السبت، 16 مارس 2013

بنو ماركس


بنو ماركس

   كان كارل ماركس يهوديا ثم تنصر ثم ألحد ثم كتب كتابه رأس المال ليؤسس به مذهبه الشيوعي , اعتنق مذهبه لينين ليطبقه في روسيا بمذابح طالت أكثر من 26 مليون إنسان أكثرهم من المسلمين , في عملية استيلاء الحزب الشيوعي على كل الأراضي و المصانع المملوكة للناس لتصبح مملوكة للدولة كليا , كان أعضاء مكتب الحزب الشيوعي أثنى عشر عضوا ثمانية منهم يهود , ليكونوا أول من يعترف بإسرائيل كدولة قبل أن تعترف بها أمريكا وإنجلترا , كانت أول مادة في دستورهم "لا إله و الحياة مادة " , نشر المذهب الشيوعي يهود مقيمون في مصر مثل اليهودي الإيطالي هنري كوريل ويهودي آخر يدعى جوزيف روزنتال , كانوا يصطادون زبائنهم من رواد الكباريهات والملاهي الليلية وكانوا يستخدمون الحشيش والمخدرات كوسيلة إغراء وإقناع , وكان أول تنظيم شيوعي مصري معروف باسم "حدتو" , هذا الوجود اليهودي في الحركات الشيوعية جعلهم يفكروا في اغتيال الشهيد حسن البنا على أساس أنه خطر على الدولة الصهيونية الوليدة , ولكن فشل مخططهم لأن من وضع الخطة كان أحد الإخوان الذين اخترق صفوفهم "فرج النجار" ,وتجلى التأثير اليهودي على الشيوعيين بموافقتهم على قرار الأمم المتحدة بتقسيم فلسطين, وموقفهم الرافض للوحدة المصرية السورية , ولما كان تطبيق لينين للشيوعية دمويا لذلك أراد الشيوعيين تطبيقها مرحليا عن طريق التأميم وهو ما فعله عبد الناصر ولذلك اصطدم بفريق من الشيوعيين الذي كانوا يرفضون هذا التطبيق المرحلي المسمى بالاشتراكي , ولم يكن المُتربي في حارة اليهود عبد الناصر بعيدا أيضا عن التأثير اليهودي على حركته فقد كان زيلا للإتحاد السوفييتي وحارب في الكونغو مع الثوار الشيوعيين بأمر روسيا وكذلك في اليمن مع الشيوعيين ضد سلطة الإمام يحيي وأعان شيوعيين الجزائر بالسلاح ثم ترك سيناء هدية لليهود ليتفاوضوا عليها فيما بعد لتحييد مصر في الصراع العربي الإسرائيلي , وأفقد الأزهر استقلاله وسيطر عليه فحقق أمنية الإنجليز الذين عجزوا عن تحقيقها طوال سبعين سنة من الاحتلال و السيطرة , وألغي المحاكم الشرعية , واعتقل وأعدم الكثير من الإخوان المسلمين العدو الأول لليهود قبل كل اعتداء من اليهود على مصر في 54 قبل عدوان 56 في 65 قبل اعتداء 67 كلها كانت آمال وأمنيات المستعمر المتحالف مع اليهود حققها عبد الناصر بسهولة مع شعب بلغت أميته 90% من الشعب المصري.

   بالطبع كانت التنظيمات الشيوعية مطاردة من الحكومة والإنجليز على أساس ليبرالية الدولة المصرية حينئذ بالإضافة إلى كره الناس الشديد لهم لاعتبارهم ملحدين , لذلك كان يعملون سرا ويتخفون من الناس تحت مسميات عديدة منها الاشتراكية ثم الناصرية بعد عصر عبد الناصر واليسار فيما بعد , ولمن كره التطبيق الناصري للشيوعية ظل تحت مسمى الاشتراكية أو اليسار ومنهم من تجرأ بعد ثورة 25 يناير وظهر بالمسمى الحقيقي كالحزب الشيوعي المصري و الحزب الشيوعي الثوري , وقد تفرق الشيوعيين على عدة تفسيرات للشيوعية و على عدد من القيادات و التنظيمات والمسميات كل ذلك إما تخفيا من وصمة الإلحاد التي اعترف بها بعض الذين تابوا عن الشيوعية مثل الكاتب والمفكر مصطفى محمود والصحفي عادل حسين أمين عام حزب العمل وغيرهم , بعض هذه التنظيمات لا تؤمن بالآلية الديمقراطية للوصول للحكم صراحة كتنظيم الاشتراكيين الثوريين بقيادة كمال خليل وسامح نجيب و6 ابريل وتجلى هذا في أنهم لم يؤسسوا حزبا ولم يدخلوا انتخابات وتبدأ معاركهم قبيل أي استحقاق انتخابي ,وأما التنظيمات الأخرى كالحزب الشيوعي الثوري والشيوعي المصري والتيار الشعبي بقيادة حمدين صباحي والحزب الناصري بقيادة سامح عاشور والتحالف الاشتراكي بقيادة أبو العز الحريري وحزب الكرامة وحزب التجمع بقيادة رفعت السعيد كل هذه التنظيمات تنتسب لحما ودما لتفسيرات وقيادات وتنظيمات تدور حول فكر كارل ماركس وإن كان بعضها قبل بالآلية الديمقراطية ـ إلا أنهم مع أربع انتخابات مضت منذ قيام ثورة 25 يناير فشلوا في الحصول ـ حتى ــ على أقلية معتبرة ودخل يعضهم متخفيا تحت عباءة أحزاب أخرى ـ تحولوا إلى العمل بالمسار الثوري لإسقاط الرئيس المنتخب , وذلك بإحداث عنف وبلطجة وفوضى عارمة لينقضوا على الحكم ولينتهي عهد الديمقراطية في مصر وتعود في أحضان الشيوعية , الشيء العجيب أن انضم لهذه الحركات الشيوعية أحزاب ليبرالية وأخرى محسوبة على النظام السابق بالرغم من العداوة الفكرية , بالطبع هو تحالف مؤقت من أجل هزيمة العدو القوي الذي يستند إلى شعبية واسعة ثم يبدأ الصراع بينهم فيمن يركب على الآخر .
   بالطبع حالة الاختلال الكبير في موازين العدالة الاجتماعية هي الحالة التي تجذب البعض للأحزاب و الحركات الشيوعية فهي لعبتها وجزرتها التي تجذب حولها الأتباع , بينما الحركات الإسلامية لا تولي هذا الجانب حجمه المناسب في خطابها الدعوي و السياسي , لذلك ستظل هذه الحركات الشيوعية صداعا في رأس الحركات الإسلامية مالم تولى قضية العدالة الاجتماعية القدر اللازم من الاهتمام والعمل وابتكار أساليب جديدة لنزع سيطرة القلة على ثروات الأمة خاصة وأن هذا أمرا مقررا في شريعة الإسلام " كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ".

موضوعات ذات صلة على صفحة .. العالمانية

ليست هناك تعليقات: