الأربعاء، 13 فبراير 2013

ماذا فعل الإخوان لنا ؟



كتبهامصطفى الكومي ، في 31 مايو 2012 الساعة: 19:42 م


هما الإخوان عملوا أيه ؟
كثيرا ما تردد هذا السؤال على ألسنة بعض الناس .. أولاهذا السؤال يسأل لحكومة العسكر و لا يسأل عنه الإخوان إلا عندما يكونوا في الحكومة كسلطة تنفيذية لأنهم مجرد سلطة تشريعية , ومع ذلك فقد شارك الإخوان مع كل الشرفاء من الشعب المصري في كل فعاليات الثورة وكانت المليونيات التي شاركوا فيها حقيقية وقوية ومؤثرة وهذه المشاركة هي التي أسفرت عن إقالة حكومة شفيق ثم حكومة شرف بعد إخفاقاتها .
ومشاركتهم في مليونية وثيقة السلمي كان سببا في إسقاطها و التي تجعل للعسكر سلطة فوق سلطة الشعب .
ومليونية إجراء الانتخابات البرلمانية في موعدها بعد أن حاول الفلول تأجيلها بحجة الحالة الأمنية لا تسمح, ولم يحدث أن شاركوا في فعاليات حصل فيها أحداث عنف أو قتل .
و أقاموا معارض الملابس و السلع الأساسية وبيع اللحوم بأسعار زهيدة ومشاركتهم في حل مشكلة اسطوانات الغاز تخفيفا عن الشعب المصري ومعاناته , وفي إطفاء حرائق الفتنة الطائفية , كل ذلك كان انتصار لإرادة الشعب وانحيازا إلى معاناته .
هو مجلس الشعب عمل أيه؟
(1) اعتماد تعديل نظام الثانوية العامة سنة واحدة فقط "السنة الثالثة" تخفيفاً للأعباء المادية والمعنوية عن الأسرة المصرية فضلاً عن كونها إحدى الحلول الناجعة لكارثة الدروس الخصوصية .
(2) حل مشكلة الحوالات الصفراء العراقية يستفيد منها 637000 مصري.
(3)
اعتماد مشروع الجسر البري على خليج العقبة بتكلفة مشتركة 25 مليار وما يترتب عليه من تنمية اقتصادية وسياحية كبيرة
(4)
اعتماد تثبيت جميع العمالة المؤقتة حفظاً لحقوق العاملين وتوفير الاستقرار للأسر المصرية .
5) )اعتماد الحد الأدنى للأجور 700 جنية في المرحلة الأولى و الحد الأقصى للأجور 35 ضعف الحد الأدنى في كل مؤسسة ما يحقق العدالة النسبية وتبقى الدراسة مرة أخرى لتحقيق العدالة بين العاملين بالمؤسسات المختلفة
(6)
وقف توزيع الأراضي عن طريق القرعة لحين وضع ضوابط عادلة ومناسبة للحالات ، حفاظاً على الثروة المصرية
(7)
تسليط الضوء على كثير من مواطن الفساد في المؤسسات المختلفة وإحالتها للتحقيق مثل المسئولية عن الإسكان بمحافظة البحيرة ودمياط ومنجم السكري
(8)
إلزام الحكومة بدفع التعويضات للمضارين بمرض الحمى القلاعية الذي أصاب الجاموس والأبقار
(9)
تعديل قانون تنظيم الانتخابات الرئاسية بما يضمن الشفافية وعدم التزوير .
(10) سن قانون تعويض أسر الشهداء وأيضا المصابين بالعجز الكلي
(11)
الهيئة العليا للحج والعمرة ، لحماية الحجاج من مافيا السياحة.
(12) لجان تقصى الحقائق في مجزرة بور سعيد وإدانة الداخلية و الذي ترتب عليه .
(13) تحويل 75 متهماً للقضاء منهم 9 قيادات أمنية و3 قيادات تنفيذية .
(14) طرح خطة هيكلة وزارة الداخلية وتوزيع رموز النظام في سجون متفرقة حماية لحقوق المصريين.
(15) الاتفاق مع بعض دول الاتحاد الأوربي علي تطهير الأراضي المصرية من حقول الألغام التي تعطل ملايين الأفدنة الصالحة للزراعة .
(16) التدخل الفوري لضمان حقوق المئات من المصريين خارج الوطن "دول الخليج"
(17)
زيادة تعويضات الشهداء إلى 100 ألف جنيه و إضافة المصابين بإعاقة في أحداث الثورة إليهم
(18)
تم تشكيل لجنة تأسيس الدستور ممثلة لمعظم القوى يعنى بدأنا نستعد للانتقال السلمي للسلطة
(19)
الكاتتني ووفد مجلس الشعب أعاد السفير السعودي و 500 مليون دولار منحة من السعودية .
(20)تعديل المادة 28 بما يضمن نزاهة العملية الانتخابية ويسلب إمكانية التلاعب بالنتيجة من لجنة الرئاسة.
(21)إصدار قانون التأمين الصحي على المرأة المعيلة .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هما الإخوان علموا لنا أيه http://www.youtube.com/watch?v=yPH7rEOQLVA&feature=plcp
عمل أيه مجلس الشعب http://www.youtube.com/watch?v=KyjmL5AXubU
د/ محمد مرسي ومواقف مشرفة في مجلس الشعب http://www.youtube.com/watch?

الإعلام

حسد فابتزاز فاستحواذ


كانت لجدي حكايات كلها عبرة وعظة تكرر ذكرها علي مسمعي من أمي , منها أن رجل فلاحا بسيطا كان طوال يومه مزروعا في الطين يزرع ويرعى زرعه ويحميه من الآفات ومن الطيور ومن العادين عليه , ولا يكاد أحد في القرية يراه في ملابس جديدة أو حتى نظيفة , وكان له جار ورث ثروة وسلطة من أجداده , وينظر إليه من علو واحتقار ويتعجب من طول انشغاله بزرعه وحرثه , وكانت زراعة الفلاح البسيط ومحاصيله مختلفة عن زراعات جاره , حتى حدث أن زراعة جاره بارت تجارتها في السوق , بينما زراعة الفلاح البسيط قد راجت وارتفع سعرها , و رأى الجار صاحبه البسيط يقبض من التجار مبالغ كبيرة , وبدأ يلبس ملابس جديدة , فأكله الحسد والحقد على جاره , ثم بدأ يشيع بين أهل القرية أنه يزرع زراعة محرمة ويثير الناس ضده , وبدأ بعض الناس يلومونه ويزدرونه ويتعدون على زراعته , حتى ضاق الفلاح البسيط مما يحدث , ثم بدا صاحبنا الحسود يراود الفلاح عن أرضه وزرعه ويبتزه ويشترط عليه تريد تبطل الكلام والاعتداء عليك ؟ شاركني في زرعك وأرضك وجهدك وتعبك , وللقصة بقية .. وما أشبه هذه القصة بما يحدث في أرضنا السياسية , زرع الإخوان وجاهدا وحبسوا , بينما كانت الفصائل تتمتع في خير النفاق ونعيم السكوت على السرقة والنهب , تمثيل دور المعارض , وعندما بدا الإخوان يحصدون نتيجة جهادهم , يريدون مشاركة الإخوان فيه , فأثارت الناس ضدهم وافترت الأكاذيب عليهم , والآن يبتزونهم ويريدون مشاركتهم رغم رفض الناس , وصل بهم الأمر أن يعرضون على الرئيس القادم أن يتنازل عن سلطته التي سوفت تجيء بتأييد الشعب لصالح سلطة نوابه الذين يعينونهم هم أي يفرضون سلطتهم فوق سلطة الشعب , ثم يراودونهم عن المادة الثانية للدستور بأن يضاف إليها "بشرط ألا تتعارض مع القوانين الدولية " وهنا انفضحت ملتهم أنهم يدينون بدين البشر ولا بدين الإسلام ويريدون للعالم أن يكون له سلطة علينا , ويفرض علينا قوانينه ومصطلحاته وتعريفاته , يريدون أن تكون شريعة البشر فوق شريعة الله , وقد أنفضح ولائهم أنهم وكلاء الخارج ويعملون لصالحه , ولا يقبلون إرادة الشعب المصري وأختياره , وينصبون أنفسهم أوصياء عليه , هل هؤلاء إلا نبت الاستبداد وزرع الاحتلال , والله لا أراهم إلا غرباء علينا عملاء لهم ,حين يجعلون لحزب الأغلبية 16 عضوا في اللجنة التأسيسية بينما تحصل كافة أحزاب الأقلية على 84 عضوا , وحين يساوون بين ممثلي الأزهر (5)والأقباط (4) تسوية بين نسبة المسلمين 95% ونسبة الأقباط5% أي عدل هذا أو أي نفاق , الآن انكشف من هو المسعور على السلطة , ومن هو الذي يعقد صفقة مع العسكري بعد أن زحفت جحافل الأحزاب الورقية ـ الفاشلة في كل انتخابات ـ إلى حصن المجلس العسكري تحتمي وتستقوي به على إرادة الشعب الذي لفظهم , ثم أضلوا فريق منه بإعلامهم الكاذب وإعلاميون مرتزقة .

أما بقية القصة أن الفلاح البسيط أسلم للشراكة حتى يكف الحاسد أذاه عنه ثم لما أصبح للحاسد حق دخول أرض جاره زرعها بالسموم ثم دعا أهل القرية لينظروا كيف زرعها الفلاح البسيط بالسموم , فما كان منهم إلا أن حرقوا الأرض وطردوا الفلاح البسيط من أرضه وزرعه ليتملكها الحاسد وحزبه وبقى في سلطانه وسطوته .. ولا أظن أن الإخوان بهذه السذاجة ليفعلوا مثل هذا الفلاح البسيط ولكن عملاء الحاسد مازالوا يصرون ويلحون على أهل القرية لإنفاذ هذه الشراكة التي لا يستحقونها , ومازال بعض السذج يظنون أنه الحق .. لماذا تصر أحزاب الورق المصنوعة بعين الطاغية وتمويل أمريكا على أن الإخوان سوف يستحوذون على السلطة؟؟ بالرغم من كذب هذا الفرية لأنهم يعلمون أن الإخوان لو حازوا على السلطة التنفيذية سوف يثبتون بجدارة قدرتهم على إدارة هذه البلد لصالح الشعب وان هذه الإنجازات سوف يدفع الشعب لينتخبهم ثانية هذا حقيقة ما يخافون منه ويحذروا , ويفقد الفلول سلطانهم ونهبهم و رشاويهم ونصبهم واحتكاراتهم التي فرضوها على الشعب بالتزوير والكذب الإعلامي ومساندة قهر الشرطة وتهديد المجلس العسكري أليس من الحق أن يوصف هذا التصرف بالجشع والسعار على السلطة .


موضوعات ذات صلة على صفحة .. العالمانية

الإخوان والتكويش


كتبهامصطفى الكومي ، في 2 يونيو 2012 الساعة: 14:10 م







هل الإخوان عندما يدخلون انتخابات النقابات ويضمون في قائمتهم بعض الشرفاء من التيارات الأخرى والمستقلين والأقباط (1)هل من يفعل ذلك يعتبر من راغبي التكويش والإنفراد بالسلطة . .
هل عندما ينشئون التحالف الديمقراطي وهم ليسوا في حاجة إليه ليضم معهم أكثر من 30 حزبا لإدارة الأمر السياسي ثم يدخلون الانتخابات بعشرة أحزاب تحت قائمتهم هل من يفعل ذلك يريد المشاركة أم المغالبة أوالتفرد بالسلطة . .
عندما يتخلى الإخوان في مشروعهم لنهضة مصر عن سلطة الرئيس في اختيار المحافظين ورؤساء المجالس المحلية لتكون في يد الشعب بالانتخاب (2), هل هذا رغبة في التكويش والسيطرة أم رغبة في إعطاء الشعب الحق في اختيار محافظيهم و مسئولي إدارتهم المحلية ونفس الشيء مع رؤساء الجامعة والعمداء . .
 وفي لجان مجلس الشعب الـ 19 , لم يرأس الإخوان إلا 9 فقط ولو ترك الأمر للتصويت ما كان لأحد من الأحزاب الأخرى ليحصل على رئاسة لجنة واحدة ولكن أعطي لأحزاب الأقلية رئاسة 10 لجان . .(3)
ولو كان الإخوان يطمعون في السيطرة فالعدل أن يمثل كل تيار في لجنة الدستور بنفس نسبته في مجلس الشعب ولكن الإخوان تنازلوا عن نسبتهم التي تصل إلى 48% إلى 30% وكان تمثيل العالمانيين 50% ولكن التيارات العالمانية انسحبت لتعطيل إصدار الدستور الذي انتظره الشعب المصري بفارغ الصبر كجزء من الخطة المرسومة لإقصاء الإسلاميين . . (4)
في زيارة الدكتور سعد الكتاتني للسعودية اصطحب معه وفد من كافة الأحزاب ولم يستأثر بأعضاء الحرية والعدالة فأين نزعة السيطرة . . (5)
في كل بلاد الدنيا الديمقراطية ,الشعب يختار الأغلبية لكي تحكمه (6)ولا يوجد استثناء في ذلك حتى في إسرائيل , في تركيا حزب العدالة والتنمية حاصل على نسبة 60% من برلمانهم ورئيس البرلمان و رئيس الحكومة ورئيس الدولة من حزب العدالة والتنمية ولم يقل أحد إن هذا خطأ أو لا يجوز , فهذا الذي تقضي به الأعراف الديمقراطية , ومع ذلك الإخوان ينادون دائما بحكومة ائتلافية تمثل فيها كافة الأحزاب والقوى الوطنية فأين نزعة السيطرة , ولكن الإحزاب العالمانية رفضت المشاركة , ولكنها مؤامرة الفلول وإعلامه على الشعب المصري لعدم تمكينه من اختيار حكومته التي تحكمه . .
وهل لو كان الإخوان حصلوا على الأقلية والتيارات العالمانية حصلوا على الأغلبية , هل معنى هذا أن نقول للعالمانيين كفاية عليكم التشريع والرقابة ودعوا الإخوان يحكموا "مالكم كيف تحكمون" ..
هل يريدون أن يطبقوا علينا سابقة العراق المحتلة عندما أصرت أمريكا أن تحكم الأقلية العميلة وتزيح الأغلبية التي انتخبها الشعب ليحكمها . .
لو حدث هذا أن الأغلبية تشرع وتراقب معنى هذا أن كل قانون يصدر من مجلس الشعب ولا يعجب الحكومة سوف تعطله الحكومة و إذا قدمت الحكومة قانونا لا ترضى عنه الأغلبية سوف يحدث التنازع الشديد بين المجلس والحكومة مما يعطل سير الحياة ويربك أحوال الناس , ثم أن الإخوان يطالبون بحكومة ائتلافية يشترك فيها كافة الأحزاب والتيارات الممثلة في مجلس الشعب , ولكن الفلول تريد التكويش على كل حاجة بالرغم أن الشعب لفظها إلا قليلا , ألم يعملوا على إقصاء وتشويه الإسلاميين من قبل , و توافق الأغلبية البرلمانية مع الحكومة التنفيذية يعطيها القدرة على تطهير البلد من الفلول الفاسدين .
و الذين يروجون هذه الفرية هما المكوشون فعلا والمسيطرون على كافة المناصب السيادية والهامة ورجال الأعمال ناهبي ثروة الشعب مالكي القنوات الفضائية (7), فليس من الإخوان محافظ واحد من 28 محافظ ولا وزير واحد ولا حتى رئيس مجلس مدينة أو حي أو حتى عمدة واحد , ولا سفير واحد من أكثر من 500 سفير ولا رئيس جامعة ولا ضابط في الجيش أو الشرطة ولا وكيل نيابة أو قاضي واحد فكل هذه المناصب محرمة عليهم حتى الآن , ولكن كل هذه الوظائف الفلول كوشت عليها بل حجزوها لأبنائهم ومحاسيبهم فقط, إذن لماذا لم يوجه لهم هذه التهمة ومثلهم الأحزاب التي كلما شُكلت وزارة هرولوا إلى المجلس العسكري ليحجزوا نصيبهم فيها أو أؤلئك الذي كلما حزبهم امر تسابقوا إلى المجلس العسكري لتكون كلمته فوق كلمة الشعب المتمثلة في المجلس انتخبه الشعب بإرادة حرة,اوحمدين الذي قال سأسيطر على البرلمان بالديمقراطية (8), أليس أؤلئك اولى بتوجيه سهام الاتهام لهم, ولكنها الرغبة الصهيوامريكية لإقصاء الإسلاميين والتي لاقت قبولا عند الطامعين في الحكم وعند العملاء .

ثم هل من تحمل السجن والاعتقال والتعذيب والقتل لسنوات عديدة وصودرت أرزاقهم وشركاتهم ومُنِعوا من وظائف كثيرة في التدريس سواء في الجامعة أو المدارس , إن طلاب الدنيا لا يتحملون مثل هذا , إلا إذا كان ما يضحون من أجله هو اكبر من المناصب والأرزاق والأموال أنه الإسلام وعز الإسلام والمسلمين في أوطانهم , لو كانوا طلاب سلطة كان يمكنهم التخلي عن فكرتهم ومشروعهم والاستمتاع بالمناصب والكراسي والأرزاق والأمن والسلامة أوتلوثت أيدهم بالسرقة والنهب , ولكن هذا لم يحدث ولكنهم كانوا جميعا يفضلون الجهاد على السلامة والاعتقال في سبيل الله على الأمن ورضا الله على رضا الحكومة وعطاياها .
والحقيقة التي يخاف منه المنافسون هي إذا حكم الإخوان ورأى الشعب إنجازاتهم وأمانتهم ,أن يتمسك الشعب بهم وينتخبهم مرة بعد مرة فيخرجوا هم من حلبة السيطرة والاستحواذ والنهب والاحتكار الذي يتمتعون بها حتى الآن .

موضوعات ذات صلة على صفحة ..المدارس الإسلامية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(2) مشروع النهضة ـ البرنامج السياسي ـ النظام الديمقراطي فقرة 3 http://egyptwindow.net/doc/nahda2012.pdf
(3) هل الإخوان يريدون التكويش ؟ http://www.youtube.com/watch?v=fTCl83DgwNg&feature=plcp
(5) سعد الكتاتني يعيد السفير السعودي http://www.youtube.com/watch?v=X7HIUAEPCHY&feature=plcp
(1) فوز قائمة الإصلاح والتغيير المحسوبة على الإخوان بالأغلبية بينهم قبطيانhttp://www.egyptwindow.net/news_Details.aspx?Kind=7&News_ID=19776

(4) أسماء اعضاء اللحنة الدستورية http://www.almasryalyoum.com/node/731661
(6)
عبد العليم داود الأغلبية هي التي تحكم http://www.youtube.com/watch?v=vS1p1uIHBeY&feature=plcp
(7)
ملاك القنوات الفضائية http://roea.maktoobblog.com/2129/%D9%85%D9%84%D8%A7%D9%83-%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%86%D9%88%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B6%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B5%D8%B1%D9%8A%D8%A9/
(8)
حمدين سأسيطر على البرلمان بعد ان أكون رئيس http://www.youtube.com/watch?v=JJYw4xZjAOY&feature=youtu.be


الشورى الإسلامية والديمقراطية


الشورى الإسلامية والديمقراطية

كتبهامصطفى الكومي ، في 13 يونيو 2010 الساعة: 23:13 م

الشورى الإسلامية والديمقراطية الغربية
 د. محمد عمارة 
 
الشورى: مصطلح إسلامي خالص وأصيل … وهو اسم – من "المشاورة" – التي تعني، في اصطلاح العربية: استخراج الرأي … فهي فعل إيجابي، لا يقف عند حدود "التطوع" بالرأي … بل يزيد على "التطوع" إلى درجة "العمل" على استخراج الرأي/ استخراجاً واستدعائه قصواً ؟ وإذا قلنا: أشار فلان على فلان بالرأي … فإن معناه – في اصطلاح العربية : أمره به! .. وليس مجرد إبراء الذمة بإلقاء الرأي فقط؟!… 
والشورى، في الفكر السياسي الإسلامي، هي فلسفة نظام الحكم … والاجتماع … والأسرة … لأنها تعني إدارة أمر الاجتماع الإنساني، الخاص والعام ، بواسطة الائتمار المشترك والجماعي، الذي هو سبيل الإنسان للمشاركة في تغيير شئون هذا الاجتماع … فالشورى، أي الائتمار المشترك، هي السبيل إلى الإمارة، أي القيادة والنظام والسلطة والسلطان إمارة الإنسان في الأسرة … وفي المجتمع … وفي الدولة … أي في تنظيم المجتمع وحكمه، صغيراً كان المجتمع أو كبيراً …
 
ولما كان التصور الفلسفي الإسلامي لوجود الإنسان في هذه الحياة، ولوظيفته ومكانته فيها، ولعلاقته بالآخرين، قائم على حقيقة أن هذا الإنسان مخلوق لله سبحانه وتعالى، ومستخلف عنه في عمارة الكون … كانت مكانة الإنسان في العمران هي مكانة الخليفة عن الله … فهو ليس سيد الكون حتى تكون حريته مطلقة دون حدود، وشوراه وائتماره وإمارته وسلطته دون ضوابط وأطر … وفي ذات الوقت، فإن خلافته عن الله سبحانه تعني وتقتضي أن تكون له سلطة وإرادة وحرية وشورى وإمارة تمكنه من النهوض بتكليف العمران لهذا الوجود … فهو، لهذا ليس الكائن المجبر المسيَّر المهمش بإطلاق …
نه في المكانة الوسط … ليس سيد الكون … وليس العبد المجرد من الحرية والإرادة والاستقلال والمسئولية … وإنما هو الخليفة عن سيد الكون، وله في أطار عقد وعهد الاستخلاف السلطات التي تمكنه من النهوض بمهام هذا الاستخلاف.
وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا(36)
 وانطلاقاً من هذه الفلسفة الإسلامية، في مكانة الإنسان في هذا الوجود، يتميز المذهب الإسلامي في "إطار الشورى" … فبنود عقد وعهد الاستخلاف الإلهي، التي هي قضاء الله الحتمي في كونه … وكذلك أحكامه التي جعلها إطاراً حاكماً لحرية الإنسان وسلطاته … هي "الوضع الإلهي"، الذي تظهر فيه عبودية المخلوق للخالق، وقضاء الله الذي لا شورى فيه ولا خيار ولا اختيار
هنا، وفيما يتعلق بهذا الإطار الحاكم، نحن أمام " سيادة الله … وحاكميته "، المتمثلة في قضائه الحتمي، وشرعيته الممثلة لبنود عقد وعهد الاستخلاف … على الخليفة – الإنسان – أن يجعلها الإطار الحاكم لحريته وشوراه ولسلطته وإمارته، ولحركته أثناء قيامه بالوكالة والنيابة والاستخلاف
فإن الله سبحانه وتعالى، إعانة منه للإنسان على أداء هذه الأمانة، قد ميزه بالاختيار والحرية، ودعاه إلى أن يمارس "حاكمية إنسانية" و "سلطة بشرية"، هي مُرادة لله سبحانه وتعالى، ومُفّوَّضه منه للإنسان كجزء من استخلافه لهذا الإنسان … وبعبارة الإمام ابن حزم الأندلسي { 384، 456هـ، 994 – 1064م } : " فإن من حكم الله أن يجعل الحكم لغير الله "، أي أن جعل للإنسان حاكمية السلطة التي ينفذ بها حاكمية شريعة الله، لينهض بالأمانة التي فوضها إليه الله
" إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا "
وإذا كان الإنسان قد اختار - دون سائر المخلوقات- حمل أمانة الخلافة في عمران هذه الأرض
 وهي سنة قرآنية، صدق عليها تاريخ الإنسان والنظم والحضارات … فان المنقذ للإنسان وللعمران البشري من هذا الطغيان هو نظام الشورى الإسلامية، الذي يكفل للإنسان –مطلق الإنسان- المشاركة في تدبير شئون العمران، صغيرها وكبيرها، فتنجو دنياه من الطغيان، وذلك دون أن يطغى هذا الإنسان على التدبير الإلهي المتمثل في الشريعة الإلهية،" كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى (6) أَنْ رَآَهُ اسْتَغْنَى "   والتي –هي الأخرى- مقوِّم من مقوِّمات العدل في هذا العمران وإذا كان الانفراد بالرأي والسلطة، في أي ميدان من ميادين الرأي والسلطة، هو المقدمة للاستبداد والاستفراد والطغيان
ولهذه الحقيقة – من حقائق مكانة الشورى – جعلها الإسلام " فريضة إلهية "، وليست مجرد "حق" من حقوق الإنسان … أي أنه لا يجوز للإنسان أن يتنازل عنها حتى بالرضا والاختيار إن هو أراد! … كما عمم الإسلام ميادينها لتشمل سائر ميادين الحياة الإنسانية، العام منها والخاص … من الأسرة … إلى المؤسسة إلى المجتمع … إلى الدولة … إلى الاجتماع الإنساني ونظامه الدولي وعلاقاته الدولية!… فهي ليست شأناً من شئون النظام السياسي للدولة لا تتعداه
ففي " مجتمع الأسرة " يعتمد الإسلام الشورى فلسفة للتراضي والمشاركة في تدبير شئون الأسرة، لتتأسس عليها المودة والتراضي والانتظام "  وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ لَا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلَّا وُسْعَهَا لَا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلَا مَوْلُودٌ لَهُ بِوَلَدِهِ وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَلِكَ فَإِنْ أَرَادَا فِصَالًا عَنْ تَرَاضٍ مِنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَسْتَرْضِعُوا أَوْلَادَكُمْ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِذَا سَلَّمْتُمْ مَا آَتَيْتُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (233)
وفي شئون الدولة يفرض الإسلام ويوجب أن تكون الشورى شورى الجماعة ، هي الفلسفة والآلية لترتيب الأمور… سواء أكان ذالك في داخل مؤسسات الدولة، أو في العلاقة بين هذه المؤسسات وبين جمهور الآمة ،، ففي إدارة مؤسسات الدولة لشئونها يلفت القرآن الكريم أنظارنا إلى معنى عظيم عندما لا يرد فيه- القرآن- مصطلح "ولى الأمر" بصيغة المفرد التي تدل على " الانفراد والاستفراد" وإنما يرد فيه هذا المصطلح، فقط، بصيغة"الجمع"- {أولى الأمر}- إلى الجماعية" وتزكية للمشاركة والشورى" يا أيها الذين آمنوا وأطيعوا الله والرسول وأولى الأمرمنكم }-النساء59 ..{وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولى الأمر منهملعلمه الذين يستنبطونه منهم}-النساء:83- كما يحرص القرآن الكريم على التنبيه على أن يكون {أولو الأمر} من الأمة " حتى تكون السلطة نابعة من الأمة وليست مفروضة عليها من خارج .. حتى لكأنه يشير إلى مبدأ " السيادة الوطنية.. والقومية.. والحضارية " للأمم والشعوب والمجتمعات؟؟"
أما في العلاقة بين الدولة " وبين جمهور "الأمة " فان القرآن يجعل الشورى والمشاركة في صنع القرار "فريضة إلهية" حتى ولو كانت "الدولة" يقودها رسول الله صلى الله عليه وسلم { فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ }-آل عمران :159-..فالعزم " أي تنفيذ القرار "هو ثمرة للشورى أي المرحلة التالية لاشتراك الناس في إنضاج الرأي وصناعه القرار.هذا القرار الشورى الذي يضعه ولاة الأمر بالعزم في الممارسة والتنفيذ.وهذا المعني هو الذي جعل مفسري القرآن الكريم يقولون في تفسيرهم لهذه الآية نقلا عن المفسر الكبير "ابن عطية"(481 – 542 – 1088 – 1148 م)* :" إن الشورى من قواعد الشريعة وعزائم الإحكام ومن لا يستشير أهل العلم والدين فعزله واجب. وهذا مما لا خلاف فيه(1)"فالشورى من قواعد الشريعة ومن عزائم الإحكام.أما أهلها فالأمة لأنها فريضة علي الأمة ينهض بها كفريضة  كفائيه_أهل الكفاءة بحسب موضوعاتها وميادينها لذلك جاء في عبارة المفسرين لا يأتها الإشارة لأهل "العلم" وأهل" الدين" وليس فقط أهل" الدين" وأيضا ليس فقط أهل" العلم" دون أهل" الدين".
وكون النهوض بفريضة الشورى من الفرائض الكفائية التي إذا قام بها البعض سقطت عن الباقين يجعلها أهم وأكد من الفرائض الفردية لأن الإثم في التخلف عن أداء الفريضة الفردية يقف عند الفرد وحده بينما الإثم في التخلف عن إقامة الفريضة الكفائية يلحق الأمة بأسرها.
ويؤكد هذه الحقيقة حقيقة توجه التكليف الإسلامي بالشورى إلي الأمة جميعا أنها قد جاءت _أي الشورى _في القرآن الكريم صفة من صفات الأمة المؤمنة وليست وقفا علي فريق دون فريق (والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون ) _الشورى:38… فهي ليست امتيازا" للأحرار ..الإشراف..الملاك..الفرسان" كما كان حال "الديمقراطية"عند الإغريق والرومان وهي ليست مجرد"حق"من حقوق الإنسان حتى يجوز له التنازل عنه بالرضا والاختيار ..وإنما هي فريضة إلهية وتكليف سماوي علي الكافة ..وضرورة من ضرورات الاجتماع الإنساني صغيرة أو كبيرة دائرة هذا الاجتماع . بل لقد بلغ الإسلام في تزكيه الشورى إلي الحد الذي جعل "العصمة" للأمة ومن ثم للرأي والقرار المؤسس علي شوراها فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم "إن أمتي لا تجتمع علي ضلالة".رواه ابن ماجه.وذلك لتطمئن القلوب إلي حكمه الرأي وصواب القرار إذا كانا مؤسسين علي شوري الأمة في أمورها بواسطة أهل العلم والدين من أبنائها ..
ولقد جاءت السنة النبوية العملية والقولية البيان النبوي للبلاغ القرآني في الشورى ..وكانت السابقة الدستورية التي تمثل النموذج والأسوة للنظام الإسلامي في المشاركة بصنع القرار ..فحتي المعصوم صلي الله عليه وسلم كان التزامه بالشورى علي النحو الذي يروى أبو هريرة فيقول :" ما رأيت أحداً أكثر مشورة لأصحابه من رسول الله …"_رواه الترمذي_.. وكان صحابته رضوان الله عليهم حريصين في زمن البعثة علي التمييز بين منطقه " السيادة الإلهية وفيها السمع والطاعة و إسلام الوجه لله " وبين منطقة السلطة البشرية " ليمارسوا فيها الشورى المؤسسة والمثمرة لصنع القرار فكانوا يسالون رسول الله صلي الله عليه وسلم في المواطن التي لا تتمايز فيها هاتان المنطقتان بذاتهما فيقولون :يا رسول الله اهو الوحي ؟ أم الرأي والمشورة ) ).
فاذا كان المقام من مقامات الرأي والمشورة "السلطة البشرية"شاركوا في إنضاج الرأي وصناعة القرار والتزموا به عند العزم علي وضعه في الممارسة والتطبيق , حدث ذلك في مواطن كثيرة من أشهرها تحديد المكان الذي ينزل به جيش المسلمين في موقعة بدر والموقف من مصالحة بعض المشركين في موقعه"الخندق"بل إن الالتزام بثمرات الشورى وقراراتها لم يكن وقفا علي الصحابة وحدهم, وإنما شمل رسول الله صلي الله عليه وسلم أيضا لأنه في غير التبليغ عن الله سبحانه وتعالي "مجتهد" والاجتهاد إبداع بشرى غير معصوم ومن ثم فهو من مواطن الشورى بل هو واحد من مستوياتها العليا ..وفي هذا المعني وعلي ضوء هذه الحقيقة نقرأ حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم الذي يقول فيه لأبي بكر الصديق (51 ق هـ، 13 هـ 573-634 م) ولعمر بن الخطاب (40 ق هـ-23هـ584-644م) رضي الله عنهما: " لو اجتمعتما في مشورة ما خالفتكما "- رواه الإمام احمد - … وفيه تشريع لقاعدة الأكثرية والأقلية في القرارات الشورية، واعتماد رأي الأغلبية عند اتخاذ القرار، حتى ولو كانت الأقلية فيها رئيس الدولة، رسول الله صلى الله عليه وسلم!… ونقرأ – كذلك - حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي يقول فيه " لو كنتُ مُؤمَّراً أحدا دون مشورة المؤمنين لأمَّرتُ ابن أم عبد " { عبد الله بن مسعود} – رواه الترمذي وابن ماجة والإمام أحمد … فتعيين أمير للجيش، هو اجتهاد في الشئون السياسة والعسكرية، ولذلك كانت الشورى هي السبيل لاتخاذ القرار فيه، ولا يجوز لرئيس الدولة الإنفراد بتعيين أمراء الجيوش دون مشورة أهل الشورى، حتى ولو كان رئيس الدولة هو رسول الله صلى الله عليه وسلمَ

وعلي هذه السنة النبوية سارت الخلافة الراشدة … ففي عهد أبي بكر الصديق، كانت كل الأمور تبرم بالشورى، وجميع القرارات تتأسس على المشاركة الشورية … حتى القوانين التي يقضي بها بين الناس، إذا لم يرد بها نص في الكتاب أو السنة " فعن ميمون بن مهران، قال : " كان أبوبكر إذا ورد عليه الخصم نظر في كتاب الله، فإن وجد فيه ما يقضي بينهم قضى، وإن لم يكن في الكتاب، وعلم من رسول الله صلى الله عليه وسلم، في ذلك الأمر سنة قضى به، فإن أعياه خرج فسأل المسلمين، وقال: أتاني كذا وكذا، فهل علمتم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قضى في ذلك بقضاء؟ فربما اجتمع إليه النفر كلهم يذكر من رسول الله فيه قضاء، فيقول أبوبكر: الحمد لله الذي جعل فينا من يحفظ على نبينا. فإن أعياه أن يجد فيه سنة من رسول الله صلى الله عليه وسلم، جمع رؤوس الناس وخيارهم فاستشارهم، فإذا اجتمع رأيهم على أمر قضى به… "
أما عمر بن الخطاب، فهو القائل : " الخلافة شورى" … و " من بايع عن غير مشورة المسلمين فلا بيعة له، ولا بيعة للذي بايعه "
ولقد شهد عهد سيدنا عمر بن الخطاب – الذي اتسعت فيه الدولة الإسلامية واكتملت الصورة المتعددة للشورى المؤسسة فكان هنالك مجلس للشورى من سبعين عضوا يجتمع في مكان محدد بأوقات محددة في مسجد المدينة – الذي كان دار الحكومة – والشورى هي التي بنت الحضارة بالمؤسسات الأهلية –مؤسسات الفقهاء والعلماء والمحدثين والمقرئين والنحويين واللغويين والأدباء والشعراء والصوفية والتجار والصناع … تلك التي أرخ لها من " الخطط " في التاريخ الإسلامي – كما أن " الأمة " هي التي حولت صناعة الحضارة، بواسطة "الأوقاف" … فكانت الحضارة الإسلامية صناعة أهلية، أقامتها "الأمة"، ولم يجن عليها انحراف "الدولة "" …
وفي هذه الحضارة الإسلامية، ظلت الأمة وفية لفريضة الشورى الإسلامية … بنت بها مذاهبها الفقهية والكلامية، وطبقتها في مؤسساتها الأهلية، التي أقامت النسيج الاجتماعي على العدل والشورى، بينما كانت "الدولة" – في كثير من الأحيان فريسة للاستفراد والطغيان !…
لكن "الدولة الحديثة "، التي قامت في المجتمعات الإسلامية عبر القرنين الماضيين، والتي جاءت إلى بلادنا من نمط " الدولة القومية " الأوربية، منذ عهد محمد علي باشا الكبير { 1184 – 1265هـ1770-1849م} قد مثلت نموذج الدولة الشمولية، متعاظمة النفوذ والسلطات، فمدت استبدادها – عندما استبدت – إلى مختلف ميادين الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، الأمر الذي قلب المعادلة، فحل " تعظيم الدولة" محل "تحجيمها "، الأمر الذي أدى إلى "تحجيم الأمة" بدلاً من "تعظيمها" فحدث الخلل في العلاقة بين "الدولة" و "الأمة"، وتراجعت "الأمة" ومذاهب علمائها وسلطات أعلامها، وافترست " الدولة " أغلب حريات الإنسان !… ولقد كانت معركة دولة محمد علي باشا، في العقود الأولى من القرن التاسع عشر الميلادي ضد عمر مكرم { 1168-1237هـ 1755-1822م} ومن ورائه الأزهر ومؤسسات المجتمع الأهلي، التجسيد لهذا التحول والانقلاب في هذا الميدان … وساعد على استحواذ " الدولة " على ذلك مخاطر الغزو الاستعماري الغربي الحديث، التي استدعت تعظيم سلطان " الدولة " لأنها الأقدر على حراسة الأمن الوطني والقومي والحضاري من ثغرات الاختراق الاستعماري لأوطان عالم الإسلام …
لذلك، كان من واجبات حركة الإحياء الإسلامي – الحديثة والمعاصرة – إقامة التوازن بين " الأمة " و "الدولة"، بجعل الشورى الإسلامية منهاج الحياة لمختلف الميادين، وبلورة إرادة الأمة وسلطاتها في " المؤسسات القادرة على تدبير أمور المجتمعات التي تعقدت شئونها على نحو لا تجدي معه شورى الأفراد … وعلى النحو الذي يجعل الشورى شاملة لمؤسسات " الدولة " و " الأمة " جميعاً، فتكون حراسة الأمن الوطني والقومي والحضاري " بالشورى "، وليس " بالاستبداد " قل هذا عن الشورى الإسلامية ، في " الفكر " … و " التطبيق " … و "التاريخ".

وإذا كانت هذه هي " الشورى الإسلامية " … الفريضة، التي لابد من تحويلها إلى فلسفة حياة للاجتماع والنظام الإسلامي … فإن هناك قضية برزت من خلال الاحتكاك الحضاري بين الإسلام وأمته وبين الفكر الغربي وتجاربه في العصر الحديث … وهي مشكلة موقف الشورى الإسلامية من الديمقراطية الغربية … التي تبنتها أحزاب ومدارس فكرية واجتماعية في العديد من البلاد الإسلامية … وهل بينهما – الشورى … والديمقراطية – تطابق كامل؟ أم تناقض مطلق؟ أم أوجه للشبه وأوجه للافتراق؟
وبادئ ذي بدء، فلابد من التأكيد على حق الأمم والشعوب والحضارات في التمايز والاختلاف في النماذج والخيارات السياسية والثقافية والحضارية … فهذا هو منطق " الليبرالية " في الديمقراطية الغربية … ومنطق " التعددية " التي هي في الإسلام سنة كونية، وقانون حاكم وسائد في كل عوالم المخلوقات … فلا حرج ولا ضير إن اختلفت الشورى عن الديمقراطية، أو تمايزت الديمقراطية عن الشورى … المهم هو وفاء كل نموذج بتحقيق المقاصد الإنسانية التي تحددها رؤية الإنسان للكون في كل حضارة من الحضارات … وجدارة كل نموذج بتفجير طاقات الخلق والإبداع في هذا الإنسان …
وبعد الاتفاق على هذه " الحقيقة – الأولية "، لابد من التنبيه – في الحديث عن علاقة الشورى الإسلامية بالديمقراطية الغربية – ضرورة التمييز – في هذه الديمقراطية – بين "الفلسفة" وبين " الآليات … والخبرات … والمؤسسات "…
فالديمقراطية، نظام سياسي – اجتماعي، غربي النشأة … عرفته الحضارة الغربية في حقبتها اليونانية القديمة، وطورته نهضتها الحديثة والمعاصرة … وهو يقيم العلاقة بين أفراد المجتمع والدولة وفق مبدأ المساواة بين المواطنين في حقوق المواطنة وواجباتها، وعلى مشاركتهم الحرة في صنع التشريعات التي تنظم الحياة العامة، وذلك استناداً إلى المبدأ القائل بأن الشعب هو صاحب السيادة ومصدر الشرعية … فالسلطة، في النظام الديمقراطي، هي للشعب، بواسطة الشعب، لتحقيق سيادة الشعب ومقاصده ومصالحه
هذا عن فلسفة الديمقراطية الغربية …
 
أما "النظام النيابي "، الذي ينوب فيه نواب الأمة المنتخبون عن جمهور الأمة، للقيام بمهام سلطات التشريع، والرقابة والمحاسبة لسلطات التنفيذ في " الدولة" فهو من " آليات" الديمقراطية، وتراث مؤسساتها، وبه توسلت تجاربها عندما تعذرت "الديمقراطية المباشرة "، التي تمارس فيها الأمة كلها، وبشكل مباشر، هذه المهام والسلطات … توسلت الديمقراطية الحديثة بهذه " الآلية" إلى تحقيق مقاصدها وفلسفاتها …
وإذا كان البعض يضع الشورى الإسلامية في مقابلة الديمقراطية –سواء بالتسوية التامة بينهما … أو بالتناقص الكامل بينهما – فإن هذا الموقف ليس بالصحيح إسلامياً … فليس هناك تطابق بينهما بإطلاق … ولا تناقص بينهما بإطلاق … وإنما هناك تمايز بين الشورى وبين الديمقراطية، يكشف مساحة الاتفاق ومساحة الاختلاف بينهما.
فمن حيث الآليات والسبل والنظم والمؤسسات والخبرات "التي تحقق المقاصد والغايات من كل الديمقراطية والشورى، فإنها تجارب وخبرات إنسانية ليس فيها "ثوابت مقدسة " … وهي قد عرفت التطور في التجارب الديمقراطية، ومن ثم فإن تطورها وارد في تجارب الشورى الإسلامية، وفق الزمان والمكان والمصالح والملابسات … والخبرات التي حققتها تجارب الديمقراطية في تطور الحضارة الغربية، والتي أفرزت النظام الدستوري، والتمثيل النيابي عبر الانتخابات، هي خبرات غنية وثروة إنسانية، لا نعدو الحقيقة إذا قلنا أنها تعتبر خلافة لما عرفته حضارتنا الإسلامية، مبكرا، من أشكال أولية وضنينة في " البيعة" و "المؤسسات""…
أما الجزئية التي تفترق فيها الشورى الإسلامية عن الديمقراطية الغربية، فهي خاصة "بمصدر السيادة في التشريع الابتدائي "
فالديمقراطية تجعل "السيادة" في التشريع ابتداء للشعب والأمة، إما صراحة، وإما في صورة ما أسماه بعض مفكريها بـ " القانون الطبيعي " الذي يمثل بنظرهم- أصول الفطرة الإنسانية … ومن ثم، فإن "السيادة"، وكذلك "السلطة" في الديمقراطية، هما للإنسان … للشعب والأمة …
أما في الشورى الإسلامية، فإن " السيادة" في التشريع ابتداء، هي لله، سبحانه وتعالى، تجسدت في " الشريعة" التي هي " وضع إلهي " وليست إفرازاً بشرياً ولا طبيعياً … وما للإنسان في " التشريع" إلا سلطة البناء على هذه الشريعة الإلهية، والتفصيل لمجملها، والاستنباط من نصوصها وقواعدها وأصولها ومبادئها، والتفريع لكلياتها والتقنين لنظرياتها … وكذلك، لهذا الإنسان سلطة الاجتهاد فيما لم ينزل به شرع سماوي، شريطة أن تظل "السلطة البشرية" محكومة بإطار معايير الحلال والحرام الشرعي، أي محكومة بإطار فلسفة الإسلام في التشريع …
 
ولذلك كان الله سبحانه وتعالى في التصور الإسلامي، هو " الشارع" لا الإنسان… وكان الإنسان هو "الفقيه"، لا الله … فأصول الشريعة ومبادئها وثوابتها وفلسفتها إلهية، يتمثل فيها "حكم الله وحاكميته "…
أما البناء عليها، تفصيلاً وتنمية وتفريعا وتطويراً واجتهاداً للمستجدات ولمناطق "العفو" التي هي المساحة الأوسع في المتغيرات الدنيوية، فهو فقه وتقنين، تتمثل فيهما سلطات الإنسان، المحكومة بحاكمية الله … وفي هذا الجانب يتمثل الفارق الجوهري والاختلاف الأساسي بين الشورى الإسلامية وبين الديمقراطية الغربية …
ولهذا التمايز والاختلاف – بين الشورى والديمقراطية - صلة وثيقة بنظرة كل من الحضارتين – الإسلامية – والغربية - للكون، ولحدود نطاق عمل وتدبير الذات الإلهية … وحدود تدبير الإنسان، ولمكانته في الكون … وللعلاقة بين الإنسان وبين الله …
ففي النظرة اليونانية القديمة، وخاصة عند "أرسطو" { 384-322 ق م } وهي التي مثلت تراث النهضة الغربية الحديثة – نجد أن الله قد خلق العالم، وحركه، ثم تركه يعمل وفق طبائعه وقوانينه والأسباب الذاتية المودعة فيه، دونما تدخل أو رعاية أو تدبير إلهي لحركة هذا العالم … فالعالم هنا، وفي هذه الفلسفة، مستقل بذاته … بعد الخلق عن تدبير الله، وحاكمية شرائعه السماوية …
 وهذه النظرة لحدود التدبير الإلهي، وجدناها في النهضة العلمانية الغربية الحديثة تعتمد على المبدأ الإنجيلي الذي يجعل مالقيصر لقيصر ومالله لله، فيفصل بين إطار التدبير الإلهي الذي وقف عند "الخلق" وعند خلاص الروح ومملكة السماء – وبين إطار التدبير الإنساني – الذي أعطاه السيادة في تدبير العمران الإنساني، والملكوت الدنيوي، دونما قيود من الحاكمية الإلهية على هذه السيادة والسلطة البشرية فكلما أن العالم في هذه الفلسفة الغربية للديمقراطية – مستقل بذاته عن تدبير خالقه تديره الأسباب والقوى الذاتية المودعة فيه … فكذلك الإنسان في هذه الفلسفة مستقل بذاته، يدير الدولة والمجتمع بالعقل والتجربة، دونما حاكمية إلهية ولا رعاية شرعية سماوية … فهو " سيد الكون "، الحر والمختار بإطلاق … ومن هنا كانت له "السيادة" في التشريع، مع "السلطة" في التنفيذ، بتعميم وإطلاق … بل إن له هذا الاستقلال والحرية المطلقة في العلمانية الشاملة، منظومة للقيم والأخلاق
 هذا عن البعد الفلسفي للرؤية الكونية … ونطاق عمل الذات الإلهية … ومكانة الإنسان في الكون … وحريته وسيادته، في الأساس الفلسفي للديمقراطية الغربية … والتي كانت، لذلك، علمانية – في النشأة والتطبيقات …
 أما في النظرة الإسلامية، فإن الله سبحانه وتعالى، ليس مجرد "خالق" وفقط … وإنما هو " خالق … ومدبر " وكما أن خلقه دائم أبدا، فان تدبيره دائم أبدا، وله "حاكمية" في التكوين وفي التشريع معا، ورعاية لكل عوام المخلوقات. ونحن نقرأ، في القرآن الكريم عن نطاق عمل الذات الإلهية ": " ألا له الخلق والأمر", " قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى (49) قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى " وإذا كان الله سبحانه وتعالى، قد استخلف الإنسان لعمران هذه الأرض " وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة " … فإن هذا الاستخلاف قد جعل الإنسان – في التصور الإسلامي- بالمرتبة الوسط … فهو نائب … ووكيل وحر .. وقادر … ومستطيع … ومبدع، لكن في حدود الشريعة الإلهية، التي هي بنود عقد وعهد الاستخلاف … نعم، إنه ليس الفاني في الذات الإلهية … لكنه، أيضا، ليس "سيد الكون" وإنما خليفة لسيد الكون … وبعبارة الإمام محمد عبده { 1265-1323 هـ 1849-1905م } فإن هذا الإنسان " عبدا لله وحده، وسيد لكل شيء بعده "
 إنه الإنسان خلقه الله … واستخلافه عن الله لا يخرجه من مظلة التدبير الإلهي، بل يجب أن يظل دائماً وأبدا في إطار هذه الرعاية وهذا التدبير، حتى أن عبوديته لله هي قمة حريته، لأنها هي التي تحرره من العبودية لكل الطواغيت … " قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له " وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين " ولذلك، كانت شهادة أن لا إله إلا الله، جامعة لحرية الإنسان وتحرره، ولعبوديته لله وحده، حتى لكأنها وجهان لعملة واحدة
 تلك هي على وجه الحصر والتحديد، الجزئية الفلسفية التي تتمايز فيها الشورى الإسلامية عن الديمقراطية الغربية
 أما ما عدا ذلك، من تأسيس الحكم والسلطة على رضا الأمة ورأي الجمهور واتجاه الرأي العام … وجعل السلطة في اختيار الحكام، وفي مراقبتهم ومحاسبتهم، وفي عزلهم، هي للأمة … وكذلك لك اختيار الآليات والنظم النيابية لتكوين المؤسسات الممثلة لسلطات التقنين والتنفيذ والرقابة والقضاء … فإنها على وجه الإجمال مساحة اتفاق بين الديمقراطية الغربية وبين الشورى الإسلامية
 وكذلك الحال مع مبدأ ونظام الفصل بين السلطات –سلطات التشريع والتنفيذ والقضاء … وهو المبدأ الذي تعارفت عليه الديمقراطية الغربية … فإنه مما تقبله وتحتاجه الشورى الإسلامية … بل ربما ذهبت فيه تجربة الحضارة الإسلامية أبعد وأعمق وأفضل مما ذهبت التجارب الديمقراطية الغربية، ذلك أن تمييز سلطة الاجتهاد الفقهي في النظام الشورى الإسلامي عن السلطات الرقابية والتنفيذية والقضائية، يجعل السلطات – في النظام الإسلامي … أربعا بدلاً من ثلاث … كما يجعل سلطة التشريع فوق الدولة، بسبب إلهية الشريعة، الأمر الذي يحرر القانون من سلطان الاستبداد البشري والأهواء البشرية …  
ويحقق النظام الإسلامي الفصل الحقيقي بين السلطات , ذلك أن التجربة العملية في الديمقراطية الغربية قد آلت سلطة التشريع وسلطة التنفيذ متماهيتان في الهيئة البرلمانية لحزب الأغلبية الحاكم .
 لأمر الذي جعل الفصل الحقيقي بين سلطتي التشريع والتنفيذ باهتاً إلى حد كبير … أما استقلال سلطة خاصة بالاجتهاد والتقنين، مع التزامها بحاكمية الشريعة الإلهية، فهو الأقرب إلى تحقيق مبدأ فصل السلطات، والأكثر تحقيقا لسيادة القانون على باقي السلطات …
ولقد أدرك هذه الحقيقة – حقيقة هذا التمايز بين الشورى الإسلامية وبين الديمقراطية الغربية … في عصور القانون بكل منهما – لعلماء الغربيون الذين خبروا وتخصصوا في الشريعة الإسلامية وفي القانون الروماني، وقارنوا بين الفقه الإسلامي وبين المدونات القانونية في الحضارة الغربية … أدركوا هذه الحقيقة،ولفتوا إليها الأنظار وسلطوا عليها الأضواء ..
 لقد كتب المستشرق " دافيد دي سانتيلانا " {1845 – 1931م } عن فلسفة التشريع في القانون الوضعي الغربي " إن معنى الفقه والقانون بالنسبة إلينا وإلى الأسلاف : مجموعة من القواعد السائدة التي اقرها الشعب، إما رأساً أو عن طريق ممثليه و سلطانه مستمد من الإرادة والإدراك وأخلاق البشر وعاداتهم فهو قانون "دنيوي" أي "علماني" خالص الدنيوية
 ثم استطرد " سانتيلانا "، مقارنا هذه الفلسفة العلمانية للقانون في الديمقراطية الغربية، بالفلسفة الإسلامية في التشريع والفقه الإسلامي، فقال " إلا أن التفسير الإسلامي للقانون هو خلاف ذلك … فالخضوع للقانون الإسلامي هو واجب اجتماعي وفرض ديني في الوقت نفسه، ومن ينتهك حرمته لا يأثم تجاه النظام الاجتماعي فقط، بل يقترف خطيئة دينية أيضا … فالنظام القضائي والدين، والقانون والأخلاق، هما شكلان لا ثالث لها لتلك الإرادة التي استمد منها المجتمع الإسلامي وجوده وتعاليمه، فكل مسألة قانونية إنما هي مسألة ضمير … والصبغة الأخلاقية تسود القانون … فالشريعة الإسلامية شريعة دينية تغاير أفكارنا أصلا
 وذات هذه الحقيقة – حقيقة اختلاف فلسفة الشورى وقانونها الإسلامي عن الديمقراطية وقانونها الوضعي العلماني  يؤكد عليها المستشرق السويسري " مارسيل بوازار " … فيقول –عن اختلاف المصدر والمقاصد بينهما … ( ومن المفيد أن نذكر فرقاً جوهرياً بين الشريعة الإسلامية والتشريع الأدبي الحديث ، سواء في مصدريهما المتخالفين، أو في أهدافهما النهائية … فمصدر القانون في الديمقراطية الغربية هو : إرادة الشعب، وهدفه: النظام والعدل داخل المجتمع أما الإسلام، فالقانون صادر عن الله، وبناء عليه يصير الهدف الأساسي الذي ينشده المؤمن هو البحث عن التقرب إلى الله، باحترام الوحي والتقيد به … فالسلطة يجب في الإسلام تفرض عدداً من المعايير الأخلاقية … بينما تسمح في الطابع الغربي أن يختار الناس المعايير حسب الاحتياجات والرغبات السائدة في عصرهم …
 هكذا شهد العلماء الخبراء الغربيون بالتمايز –في البعد الفلسفي- بين الشورى الإسلامية وفقهها وبين الديمقراطية الغربية وقانونها …
 إن الشورى في حقيقتها- هي اسم من "المشاورة" … والمشاورة هي استخراج الرأي فهي –في حد ذاتها- أدخل في "الآليات" … آليات استخراج الرأي … وهي – بهذا الاعتبار- لا يمكن أن تكون نقيضاً لآليات الديمقراطية … أما التمايز بينهما فإنه يأتي في الموضوع الذي تعمل فيه هذه الآليات … وفي نطاق عمل هذه الآليات … فعلى حين لا تعرف الديمقراطية حدودا إلهية لسلطات عمل وإعمال آلياتها، تميز الشورى الإسلامية بين نطاقين من "الأمر" … أمر هو لله .. أي تدبيره الذي يختص به سبحانه … "وأمر"، اي تدبير، هو في مقدور الإنسان، وفيه تكون شوراه … وفي القرآن الكريم عن "الأمر" الأول ( ألا له الخلق والأمر ) – وعن " الأمر " الثاني " ( أمره … وتدبيره ) … وبحكم خلافة الإنسان لله، سبحانه وتعالى، فان " أمره … وتدبيره " أي حاكميته الإنسانية محكومة بإطار و ( أمر الله وتدبيره ) التي هي حاكمية الله وحدود شريعته الإلهية
 ففي المرجعية … وفي الفلسفة … وفي الحدود … وفي المقاصد يرد التمايز بين الشورى الإسلامية وبين الديمقراطية الغربية … وليس في الآليات … والمؤسسات … والنظم … والخبرات
 لديمقراطية كفكر وضعي وفلسفة دنيوية لا تمد بصرها إلى ما هو ابعد من صلاح دنيا الإنسان، بالمقاييس الدنيوية لهذا الصلاح … على حين نجد الشورى كفريضة إلهية تربط بين صلاح الدنيا وسعادة الآخرة، فتعطي الصلاح الدنيوي بعدا دينيا، يتمثل في المعيار الديني لهذا الصلاح
 مع ضرورة التنبيه والتأكيد على أن الاستبداد مفسد للدنيا والآخرة جميعا، ذلك أن " نظام الدين كما يقول حجة الإسلام أبو حامد الغزالي {450-505هـ 1058 – 1111م } لا يحصل إلا بنظام الدنيا … فنظام الدين، بالمعرفة والعبادة لا يتوصل إليهما إلا بصحة البدن، وبقاء الحياة، وسلامة قدر الحاجات، من: الكسوة والمسكن والأقوات والأمن … فلا ينتظم الدين إلا بتحقيق الأمن على هذه المهمات الضرورية … فنظام الدنيا شرط النظام الدين "
 فحتى لو وقفت فوائد الديمقراطية عند صلاح الدنيا، فيجب عدم الاستهانة بذلك، وخاصة إذا كان البديل هو الاستبداد، المفسد للفرد والمجموع، وللدين والدنيا جميعا
 وأخيراً … فسواء أكان أمر الشورى الإسلامية، أو أمر الديمقراطية الغربية، فان هناك فارقاً بين " المثال " وبين " الواقع " عند الممارسة والتطبيق … وإنها لحكمة إلهية أن تظل التطبيقات لكل المبادئ والفلسفات دون " المثال " الذي يصوره الفكر لهذه المبادئ والفلسفات، وذلك حتى يظل السعي الإنساني دائباً ودائماً على طريق الاقتراب "بالواقع" من " المثال " فينفسح الأمل دائماً وأبداً أمام التسابق الإنساني على طريق التقدم والارتقاء … وإلا فلو حقق الإنسان كامل المثال لانتهى " جدول أعمال " الحياة الإنسانية، وحل القنوط محل التطلع لتحقيق المزيد من الآمال
 قد كانت تطبيقات الشورى الإسلامية، في تاريخ الأمة والحضارة الإسلامية، أدني بكثير جداً من " مثال " هذه الشورى في الفكر الإسلامي … وكذلك حال التطبيقات الغربية للديمقراطية، لم تمنع هذه الحضارة الديمقراطية من إنتاج العنصرية … والحروب الدينية … والقومية … والاستعمارية والنظم الفاشية … والحروب الكونية التي جعلت هذه المجتمعات الديمقراطية تتفوق على وحشية الإنسان البدائي في الإبادة والتدمير!… ولم تمنعها من أثرة الرأسمالية المتوحشة، التي جعلت وتجعل 20% من البشر _ هم سكان الشمال الديمقراطي – يستأثرون بـ 86% من خيرات العالم، تاركين 14% من ثروات العالم لـ 80% من السكان !! … ناهيكم عن أن هذه التطبيقات الغربية للديمقراطية لم تمنع من أن تكون التجارة الأولى للدول الديمقراطية هي تجارة السلاح … تليها تجارة المخدرات … تليها تجارة الدعارة!! … ولم تمنعها من أن يكون ما ينفق على القطط والكلاب والخمور والترف المستفز أضعاف ما ينفق على الصحة والغذاء والتعليم
 فلا الشورى تمثل الوصفة السحرية للتقدم والإصلاح … ولا الديمقراطية هي الحل السحري لمشكلات المجتمعات المعاصرة … وإنما الحل هو الكدح الإنساني كي تكون التطبيقات للشورى … أو الديمقراطية – اقرب ما تكون إلى تحقيق إنسانية الإنسان

شفيق مرشح أعدائنا


شفيق مرشح أعدائنا

كتبهامصطفى الكومي ، في 13 يونيو 2012 الساعة: 20:54 م




إن المتابع للأحداث التي تكون أمريكا طرفا فيها , يعلم جيدا أن أمريكا تعمل على السيطرة على كل دول العالم وخاصة العالم الإسلامي وعلى رأسهم مصر . . لماذا مصر بالذات ؟ .. لأن مصر هي التي أوقفت الغزو الصليبي للمنطقة وحررت المنطقة العربية من بقاياه , وهي التي أوقفت الغزو التتاري أيضا , وهي التي عندما كانت تحت قيادة طموحة كـ "محمد علي " هددت أمن ومصالح دول أوربا نفسها , وعندما تحررت من نير الاستعمار الإنجليزي كانت ملهمة لكل الشعوب المجاورة للتحرر من نير الاستعمار الغربي , وعندما نشأت فيها جماعة الإخوان المسلمين والتي تهدف إلى إعادة مصر والأمة الإسلامية لقيادة العالم , تم تصدير الفكرة لكل العالم الإسلامي , وعندما فجرت ثورة يناير صُدرت الثورة لشعوب المنطقة , ولهذا فإن سفارتها في مصر هي من أكبر السفارات الأمريكية على مستوى العالم ـ أفرادا ومساحة وتمويلا ـ "عشرة أدوار" , ولذلك هي تريد مصر فقيرة وضعيفة ومتخلفة , فقيرة لأن الفقراء غالبا جهلاء يسهل توجيههم تحت الضغط والإغراء بالمال , وضعيفة حتى تقبل أي إملاءات وضغوطات خارجية , ومتخلفة حتى تستنزف ثرواتها الطبيعية فلا تستطيع تصنيعها وتظل سوقا لمنتجات الغرب ولشركاته , ولذلك لم يعد لها دورا مؤثرا إقليميا ولا عالميا , ومع ذلك تهتم بها أمريكا لدرجة أنها تحكمها عن طريق عملاءها في السياسة و في الثقافة والفن والإعلام و حتى رجال أعمالها , فعندما تعلن صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية (1)أن شفيق أصبح منافسا رئيسيا لوارثة مبارك وذلك في ديسمبر2010 , أي قبل تفجر ثورة يناير, فهذا يعني أن الخطة معدة مسبقا , ثم تنشر التليجراف البريطانية (2)في تقرير لها أن شفيق عميل للمخابرات الأمريكية فهذا ليس تأليفا , ثم تتوالى التصريحات على لسان القيادات الإسرائيلية التي تحتفي فرحا بترشيح شفيق (3) و ثم تأتي البلاغات ضد أحمد شفيق التي تتعدى المائتي بلاغا ثم لا يلاحقه قضاء ولا نيابة ولا يحجز احتياطيا كما يفعل مع كل متهم , ويصدر قانون لعزله فيحتال القضاء لترئيسه , تعرف أن مصر مخترقة في كافة مؤسساتها من مخابرات خارجية تريد تمرير الخطة وتحصين بطلها , وعندما نسمع أن ديفيد كاميرون (4)يزور القاهرة وينصح المجلس العسكري بتعيين وزراء من المعارضين السياسيين " يقصد ديكور المعارضة " ثم يقوم المجلس العسكري بتنفيذ التوصية , وعندما نعلم أن منظمات المجتمع المدني (5)تتلقى أموال من الخارج وتتعامل مع الأجانب مباشرة وتفوح الرائحة الكريهة لتفضح من سمح لهم وسكت على وجودهم , يتم القبض عليهم وتسفيرهم قائلا لهم "مع السلامة كنتوا هاتفضحونا" , وعندما نعلم أن مكتب المخابرات الأمريكية بالقاهرة تبلغ ميزانيته 240 مليون دولار (6)طبعا مش بتفرقها على الغلابة وطبعا معناه إن فيه ناس تقبض وتشتغل بالأجر , وعندما نجد أن إعلام رجال أعمال الحزب الوطني تؤيد شفيق نعرف من يشترك في الخطة , وعندما نعرف أن الفن يتم تمويله خارجيا (7)وأنهم هتفوا ضد حكم المرشد ,يتبين أطراف المؤامرة , وعندما تنشر ويكليكس (8)أن هناك إعلاميين و نشطاء سياسيين يزورون السفارة الأمريكية , بالتأكيد ليس طمعا في غدوة ولا شوقا إلى مشاهدة عيون السفيرة الزرقاء ولكن لتلقي التعليمات والتوصيات , ثم يذهب شفيق ليجمع رؤوس عائلات الحزب الوطني (9)حوله وحول خطته نعلم أن الإعلام والنخبة لم يقم بدوره في تفنيد حقيقة العمالة والخطة وان هناك ناس كثيرة مشتركة في العمالة والخطة وهي لا تعلم , لماذا لم يقوموا بالبيان والتوعية لأنهم جزء من الخطة , وهذا يعكس نجاح الخطة لأنها استوعبت عملاء ومغفلين .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) بروز مرشح جديد منافس لعمر سليمان وجمال مبارك http://online.wsj.com/article/SB10001424052748704447604576007143222774156.html#articleTabs%3Darticle

(2) أحمد شفيق، رجل وكالة المخابرات المركزية للرئاسة




(3)فريق الكنز الاستراتيجي http://www.shorouknews.com/columns/view.aspx?cdate=27052012&id=f57fe641-dbe0-462d-88f2-78079696a9d8 (3)احمد شفيق أفضل أمل لإسرائيل بعد مبارك http://www.jpost.com/MiddleEast/Article.aspx?ID=271065&R=R1
(4)نصيحة من كاميرون للمشير بإسناد بعض الوزارات لأحزاب معارضة 21 فبراير 2011
(5) دور منظمات المجتمع المدني وسيلة لشراء الولاء السياسي http://ipsinternational.org/arabic/print.asp?idnews=2427
(6) ميزانية مكتب المخابرات الأمريكية بالقاهرة http://www.masress.com/rosadaily/118517
(7)الفن يتم تمويله خارجيا وهذا ما أكدته الفنانة منة شلبي في حديث لها مع صحيفة الشروق http://www.shorouknews.com/print.aspx?id=322272
وفي حوار مع السينارست سيد رجب في الدستور24/12/2010 قال سيد رجب "تمت دعوتى لمهرجان "كان"، وهناك من نصحني بتقديم السيناريو لمنظمة "ون سود" التابعة لوزارة الثقافة الفرنسية، وهذه المنظمة من الممكن أن تدعم الفيلم إنتاجيا كمساعدة من المنظمة لإيجاد التمويل الكافي لإنتاج الفيلم"http://www.dostor.org/art/news-and-variety/10/december/24/33811

(8)قائمة عملاء الإعلاميين ونشطاء سياسيين التي نشرتها ويكلكس





http://www.el-wasat.com/portal/News-55648172.html




cnn (9) أحمد شفيق مرشح الثورة المضادة
* اتفاق شفيق وعمر سليمان والمخابرات الإسرائيلية http://www.elshaab.org/thread.php?ID=27176

حاجتنا إلى تطهير القضاء


حاجتنا إلى تطهير القضاء

كتبهامصطفى الكومي ، في 15 يونيو 2012 الساعة: 20:38 م



بالطبع القضاء به شرفاء كثيرون ولكن التفاح الفاسد يقضي على التفاح الصالح , ويكفي نقطة سوداء واحدة لتقضي على صفاء الحليب , وإن لم يبادر الشرفاء بتنقية صفوفهم , سوف ينتشر الطاعون ليقضي الفاسدون على الشرفاء أنفسهم.
بالطبع كان القضاء أحد أدوات الاستبداد في السيطرة على البلاد والمعارضين ولذلك كانت مكافئة نهاية الخدمة لكل من ضباط الجيش والشرطة والمستشارين هي توليته محافظة من المحافظات , ولا ننسى المستشار ماهر الجندي محافظ الجيزة الذي فاحت رائحته المنتنة حتى صارت خطرا على النظام ولما افتضح أمره تبين انه لم يترك فاحشة ولا جريمة ولا جنحة إلا فعلها , وكان القضاة يختصون بمكافأة نهاية الخدمة عندما يعينون مستشارين للوزراء والمحافظين , بالطبع كان القضاة في المستويات الدنيا في الغالب يتميزون بالشرف والطهارة وندلل على ذلك بنجاح 88 عضوا في مجلس الشعب عندما كان القضاء يشرف بشكل كامل على الانتخابات ولم يمنع هذا من اشتراك بعض القضاء في تزوير إعلان النتيجة حتى أنه قيل إن الإخوان والمستقلين كانوا يستحقون زيادة في عدد الناجحين تزيد على 50% من النتيجة المعلنة , وكانوا إذا عرضت عليهم قضايا ملفقة من الحكومة تخص المعارضين السياسيين , كانوا في الأغلب والأعم تنتهي بالبراءة , ولكن المناصب العليا في القضاء كان يختص بها القضاة الموالين للحكومة , وعلى سبيل المثال تعويق دعاوي عدم دستورية بعض القوانين مثل الإشراف القضائي الكامل على الانتخابات لعدة سنوات حتى تستنفذ المدة المخصصة للتعطيل , ليتم بعدها تغيير الدستور نفسه , ولا ننسى تورط كثير من القضاة وأساتذة الجامعة في تفصيل القوانين والذين تم تسميتهم بـ " ترزية القوانين " , وتورط مستشار وزير الزراعة في رشاوى من أجل تسهيل استيلاء رجل أعمال على أراضي الدولة , وقضية هشام طلعت مصطفى التي اتضح فيها استخدام النفوذ لتخفيف الحكم من الإعدام إلى الأشغال , ثم تجلى هذا الولاء بوضوح في حكم المحكمة برفض اللجنة التأسيسية للدستور كهدية للنظام ومساهمة في تعطيل الدستور الذي طالما حلمت به جماهير الأمة المصرية , وفي انتخابات الرئاسة عندما تم تحصين اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة ضد أي طعن , الأمر الذي كان سابقة قانونية لم نسمع عنها في أي بلد ديمقراطي , فبالرغم من صدور قانون العزل إلا أن اللجنة تحايلت بشكل مفضوح وتم تحويله إلى المحكمة الدستورية العليا بالرغم أنه لم يصدق عليه أصلا من السلطة التنفيذية في محاولة لكسب الوقت حتى يمر المرشح العسكري بلا معوقات ولم تخجل اللجنة من اتهامها بالجهل , وقد ساهمت اللجنة الرئاسية بشكل مفضوح على التزوير من المنبع برفضها تسليم المرشحين قاعدة بيانات الناخبين للمرشحين في سابقة لم تحدث من قبل , ثم انتهت المحكمة الدستورية إلى حكمها الذي أعادنا لنقطة الصفر وقضى على آمال الشعب في التحول الديمقراطي وأعادت تكريس حكم العسكر , الأمر الذي سيضطر الشعب بكافة طوائفه ـ ماعدا الفلول والأقباط ـ إلى اتخاذ المسار الثوري والثوري فقط إلى إزالة حكم العسكر أولا قبل السير في طريق الديمقراطية .
كان كل هذا نتيجة سنين من اختراق السلك القضائي بدأها عبد الناصر بمذبحة القضاة عام 69 حين استبعد كافة القضاة المستقلين الرافضين للانصياع لأوامره , وأعاد مبارك إنتاج المذبحة بتطعيمه بضباط الشرطة وأمن الدولة ومحاسيب الحزب الوطني والتوريث القضائي وبتقدير مقبول بينما يحرم الكفاءات بتقدير جيد جدا وامتياز لأن المكان محجوز لابن القاضي ولابن عضو الحزب الوطني الديمقراطي وقد كانت لي تجربة سابقة أثناء اعتقالي كان انطباعي عن وكيل نيابة أمن الدولة أنه من علية علية القوم وكان ينظر ويتعامل معي باحتقار طبقي جعلني أعذر إخواننا الشيوعيون بمختلف تياراتهم في حقدهم الطبقي نحو الأغنياء , ثم تقنين الفساد الممنهج ,بإغراء البقية المعتدلة بمكافآت العمل الاستشاري في أجهزة السلطة التنفيذية والتي تتدرج بحسب الخدمات من العمل كمستشار محافظ أو وزير إلى رئيس هيئة و محافظ , كانت هذه إستراتيجية مستمرة للعسكر في السيطرة على كافة سلطات الدولة .
كان الواجب على مجلس الشعب وأعضاءه أن يحمون أول مجلس شعب منتخب بانتخابات حرة ونزيهة وتحصينه من التصفية وتقصيرهم في هذا يدينهم بالسذاجة السياسية.. والآن انتقل الواجب إلى الثوار و الثورة القادمة أن يكون من أهم مطالبها تطهير القضاء وتحجيم دوره فيما يخص الصراع السياسي الدائر بين حكم العسكر وحكم الشعب .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وفاة قاضي بطلان عقد "مدينتي" في حادث سيارةhttp://www.almesryoon.com/news.aspx?id=36195
البراءة بسبب القرابة http://www.youtube.com/watch?v=iEO6ZdKxOkE
مؤتمر للقضاة المفصولين http://www.youtube.com/watch?v=KgMQA3NUibQ
حجم الفساد مرعب بالقضاء http://www.youtube.com/watch?v=7-eLkaumwFk

أعظم أنتصار مصري وعربي


أعظم أنتصار مصري وعربي

كتبهامصطفى الكومي ، في 27 يونيو 2012 الساعة: 18:50 م



لم أفرح لنجاحي ولم أفرح لزواجي ولم أفرح لولادة أبنائي ولم أفرح بسقوط المخلوع كما فرحت بهذا النصر.. لماذا؟؟ لأنه اليوم الذي انتظره منذ وعيت على الدنيا لأنه اليوم الذي كلل تعب وجهد عشرات السنين لآلاف الشباب والمصلحين من أجل إقصاء هذا الظلام ولنرى رئيس اخترناه واختاره الشعب ليكون رئيسا له , لأنه أعظم انتصار يحققه الشعب المصري بفضل الله على أمريكا وإسرائيل وروسيا ومخابراتهم وعملائهم في مصر وإنفاقهم عليهم , وعلى السعودية ودعاتها للمذهب الجامي والمدخلي الذين أيدوا شفيق ودعوا تابعيهم للتصويت له , وعلى المجلس العسكري ومخابراته وأمن الدولة وشائعاته وعلى رجال الأعمال الحرامية و فضائياتهم الكاذبة وإعلاميهم المرتزقة , لأن الشعب أنتصر على فلول النظام السابق المرتشين في الوزارات والمصالح الحكومية الذين وعدوا موظفيهم بالمكافأة إن هم انتخبوا النظام السابق , وعلى الأحزاب التي تخلت عن ليبراليتها وشيوعيتها وتبنت الحكم العسكري , لأن الشعب انتصر على قلعة الكذب "التلفزيون المصري"والصحف القومية وقادة التزييف والتضليل , لأن الشعب انتصر على كل العالمانيين كارهي ديانة هذا الشعب , لأن الشعب انتصر على تعبئة الكنيسة لشعبها لاستعادة النظام المستبد العالماني , لأن الشعب انتصر في أكبر معركة شائعات وكذب وتضليل واستغفال سمعنا عنها في التاريخ , لأن الشعب انتصر على صناعة العبيد والأسياد الذي انتهجها في سياساته الأمنية والإعلامية والثقافية والاقتصادية طوال ستين سنة من حكم العسكر .
ـ أنتصر الشعب على المجلس العسكري و الإعلان الدستوري المكبل والضبطية القضائية وحل مجلس الشعب الذي يؤكد أن المجلس العسكري متشبث بالحكم ورافض لحكم الشعب واختياراته وانه متبني للرأي السابق لأبوهم الكنز الاستراتيجي أن الشعب غير مؤهل للديمقراطية وأنه امتداد لإستراتيجية الكنز الاستراتيجي كضامن لأمن وحماية إسرائيل , و أنه هو الطرف الثالث الذي كان يقود الثورة المضادة وأنه هو اللهو الخفي , وأنه اتخذ هذه الإجراءات بعد فشل محاولات تشويه الثورة والانقلاب عليها بإسناده هذه المحاولات للمجهول .
ـ انتصر الشعب بالرغم من تأخير إعلان النتيجة الذي يؤكد الشكوك التي تداولت عن نية تزوير النتيجة , لولا إعلان الإخوان نتيجة الانتخابات وإشهاد حركة القضاة المستقلين وطباعة ونشر محاضر اللجان العامة على وسائل الإعلام , والتي تعد حرب استباقية دفاعية "ضربة معلم" واصطفاف الشعب في التحرير , أربكت محاولات التزوير التي يقودها المجلس العسكري باستخدام الذراع القانونية "اللجنة الرئاسية", و أكد نية التزوير أيضا الهجوم الشديد على إعلان الإخوان للنتيجة مسبقا .
ـ انتصر الشعب على غباء عجائز المجلس العسكري الذي كان سببا في توحد القوى السياسية المستقلة ضد حكم العسكر , وندعو الله أن يزيدهم منه ومن غرور القوة .
ـ انتصر الشعب بالرغم من دور المجلس العسكري الذي كان يوهم الجميع أنه يقوم بدور الوسيط بين الأحزاب السياسية وهو في الحقيقة كان يقود المعركة ضد الثورة والإخوان وأن بعض السياسيين و الأحزاب ظهروا كذراع سياسية للمجلس العسكري بعد أن تخلوا عن ليبراليتهم وشيوعيتهم لصالح عسكرة الدولة وكراهية في الإسلام ومن يحملون منهجه ونظامه , انفضحوا بعد أن تبين أنهم كانوا يمثلون علينا دور المعارض وهم في الحقيقة ديكور النظام الديمقراطي المزعوم .
ـ انتصر الشعب ولم ينخدع بتعظيم سلام اللواء الفنجري للشهداء الذي اثبت أن العسكر يجيدون التمثيل باحتراف .
ـ انتصر الشعب بالرغم من محاولات تعطيل الدستور لكتابته في غياب مجلس الشعب ورئيس منزوع الصلاحية و على مزاج عسكر الكنز الاستراتيجي .
ـ انتصر الشعب بالرغم من محاولات تشويه وتجميد دور مجلس الشعب وإلغاء فعاليته في الرقابة والتشريع .
فهل يتعلم المنهزمون؟؟؟؟

غُشم القوة



غُشم القوة

كتبهامصطفى الكومي ، في 27 يونيو 2012 الساعة: 19:03 م

           
   دائما القوة تغري بالسيطرة ,وهذا هو الذي جعل مجلس الكنز الاستراتيجي أبناء مبارك وأحباءه إلى اتخاذ هذه المواقف الانقلابية التكويشية على سلطات الرئيس المنتخب بإرادة شعب مصر ..
ـ بدأت بموافقته على تأجيل تسليم السلطة لأكثر من سنة ونصف تحت ضغط القوى السياسية العالمانية التي تحججت بأنها غير مستعدة لخوض الانتخابات بالرغم من تجاربها السابقة في خوض الانتخابات في عصر مبارك  ووالذي يصب فيم مصلحة العسكر وإستراتيجيته  لامتصاص صدمة الثورة ثم إعادة السيطرة ..
ـ ثم بجولات يحيي الجمل الذي حاول فيها أن يكون للعسكر ميزة حماية العالمانية كما هي للجيش التركي والجيش الجزائري والباكستاني وغيره من جيوش الأمة الإسلامية ..
ـ ثم ثناها بمحاولة وثيقة السلمي التي يكون فيها للمجلس العسكري إرادة تعلو إرادة الشعب , متمثلة في رئيسه المنتخب وبرلمانه , والتي أسقطها الشعب بمليونيته ..
ـ ثم موافقته على قانون مجلس الشعب بعد تلغيمه بمادة غير دستورية بعد إلحاح القوى العالمانية ـ التي اتضح دورها الآن كذراع سياسية للعسكر ـ بإضافة إمكانية دخول الحزبيين على ثلث المقاعد المخصصة للمستقلين وبعد أخذ تطمينات من أعضاء في المحكمة الدستورية شاركوا في صياغة القانون , الأمر الذي يؤكد النية على السيطرة بعد نسف كل اختيارات الشعب وإرادته في التحول الديمقراطي ..
ـ ثم ضغطه على  بعض الرموز العالمانية بالانسحاب من تأسيسية الدستور بغرض تعطيلها في ظل زخم ثوري ضاغط كمحاولة منه للحيلولة دون إنفاذ دستور ديمقراطي لا يكون فيه للجيش مكانة فوق إرادة الشعب واختياره  ..
ـ  وتأكد مرة ثانية في محاولة الضغط على بعض الرموز العالمانية والفلولية بالانسحاب من التأسيسية الثانية ..
ـ ثم نسف أهم إنجاز شعبي على مدى التاريخ بحل مجلس الشعب الذي يعتبر أول نصر على فلول الاستبداد والفساد..
ـ ثم عقابا للشعب ولمجلسه الذي لم يوافق على مد قانون الطوارئ الذي يُمَكن العسكر من السيطرة على بعض الثوار المستقلين , فرض على الشعب قرار الضبطية القضائية الذي يعيدنا لعهد السجن الحربي أداة عبد الناصر للسيطرة على المعارضين..
ـ ثم في ليلة الانتخابات بعد ظهور مؤشرات نجاح محمد مرسي , يخرج علينا المجلس العسكري بقرار انقلابي على إرادة الشعب متمثلة في رئيس جمهوريته , ليسلب منه أهم سلطاته سماه إعلانا دستوري مكمل , وينصب نفسه رئيسا على رئيس منتخب بإرادة شعبية حرة , بالرغم أن المجلس العسكري مُعين من قبل أكبر مستبد  فاسد خلعه الشعب وكنز استراتيجي لعدونا إسرائيل الذي لن يعين أحد في المجلس العسكري إلا ليكون مساعدا له وراضيا عن مهمته الإستراتيجية التي هي ضمان أمن إسرائيل , وتحجج المجلس العسكري بالمصالح العليا لمصرفي بيان سبب إعلانه العسكوري المكبل .
   والسؤال الذي أطرحه ..
ـ أين كان المجلس العسكري و مصلحة مصر العليا التي تعرضت في عصر مبارك للتجريف والتحريف حين يقتل جنودنا على الحدود بأيد إسرائيل , ثم يقابل مبارك رئيس وزراء العدو بكل هذا الود والحب , ثم ألم يقتل سليمان خاطر في السجن الحربي للمجلس العسكري ؟؟؟
ـ أين كانت مصلحة مصر العليا حين كبلت مصر بقيود اتفاقات التعاون المشترك مع أمريكا وإسرائيل والتي تحول دون انطلاقها في التصنيع الحربي و تحوله لصناعة البوتجاز والتلفزيون في الوقت الذي تحولت فيه إسرائيل وإيران إلى أكبر مُصنع ومُصدر للأسلحة في الشرق الوسط لتحقق اكتفاء ذاتيا وحصنا منيعا لدفاعات أوطانهم ؟؟
ـ أين كانت مصلحة مصر العليا حينما تحولت الأيد المقاتلة إلى أيد عاملة وتاجرة , تزرع الزيتون وتربي العجول والدجاج لتتاجر فيه ويتحول أبطال الحرب إلى رجال أعمال لينصرف اهتمامهم بالبزنس على حساب الدفاع عن أمن الوطن , في الوقت التي تخاذلت أيديهم ـ وهي وظيفتهم التي لا يجيدها غيرهم ـ عن تطهير أكثر من مليون فدان بالساحل الشمالي من الألغام المدمرة لأيدي عاملة ومنتجه هم سكان هذا الوطن في الساحل الشمالي ؟؟؟
ـ أين كانت مصلحة مصر العليا حين يقبل رجال المجلس العسكري أن يحارب بالأجرة في الكويت ليكون بترولها خالصا لأمريكا , في الوقت الذي لم تظهر الشهامة ولا الرجولة ولا المصلحة العليا للوطن للدفاع عن غزة وهي تحترق ولبنان وهي تضرب أو العراق وهي تحتل , ورضي أن يكون حارسا لحصار شعب غزة ومنع عنه المئونة أو حتى حق الدفاع عن نفسه بمنع وصول الأسلحة إليه ؟؟
ـ أين كانت مصلحة الوطن العليا حين تسيطر إسرائيل على عمقنا الاستراتيجي في منابع النيل لتهدد حياتنا واقتصادنا وتسمح بتقسيم السودان لتنضم قوة صليبية أخرى إلى معسكر أثيوبيا ؟؟
ـ أين كانت مصلحة مصر العليا حين يقبل النظام المصري أن يقوم بدور المعذب المجرم للمتهمين بالإرهاب من قبل أمريكا لاستخلاص الاعترافات منهم ؟؟
ـ أين كانت المصلحة العليا للوطن حين قبل بتخريب منظمات المجتمع المدني الأجنبية وتمويلهم لعملاء مصريين , ثم بعد أن تفوح الرائحة النتنة يتولوا تهريبهم بلا محاكمة .
ـ أين كانت مصلحة مصر العليا حين كان المجلس العسكري قائما على أمر البلاد بعد يوم التنحي بينما أموال مصر التي استولى عليها الحرامية  تهرب للخارج بكل سلاسة ولم يسترد منها مليما واحدا ليستمتع بها من هرب  ومن سيهرب ومن سيخرج من السجن .
كل هذا وغيره يؤكد أن المجلس العسكري حريصا على مصالحه الخاصة كثمن لمشاركته بإخلاص في إستراتيجية الكنز الاستراتيجي "مبارك" التي هي ضمان أمن إسرائيل بسيطرة العسكر, ورضوا بأن يشتري مبارك ولاءهم ورضاهم عن سياسة الكنز الاستراتيجي مقابل وظائف مدنية كمحافظ ورئاسة مصالح حكومية حجزت للعسكريين وأراضي زراعية وقريبة للمدن الجديدة كمكافأة ولاء وليتحول العسكر إلى تجار أراضي و رجال أعمال , وتراخيص محاجر الرخام للعسكريين وتوظيف أبناءهم في الخارجية والقضاء والبنوك والبترول لتكون كل مفاصل الدولة معسكر تابع لسياسة الكنز الإستراتيجي المخلوع .
وسمح العسكر أن يتعلم أبناءنا في الجيش والشرطة فلسفته في الحكم  "نحن أسياد البلد" و"الشعب المصري مايمشيش إلا بالكرباج" .
لكن غشم القوة لن بصمد أمام وعي الشعوب .