الخميس، 15 نوفمبر 2012

عمالة العالمانيين



   استلم العالمانيون حكم مصر من الاحتلال الانجليزي واستمروا في حكمها ونهبها وقهر أهلها حتى ظنوا أن مصر عزبتهم , وأن الشعب المصري المسلم لن يجرأ أن ينتزعها منهم , لكن لما قامت الثورة ولأول مرة يختار الشعب من يحكمه , فاختار من يمثل دينه وثقافته , ولفظ الغرباء المعتنقون لثقافة الشرق الشيوعي والغرب الليبرالي , تمرد العالمانيون على إرادة الشعب وظنوا أن التظاهرات الفئوية تسقط حكومة أو رئيس منتخب , لذلك لم اختار هذا العنوان تجنيا ولكن من يتابع تاريخ العالمانيين ويعرف توجهاتهم سيعرف مدى عمالتهم , وأنا اقصد بالعالمانيين كل من يعادي الإسلام كمنهج شامل للحياة .
   ظهور العالمانية كان مواكبا للاحتلال الغربي للمنطقة العربية الأمر الذي يؤكد أن النبع الذي يستقون منه الأفكار العالمانية كان غريبا وعدوا , وأن هناك صلة معقودة بين العالمانيين والاحتلال سابقا وبين أعداء الأمة حاليا , ويؤكد هذه العلاقة أن الاحتلال وأعوانه هو الذي مكن له بداية احتلال مواقعه في السياسة والاقتصاد والثقافة والإعلام والتعليم واستخدمهم الاحتلال ووكلائهم الطغاة من بعده في تبرير المظالم وتعظيم دورهم المزعوم في التقدم والحريات .
  إن العالمانيين الآن مع فلول النظام البائد وبتمويل رجال الأعمال الفاسدين والأقباط ومن ورائهم الكنيسة التي كانت تؤيد النظام السابق حتى بعد انهياره اصطفوا جميعا لمحاربة المشروع الإسلامي ولو كانت حربهم هذه بمثل هذا الاصطفاف والقوة ضد نظام مبارك لسقط من عشرين سنة على الأقل , ولكنهم لم يفعلوا ولو استمر هذا النظام ما كانوا ليفعلوا لسبب واضح أن نظام مبارك كان عالماني وهم عالمانيين , كان يخدم إسرائيل وكذلك فريق منهم , كان الغرب يحتضن مبارك من قفاه راضيا غير مكره  وكذلك العالمانيين , يؤكد هذا أن كل العالمانيين بفريقيه الليبرالي والشيوعي الآن خدامين في صحف وفضائيات رجال أعمال مبارك النهيبة , وكل هذا يثبت أن الفريق العالماني الذي كان يرسم نفسه معارضا لنظام مبارك كان في الحقيقة مجرد ديكور للديمقراطية المزعومة في الفترة المخلوعة .
   هذا النفاق والتملق الذي رضعوه وأدمنوه  مع مبارك لو مارسوه مع الإسلاميين لأكلوا من فوقهم ومن تحت أيديهم ولكن أبوا إلا الحرب إتباعا لشياطينهم  ما يؤكد عمالتهم .
   ولو كان حبهم لمصر ككرههم للإسلام لكانت مصر الآن قوة عظمى , لكنهم ينفذون مخطط الإضعاف والإفقار ولهذا أتهمهم بالعمالة .
   لقد كان الأقباط أقرب لهم من الإسلاميين فلم يُحرم الأقباط من الوظائف في الجيش و الشرطة و الخارجية و القضاء و النيابة و الإعلام و الثقافة بينما حرم الإسلاميون من كل هذا لهذا أقول عن يقين أنتم وكلاء أعداءنا , دافعوا عن حقوق الأقباط والبهائيين والشواذ وعبدة الشيطان وحقوق الملحدين  ولم يدافعوا عن حقوق الإسلاميين في حرية التعبد لله بإغلاق المساجد أو حتى الدفاع عن دينهم .
 وهذا الهدم والإحباط الذي يمارسه إعلام العالمانيين الفلول يريد أن يجعلنا نيأس ونشعر أن الثورة لم تفعل لنا شيئا جديدا هو يصب في مصلحة الحرامية الذين نهبونا وفي مصلحة أعداءنا بالخارج التي لا تريد لمصر نهضة و لا قومة .
   العالمانيين كانوا دائما مستعدون لتمرير مخططات الغرب والدعاية ومباركة خطواتها , على سبيل المثال أراد الغرب أن يفصل جنوب مصر النوبي عن شمال مصر فنجد دار النشر ميريت تنشر المخطط  ورجل الأعمال ساويرس يمول بإهداء الكاتب حجاج أدول مروج الانفصال جائزة كبيرة(1)
   أرادت إسرائيل ألا يقام مشروع نوويي في مصر فتجد جريدة الشروق تنشر لمحمد المخزنجي مقالا يدعو لهدف إسرائيل في بقاء مصر خارج معسكر التكنولوجيا النووية (2)
  قامت هوليود وصهاينتها بتشويه كل عربي وإسلامي بأفلامها فاتبعها عادل إمام و وحيد حامد و غيرهم وقاموا بتشويه كل عربي و مسلم أليس هذا يعمل لحساب هؤلاء بعضهم أولياء بعض .
رغبة إسرائيل في التخلص من غزة يتبناها حزب التجمع يحرض الشعب المصري(3) ضد حماس بل ويطالب الحكومة المصرية بغزو غزة (4)بعد أن انتصرت على انقلاب حركة فتح كما ذكر ذلك الكاتب حسين كروم.
    أراد الغرب أن يفتت لحمة الوحدة الإسلامية والعربية فعمل إعلامهم على شيطنة العرب فتجد صحافة العالمانيين  يوميا تفيض بغضا في السعودية و قطر والجزائر وتجد الكاتب جمال الغيطاني يكتب رواية "الزيني بركات" ليبث الكراهية بين مصر وتركيا وتنتجها القناة الرابعة الفرنسية كمسلسل تلفزيوني وتفيض كتاباتهم بشيطنة العرب (5)
  أراد الغرب أن نظل تحت قهر حكم عالماني عسكري مستبد فنجد الكاتب د مصطفى كامل السيد يطالب المجلس العسكري بوضع حد للرغبة الشعبية في أن تكون الشريعة الإسلامية مصدرا رئيسيا للتشريع بجريدة الشروق وغيره كثير يطالب المجلس العسكري بأن يكون له دور في حماية العالمانية و لا ننسى محاولات يحي الجمل و ووثيقة علي السلمي قطب حزب الوفد الليبرالي .
  أراد الغرب أن نظل في معسكر التخلف الاقتصادي والضعف العسكري والجهل العلمي فخير من مارس هذا وكرسه وكلائهم من العسكر وخير من روج لهم وساندهم ومدح حكمهم وبرر مظالمهم هم العالمانيين , فلم تنهض أي دولة عربية ولم تخرج من هذه الدائرة في ظل حكم العالمانيين .
كان المحتل يعمل جاهدا على إقصاء الإسلام والإسلاميين من مواقع الصدارة في كل شيء , وقد فعل ولكن بعض الأعمال لم ينجزها قبل أن ينصرف فجاء وكيله عبد الناصر فنزع الأزهر من استقلاله وضمه إلى البيض الفاسد الذي يرقد تحت جناحه , وألغى المحاكم الشرعية وسجن واعتقل الإسلاميين بعد أن أقصاهم من كافة المراكز المؤثرة في المجتمع وأفسح للشيوعيين كافة مجالات الإعلام وفنون التأثير ومازالوا وارثيها حتى الآن وأقصى كل من كان له توجها إسلاميا ومنهم على سبيل المثال الكاتب المعروف علي أحمد باكثير (6)أقاله من رئاسة المسرح لأنه ألف رواية يفضح فيها اليهود *, ثم أعطى سيناء هدية لإسرائيل والقدس وفلسطين فوق البيعة بعد أن تخلى عن دور مصر الحضاري القيادي .
بالطبع العالمانيين لم يعملوا "ببلاش" ولكن كان الثمن في انتظار كل من أبدى كرهها أو تهميشا للدين في حياته وفي المجتمع من وظائف في الثقافة و الإعلام والتعليم والقضاء والخارجية والجيش والشرطة وفي المؤسسات السياسية والاقتصادية , في الوقت الذي أقصي كل من بدا عليه علامات التدين الحق .
لقد كان حشدهم يوم الجمعة  12/10/2012 سببا رئيسيا في تراجع النائب العام وتمرده على قرار رئيس الجمهورية وتمسكه بمنصبه الذي يحمي من خلاله قوى الفساد التي وقفت ضد الثورة وضد إرادة وحق الشعب في اختيار من يحكمه وينيب عنه .
  لماذا لا نرى انتخابات حزبية كالتي رأيناها في انتخابات حزب الحرية و العدالة أو حزب النور ؟ لسبب بسيط أن زعماء الأحزاب يتعاملون مع الحزب كعزبة , والعزبة لا تعمل انتخابات فهي ملك من يمولها وبالطبع الأعضاء لا يمولون ولكن يأكلون فقط ويصفقون فليس لهم حق الانتخاب , أذكر أن بعض الأحزاب الورقية أيام النظام البائد كان يعمل وليمة فتة باللحمة فإذا جاء الفقراء وجدوا العزومة عبارة عن مؤتمر يزأر فيه زعيم الحزب لمطالب الغلابة فإذا سألوا على الفتة كان الرد بعد الاستماع إلى خطبة الزعيم وتصوير الجموع التي أتت على لحم بطنها للاستماع إلى خطبة الزعيم .
لقد  رصدت وثائق ويكيليكس طابورا خامسا يرتاد باب السفارة الأمريكية يطلب الأجرة و ويتلقى التعليمات (7) ولا نجد من يحقق و يبحث ورائهم من زوار الفجر الذين كان الإسلام وحده هدفهم وشغلتهم .



ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)   حجاج أدول يحصل على حائزة من ساويرس http://www.masress.com/shorouk/539903

(2)   محمد المخزنجي يكتب عن البرنامج النووي المصري بأنه ضرب من الجنون http://www.shorouknews.com/Columns/Column.aspx?id=410722

(4)   حزب التجمع يحرض الحكومة المصرية على غزو غزة و التخلص من حماس http://today.almasryalyoum.com/printerfriendly.aspx?ArticleID=73246
(5)عبد المنعم سعيد رئيس تحرير الأهرام السابق يندد باختراق مزعوم لحماس لحدود مصر ويتغاضى عن اختراقات إسرائيلية وقتل الجنود المصريين على الحدود http://www.ahram.org.eg/The-Writers/News/1927.aspx
(6)علي أحمد باكثير
(7) قائمة بالصحفيين والسياسيين ونشطاء حقوق الإنسان الذين تلقوا تمويلا من السفارة الأمريكية والتي نشرها موقع ويكيلكس