الأربعاء، 6 فبراير 2013

الإعلام والتغيير المطلوب


الإعلام والتغيير المطلوب

كتبهامصطفى الكومي ، في 27 أغسطس 2012 الساعة: 23:29 م

         





 لقد كان كرما كبيرا قرار د/ مرسي بمنع الحبس الاحتياطي في جرائم النشر , والمثل يقول إن أكرمت الكريم ملكته وإن أكرمت اللئيم تمردا وطمع ولم يشكر وهذا ما حدث مع كثير من الصحفيين والإعلاميين عندما صدر قرار رئيسنا مرسي فطمعوا في إلغاء الحبس نهائيا ثم أخذهم الجشع وطالبوا بإلغاء مظلة القانون من فوقهم , وهذه المهنة التي  تم تجريفها من زمن الاحتلال الإنجليزي لمصر حتى الآن من كل أصحاب الأقلام الحرة الشريفة ومن ذوي الاتجاهات الإسلامية , وتم تقديم وتمكين أصحاب القلم الملق واللسان المنافق وذوي الاتجاهات العالمانية والإلحادية , حتى صرنا لا نثق في صاحب قلم إلا بعد تجربته طويلا , و لقد ضقنا ذرعا بالصحفيين والإعلاميين وصرنا نراهم متهمين بالعمالة و أنهم مجرد مرتزقة يبيعون أقلامهم وألسنتهم لمن يدفع أكثر إلى أن يثبت العكس , ورسالتهم أصبح مشكوك فيها ـ إلا قلة منهم  ـ بعد ما رأيناه لمدة 60 سنة من تحليل وتبرير الاستبداد والتوريث والنهب والسرقة والتبعية بل والاستعمار .


   والسعي الجاري حاليا لمنع حبس الإعلاميين نهائيا , كان يجب قبل التفكير في ذلك  وأولى منه ميثاق شرف وقواعد أخلاقية وتفعيلها  بدلا من تعطيلها الواضح حاليا , فلا الصحفيين ولا الإعلاميين على رأسهم ريشة لينالوا معاملة مميزة عن بقية المواطنين أمام القانون , وأصلا هذا ضد مبادئ العدل والمساواة .. أكرم لكم بدلا من البحث عن مخرج للعقاب الذي يجب أن يناله كل من أجرم بقلمه أو لسانه , أن تبحثوا كيف تحققوا استقلالية الكاتب و الإعلامي ليتحرر من الخضوع والتبعية لأي حكومة أو رجل أعمال أو أي قوة تؤثر على استقلاله. 




   كما أن السعي لإلغاء رقابة القضاء والنيابة العامة على الإعلاميين لتكون في يد النقابة فقط التي سوف تتحيز لهم حتما بغرض الفوز بأصواتهم , سوف تعطيهم مزيد من الانطلاق من عقال الأخلاق والشرف إلى مزيد من بيع القلم واللسان لمن يدفع أكثر ولمن يملك عملهم أو بطالتهم سواء كان داخليا أو خارجيا , لأن هذا المجال أصبح مطمع مُلح لكل أصحاب النفوذ ولكل القوى الخارجية المعادية , والصحفي والإعلامي قلما يستطيع أن يقاوم إغراء المال والشهرة والنفوذ , فلا يقدر على هذا إلا قليلا منهم والشرفاء فعلا قلة تأثيرها ضعيف على الرأي العام ولولا عوامل أخرى لكان حسني مبارك الآن يجهز الكرسي الآن لأبنه , وخروج الإعلاميين من عقال القانون العام معناه تنصيب فرقة طواغيت ومراكز قوى وأصحاب نفوذ جدد , وما أدراك ما سوف يجره هذا على الصحفي والإعلامي من فساد سوف يُفرم على أثره كل  من يقع في أيديهم وهم في الأصل أداه لمن يمنحهم المال والشهرة والنفوذ , لذلك لا يجب أن نعول على النقابة أن تصلح حال الإعلام بل على المجتمع وقياداته المنتخبة . 



   نحن نريد إعلام يحكمه قواعد الإسلام وأخلاقياته وليس الليبرالية الغربية التي أنتجت الرأسمالية المتوحشة والعنصرية البغيضة و قتل الشعوب والاستيلاء على ثرواتهم , فالليبرالية الغربية لا تحكمها قيم  ثابتة ولا يحكمها إلا العقل البشري الذي يصيب ويخطئ وتتحكم فيه أهواء بشرية ومصالح أصحاب النفوذ , والعقل مهما علا فهو يحتاج إلى وحي السماء ليصحح له إدراكه للأشياء التي قد يراها حسنة وهي قبيحة أو يُغيبها من منظومة القيم بينما هو يحتاجها لتصحيح مسيرته وتجنب العثرات , فالغيبة والنميمة مثلا ليست بحرام "قبيحة"في الليبرالية الغربية  ولا هي من قواعدها الأخلاقية وأضرارها على المجتمع لا تعد ولا تحصى يكفي أن نقول أنها تشعل الحرائق المجتمعية وتقلب التقي شيطان والشيطان إماما للمتقين.




    لسنا ملزمين بإتباع الغرب شبرا بشبر وخطوة بخطوة , بل يجب أن يمر على مصفاة ومقياس نأخذ منه الصالح النافع ونترك منه الطالح الضار , والحرية  المطلقة في الغرب أنتجت سيطرة أصحاب رؤوس المال على وسائل الإعلام وبالتالي على توجيه الرأي العام وانتشر الفساد بين رجال الأعمال لكنه خفي لأنه تحت سيطرتهم , وهم الذين يحددون من يحكم و الشعب يستجيب لتوجهاتهم فهم يصنعون طريقة تفكيره ويوجهونه لمصلحتهم , فأصبحت ديمقراطية الصفوة وهم قلة , واختفى تأثير دعاة الإصلاح والتغيير إلا قليلا وبلا تأثير يذكر . 

موضوعات ذات صلة على صفجة  .. الإعلام

ليست هناك تعليقات: