الوصف | الشخصيات | الحوار |
نهار/ داخلي حجرة صغيرة | ||
حجرة صغيرة لا يوجد فيها سوى كنبة ينام عليها رجل مريض وحصيرة يجلس | ||
عليها أطفاله الأربعة وأمهم وطبلية يلتف عليها ثلاثة أطفال فوقها طبق فول | ||
يلتهمونه بشراسة والأم معهم تأكل على مهل والرجل يأكل في طبق صغير | الأم | ياعيال سيبوا لأخوكوا لقمة دا لسة في المدرسة |
يدخل حزينا ثم يجلس بعيدا قليلا من أخوته | صالح | سلاموا عليكم |
الأم | تعالى يا صالح كللك لقمة | |
بتلهف | مالك يا صالح | |
يخلص الطعام وجنات تنظر للطبق الممسوح ثم تنظر إلى أمها | جنات | أمي انا جعانة |
الأب ينظر إلى إبنته ثم يعطيها طبقه | الأب | خدي يا جنات كملي طبق البليلة ده |
تقترب من صالح | الأم | فيه أيه يا ابني |
صالح | المدرس قالي لو ماجبتش كشاكيل مش هادخلك الفصل | |
الأم | داحنا مادفعناش مصاريف المدرسة عايزك تجيب | |
كشاكيل | ||
سعيد | وانا ياما عاوز قلم | |
هناء | وانا ياما عاوزة شنطة | |
جنات | مش هاتوديني الحضانة يا أمي | |
ينظر إلى صالح بحزن | الأب | يابني انا قلتلك أشتغل المعاش مش بيكفينا عيش حاف |
علشان خاطر أخواتك يتعلموا | ||
وأديك شايفني بطلت اجيب علاج | ||
إحنا مش حمل الثانوية ومصاريفها | ||
مزج | ||
نهار /خارجي ورشة حدادة | ||
صالح في ورشة حدادة بملابس متسخة ووجه متسخ بالدخان يضرب بمطرقة | ||
على حديد ساخن صاحب الورشة يمسك بالحديدة من خلال ذردية | ||
.. بغضب | صاحب الورشة | دق جامد ياروح أمك انا مش بديك اجرة علشان تدلع |
غاضبا | صالح | أنا بدق اهو يا اسطى |
يترك ما في يده ويتوجه إليه يضربه بكفه على وجهه ثم على كتفه باللكمية | صاحب الورشة | انت بترد عليا يابن الجزمة |
احد المشبوهين يجلس على مقهى مقابل يرقب الموقف بتعجب | ||
صالح يتراجع ليهرب منه | امشي ومالكش أجرة | |
يتوقف صالح لحظة مفكرا ثم يعاود | صالح | حقك عليا يا اسطى مش هارد تاني |
صاحب الورشة | دق ياروح امك | |
يمسك صالح بالمطرقة يعاود الدق بشدة | ||
احد المشبوهين يجلس على مقهى يرقب ما حدث | ||
مزج | ||
ليل/ داخلي حجرة صغيرة | ||
أخوة صالح يذاكرون دروسهم البنت الصغيرة تلعب ببعض أغراضهاعلى الأرض | ||
الأب في مكانه على الكنبة الأم تحيك بعض الملابس صالح يدخل بملابسه | ||
ومنظره المتسخ وهو في منتهى الأرهاق يدخل لينام على الأرض بجوار أمه | صالح | سلاموا عليكم |
الأب | وعليكم السلام يابني | |
وجهها نحو صالح مبتسمة | الأم | وعليكم السلام يا صالح |
صالح يخرج من جيبه بعض الجنيهات يعطيها لأمه التي تمسك بالنقود | ||
تستقلها وتقلبها في يدها | هما دول اللي قبضهم لك | |
دول مايجيبوش علاج أبوك | ||
الأب ينظر بمنتهى الحزن إلى المال ثم يخفض رأسه إلى الأرض حزنا | الأب | أنا مش عاوز علاج |
الأم | ازاي بقى دناانتا علاجك اهم حاجة عندنا | |
بغضب | الأب | انا قلت ماتجيبواليش علاج ولو جيبتوا مش واخده |
صالح يفكر بحزن | ||
مزج | ||
ليل/ داخلي حجرة صغيرة | ||
المكان مظلم الأسرة كلها نائمة على الأرض ما عدا الأب الذي يقوم من على | ||
الكنبة متسللا ومتعكزا على عصاته خارجا بحذر و يغلق الباب بهدوء | ||
مزج | ||
نهار/ داخلي حجرة صغيرة | ||
الأسرة كلها نائمة تقوم الأم أولا التي تحتضن جنات تنظر إلى الكنبة لا تجد | ||
الأب | الأم | أبو صالح أبو صالح |
تقوم الأم واقفة إتتجه إلى صالح | صالح صالح | |
قوم شوف أبوك راح فين | ||
صالح يقوم مفزوعا | صالح | ابويا راح فين |
تخرج الأم من البت يتبعها صالح ثم يتجهان عكس بعضهما | الأم | روح يابني شوف ابوك من الناحيا دي وانا هاروح من هنا |
مزج | ||
نهار/خارجي شارع | ||
صالح يمشي في الشارع متلفتا يمينا ويسارا | ||
مزج | ||
نهار/خارجي شارع | ||
الأم تمشي تلتفت يمينا ويسارا | ||
مزج | ||
ليل/ داخلي حجرة صغيرة | ||
الاسرة جميعها في الحجرة تلفها الكآبة والحزن الأم تاخذ جنات في حجرها | جنات | أمي هو ابويا جاي إمتى |
بحزن شديد | الأم | زمانه جاي |
صالح جالسا القرفصاء في ركن الحجرة ناظرا إلى الأرض يضع راسه بين يديه | ||
فجاة يدق الباب يدخل رجلان يحملان الأب وهو شبه مغمي عليه | الرجل الاول | مش دا بيت عم حسن |
تقوم الأم وصالح وكل الأولاد متلهفين إلى الأب وبصوت واحد | الأولاد | أبويا |
الرجلان يضعانه على الكنبة | الأم | أبو صالح أبو صالح |
الرجل الثاني | إحنا لولا لقينا العنوان في البطاقة ماكناش عرفنا نجيبه | |
وهي تغطيه وتفرد عليه الغطاء | الأم | متشكرين قوي |
وهو ينصرف | الرجل الأول | خدوا بالكم منه دا مريض وما ينفعش يمشي لوحده |
صالح | أنتوا جيتوه منين | |
وهو ينصرف | الراجل الثاني | كان مغمي عليه تحت كوبري |
يتجه نحو أبيه محتضنه وباكيا | صالح | أبويا أبويا ليه سبتنا يابا ليه سيتنا يابا |
الأولاد يلتفون حول أبيهم فرحين بعودة أبيهم والأم تبكي | الأم | ماكنش عايزكوا تشيلوا هم علاجه |
مزج | ||
نهار /خارجي ورشة حدادة | ||
صالح يدق بالمطرقة بشدة وصاحب الورشة يمسك بالحديد | ||
بازدراء | صاحب الورشة | دق بذمة يالي ماعندكش ذمة |
بس كفاية | ||
يترك صاحب الورشة الحديدة يجلس على كرسي بالورشة يخرج بعض النقود | تعالى يالا | |
يعطيه بعض النقود | هاتلي تلالت سندوتشات فول وطعمية وبطاطس والباقي | |
هاتلك سندوتش فول | ||
يتجه صالح بعيدا عن الورشة | ||
الرجل المشبوه يقوم من مكانه على القهوة ليتبع صالح | ||
المشبوه | صالح صالح | |
يتوقف صالح يلتفت خلفه | أزيك يا صالح | |
صالح | انت تعرفني | |
المشبوه | طبعا يا صالح اعرفك | |
بقولك انت مش عاوز تجيب العلاج لأبوك | ||
صالح | أيوة | |
المشبوه | خلاص تعالى لي بالليل بعد ما تخلص شغل في الورشة | |
عند الحارة السد | ||
مزج | ||
ليل/ خارجي أمام الورشة | ||
صالح يغلق باب الورشة يقفل القفل يعطي صاحب الورشة ينتظره | صاحب الورشة | تيجي بدري تفتح الورشة يا روح امك |
صالح | حاضر يااسطى | |
صالح ينصرف متجها إلى شارع مغلق ومظلم يجد المشبوه ينتظره | المشبوه | أهلا يا صالح |
صالح | اهلا يا معلم | |
يخرج الخمسين جنيه من جيب قميصه ويسلمه شنطة بلاستيك سوادء وورقة | المشبوه | خد ياصالح دي ميت جنيه ودي شنطة توصلها |
توصلها العنوان ده | ||
صالح | الشنطة دي فيها أيه | |
المشبوه | مخدرات | |
يحاول الإنصراف ويعطيه الشنطة والمال | صالح | يفتح الله |
يمسكه من كتفه بلطف | المشبوه | انت مش عايز علاج لأبوك ولا تعليم لاخواتك |
ولا انت عايز ابوك يطفش تاني | ||
أنت خايف من أيه انت صانيعي وماحدش هايشك فيك | ||
وبعدين العنوان قريب و فيه ناس هاتراقبك لو فيه حاجة | ||
هتحذرك هاتجري وانت شاب ماحدش من الحكومة ها | ||
يقدر يحصلك وإذا إزنقت ترمي اللي في ايديك وتجري | ||
ما حدش هايقدر يثبت عليك حاجة | ||
صالح يفكر قليلا | خد الفلوس والشنطة وخليك راجل | |
صالح مترددا يأخذ الشنطة والمال والورقة | ||
المشبوه | أهوانت دلوقت بقيت راجل تقدر تصرف على بيتين مش | |
بيت واحد | ||
شوف فرحة أبوك وأخوتك لما ترجعلهم كده وفي أيدك | ||
شنطة كباب وكفته | ||
انت عمرك كلت كباب وكفته | ||
صالح | لأ | |
المشبوه | ابسط يا عم بعد ماتوصل الشنطة دي عدي علي | |
تسلمني الأمانة هتلاقي في انتظارك شنطة كباب وكفتة | ||
مزج | ||
ليل/ خارجي شارع مظلم | ||
صالح يصل إلى شارع مظلم يسلم الشنطة يستلم شنطة أصغرثم يعود أدراجه | ||
مزج | ||
ليل/ داخلي حجرة صغيرة | ||
صالح يدخل على أسرته وفي يده الكباب والكفته واخوته يستقبلونه باحتفال | الأولاد | صالح جه صالح جه |
تنظر إلى ما في يده مستغربه وبفرحه | الأم | أيه دا يا صالح |
يجلس على الطبلية يفتح الشنطة واللفائف | صالح | دا كباب وكفته |
الأولاد يلتفون بفرحة | الأب | جبت فلوسهم منين يا صالح |
مترددا ومتلعثما | صالح | دا دا زبون زبون إداني بقشيش |
الأم | زبون يديلك كل ده | |
صالح ينظر بسعادة إلى فرحة أخوته وهم ملتفون حول الطعام ياكلون بشراهة | صالح | اصل انا عملتله شغل كتير يا مه |
وفرح | ||
مزج | ||
نهار/ خارجي ورشة الحدادة | ||
صالح يدق بالمطرقة بشدة وصاحب الورشة يمسك بالحديد | ||
مزج | ||
ليل/خارجي شارع مظلم | ||
صالح يسلم شنطة ويستلم شنطة لشخص مجهول في مكان مظلم فجاة | ||
تخرج من الظلام قوة شرطية تقبض على صالح متلبسا | ||
مزج | ||
ليل / داخلي زنزانة | ||
في زنزانة شبه مظلمة ظابط يضرب صالح | الضابط | مين اللي اداك المخدرات دي يالا |
صالح | المعلم | |
الضابط | اسمه ايه المعلم ده يالا | |
معرفش أسمه | ||
مزج | ||
ليل/ داخلي محكمة | ||
المكان شبه مظلم الضوء على الشخصيات فقط القاضي بجواره المستشارين | ||
وكيل النيابة على منبره متحفزا صالح في القفص متشبسا بحديد القفص | وكيل النيابة | يا حضرات المستشارين هذا الوحش الصغير أضر |
بالمجتمع وتعدى على حقه في صحة ابناءه وعافيتهم | ||
وقام بترويج السم على ابناء المجتمع ولم يراعي أن | ||
أن هذا السم يضر بصحتهم وعقولهم ويؤثر على انتاجهم | ||
وعلى دراستهم وحلم آبائهم بأن يتعلم أبنائهم ويتمتعوا | ||
بالصحة والعافية البدنية والعقلية لذلك اطالب باقصى | ||
عقوبة له حتى يكون عبره لغيره ورادعا لكل من يحاول | ||
هدم أركان المجتمع وحقه في سلامة اجسام وعقول | ||
يجلس وكيل النيابة وعلى وجهه علامات الغضب | أبناءه | |
ملتفتا إلى صالح | القاضي | هل عند المتهم أقوال أخرى |
صالح | عندي يا حضرة القاضي | |
بلطف | القاضي | قول يا صالح |
بشجاعة | صالح | قبل ما تحاكموني على التعدي على حقوق المجتمع |
ادوني حقي الاول.. حق ابويا اللي قضى عمره يشتغل | ||
يتأثر ثم يبكي | ولما عيي ملقاش حقه في العلاج ..حق اخواتي انهم | |
يتعلموا ..حق عيلتي اللي مش عارفة تعيش إلا في | ||
اوده واحدة وغيرهم عايشين في قصور ..حقي إني لما | ||
يشتد بكاءه ثم يتوقف قليلا | اشتغل اخد أجر يكفيني انا وعيلتي | |
يستأنف كلامه ويهو يحبس دموعه | حقي لما اتحبس اتعامل بكرامه | |
لما تدوني حقوقي كإنسان حاسبوني على أي تعدي | ||
على حقوق الناس لكن لما تحاكموني وانتوا واكلين | ||
ثم ينفجر في البكاء مرة ثانية | حقوقي يبقى هو دا عين الظلم هو دا عين الظلم | |
إظلام بطيء |
السبت، 16 مارس 2013
فين حقي
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق