الاثنين، 11 فبراير 2013

محو العار


محو العار

كتبهامصطفى الكومي ، في 25 أغسطس 2012 الساعة: 19:18 م

       
    إنه لأمر عحيب أن يعيش شعب في معرات لعشرات السنين ثم في شهور قلائل يتحرك ليمحو عارات السنين , فإن هذا أمر يحتاج إلى وقفة إجلال وتعظيم لهذا الجيل الذي يحقق المعجزة , هذه العارات هي عار الاحتلال الإنجليزي وعار الحكم العسكري الاستبدادي وعار هزيمة 67 .
    فأما عار الاحتلال الإنجليزي فقد ذهب عنا وترك لدينا عار القابلية للاستعمار , ذهب عنا ولم يستقل قرارنا عن روسيا الشيوعية ثم أمريكا الرأسمالية بل جارتنا الصهيونية , ذهب عنا وتركنا لطغمة حاكمة طامعة تابعة لمناهج  غريبة علينا مصادمة لديننا وثقافتنا وحضارتنا فمرة يحكمونا بالشيوعية ومرة بالرأسمالية , تركونا وقد اعتلى أتباعهم وتلاميذهم  منابر الفنون والإعلام والثقافة والتعليم , فزادوا وأضافوا فوق تغريب المحتل إقصاءهم لكل ما هو أصيل وفطري في حضارتنا وثقافتنا وديننا وأخلاقنا وألبسونا ثوب الحقارة الغربية من عبودية للمال والجاه والجنس ولكل ما هو نجس دنيء .
   وأما عار الحكم العسكري الاستبدادي المغتصب لحق الشعب في اختيار حكامه ونوابه والذي تحول الشعب على أثره إلى مجرد عبيد إحسانات الزعيم , وصارت الرعية كالراعي إذا ركع للأجنبي يركع الشعب له وإذا مد الراعي يده متسولا من الأجنبي مد الشعب يده للنهب والنصب والرشوة , وصار الحكم دولة بينهم , ينعمون بخيراته هم ومن تبعهم وخدمهم وقبل الأرض تحت أقدامهم .
   ثم عار هزيمة 67 واحتلال سيناء التي عجز القائد العسكري عن تحريرها كاملة وأبى أن يواصل الجهاد والعمل والجهد والعرق لتحريرها كاملة وآثر السلامة ونعيم الحكم وذل التبعية والخضوع لرغبات أمريكا وإسرائيل في تحييد مصر ومنعها عن مساعدة أشقائها العرب والفلسطينيين في تحرير بلادهم , في الوقت الذي كان العسكر يرسل جنوده بأمر روسيا للكونغو و لليمن لمساعدة شيوعييهم , وللكويت بأمر أمريكا ليتمتع شعب أمريكا ببترول العرب وعلى حساب دماء جنودنا , ووقع مع العدو عقد رهن سيناء في يد العدو الذي قضى على  مظاهر السيادة المصرية ومن أدوات الحرب الحديثة من دبابات وصواريخ وطائرات , و منع تغذيتها بالبشر كأيد عاملة تحتاجها التنمية الاقتصادية .
  الآن نحن في طريق محو هذه العارات , في طريق بناء الدولة المستقلة القوية سياسيا وعسكريا واقتصاديا وثقافيا , التي يحترمها الجميع ويعمل لها ألف حساب , والشعوب إنما تحقق ذلك بقادتها الذين اختارتهم ليقوموا بتحقيق آمالها وإرادتها وإن هذه الإنجازات والأمجاد لتضاف إلى الشعوب وقادتها لأنهم هم الذين يختارونهم , وما كان هذا ليحدث إلا في الدول التي نالت حقها في اختيار من يحكمها وينوب عنها .
ماذا فعل رئيسنا ليمحو هذه العارات؟
   أمر رئيسنا مرسي بدخول قواتنا المسلحة بدباباتها وطائراتها بل وصواريخ الدفاع الجوي إلى عمق سيناء كلها لأول مرة منذ عار 67 الذي أنجزه جمال عبد الناصر زعيم الناصريين وكثير من الشيوعيين والاشتراكيين واليساريين , حدث هذا بالرغم من غضب نتياهو ورفضه لهذا التمكين من فرض سيادتنا بالقوة , وهذا القرار الرئاسي لو كان عندنا إعلاما وطنيا مستقلا حقا , لكان يجب أن يكون يوم احتفال وأفراح وذكرى نسترجعها كل عام احتفالا وتذكيرا بانجازات ثورة شعب مصر .
  أقال رئيسنا فريق الكنز الاستراتيجي لإسرائيل وأمريكا وأنهى حكم العسكر الفاشل في تحقيق سيادة كاملة على ثلث مساحة مصر , الفاشل في تحقيق أمال الشعب المصري في التنمية والتقدم والاستقلال والإصلاح, وذهب رمز عبودية الشعب ومصدر التبعية للأجنبي وحامي منظومة الفساد وأذيال الاستعمار الثقافي لمصر .
   قرر رئيسنا المشاركة في مؤتمر دول عدم الانحياز بالرغم من رفض أمريكا لهذه المشاركة والذي عبرت عنه متحدثة الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند: إن واشنطن ضد التمثيل الدبلوماسى رفيع المستوى لمصر في قمة عدم الانحياز.
تجاهل رئيسنا رغبة أمريكا وأعلن عمليا استقلالنا السياسي عن أي قوة أجنبية مهما كانت و في رسالة مبدئية لها " نحن الذين نقرر وليس أمريكا " لينهي عار التبعية .
  رئيسنا مرسي يحقق مطالب الثورة ويؤسس لطريق الأمجاد والنهضة لمصر بالأفعال لا بالأقوال , يحقق أمانينا لأنه واحد مننا حقا , يعمل لأن نحيا كراما صدقا , لتصير مصر قوية حقا .

ليست هناك تعليقات: