كتبهامصطفى الكومي ، في 11 يونيو 2011 الساعة: 18:06 م
كتبه أسامة غيث بتاريخ 5يونيو 2011 في صحيفة الدستور
هناك علاقة موثقة عالمياً من خلال العديد من الشواهد والأحداث عن العلاقة الوثيقة بين أصحاب الصحف والمجلات العالمية الشهيرة الكبرى وبين عدد من كبار الصحفيين والأسماء اللامعة في عالم الكتابة الصحفية وبين أجهزة الحكم وأجهزة المخابرات والأمن في دولهم تحديداً يضاف لذلك الكثير من الأحاديث عن العمالة المزدوجة لعدد آخر من الصحفيين المشهورين في دول العالم الثالث لأجهزه المخابرات والأمن في دولهم مع قيامهم بمهام الاتصال وتبديل المعلومات وتوصيل الرسائل مع مخابرات وأجهزة من دول أخري شقيقه وغير شقيقة وهي مهام يقوم بها عبر أرجاء العالم الكثير من رجال السياسة والأحزاب ورجال الأعمال وكبار المسئولين التنفيذيين وبعض الحالات تقوم أجهزة المخابرات الكبرى والصغرى بتجنيد الملوك والرؤساء والأمراء والقادة والزعامات الكبرى وفي التاريخ العربي هناك قصص وروايات مأساوية عن تجنيد المخابرات البريطانية والأمريكية للملك عبد الله ملك الأردن ودوره الرئيسي المحوري في ضياع فلسطين وقيادته الجامعة العربية لرفض قرار الأمم المتحدة بالتقسيم وامتداد لابنه الملك حسين وتفصيلات ما كان يحصل عليه من أموال مخابرتيه وكذالك الملك الحسن ملك المغرب والرئيس السابق السادات وتجنيده عن طريق كمال ادهم رئيس المخابرات السعودية ـ ومندوبي المخابرات الأمريكية في الشرق الأوسط إضافه إلي محاولة مايلز كوبلاند_
عميل المخابرات الأمريكية _ تجنيد جمال عبد الناصر,وقصة المليون دولار التي قدمها له ونشرها تفصيلاً في كتابه الشهير (( لعبة الأمم )) ثم هناك خلال الفترة الأخيرة ما يتم تسريبه من معلومات عن تجنيد رأس النظام الفاسد البائد حسني مبارك وما كان يحصل عليه من أموال وعمولات لضمان تنفيذ المخطط الصهيوني الأمريكي الغربي وتقذيم الدور المصري وإخراجها من المشهد العربي والإقليمي والإفريقي وتحويلها إلي تابع ذيل.
ويحكي محمد حسنين هيكل في كتابه (( بين السياسة والصحافة )) حواراً جري بين الصحفي المرموق مصطفي أمين وبين صلاح نصر_ مدير المخابرات المصرية في عهد جمال عبد الناصر_ وعرضه تجنيد إبراهيم سعده_ مراسل الأخبار في سويسرا _ في المخابرات وحالة الضحك التي أصابت صلاح نصر بحكم هذا المراسل يعمل
أصلا لدا المخابرات قيامها بتصديره للأخبار اليوم,كما تضمن محاكمات مصطفي أمين في قضيه الجاسوسية لأمريكا تفصيلات عن الأموال التي قدمت إليه لاستكمال أخبار اليوم وتدعيمها لتصبح واجهه كبيرة صحفيه بخلاف ما كان يردده مصطفي أمين حول هيكل نفسه وعلاقته الممتدة و المتشعبة داخليا وخارجيا مع أجهزة السلطة و الحكم , ويثير كل ذلك أشجانا كثيرة في الصحافة المصرية لم تدقق بالقدر اللازم بين بين العلمية والحيادية والوثائق حول علاقة الاحتلال البريطاني بجورج زيدان وقصص حصوله على مبالغ طائلة لإقامة دار الهلال لمساندته وما سبقها من قصص عن بشارة تقلا وعائلته وعلاقته الوطيدة بفرنسا واحتمائه دائما بالرعوية الفرنسية كجنسية لتسيير أعمال الأهرام الذي كان يعد حتى قيام ثورة 23 يوليو جزءا من منظومة القصر والاحتلال البريطاني والانتماء الفرنسي ولم يك دوما في قلب الوطنية على الرغم من محاولات آل تقلا التمسك بدرجة من الاعتدال في التعامل مع الرموز الوطنية المصرية بخلاف ما كان يصفه أصحاب جريدة المقطم من انحياز فج للاحتلال ومعاداة سخيفة للنضال الوطني وكان هناك أيضا الكثير من الصحف والمجلات التي ارتبطت بالقصر من خلال رؤساء الوزارات وأحزابهم الكرتونية القادرة على الوصول إلى الحكم بتزوير إرادة الشعب وقد ذهبت كلها إلى مزبلة التاريخ الصحفي غير مأسوف عليها .
ومع ثورة 23 يوليو وخطوات السيطرة على الصحافة وإنشاء صحف ومجالات جديدة دخلت الصحافة وإنشاء صحف ومجلات جديدة ودخلت الصحافة تحت مظلة النظام وخضعت للسيطرة , وفرضت عليها الرقابة من المنبع وهي رقابة كانت موجودة قبل الثورة , وكانت تقوم بها إدارة المطبوعات التابعة لوزارة الداخلية وتحولت الرقابة بعد ذلك إلى وزارة الإعلام وتم تقسيم أبعدية الصحافة بين رموز الفصائل الأيدلوجية للتنظيم السياسي الواحد بدءا من الاتحاد القومي وصولا للإتحاد الاشتراكي وبقى الأهرام ممثلا لليمين وقام بدوره في خدمة رأس النظام ولم يسمح لأي فصيل باختراقه والسيطرة عليه وتركت لهيكل مساحة واسعة من حرية الحركة والتصرف وحرية توزيع الأدوار بين كبار الكتاب على صفحاته ومع تصاعد الصراع وسخونته مع الكيان الصهيوني استخدم هيكل الأهرام كمركز للمعلومات لخدمة الرئيس فيما يخص الصراع ومستجداته وتشابكاته على الأرض العربية وعبر خريطة العالم ووصل الحال في النهاية أن يعين وزير للإعلام وان يكون الوسيط النشيط البارز في مبادرة روجرز وزير خارجية أمريكا للوصول إلى حل للنزاع .
في ظل البترودولار وأموال النفط المتدفقة على دول الخليج العربي وما صاحبها من طموحات وتطلعات لاحتلال المكانة المصرية في قيادة العالم العربي بدأت أموال النفط تغزو الصحافة المصرية , وأضيفت إلى الساحة لاعبان رئيسيان هما : نظام صدام حسين في العراق ونظام القذافي في ليبيا كواجهة ثورية عربية في مواجهة الواجهات الخليجية التقليدية المحافظة ومع نصر أكتوبر وأحاديث السلام تعدلت الكثير من المعادلات الصحفية والإعلامية وأصبح الاختراق علنيا وعلى رؤوس الأشهاد , وكان هناك هؤلاء الذين يقبضون من دول الخليج المحافظة وهناك من دولتي الثورية المزعومة في العراق وليبيا , كما شهدت هذه الفترة نزوح الكثير من الصحفيين المصريين البارزين وغير البارزين للعمل في الصحافة الخليجية وغيرها والتحق عدد من القيادات الإعلامية البارزة للاتحاد الاشتراكي العربي بالآلة الإعلامية في العراق وليبيا , وكان من السهل أن يتمكن القارئ من شم رائحة النفط والبترودولار على صفحات الصحافة المصرية , وخاصة الصحافة القومية تحت ستار أن ذلك يسهل مهمة حمل الرسائل وفتح الأبواب المغلقة واستمرار الاتصال في ظل القطيعة العربية مع مصر بعد توقيع كامب ديفيد تحديدا .
ومع حديث السلام المغلوط مع الكيان الصهيوني انطلق المخطط الإعلامي للترويج للمشروع الصهيوني الأمريكي الغربي للإنقضاض على العالم العربي وتضخمت الآلة الإعلامية في دول الخليج واستدعت صحفها الجديدة في أسمائها كل دلالات وإيحاءات المخطط المشروع وأصبح اسم الصحيفة السعودية الدولية هو الشرق الأوسط تيمنا بالشرق الأوسط الجديد والشرق الوسط الكبير وتأكيد الاسم في مؤتمرات في مؤتمرات منتدى دافوس وعنوانها الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ثم أصدر الأمراء السعوديون الصحيفة الدولية الثانية واختاروا تحديدا أن تكون جريدة قديمة متهالكة من لبنان هي جريدة الحياة التي كانت الفصي المتقدم في مناصرة حلف بغداد ومعاداة القومية العربية ورموزها والهجوم على التحرر الوطني والاستقلال وعدم التبعية وقتل صحبها ورئيس تحريرها كامل مروة في مكتبه ببيروت عقابا على مواقفه المعادية للعرب والعروبة وعلى مناصرته لأمريكا وبريطانيا وفرنسا والمغرب وحلف بغداد ونوري السعيد رئيس وزراء العراق ـ الموصوم بالعمالة والخيانة ـ .
موضوعات ذات صلة على صفجة .. الإعلام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق