الثلاثاء، 12 مارس 2013

هذا منهج كل متطرف


هذا منهج كل متطرف

كتبهامصطفى الكومي ، في 29 يونيو 2010 الساعة: 22:51 م

                                                                
عندما عجز أعداء الإسلام عن محوه من الوجود , فكروا في تغييره وتمييعه وإخراجه من مضمونه الذي يأمر بالعدل والإحسان والشورى والتقوى والرحمة والقوة في الحق وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي والذل لغير الله والظلم لعباده , أرادوا أن يخرجوه من شرع رباني إلى هوىً إنساني, ومن المُحكم الرباني إلى الغث الإنساني , واتبعوا في ذلك منهجا تكرر مع كل دعوة باطلة وكل فكرة متطرفة وقد عددتها في النقاط التالية :
 
1ـ تأويل كلام القرآن والأحاديث بمعاني لا تحتملها ولا تؤدي إليها معاني وقواعد اللغة العربية مثل خاتم النبيين تؤول إلى زينة النبيين عند البهائيين , والصوفية أولت حتى يأتيك اليقين إلى حتى تصل إلى المعرفة  فتسقط التكاليف الشرعية , وهذا يؤكد على أهمية تعليم اللغة العربية ونشرها في المجتمعات الإسلامية خاصة , وربط تفسير القرآن باللغة العربية .
 
2ـ تخفيف الأعمال والتكاليف الشرعية بتحليل المحرمات وتحريم الواجبات , مثل إباحة المتعة بالمرأة بأجر عند الشيعة , وتخفيف الصلاة لصلاة واحدة عن البهائيين وتحريم الجهاد عند القاديانية , أو تأجيل سن التكليف إلى أربعين عاما عند الدروز , وهذا من اجل جذب أكبر عدد من الأتباع والمريدين بتمييع العبادة وتسطيح الدين وتقريب المنفلتين المنحلين من واجبات الدين إلى فرقهم , وهذا يؤكد على أهمية نشر المنهج الوسطي والتيسير على الناس , ونبذ التشدد والغلوفإنه ينفر الناس وأحيانا يكون مدعاة لإتباع الفرق الضالة .

3ـ دائما تنتشر مثل هذه الدعوات في بلاد أعجمية غريبة عن اللغة العربية وثقافتها , حتى يسهل عليهم التأويل والخداع بين الجاهلين بلغة القرآن , مثل الشيعة والبهائية في إيران و     القاديانية في الهند والإسماعيلية في أفغانستان , وهذا أيضا يحثنا على نشر العربية في البلاد المسلمة أعجمية اللسان , فإن هذا يقلص مساحة الخداع .
                                                                                 

4ـ تنتشر كذلك بين أوساط الجهال بأمور دينهم حتى لو كانوا من الحاصلين على الشهادات العالية وذلك بسبب تفريغ المناهج التعليمية من محتواها الإسلامي الصحيح وكذلك العوام فحين يخلو الزمان والمكان من مجموعة من العلماء النشطين تظهر مثل هذه الدعوات , أو حين لا يهتم العلماء بالمناطق الفقيرة التي يسكنها بسطاء الناس .

5ــ دائما تنتشر في أحضان و تحت رعاية أعداء الإسلام أو في ظل نظم استبدادية أو احتلال عسكري فالقاديانية تحت رعاية الانجليز والبهائية تحت رعاية اليهود والمعتزلة في ظل استبداد بعض خلفاء الدولة العباسية والنصيرية والعلويين والباطنية و الدروز في ظل الاستعمار الصليبي لساحل الشام , وهذا يفسر عملية إعادة الانتشار الآن برعاية المحتلين والحكومات الموالية لهم واحتضانهم لكل متخوض في دين الله , وتقديم الجوائز لهم مثل سلمان رشدي وسيد القمني مؤخراً .
 
6ـ لابد أن يكون هذا التطرف يلبس عباءة الإسلام وملتحفا بالتقوى ومظهرا البراءة والطهارة ويدَعون الإتباع لدين الإسلام ومصدريه القرآن والسنة النبوية , وهذا لجذب الناس حسني النية ممن لديهم شوق للتعبد والتبتل , مع إنهم في الحقيقة يؤولون القرآن ويتبعون المتشابه منه و يدلسون على رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرامويتبعون الضعيف والمكذوب فضلا عن الوضع .
 
7ـ دائما خارج من تحت عباءة أو ناتج من تطرف أخر, فالإسماعيلية والدرزية والبهائية والصوفية من رحم التشيع أي أن الضلال يولد ضلالات .
 
8ـ اختلاق القصص والأكاذيب واستخدامها كذلك في تأييد ما يريدون , فمثلا الشيعة اختلقت قصص للتأكيد على ولاية "علي" منها قصة تقول أن علي بينما هو ساجد في الصلاة أمر بإشارة من يده أن يخلع خاتمه ويتصدق به حتى تنطبق عليه إشارة الآية الكريمة التي تقول " إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55)المائدة بينما تشير الآية إلى ضرورة اعتصام المسلمين ونصرتهم لبعضهم البعض وخاصة الذين أمنوا عملوا لصالحات الحريصون على إقامة الدين
 
 
9ـ الاقتباس من الأمم الضالة السابقة اليهود والنصارى , فالشيعة اقتبست فكرة الولاية من تولية موسى ليوشع بن نون من بعده , والبهائية اقتبست فكرة نبوة ميرزا من فكرة بولس الرسول , واقتبست بعض الصوفية فكرة الحلول والاتحاد من فكرة النصارى عن حلول اللاهوت في الناسوتوالشيعة والصوفية أخذت فكرة بناء المقابر في المساجد من النصارى , هذا بالإضافة إلى اقتباس الطقوس الاحتفالية مثل إقامة الموالد , وكذلك أقتبس القاديانية فكرة تناسخ الأرواح من الهنود , ومثله قول أحد أحفاد الحسين بن علي " إن السلاح فينا كمثل التابوت في بني إسرائيل " يقصد سلاح النبي صلى الله عليه وسلم وبنى الشيعة على ذلك نظامهم في الإمامة والولاية .
                                                                  
 
10 ـ غالبا يكون التطرف نتيجة طمع ورغبة في الحكم أو الشهرة والجاه , ولهذا أصل في النفس البشرية , ويتضح هذا في تصريح بولس ـ مزور النصرانية ـ مخاطبا عيسى ـ وهو في الحقيقة لم يراه ـ " إني أريد أن أكون شريكك في الإنجيل " , واختلاف فرق الشيعة حول الوصية والولاية والإمامة يدل على طمع كل فريق في الحكم , وميرزا مدعي النبوة تبين حبه للمجد والشهرة . ولو لم يتم خلع فريضة الشورى من عرى الإسلام ولو طبقت كما طبقها الراشدين ولم تزاح من نظام الحكم ما كان لهؤلاء فرصة لادعاء الوصية أو النبوة لنيل الحكم عن طريقهما .
 
11ـ كل جهدهم الدعوي أو العسكري موجه على المسلمين خاصة , ولقضية واحدة فقط هي الحكم ولا يرغبون في توجيه دعايتهم وفكرتهم لغير المسلمين , وهذا يؤكد أن هدفهم إضلال المسلمين , وهذا ما يفسر عدم مساهمة الشيعة أو الخوارج أو القرامطة بأي جهد في الفتوح الإسلامية لبلاد غير المسلمين أو الدعوة لغير المسلمين .
 
12ـ دائما تظهر الحركات المتطرفة والباطلة في ظروفتستدعي شدة التوحد على أمر جامع ولصرف المسلمين عن الجادة والفرائض الكبرى فظهور الخوارج والشيعة لصرف المسلمين عن الفتوح الإسلامية , والنصيرية والباطنية والدرزية والحشاشين لصرف المسلمين عن محاولاتهم للتوحد لطرد الصليبيين من ساحل الشام وبيت المقدس والبابية والبهائية والقديانية لصرف المسلمين عن جهادهم لطرد الاستعمار الحديث " انجلترا وفرنسا " لذلك لابد أن نحذر من أن إعادة انتشار هذه الدعوات الهدامة الآن إنما هو لصرف المسلمين عن الجهاد لتحرير البلاد الإسلامية من المستعمرين الجدد خاصة فلسطين المحتلة .
13ـ عندما يعجزوا عن الإتيان بدليل نقلي صريح الدلالة قطعي الثبوت يلجئون إلى الفلسفة العقلية المبنية على افتراضات وهمية , يتوه فيها ضعيفي العقول لا يقتنع بها الراسخون .
 
14ـ غالبا يكون من وراء هذه الضلالات مكاسب مادية فعلى سبيل المثال الصوفية يجمعون المال من المُريدين وخاصة في الموالد والوكلاء عن المهدي يجمعون من الشيعة خُمس مكاسبهم والقاديانية كانت تتلقى أموالاً من المستعمرين .
 
فاحذروا أخوة الإسلام وتبينوا مواقع الثغرات والرقاع فسددوها واعملوا على جلب وإعادة كل ضال إلى نور الإسلام الصحيح ولا تعملوا على توسعة منافذ الفرقة ولا تتبعوا إلا منهج القرآن " ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ "(125)النحل , لا بالتي هي أخشن بالكلمة التي تجمع لا بالتي تفرق وإلا نكون مثلهم . أعملوا على نشر الإسلام الصحيح بكل تفاصيله ومقاصده في العدل والإحسان والرحمة .

ليست هناك تعليقات: