الأربعاء، 13 فبراير 2013

غُشم القوة



غُشم القوة

كتبهامصطفى الكومي ، في 27 يونيو 2012 الساعة: 19:03 م

           
   دائما القوة تغري بالسيطرة ,وهذا هو الذي جعل مجلس الكنز الاستراتيجي أبناء مبارك وأحباءه إلى اتخاذ هذه المواقف الانقلابية التكويشية على سلطات الرئيس المنتخب بإرادة شعب مصر ..
ـ بدأت بموافقته على تأجيل تسليم السلطة لأكثر من سنة ونصف تحت ضغط القوى السياسية العالمانية التي تحججت بأنها غير مستعدة لخوض الانتخابات بالرغم من تجاربها السابقة في خوض الانتخابات في عصر مبارك  ووالذي يصب فيم مصلحة العسكر وإستراتيجيته  لامتصاص صدمة الثورة ثم إعادة السيطرة ..
ـ ثم بجولات يحيي الجمل الذي حاول فيها أن يكون للعسكر ميزة حماية العالمانية كما هي للجيش التركي والجيش الجزائري والباكستاني وغيره من جيوش الأمة الإسلامية ..
ـ ثم ثناها بمحاولة وثيقة السلمي التي يكون فيها للمجلس العسكري إرادة تعلو إرادة الشعب , متمثلة في رئيسه المنتخب وبرلمانه , والتي أسقطها الشعب بمليونيته ..
ـ ثم موافقته على قانون مجلس الشعب بعد تلغيمه بمادة غير دستورية بعد إلحاح القوى العالمانية ـ التي اتضح دورها الآن كذراع سياسية للعسكر ـ بإضافة إمكانية دخول الحزبيين على ثلث المقاعد المخصصة للمستقلين وبعد أخذ تطمينات من أعضاء في المحكمة الدستورية شاركوا في صياغة القانون , الأمر الذي يؤكد النية على السيطرة بعد نسف كل اختيارات الشعب وإرادته في التحول الديمقراطي ..
ـ ثم ضغطه على  بعض الرموز العالمانية بالانسحاب من تأسيسية الدستور بغرض تعطيلها في ظل زخم ثوري ضاغط كمحاولة منه للحيلولة دون إنفاذ دستور ديمقراطي لا يكون فيه للجيش مكانة فوق إرادة الشعب واختياره  ..
ـ  وتأكد مرة ثانية في محاولة الضغط على بعض الرموز العالمانية والفلولية بالانسحاب من التأسيسية الثانية ..
ـ ثم نسف أهم إنجاز شعبي على مدى التاريخ بحل مجلس الشعب الذي يعتبر أول نصر على فلول الاستبداد والفساد..
ـ ثم عقابا للشعب ولمجلسه الذي لم يوافق على مد قانون الطوارئ الذي يُمَكن العسكر من السيطرة على بعض الثوار المستقلين , فرض على الشعب قرار الضبطية القضائية الذي يعيدنا لعهد السجن الحربي أداة عبد الناصر للسيطرة على المعارضين..
ـ ثم في ليلة الانتخابات بعد ظهور مؤشرات نجاح محمد مرسي , يخرج علينا المجلس العسكري بقرار انقلابي على إرادة الشعب متمثلة في رئيس جمهوريته , ليسلب منه أهم سلطاته سماه إعلانا دستوري مكمل , وينصب نفسه رئيسا على رئيس منتخب بإرادة شعبية حرة , بالرغم أن المجلس العسكري مُعين من قبل أكبر مستبد  فاسد خلعه الشعب وكنز استراتيجي لعدونا إسرائيل الذي لن يعين أحد في المجلس العسكري إلا ليكون مساعدا له وراضيا عن مهمته الإستراتيجية التي هي ضمان أمن إسرائيل , وتحجج المجلس العسكري بالمصالح العليا لمصرفي بيان سبب إعلانه العسكوري المكبل .
   والسؤال الذي أطرحه ..
ـ أين كان المجلس العسكري و مصلحة مصر العليا التي تعرضت في عصر مبارك للتجريف والتحريف حين يقتل جنودنا على الحدود بأيد إسرائيل , ثم يقابل مبارك رئيس وزراء العدو بكل هذا الود والحب , ثم ألم يقتل سليمان خاطر في السجن الحربي للمجلس العسكري ؟؟؟
ـ أين كانت مصلحة مصر العليا حين كبلت مصر بقيود اتفاقات التعاون المشترك مع أمريكا وإسرائيل والتي تحول دون انطلاقها في التصنيع الحربي و تحوله لصناعة البوتجاز والتلفزيون في الوقت الذي تحولت فيه إسرائيل وإيران إلى أكبر مُصنع ومُصدر للأسلحة في الشرق الوسط لتحقق اكتفاء ذاتيا وحصنا منيعا لدفاعات أوطانهم ؟؟
ـ أين كانت مصلحة مصر العليا حينما تحولت الأيد المقاتلة إلى أيد عاملة وتاجرة , تزرع الزيتون وتربي العجول والدجاج لتتاجر فيه ويتحول أبطال الحرب إلى رجال أعمال لينصرف اهتمامهم بالبزنس على حساب الدفاع عن أمن الوطن , في الوقت التي تخاذلت أيديهم ـ وهي وظيفتهم التي لا يجيدها غيرهم ـ عن تطهير أكثر من مليون فدان بالساحل الشمالي من الألغام المدمرة لأيدي عاملة ومنتجه هم سكان هذا الوطن في الساحل الشمالي ؟؟؟
ـ أين كانت مصلحة مصر العليا حين يقبل رجال المجلس العسكري أن يحارب بالأجرة في الكويت ليكون بترولها خالصا لأمريكا , في الوقت الذي لم تظهر الشهامة ولا الرجولة ولا المصلحة العليا للوطن للدفاع عن غزة وهي تحترق ولبنان وهي تضرب أو العراق وهي تحتل , ورضي أن يكون حارسا لحصار شعب غزة ومنع عنه المئونة أو حتى حق الدفاع عن نفسه بمنع وصول الأسلحة إليه ؟؟
ـ أين كانت مصلحة الوطن العليا حين تسيطر إسرائيل على عمقنا الاستراتيجي في منابع النيل لتهدد حياتنا واقتصادنا وتسمح بتقسيم السودان لتنضم قوة صليبية أخرى إلى معسكر أثيوبيا ؟؟
ـ أين كانت مصلحة مصر العليا حين يقبل النظام المصري أن يقوم بدور المعذب المجرم للمتهمين بالإرهاب من قبل أمريكا لاستخلاص الاعترافات منهم ؟؟
ـ أين كانت المصلحة العليا للوطن حين قبل بتخريب منظمات المجتمع المدني الأجنبية وتمويلهم لعملاء مصريين , ثم بعد أن تفوح الرائحة النتنة يتولوا تهريبهم بلا محاكمة .
ـ أين كانت مصلحة مصر العليا حين كان المجلس العسكري قائما على أمر البلاد بعد يوم التنحي بينما أموال مصر التي استولى عليها الحرامية  تهرب للخارج بكل سلاسة ولم يسترد منها مليما واحدا ليستمتع بها من هرب  ومن سيهرب ومن سيخرج من السجن .
كل هذا وغيره يؤكد أن المجلس العسكري حريصا على مصالحه الخاصة كثمن لمشاركته بإخلاص في إستراتيجية الكنز الاستراتيجي "مبارك" التي هي ضمان أمن إسرائيل بسيطرة العسكر, ورضوا بأن يشتري مبارك ولاءهم ورضاهم عن سياسة الكنز الاستراتيجي مقابل وظائف مدنية كمحافظ ورئاسة مصالح حكومية حجزت للعسكريين وأراضي زراعية وقريبة للمدن الجديدة كمكافأة ولاء وليتحول العسكر إلى تجار أراضي و رجال أعمال , وتراخيص محاجر الرخام للعسكريين وتوظيف أبناءهم في الخارجية والقضاء والبنوك والبترول لتكون كل مفاصل الدولة معسكر تابع لسياسة الكنز الإستراتيجي المخلوع .
وسمح العسكر أن يتعلم أبناءنا في الجيش والشرطة فلسفته في الحكم  "نحن أسياد البلد" و"الشعب المصري مايمشيش إلا بالكرباج" .
لكن غشم القوة لن بصمد أمام وعي الشعوب .

ليست هناك تعليقات: