإستعانة بالجماعات الجهادية سواء في مصر أو خارجها في مساعدة المسلمين في أثيوبيا في جهادهم لاستقلال مناطقهم وإخوانهم الصوماليين في استعادة جزء من وطنهم المسلم وسنجد من يستجيب لذلك.
العمل العسكري المباشر
  قد نضطر للعمل العسكري المباشر إن لم يفلح كثيرا مما فات خاصة إذا اضيرت مواردنا المائية بشكل كبير ولكن لابد وأن نعمل حساب دول النيل العشرة فقد تقف بجوار اثيوبيا وتعادينا و هذا ليس في مصلحتنا , لذلك يجب أن يكون هذا آخر أدويتنا لمعالجة أضرار السد , وإن اضطررنا للضرب المباشر لأثيوبيا فلابد ان تكون ضربة مباشرة ومركزة على السد حتى تكون ردود أفعال دول النيل أقل حدة من أن تكون حرب موسعة يقتل فيها ناس كثر وإن كانت الظروف مواتيه فلابد من احتلال حوض النيل الأزرق والعمل على تحويله إلى إقليم إسلامي بالدعوة الإسلامية المباشرة أو تشجيع المسلمين في بقية اثيوبيا على الهجرة إليه وإنشاء المدارس العربية و الإسلامية  وجامعة وتركيز البعثات التعليمية من هذا الإقليم والنشاط الثقافي و الدعوي فيه أو احتلال أثيوبيا نفسها  .


هذا ما تيسر التفكير فيه ليعلم من قرأ أننا يمكن أن نصنع لأنفسنا خيرا و لعله ينفع أصحاب القرار .
موضوعات ذات صلة على صفحة ..أفكار لمصر