الخميس، 13 يونيو 2013

إسرائيل والنيل



   لقد استطاعت إسرائيل أن تطوق مجرى النيل بدول تعادينا وموالية لإسرائيل , تضمن لها تصويتا لصالحها في المجالس الدولية والتسبب في المشاكل لمصر في حالة التفكير في تحرير فلسطين , في حين كانت النظم العالمانية التي تحكم مصر مشغولة بتثبيت العالمانية ـ الجسم الخبيث في الجسد المصري ـ ومحاربة الإسلام وقيمه وأهله , وبالرغم من التحالف الإسرائيلي الأثيوبي حيث استخدمت إسرائيل قواعد عسكرية جوية و بحرية أثيوبية لضرب مصر في حرب 67 إلا أن عبد الناصر لم يحرك ساكنا تجاه هذه العدواة من الجانب الاثيوبي في الوقت الذي يفخر به عملاء الشيوعية الناصرية بأن ناصر محرر الأمم الأفريقية ويروجون أكاذيب عن أن عبد الناصر استغل علاقته بهيلاسلاسي لمصلحة مصر والحقيقة أنه كان مع كل من كان ضد الإسلام و المسلمين .

   إستراتيجية إسرائيل وحليفتها أمريكا هي نقل الحرب من الحدود المصرية إلى حدود أخرى مع دول مجاورة لننصرف عن عداوتها وأن نشترك في حروب داخلية وخارج حدودنا وتحويل مصر إلى دولة فاشلة ولعل عبد الناصر كان ينفذ خطتها حينما ذهب يحارب في اليمن و الكونغو لنصرة النظم الشيوعية بهذه الدول إستجابة لأوامر روسيا الشيوعية حينئذ , وترك الساحة خالية لتلعب إسرائيل منفردة في ارضنا وأرض من كان يجب ان يكونوا حلفائنا , بالطبع هذا سيعطي إسرائيل عمرا أطول .
   العمل مع دول النيل يتطلب فضح إسرائيل و ممارساتها ودورها في إشعال الحروب والإستفادة من وراء ذلك وطمعها في ثروات الدول الأفريقية , فضلا عن تاريخها مع المسلمين و العالم ومع المسيحية وهذا يتطلب إنتاج افلام و ثائقية و روائية وابحاث تاريخية عن إسرائيل ودورها في محاولة قتل المسيح و الأنبياء عموما , وطمعها في الثروات المعدنية الأفريقية يكفي أنها حققت أكبر أستفادة من علاقاتها مع أفريقيا حيث استغلت مناجم الماس لمصلحتها حتى تكاد تكون محتكرة لهذه التجارة في أفريقيا .
    بالتأكيد إسرائيل وأمريكا تعمل على تكريس سياسة الهيمنة "العولمة" في أفريقيا لذلك يجب ان يتركز عملنا مع دول النيل على عكس سياسة كل من إسرائيل و امريكا وهو دعم سياسة الاستقلال السياسي والإقتصادي و الثقافي و التعاون بين دول النيل بما يجمعمهم من مصالح مشتركة , وهذا يتطلب تدعيم العمل بالديمقراطية ورفض تدخلات الهيمنه الصهيوأمريكية واستغلال مواردها وثرواتها المعدنية لصالح دولها , ويلاحظ أن إسرائيل تقدم خدمات وخبرات زراعية على الاخص لتكريس الاقتصاد الزراعي في افريقيا لصرفها عن تصنيع ثرواتها المعدنية لتكون هذه الثروات وقودا لمصانع الغرب .
   إذا أردنا أن نأخذ مكان إسرائيل في أفريقيا لابد من تقديم خدمات للدول الافريقية تفوق تلك التي تعطيها إسرائيل للدول الأفريقية ومنها تصدير السلاح ـ وهذا يتطلب تفوقا في هذا الجانب على إسرائيل ـ والخبرات الفنية في كافة المجالات وزيادة البعثات التعليمية إلى مصر .
   إسرائيل بالتنسيق مع أثيوبيا أقامت نظاما شيوعيا يحكم أرتيريا وساعدت أسياس أفورقي ليكون حاكما أبديا لأرتيريا المسلمة العربية والتي لم تنضم لا إلى الجامعة العربية ولا منظمة التعاون الإسلامي وفعلت نفس استراتيجية عبد الناصر في مناصرة التنظيمات التحررية الشيوعية على حساب الإسلامية منها و الوطنية لمحاولة طمس معالم الثقافة الإسلامية لهذه الشعوب التي قد تدفعها لمعادة إسرائيل لصالح الحق الفلسطيني في أرضه , ولا ننسى دور إسرائيل في تمزيق السودان وفصل جنوبها عن شمالها وإثارة الحرب لتعطيل مشروع قناة جونقلي التي كانت سترفع نصيب مصر من الماء إلى ثلث إيردات النهر ومازالت إسرائيل تحرك الأمور في جنوب السودان للتسبب بمزيد من الضرر لمصر و السودان .

   ولا يمكننا فصل ما تفعله إسرائيل في أعالي النيل عما تفعله في داخل مصر من إثارة ضد االحكومة المنتخبة الحالية وهي أول حكومة إسلامية فبالرغم من أن نظام مبارك الكنز الاستراتيجي لإسرائيل كان سببا في العديد من المشكلات التي جعلت الفساد و المرض و الفقر و الجهل مستوطن دائم في الشخصية المصرية وبعد نجاح الثورة و نجاح الإخوان في أول انتخابات برلمانية فإذا بالتيارات العالمانية تستذئب فجأة على أول حكومة منتخبة وهي لم تبدأ العمل بعد , في الوقت الذي كانت كل التيارات العالمانية ترعي في حظيرة مبارك كالقطط السمان المدللة إلا قليلا ممن كان مطرودا من الحظيرة .
   يجب استخدام كل أرواق الضغط على إسرائيل بما في ذلك حماس والمعابر والأنفاق والجماعات الجهادية في سيناء وتوجيهها ضد إسرائيل بل يجب مساعدة سوريا لينتصر ثوارها و يجب أن يملء غياب نظام الأسد إسلاميين نكاية في إسرائيل وملء الجنوب اللبناني ببديل عن الحزب الشيعي بحزب إسلامي سني .

   من الواضح ان إسرائيل وحليفتها أمريكا لن تتركنا نحصل على ماء النيل بسهولة وسوف تظل تعمل على تعطيشنا وهذا يجعلنا نطرح سؤالا هل الحصول على مياه النيل يمر عبر إزالة إسرائيل أولا أم عبر تفتيت أثيوبيا  ؟ وهذا ما سنجاوب عليه لاحقا .