الاثنين، 18 فبراير 2013

نار مبارك ولا جنة الإسلاميين


كتبهامصطفى الكومي ، في 12 يونيو 2011 الساعة: 22:59 م


 
     هذا ما ينطق به لسان حال أغلب العلمانيين , فمنذ سقوط نظام مبارك وتحول المتحولون والمتلونون إلى جعورة كذب وغل تتجه نحو كل من يعمل من أجل جعل الإسلام منهج حياة , الهجوم على الإسلاميين لم يتكرر مثله في الهجوم على أميركا حين احتلت العراق أو إسرائيل حين غزت غزة , و حين اختار المجلس العسكري اثنين من الإسلاميين ضمن أعضاء لجنة تعديل الدستور قامت القيامة ضدهم وكأن إقصاء الإسلاميين من أي منصب هو الأصل وكأنهم خارجون عن القانون أو خونة أو لا يحملون الجنسية المصرية , بينما عندما تم تشكيل الحكومة المؤقتة التي يقودها شرف وضمت أحد الوزراء الوفديين وآخر من الماركسيين وخلت من أي واحد إسلامي ولم يعترض الإخوان , ولم يدلوا بتصريح يدل حتى على إمتعاضهم من هذا الإقصاء العمدي, ولو عبر الإخوان عن هذا الإقصاء لأرسل العلمانيون إليهم بقنبلة نووية مكتوب عليها " الإخوان طامعون في الحكم", وعندما شكل حزب الوفد حكومة ظل لم يقل احد أنهم طمعانين في الحكم بينما إعلان الإخوان عن ترشيح 50% من عدد مقاعد مجلس الشعب فسر أنه طمع في الحكم .
   انقلب العلمانيون على الديمقراطية , ولسان حالهم يقول "إذا كانت الديمقراطية ستأتي بالإسلام فملعون أبو الديمقراطية"وأهلا بالحكم العسكري كما طلب ذلك رئيس حزب الوفد وآخرين من العلمانيين ,وقالوا ليس رأي الأغلبية صوابا دائما في محاولة للالتفاف على التصويت على التعديلات الدستورية , وإذا كان هذا هو أول موقف للنخبة العلمانية مع رأي الأغلبية فماذا سيكون موقفهم بعد ذلك .
وبالرغم من تصريحات الإخوان بعدم تقديم مرشح لرئاسة الجمهورية وأنهم لن يسعوا للأغلبية في مجلس الشعب القادم وتقدموا بمبادرتين بعد الثورة ـ مبادرة من أجل قائمة وطنية موحدة ومبادرة تعالوا إلى كلمة سواء ـ بالرغم من ذلك يأبى العلمانيين أن يشاركوا الإخوان في أي عمل لمصلحة مصر ويأبوا إلا سياسة الإقصاء والإنفراد بحكم مصر والتجريح والتشهير الإعلامي لكل من هو إسلامي .
   المأزق الذي وقع فيه أغلب العلمانيين أنهم قدموا سياسة الإقصاء التي أملتها عليهم القوى الخارجية على مصلحة الوطن في أن يتشارك الجميع في الحوار واستخراج خطة عمل وطنية للمرحلة القادمة , وقدموا الخطة الخارجية على الخطة الوطنية ,وعندما تفشل سوف تنكشف عوراتهم كما انكشفت عورات الحزب الوطني , وفي هذه الحالة ستصيبهم نيران صديقة عمدا آتية من جهة الشعب المصري,ورائحة التمويل الخارجي المفضوحة التي زكمت الأنوف سوف تكون نارا تكوى بها جلودهم وعلامة خيانة عندما يتم ملاحقتهم قضائيا وشعبيا .
    ليست المشكلة في الإخوان بالتحديد ولكن فيما يحمله الإخوان من رؤية إصلاحية إسلامية , ولو كان  هناك قوة إسلامية أخرى تقارب الإخوان في شعبيتها ما كنا نحتاج إلى دليل لنقول أن المعركة ضد الإسلام.
 
موضوعات ذات صلة على صفحة .. العالمانية

ليست هناك تعليقات: