الأربعاء، 13 فبراير 2013

حاجتنا إلى تطهير القضاء


حاجتنا إلى تطهير القضاء

كتبهامصطفى الكومي ، في 15 يونيو 2012 الساعة: 20:38 م



بالطبع القضاء به شرفاء كثيرون ولكن التفاح الفاسد يقضي على التفاح الصالح , ويكفي نقطة سوداء واحدة لتقضي على صفاء الحليب , وإن لم يبادر الشرفاء بتنقية صفوفهم , سوف ينتشر الطاعون ليقضي الفاسدون على الشرفاء أنفسهم.
بالطبع كان القضاء أحد أدوات الاستبداد في السيطرة على البلاد والمعارضين ولذلك كانت مكافئة نهاية الخدمة لكل من ضباط الجيش والشرطة والمستشارين هي توليته محافظة من المحافظات , ولا ننسى المستشار ماهر الجندي محافظ الجيزة الذي فاحت رائحته المنتنة حتى صارت خطرا على النظام ولما افتضح أمره تبين انه لم يترك فاحشة ولا جريمة ولا جنحة إلا فعلها , وكان القضاة يختصون بمكافأة نهاية الخدمة عندما يعينون مستشارين للوزراء والمحافظين , بالطبع كان القضاة في المستويات الدنيا في الغالب يتميزون بالشرف والطهارة وندلل على ذلك بنجاح 88 عضوا في مجلس الشعب عندما كان القضاء يشرف بشكل كامل على الانتخابات ولم يمنع هذا من اشتراك بعض القضاء في تزوير إعلان النتيجة حتى أنه قيل إن الإخوان والمستقلين كانوا يستحقون زيادة في عدد الناجحين تزيد على 50% من النتيجة المعلنة , وكانوا إذا عرضت عليهم قضايا ملفقة من الحكومة تخص المعارضين السياسيين , كانوا في الأغلب والأعم تنتهي بالبراءة , ولكن المناصب العليا في القضاء كان يختص بها القضاة الموالين للحكومة , وعلى سبيل المثال تعويق دعاوي عدم دستورية بعض القوانين مثل الإشراف القضائي الكامل على الانتخابات لعدة سنوات حتى تستنفذ المدة المخصصة للتعطيل , ليتم بعدها تغيير الدستور نفسه , ولا ننسى تورط كثير من القضاة وأساتذة الجامعة في تفصيل القوانين والذين تم تسميتهم بـ " ترزية القوانين " , وتورط مستشار وزير الزراعة في رشاوى من أجل تسهيل استيلاء رجل أعمال على أراضي الدولة , وقضية هشام طلعت مصطفى التي اتضح فيها استخدام النفوذ لتخفيف الحكم من الإعدام إلى الأشغال , ثم تجلى هذا الولاء بوضوح في حكم المحكمة برفض اللجنة التأسيسية للدستور كهدية للنظام ومساهمة في تعطيل الدستور الذي طالما حلمت به جماهير الأمة المصرية , وفي انتخابات الرئاسة عندما تم تحصين اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة ضد أي طعن , الأمر الذي كان سابقة قانونية لم نسمع عنها في أي بلد ديمقراطي , فبالرغم من صدور قانون العزل إلا أن اللجنة تحايلت بشكل مفضوح وتم تحويله إلى المحكمة الدستورية العليا بالرغم أنه لم يصدق عليه أصلا من السلطة التنفيذية في محاولة لكسب الوقت حتى يمر المرشح العسكري بلا معوقات ولم تخجل اللجنة من اتهامها بالجهل , وقد ساهمت اللجنة الرئاسية بشكل مفضوح على التزوير من المنبع برفضها تسليم المرشحين قاعدة بيانات الناخبين للمرشحين في سابقة لم تحدث من قبل , ثم انتهت المحكمة الدستورية إلى حكمها الذي أعادنا لنقطة الصفر وقضى على آمال الشعب في التحول الديمقراطي وأعادت تكريس حكم العسكر , الأمر الذي سيضطر الشعب بكافة طوائفه ـ ماعدا الفلول والأقباط ـ إلى اتخاذ المسار الثوري والثوري فقط إلى إزالة حكم العسكر أولا قبل السير في طريق الديمقراطية .
كان كل هذا نتيجة سنين من اختراق السلك القضائي بدأها عبد الناصر بمذبحة القضاة عام 69 حين استبعد كافة القضاة المستقلين الرافضين للانصياع لأوامره , وأعاد مبارك إنتاج المذبحة بتطعيمه بضباط الشرطة وأمن الدولة ومحاسيب الحزب الوطني والتوريث القضائي وبتقدير مقبول بينما يحرم الكفاءات بتقدير جيد جدا وامتياز لأن المكان محجوز لابن القاضي ولابن عضو الحزب الوطني الديمقراطي وقد كانت لي تجربة سابقة أثناء اعتقالي كان انطباعي عن وكيل نيابة أمن الدولة أنه من علية علية القوم وكان ينظر ويتعامل معي باحتقار طبقي جعلني أعذر إخواننا الشيوعيون بمختلف تياراتهم في حقدهم الطبقي نحو الأغنياء , ثم تقنين الفساد الممنهج ,بإغراء البقية المعتدلة بمكافآت العمل الاستشاري في أجهزة السلطة التنفيذية والتي تتدرج بحسب الخدمات من العمل كمستشار محافظ أو وزير إلى رئيس هيئة و محافظ , كانت هذه إستراتيجية مستمرة للعسكر في السيطرة على كافة سلطات الدولة .
كان الواجب على مجلس الشعب وأعضاءه أن يحمون أول مجلس شعب منتخب بانتخابات حرة ونزيهة وتحصينه من التصفية وتقصيرهم في هذا يدينهم بالسذاجة السياسية.. والآن انتقل الواجب إلى الثوار و الثورة القادمة أن يكون من أهم مطالبها تطهير القضاء وتحجيم دوره فيما يخص الصراع السياسي الدائر بين حكم العسكر وحكم الشعب .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وفاة قاضي بطلان عقد "مدينتي" في حادث سيارةhttp://www.almesryoon.com/news.aspx?id=36195
البراءة بسبب القرابة http://www.youtube.com/watch?v=iEO6ZdKxOkE
مؤتمر للقضاة المفصولين http://www.youtube.com/watch?v=KgMQA3NUibQ
حجم الفساد مرعب بالقضاء http://www.youtube.com/watch?v=7-eLkaumwFk

ليست هناك تعليقات: