السبت، 16 مارس 2013

فين حقي

الوصف الشخصيات الحوار
نهار/ داخلي                                                   حجرة صغيرة
حجرة صغيرة لا يوجد فيها سوى كنبة ينام عليها رجل مريض وحصيرة يجلس 
عليها أطفاله الأربعة وأمهم وطبلية يلتف عليها ثلاثة أطفال فوقها طبق فول 
يلتهمونه بشراسة والأم معهم تأكل على مهل والرجل يأكل في طبق صغير الأم ياعيال سيبوا لأخوكوا لقمة دا لسة في المدرسة
يدخل حزينا ثم يجلس بعيدا قليلا من أخوته صالح سلاموا عليكم
الأم  تعالى يا صالح كللك لقمة
بتلهف مالك يا صالح
يخلص الطعام وجنات تنظر للطبق الممسوح ثم تنظر إلى أمها جنات أمي انا جعانة
الأب ينظر إلى إبنته ثم يعطيها طبقه الأب خدي يا جنات كملي طبق البليلة ده
تقترب من صالح الأم فيه أيه يا ابني
صالح المدرس قالي لو ماجبتش كشاكيل مش هادخلك الفصل
الأم داحنا مادفعناش مصاريف المدرسة عايزك تجيب 
كشاكيل
سعيد وانا ياما عاوز قلم
هناء وانا ياما عاوزة شنطة
جنات مش هاتوديني الحضانة يا أمي
ينظر إلى صالح بحزن الأب يابني انا قلتلك أشتغل المعاش مش بيكفينا عيش حاف
علشان خاطر أخواتك يتعلموا
وأديك شايفني بطلت اجيب علاج
إحنا مش حمل الثانوية ومصاريفها 
مزج
نهار /خارجي                                                      ورشة حدادة
صالح في ورشة حدادة بملابس متسخة ووجه متسخ بالدخان يضرب بمطرقة  
على حديد ساخن صاحب الورشة يمسك بالحديدة من خلال ذردية 
.. بغضب صاحب الورشة دق جامد ياروح أمك انا مش بديك اجرة علشان تدلع
غاضبا صالح أنا بدق اهو يا اسطى
يترك ما في يده ويتوجه إليه يضربه بكفه على وجهه ثم على كتفه باللكمية  صاحب الورشة انت بترد عليا يابن الجزمة 
احد المشبوهين يجلس على مقهى مقابل يرقب الموقف بتعجب
صالح يتراجع ليهرب منه  امشي ومالكش أجرة
يتوقف صالح لحظة مفكرا ثم يعاود  صالح حقك عليا يا اسطى مش هارد تاني
صاحب الورشة دق ياروح امك 
يمسك صالح بالمطرقة يعاود الدق بشدة
احد المشبوهين يجلس على مقهى يرقب ما حدث
مزج
ليل/ داخلي                                                   حجرة صغيرة
أخوة صالح يذاكرون دروسهم البنت الصغيرة تلعب ببعض أغراضهاعلى الأرض 
الأب في مكانه على الكنبة الأم تحيك بعض الملابس صالح يدخل بملابسه  
ومنظره المتسخ وهو في منتهى الأرهاق يدخل لينام على الأرض بجوار أمه صالح سلاموا عليكم
الأب وعليكم السلام يابني
وجهها نحو صالح مبتسمة الأم وعليكم السلام يا صالح
صالح يخرج من جيبه بعض الجنيهات يعطيها لأمه التي تمسك بالنقود
تستقلها وتقلبها في يدها هما دول اللي قبضهم لك
دول مايجيبوش علاج أبوك
الأب ينظر بمنتهى الحزن إلى المال ثم يخفض رأسه إلى الأرض حزنا الأب أنا مش عاوز علاج
الأم ازاي بقى دناانتا علاجك اهم حاجة عندنا
بغضب الأب انا قلت ماتجيبواليش علاج ولو جيبتوا مش واخده
صالح يفكر بحزن
مزج
ليل/ داخلي                                                   حجرة صغيرة
المكان مظلم الأسرة كلها نائمة على الأرض ما عدا الأب الذي يقوم من على  
الكنبة متسللا ومتعكزا على عصاته خارجا بحذر و يغلق الباب بهدوء
مزج
نهار/ داخلي                                                   حجرة صغيرة
الأسرة كلها نائمة تقوم الأم أولا التي تحتضن جنات تنظر إلى الكنبة لا تجد  
الأب الأم أبو صالح أبو صالح
تقوم الأم واقفة إتتجه إلى صالح صالح صالح
قوم شوف أبوك راح فين
صالح يقوم مفزوعا صالح ابويا راح فين
تخرج الأم من البت يتبعها صالح ثم يتجهان عكس بعضهما الأم  روح يابني شوف ابوك من الناحيا دي وانا هاروح من هنا
مزج
نهار/خارجي                                                      شارع
صالح يمشي في الشارع متلفتا يمينا ويسارا 
مزج
نهار/خارجي                                                      شارع
الأم تمشي تلتفت يمينا ويسارا
مزج
ليل/ داخلي                                                   حجرة صغيرة
الاسرة جميعها في الحجرة تلفها الكآبة والحزن الأم تاخذ جنات في حجرها جنات أمي هو ابويا جاي إمتى
بحزن شديد الأم زمانه جاي 
صالح جالسا القرفصاء في ركن الحجرة ناظرا إلى الأرض يضع راسه بين يديه
فجاة يدق الباب يدخل رجلان يحملان الأب وهو شبه مغمي عليه الرجل الاول مش دا بيت عم حسن
تقوم الأم وصالح وكل الأولاد متلهفين إلى الأب وبصوت واحد الأولاد أبويا 
الرجلان يضعانه على الكنبة الأم أبو صالح أبو صالح
الرجل الثاني إحنا لولا لقينا العنوان في البطاقة ماكناش عرفنا نجيبه
وهي تغطيه وتفرد عليه الغطاء الأم  متشكرين قوي 
وهو ينصرف الرجل الأول خدوا بالكم منه دا مريض وما ينفعش يمشي لوحده 
صالح أنتوا جيتوه منين
وهو ينصرف الراجل الثاني كان مغمي عليه تحت كوبري
يتجه نحو أبيه محتضنه وباكيا صالح أبويا أبويا ليه سبتنا يابا ليه سيتنا يابا
الأولاد يلتفون حول أبيهم فرحين بعودة أبيهم والأم تبكي الأم ماكنش عايزكوا تشيلوا هم علاجه
مزج
نهار /خارجي                                                      ورشة حدادة
صالح يدق بالمطرقة بشدة وصاحب الورشة يمسك بالحديد 
بازدراء صاحب الورشة دق بذمة يالي ماعندكش ذمة
بس كفاية
يترك صاحب الورشة الحديدة يجلس على كرسي بالورشة يخرج بعض النقود  تعالى يالا
يعطيه بعض النقود  هاتلي تلالت سندوتشات فول وطعمية وبطاطس والباقي
هاتلك سندوتش فول 
يتجه صالح بعيدا عن الورشة
الرجل المشبوه يقوم من مكانه على القهوة ليتبع صالح
المشبوه صالح صالح
يتوقف صالح يلتفت خلفه أزيك يا صالح
صالح انت تعرفني
المشبوه طبعا يا صالح اعرفك
بقولك انت مش عاوز تجيب العلاج لأبوك
صالح أيوة 
المشبوه خلاص تعالى لي بالليل بعد ما تخلص شغل في الورشة
عند الحارة السد
مزج
ليل/ خارجي                                                        أمام الورشة
صالح يغلق باب الورشة يقفل القفل يعطي صاحب الورشة ينتظره صاحب الورشة تيجي بدري تفتح الورشة يا روح امك
صالح حاضر يااسطى
صالح ينصرف متجها إلى شارع مغلق ومظلم يجد المشبوه ينتظره المشبوه أهلا يا صالح
صالح اهلا يا معلم
يخرج الخمسين جنيه من جيب قميصه ويسلمه شنطة بلاستيك سوادء وورقة  المشبوه خد ياصالح دي ميت جنيه ودي شنطة توصلها 
توصلها العنوان ده
صالح الشنطة دي فيها أيه
المشبوه مخدرات
يحاول الإنصراف ويعطيه الشنطة والمال صالح يفتح الله
يمسكه من كتفه بلطف المشبوه انت مش عايز علاج لأبوك ولا تعليم لاخواتك
ولا انت عايز ابوك يطفش تاني
أنت خايف من أيه انت صانيعي وماحدش هايشك فيك
وبعدين العنوان قريب و فيه ناس هاتراقبك لو فيه حاجة 
هتحذرك هاتجري وانت شاب ماحدش من الحكومة ها 
يقدر يحصلك وإذا إزنقت ترمي اللي في ايديك وتجري 
ما حدش هايقدر يثبت عليك حاجة
صالح يفكر قليلا خد الفلوس والشنطة وخليك راجل
صالح مترددا يأخذ الشنطة والمال والورقة 
المشبوه أهوانت دلوقت بقيت راجل تقدر تصرف على بيتين مش
بيت واحد
شوف فرحة أبوك وأخوتك لما ترجعلهم كده وفي أيدك
شنطة كباب وكفته
انت عمرك كلت كباب وكفته
صالح لأ
المشبوه ابسط يا عم بعد ماتوصل الشنطة دي عدي علي 
تسلمني الأمانة هتلاقي في انتظارك شنطة كباب وكفتة
مزج
ليل/ خارجي                                                       شارع مظلم
صالح يصل إلى شارع مظلم يسلم الشنطة يستلم شنطة أصغرثم يعود أدراجه
مزج
ليل/ داخلي                                                   حجرة صغيرة
صالح يدخل على أسرته وفي يده الكباب والكفته واخوته يستقبلونه باحتفال الأولاد صالح جه صالح جه
تنظر إلى ما في يده مستغربه وبفرحه الأم أيه دا يا صالح
يجلس على الطبلية يفتح الشنطة واللفائف صالح دا كباب وكفته
الأولاد يلتفون بفرحة الأب جبت فلوسهم منين يا صالح
مترددا ومتلعثما صالح دا دا زبون زبون إداني بقشيش
الأم زبون يديلك كل ده
صالح ينظر بسعادة إلى فرحة أخوته وهم ملتفون حول الطعام ياكلون بشراهة  صالح اصل انا عملتله شغل كتير يا مه
وفرح
مزج
نهار/ خارجي                                               ورشة الحدادة
صالح يدق بالمطرقة بشدة وصاحب الورشة يمسك بالحديد 
مزج
ليل/خارجي                                                 شارع مظلم
صالح يسلم شنطة ويستلم شنطة لشخص مجهول في مكان مظلم فجاة 
تخرج من الظلام قوة شرطية تقبض على صالح متلبسا
مزج
ليل / داخلي                                                     زنزانة 
في زنزانة شبه مظلمة ظابط يضرب صالح  الضابط مين اللي اداك المخدرات دي يالا
صالح المعلم
الضابط اسمه ايه المعلم ده يالا
معرفش أسمه
مزج
ليل/ داخلي                                                        محكمة
المكان شبه مظلم الضوء على الشخصيات فقط القاضي بجواره المستشارين
وكيل النيابة على منبره متحفزا  صالح في القفص متشبسا بحديد القفص وكيل النيابة يا حضرات المستشارين هذا الوحش الصغير أضر 
بالمجتمع وتعدى على حقه في صحة ابناءه وعافيتهم 
وقام بترويج السم على ابناء المجتمع ولم يراعي أن  
أن هذا السم يضر بصحتهم وعقولهم ويؤثر على انتاجهم
وعلى دراستهم وحلم آبائهم بأن يتعلم أبنائهم ويتمتعوا 
بالصحة والعافية البدنية والعقلية لذلك اطالب باقصى 
عقوبة له حتى يكون عبره لغيره ورادعا لكل من يحاول 
هدم أركان المجتمع وحقه في سلامة اجسام وعقول 
يجلس وكيل النيابة وعلى وجهه علامات الغضب أبناءه
ملتفتا إلى صالح القاضي هل عند المتهم أقوال أخرى
صالح عندي يا حضرة القاضي
بلطف القاضي قول يا صالح
بشجاعة صالح قبل ما تحاكموني على التعدي على حقوق المجتمع 
ادوني حقي الاول.. حق ابويا اللي قضى عمره يشتغل   
يتأثر ثم يبكي ولما عيي ملقاش حقه في العلاج  ..حق اخواتي انهم 
 يتعلموا ..حق عيلتي اللي مش عارفة تعيش إلا في   
اوده واحدة وغيرهم عايشين في قصور ..حقي إني لما 
يشتد بكاءه ثم يتوقف قليلا  اشتغل اخد أجر يكفيني انا وعيلتي
يستأنف كلامه ويهو يحبس دموعه حقي لما اتحبس اتعامل بكرامه
لما تدوني حقوقي كإنسان حاسبوني على أي تعدي 
على حقوق الناس لكن لما تحاكموني وانتوا واكلين
ثم ينفجر في البكاء مرة ثانية حقوقي يبقى هو دا عين الظلم هو دا عين الظلم
إظلام بطيء

ليست هناك تعليقات: