كتبهامصطفى الكومي ، في 29 يوليو 2010 الساعة: 10:56 ص
للشيخ عبد الله بن زيد آل محمود
قاضي ومفتي دولة قطر
خطبة الكتاب
الحمد الله و لا حول و لا قوة إلا بالله .
أما بعد : فإن هذه الرسالة المسماة ( لا مهدي ينتظر بعدالرسول محمد خير البشر ) اخترت لها هذه التسمية لتكون عقيدة حسنة ، تتدلل بها الألسنة من كل مسلم و مسلمة ، لاعتقاد أنها حقيقة مسلمة .
بدأتها بدعوة العلماء و الطلاب إلى الاتحاد على حسن الاعتقاد من أنه لا مهدي ينتظر بعد الرسول خير البشر .
لأنني و إن كنت أرى في نفسي أنني أصبت في الرسالة مفاصل الإنصاف و العدل ، و لم أنزع فيها إلى ما ينفيه الشرع أو يأباه العقل ، لكنني فرد من بني الإنسان الذي هو محل للخطأ
و النسيان ، و قدمت في الرسالة عقيدة المسلم مع المهدي ، و منها : أن جميع الناس من العلماء
و العوام ، في كل زمان و مكان ، يقاتلون كل من يدعي أنه الإمام المهدي ، لاعتقادهم أنه دجال كذاب ، يريد أن يفسد الدين ، و يفرق جماعة المسلمين ، و يملأ ما استولى عليه جورا و فجورا، كما جرى لكثير من المدعين للمهدية ، و لن يزالوا يقاتلون كل من يدعي ذلك حتى تقوم الساعة، فأين المهدي و الحالة هذه ؟
و النسيان ، و قدمت في الرسالة عقيدة المسلم مع المهدي ، و منها : أن جميع الناس من العلماء
و العوام ، في كل زمان و مكان ، يقاتلون كل من يدعي أنه الإمام المهدي ، لاعتقادهم أنه دجال كذاب ، يريد أن يفسد الدين ، و يفرق جماعة المسلمين ، و يملأ ما استولى عليه جورا و فجورا، كما جرى لكثير من المدعين للمهدية ، و لن يزالوا يقاتلون كل من يدعي ذلك حتى تقوم الساعة، فأين المهدي و الحالة هذه ؟
و أن فكرة المهدي ليست في أصلها من عقائد أهل السنة القدماء ، فلم يقع لها ذكر بين الصحابة في القرن الأول ، و لا بين التابعين ، و أن أصل من تبني هذه الفكرة و العقيدة هم الشيعة الذين من عقائدهم الإيمان بالإمام الغائب المنتظر ، يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا،
و هو الإمام الثاني عشر ، محمد ابن الحسن العسكري ، فسرت هذه الفكرة و هذا الاعتقاد، بطريق المجالسة و المؤانسة و الاختلاط ، إلى أهل السنة ، فدخلت في معتقدهم ، و هي ليست من أصل عقيدتهم .
و هو الإمام الثاني عشر ، محمد ابن الحسن العسكري ، فسرت هذه الفكرة و هذا الاعتقاد، بطريق المجالسة و المؤانسة و الاختلاط ، إلى أهل السنة ، فدخلت في معتقدهم ، و هي ليست من أصل عقيدتهم .
ثم انتقلت بصورة عامة إلى المجتمع الإسلامي حين نادى بها في الناس عبد الله بن سبأ، المعروف بصريح الإلحاد و العداء للإسلام و المسلمين ، فأخذ هو و شيعته يعملون عملهم في صياغة الأحاديث ، و وضعها على لسان رسول الله بأسانيد منظمة عن أهل القبور ، و أخذوا في نشرها في مجتمع الناس ، حتى لا يفقدوا الأمل الذي يرتجونه بزعمهم في إرجاع الحكم إلى أهل البيت ، ليزيلوا عنهم الظلم و الاضطهاد الواقع بهم من قبل خصومهم بني أمية ؛ فهي دعوة سياسية إرهابية ن كما أن بني أمية لما سمعوا بهذه الأحاديث الموجهة لهم من العراق ، و التي ترجف بهم و تهددهم بالإيقاع بهم ، و تنبهوا لهذا فأقاموا السفياني مقام المهدي ، و عمل أنصارهم عملهم في وضع الحديث عن رسول الله في السفياني ، من ذلك ما روى الحاكم في صحيحه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يخرج رجل يقال له السفياني من دمشق ، و عامة من يتعبه من كلب فيقتل حتى يبقر بطون النساء ، و يقتل الصبيان ، و ذكر بقيه الحديث ، ثم قال الحاكم : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين و لم يخرجاه، ثم ساق حديثا ثانيا في السفياني ، هي بمثابة تصحيحه و تصحيح الترمذي لأحاديث المهدي على حد سواء،
و في الحقيقة أنها كلها غير صحيحة ، و لا متواترة ، فإن قيل : كيف عرفتم أن هذه الأحاديث الكثيرة المسندة ، والمسلسلة عن عدد من الصحابة ، بأنها مختلفة و هي في سنن أبي داود،
و الترمذي ، و ابن ماجه ن و مسند الإمام أحمد ، و الحاكم ، و غيرها من الكتب ؟
و في الحقيقة أنها كلها غير صحيحة ، و لا متواترة ، فإن قيل : كيف عرفتم أن هذه الأحاديث الكثيرة المسندة ، والمسلسلة عن عدد من الصحابة ، بأنها مختلفة و هي في سنن أبي داود،
و الترمذي ، و ابن ماجه ن و مسند الإمام أحمد ، و الحاكم ، و غيرها من الكتب ؟
فالجواب : إن هذه الأحاديث الكثيرة التي تبلغ خمسين حديثا في المهدي عند أهل السنة، بعضها يزعمونها صحاحا ، و بعضها من الحسان ، و بعضها من الضعاف ، و قد بلغت ألفا
و مائتي حديث عند الشيعة ، والمهدي واحد و ليس باثنين تنازعته أفكار الشيعة و أفكار أهل السنة .
و مائتي حديث عند الشيعة ، والمهدي واحد و ليس باثنين تنازعته أفكار الشيعة و أفكار أهل السنة .
فهذه الأحاديث هي التي أخذت بمجامع قلوب الأكثرين من علماء أهل السنة على حد ما قيل و القوة للكاثر ، على أن الكمية لا تغني عن الكيفية شيئا ، و أكثر الناس مقلدة ، يقلد بعضهم بعضا ، و قليل منهم المحققون فإن المحققين من العلماء و المتقدمين و المتأخرين ، قد أخضعوا هذه الأحاديث للتصحيح و التمحيص ، و للجرح و التعديل ، فأدركوا فيها من الملاحظات ما يوجب عليهم ردها ، و عدم قبولها ، لأمور منها :
ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث بدين كامل ، و شرع شامل ، مبني على جلب المصالح و تكثيرها ، و دفع المضار و تقليلها، و من المعلوم أن اعتقاد المهدي، و القول بصحة خروجه يترتب عليه من المضار و المفاسد الكبار ، و من إثارة الفتن ، و سفك دماء الأبرياء ، ما يشهد بعظمته التاريخ المدروس ، و الواقع المحسوس، من كل ما يبرأ النبي صلى الله عليه وسلم عن الإتيان به ، إذ الدين كامل بدونه .
ـ و منها أن المهدي الذي يزعمون صحة خروجه ، أن اسمه محمد بن عبد الله ، و أن صفته أجلى الجبهة ، أقنى الأنف ، و هذه التسمية بهذه الصفة توجد بكثرة في الطوائف المنتسبين إلى الحسن و الحسين، فلا تعطي يقينا في التعيين ، فمتى أتى من انطبعت فيه هذه الأوصاف، و قال: إنني أنا المهدي ، فعند ذلك يقع المحذور من إثارة الفتنة بين مصدق به و مكذب ، و بين محب و محارب ، فيكون اعتقاده شقاء على العباد طول حياتهم ، لوقوع الاشتباه فيه دائما ، مما يتنافى مع الدين الذي جعله الله رحمة للخلق أجمعين ، فقال سبحانه: ( و ما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ).
ـ و منها : أنه من الأمر المحال أن يوجب النبي على أمته التصديق برجل من بني آدم، مجهول في عالم الغيب ، و هو ليس بملك مقرب ، و لا نبي مرسل ، و لا يأتوني بدين جديد من ربه مما يجب الإيمان به و العمل بموجبه ، ثم يترك أمته يتقاتلون على حساب تصديقه و التكذيب به و فإن هذا من الأمر المنافي لسنته و حكمة رسالته ، »عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم « .
ـ و منها : أننا لسنا بأول من رد هذه الأحاديث ، فقد أنكرها بعض العلماء قبلنا ، فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في » المنهاج « بعد ذكره لأحاديث المهدي :
إن هذه الأحاديث في المهدي قد غلط فيها طوائف من العلماء ، فطائفة أنكروها مما يدل على أنها موضع خلاف من قديم بين العلماء ، كما هو الواقع من اختلاف العلماء في هذا الزمان.
ـ و منها : أن هذه الأحاديث لم يأخذها البخاري و مسلم ، و لم يدخلاها في كتبهما ، مع رواجها في زمنها ، و ما ذاك إلا لعدم ثباتها عندهما ، كما أنه ليس للمهدي ذكر في القرآن ، مما يقلل الاحتفال بها .
ـ و منها : تناقض هذه الأحاديث و تعارضها في موضوعها ، فمهدي اسمه اسم الرسول، اسم أبيه اسم أبيه ، و مهدي اسمه أبو عبد الله ، و مهدي يشبه الرسولفي الخلق ، و لا يشبهه في الخلق ، و مهدي يصلحه الله في ليلة ، و رجل يخرج هاربا من المدينة إلى مكة ، فيبايع له بين الركن و المقام و رجل اسمه بن حران ، يوطئ أو يمكن لآل محمد ، و رجل يخرج من وراء النهر ، و رجل يبايع له بعد وقوع فتنة عند موت خليفة ، و رجل أخواله كلب ، و تأتيه الرايات السود من قبل العراق ، و أبدال الشام ، و مهدي يصلي عيسى بن مريم خلفه ، و مهدي يقال له بحضرة نبي الله عيسى : صل أيها الأمير ، فيقول : كل إنسان أمير نفسه ، تكرمة الله لهذه الأمة.
فهذه و ما هو أكثر منها ، مما جعلت المحققين من العلماء يوقنون بأنها موضوعة على لسان رسول الله ، و أنها لم تخرج من مشكاة نبوته ، وليست من كلامه ، فلا يجوز النظر فيها، فضلا عن تصديقها .
فهذه الأحاديث التي رواها أبو داود ، و الترمذي ، و ابن ماجه هي التي حملت بعض علماء السنة لكثرتها على التصديق بها ،فقبلوها قاعدة مسلمة ، و عقيدة محترمة ، سامعين مطيعين لها بدون تفكر و لا تدبر ، كالشيخ صديق و الشوكاني ، و السفاريني ، و الشيخ مرعي، و العبادي ، وسائر العلماء من المتأخرين . فلو أن هؤلاء حققوا النظر بإمعان و تفكر في أحاديث المهدي التي رواها أبو داود ، و ابن ماجه ، و الترمذي ، فقابلوا بعضها ببعض ، لعرفوا من مجموعها حقيقة التعارض و الاختلاف ، و لظهر لهم منها ما يوجب عليهم الرجوع عن التصديق بها ، و كون أكثرها قضايا أحداث وقعت مع أشخاص ، و لا ذكر للمهدي فيها .
و كل حديث يذكر فيه المهدي فإنه ضعيف ، كحديث علي مرفوع : لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لبعث الله رجلا منا يملؤها عدلا كما ملئت جورا و مثله عن علي رضي الله مرفوعا : المهدي منا أهل البيت . و كذا عن علي رضي الله : و نظر إلى ابنه الحسن فقال : إن ابني هذا سيد كما سماه رسول الله ، و سيخرج من صلبه رجل يسمى باسم نبيكم ، يشبهه في الخلق و لا يشبهه في الخلق ، و مثله : حديث أم سلمة مرفوعا : المهدي من عترتي و من ولد فاطمة . رواها كلها أبو داود في سننه و غيره .
و قد أعرض أكثر المحدثين عن إثبات أحاديث كثيرة في كتبهم عن أهل البيت ، لتسلط الغلاة على إدخال الشيء الكثير من الكذب في فضائلهم كما تحاشى عنها البخاري و مسلم،
و النسائي والدار قطني ، الدارمي ، فلم يذكروها في كتبهم المعتمدة ، و ما ذاك إلا لعلمهم بضعفها ، مع العلم أن الدارمي هو شيخ أبي داود و الترمذي ، و قد نزه مسنده عن أحاديث المهدي ، فلا ذكر لها فيه .
و النسائي والدار قطني ، الدارمي ، فلم يذكروها في كتبهم المعتمدة ، و ما ذاك إلا لعلمهم بضعفها ، مع العلم أن الدارمي هو شيخ أبي داود و الترمذي ، و قد نزه مسنده عن أحاديث المهدي ، فلا ذكر لها فيه .
ثم إن عادة العلماء المحدثين و الفقهاء المتقدمين ، أن بعضهم ينقل عن بعض الحديث
و القول على علاته ، تقليدا لمن سبقه ، كما ذكر عن الإمام أحمد أنه كان يستعير الملازم من طبقات ابن سعد ، فينقلها ، ثم يردها إليه ذكر ذلك في ترجمة ابن سعد ، و كان الشافعي يقول للإمام أحمد : إذا ثبت عندك الحديث فارفعه إلى حتى أثبته في كتابي ، و كذلك سائر علماء كل عصر ، ينقل بعضهم عن بعض ، فمتى كان الأمر بهذه الصفة فلا عجب متى رأينا أحاديث المهدي تنتشر في كتب المعاصرين لأبي داود كالترمذي و ابن ماجه ، لخروج الحديث من كتاب، إلى مائة كتاب ، و انتقال الخطأ من عالم إلى مائة عالم ، لكون الناس مقلدة ، و قليل منهم المحققون المجتهدون ، و المقلد لا يعد من أهل العلم ، و قد عقدت في الرسالة فصلا عنوانه
( التحقيق المعتبر في أحاديث المهدي المنتظر ) شرحت فيه سائر الأحاديث التي رواها أبو داود و الترمذي ، و ابن ماجه ، والإمام أحمد ، و الحاكم بما لا مزيد على فليراجع . و بينت في الرسالة أن أحاديث المهدي ليست بصحيحة ، و لا صريحة ، و لا متواترة بالمعنى ، و قد أسلفنا كلام الشيخ ابن تيمية رحمه الله فيها ، و أن طائفة أنكروها بتاتا ، و مثله العلامة ابن القيم رحمه الله ، فقد قال في كتابه » المنار المنيف في الصحيح و الضعيف « : اختلف الناس في المهدي على أربعة أقوال :
و القول على علاته ، تقليدا لمن سبقه ، كما ذكر عن الإمام أحمد أنه كان يستعير الملازم من طبقات ابن سعد ، فينقلها ، ثم يردها إليه ذكر ذلك في ترجمة ابن سعد ، و كان الشافعي يقول للإمام أحمد : إذا ثبت عندك الحديث فارفعه إلى حتى أثبته في كتابي ، و كذلك سائر علماء كل عصر ، ينقل بعضهم عن بعض ، فمتى كان الأمر بهذه الصفة فلا عجب متى رأينا أحاديث المهدي تنتشر في كتب المعاصرين لأبي داود كالترمذي و ابن ماجه ، لخروج الحديث من كتاب، إلى مائة كتاب ، و انتقال الخطأ من عالم إلى مائة عالم ، لكون الناس مقلدة ، و قليل منهم المحققون المجتهدون ، و المقلد لا يعد من أهل العلم ، و قد عقدت في الرسالة فصلا عنوانه
( التحقيق المعتبر في أحاديث المهدي المنتظر ) شرحت فيه سائر الأحاديث التي رواها أبو داود و الترمذي ، و ابن ماجه ، والإمام أحمد ، و الحاكم بما لا مزيد على فليراجع . و بينت في الرسالة أن أحاديث المهدي ليست بصحيحة ، و لا صريحة ، و لا متواترة بالمعنى ، و قد أسلفنا كلام الشيخ ابن تيمية رحمه الله فيها ، و أن طائفة أنكروها بتاتا ، و مثله العلامة ابن القيم رحمه الله ، فقد قال في كتابه » المنار المنيف في الصحيح و الضعيف « : اختلف الناس في المهدي على أربعة أقوال :
أحدها : أنه المسيح ابن مريم ، و هو المهدي على الحقيقة .
الثاني : أنه المهدي بن المنصور ، الذي ولي من بني العباس ، و قد انتهى زمانه .
الثالث : أنه رجل من أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ، من ولد الحسن بن علي، يخرج في آخر الزمان . و أكثر الأحاديث على هذا .
الرابع : قول الإمامية ، و أنه محمد بن الحسن العسكري .
فهذه الأقوال على اختلافها ، تدل على أن القضية هو موضع نزاع و خلاف في قديم الزمان و حديثه ، و ليست بموضع اتفاق .
و من لوازم قوله أن ما يزعمونه من خروج المهدي المجهول في عالم الغيب ، أنه لا حقيقة له لكن المتعصبين لخروجه لما كل عليهم الأمد ، و مضى من الزمان أربعة عشر قرنا.
و ما يشعرني أن يأتي من الزمان أكثر مما مضى بدون أن يروه حتى تقوم الساعة ــ لهذا أخذوا يمدون في الأجل ليثبتوا بذلك استقامة قولهم عن السقوط ، فأخذوا يبثون في الناس بأن لن يخرج إلا زمن عيسى ابن مريم مع العلم أن الأحاديث التي بأيديهم ، و التي يزعمونها صحيحة
و متواترة و التي رواها الإمام أحمد و أبو داود و الترمذي ، وابن ماجه ، أنها وردت مطلقة لم تقيد بزمن عيسى ، إلا حديث صلاة عيسى خلف المهدي ، قال الذهبي وعلي القاري : إنه موضوع ، أي مكذوب ، فسقط الاحتجاج به .
و ما يشعرني أن يأتي من الزمان أكثر مما مضى بدون أن يروه حتى تقوم الساعة ــ لهذا أخذوا يمدون في الأجل ليثبتوا بذلك استقامة قولهم عن السقوط ، فأخذوا يبثون في الناس بأن لن يخرج إلا زمن عيسى ابن مريم مع العلم أن الأحاديث التي بأيديهم ، و التي يزعمونها صحيحة
و متواترة و التي رواها الإمام أحمد و أبو داود و الترمذي ، وابن ماجه ، أنها وردت مطلقة لم تقيد بزمن عيسى ، إلا حديث صلاة عيسى خلف المهدي ، قال الذهبي وعلي القاري : إنه موضوع ، أي مكذوب ، فسقط الاحتجاج به .
و كلام العلماء من المتأخرين كثير ، و أعدل من رأيته أصاب الهدف في قضية المهدي هو : أبو الأعلى المودودي ، حيث قال في رسالة اسمها » البيانات « عن المهدي :
إن الأحاديث في هذه المسألة على نوعين ، أحاديث فيها الصراحة بكلمة المهدي،
و أحاديث إنما أخبر فيها بخليفة يولد في آخر الزمان ، و يعلي كلمة الإسلام . و ليس سند أي رواية من هذين النوعين من القوة حيث يثبت أمام مقياس الإمام البخاري لنقد الروايات ، فهو لم يذكر منها أي رواية في صحيحه ، و كذلك ما ذكر منها الإمام مسلم إلا رواية واحدة في
صحيحه ، و لكن ما جاءت فيها أيضا الصراحة بكلمة المهدي .
و أحاديث إنما أخبر فيها بخليفة يولد في آخر الزمان ، و يعلي كلمة الإسلام . و ليس سند أي رواية من هذين النوعين من القوة حيث يثبت أمام مقياس الإمام البخاري لنقد الروايات ، فهو لم يذكر منها أي رواية في صحيحه ، و كذلك ما ذكر منها الإمام مسلم إلا رواية واحدة في
صحيحه ، و لكن ما جاءت فيها أيضا الصراحة بكلمة المهدي .
و قال : لا يمكن بتأويل مستبعد أن في الإسلام منصبا دينيا يعرف بالمهدوية يجب على كل مسلم أن يؤمن به ، و يترتب على عدم الإيمان به طائفة من النتائج الاعتقادية ، و الاجتماعية في الدنيا و الآخرة .
و قال : مما يناسب ذكره بهذا الصدد ، أنه ليس من عقائد الإسلام عقيدة المهدي ، و لم يذكرها كتاب من كتب أهل السنة للعقائد ، انتهى .
و الحاصل الذي نعتقده ، و ندين الله به ، أنه لا مهديينتظر بعد الرسول محمد خير
البشر ، و أنه لا ينكر على من أنكره ، إذ إنكاره لا ينقص من الإيمان ، و إنما يتوجه الإنكار على من يجادل في وجوده و صحة خروجه . و الله أعلم .
باقي فصول الكتابالبشر ، و أنه لا ينكر على من أنكره ، إذ إنكاره لا ينقص من الإيمان ، و إنما يتوجه الإنكار على من يجادل في وجوده و صحة خروجه . و الله أعلم .
عقيدة المسلم مع المهدي
دعوة العقلاء للاتحاد على حسن الاعتقاد
التحقيق المعتبر عن أحاديث المهدي
المقارنة بين أقوال العلماء في المهدي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق