الخميس، 20 يونيو 2013

النيل في أيدينا كيف ؟






   أثيوبيا هي أحدى الدول التابعة للقوى العالمية الصليبية و الصهيونية للسيطرة على العالم الإسلامي , وهي بالإضافة إلى سيطرتها على منابع النيل لكل من مصر و السودان فهي أيضا تسيطر على منبعي نهري جوبلى و شبيلي الصوماليين , وهي إذ اقدمت على هذه الخطوة في هذا التوقيت بعد أن وصلت القوى الإسلامية للحكم , والتفجير المفتعل للوضع الداخلي بعملاء الداخل لمريكا وإسرائيل  , وبهذا الحجم من حجز لمياه النيل يؤكد ضلوعها مع القوى العالمية لإسقاط الحكم الإسلامي وإفشال مصر , ومع ذلك فيمكننا أن نستعيد حقوقنا في نهرنا وزيادة فوقه إن نحن أحسنا استخدام القوة الناعمة , التي أصبح تأثيرها أقوى من الحرب العسكرية في نتائجها , وبداية لابد ان نتعرف على بعض نقاط الضعف و القوة و المعلومات المفيدة للعمل على هذا الملف .
  ـ أثيوبيا دولة حبيسة ليس لها مطل على البحر تحيطها من كل جانب الدول الإسلامية فيما عدا الغرب حيث يحيطها السودان وجنوب السودان وكينيا ومن الشمال السودان ومن الشرق أرتيريا وجيبوتي و الصومال ومن الجنوب الصومال  .
  ـ أثيوبيا تحتل إقليم أوجادين الصومالي ولها مشاكل حدودية مع إرتيريا .
  ـ أثيوبيا تحمل في جوفها قنبلة إذا عملنا على تفجيرها تفتتت أثيوبيا إلى ثمانية دويلات على الأكثر ولأربعة بحد أدنى , فهي من الناحية الدينية لديها أكثر من ديانة وأغلبية الشعب أرثوذكس بنسبة بنسبة 61% تقريبا والمسلمون بنسبة 33% تقريبا والباقي 6% أديان أخرى الكاثوليك والبروتستانت واليهود الفلاشا والوثنيين , يبلغ عدد السكان 83مليون تقريبا يتوزع على ثمانية عرقيات كانت لوقت قريب لكل عرقية ميليشياتها العسكرية الخاصة بها وكانت تتقاتل فيما بينها ومازال بعضها يحمل السلاح , عرقية الأورومو أكبر القوميات الإثيوبية بنسبة تفوق 35% , تليها الأمهره25% , ثم ذوو الأصول الصومالية 6 ـ 8%, وتأتي بعد ذلك قومية التيجراي التي ينتمي إليها رئيس الوزراء الراحل ميليس زيناوى ونسبتها 5 ـ 7%, وفي الشرق العفار وفي الشمال الغربي  بني شنقول بينما يحتوي إقليم جنوب إثيوبيا وحده علي عدة قوميات أشهرها السيداما 1.8 مليون نسمه والقرافـي 1.6 مليون والولاباشا 1.2 مليون والهديا 900 ألف نسمة.

  ـ أثيوبيا من ضمن أفقر عشر دول في العالم وتضاريس أرضها لايسمح لها بالتوسع في الزراعة .
 ـ أثيوبيا على علاقة قوية بإسرائيل وأمريكا والصين .
 ـ أثيوبيا تحكمها أقلية التجراي وحزبها الحاكم مكون من إئتلافات قومية ونظام شبه برلماني ولكنه يفتقد لكثير من الحريات ولديها بالإضافة إلى التناقضات العرقية و الدينية أيضا تناقضات أيدلوجية , وهناك اتهامات للحكومة بتزوير الانتخابات وأكثر الأقليات تتعرض للظلم و التضييق هم المسلمون .
ـ نسبة الأمية عالية جدا في أثيوبيا والشعب يتناول القات ـ النبات المخدرـ بكثافة  .
ـ اللغة الرسمية هي اللغة الأمهرية بالرغم أنها لغة الاقلية الأمهرية .
   في ضوء المعطيات السابقة يمكننا أن نقول إن محاولة أثيوبيا لتعطيش مصر بالرغم مما تعانيه أثيوبيا من مشاكل داخلية وخارجية يجعلنا نقول بكل ثقة أن أثيوبيا فتحت على نفسها أبواب جهنم .
والعمل مع اثيوبيا لابد له من إستراتيجية ترتكز على الآتي :
  ـ إن العالم لايعترف إلا بالقوة وإن لم تكن لنا قوة قاهرة تحمي حقوقنا فلن يحترمنا العالم بما فيهم أثيوبيا .
 ـ أثيوبيا تنسق مع إسرائيل وأمريكا و بقية دول النيل وهذا يعني أننا لا بد أن ننسق مع الدول العربية و الإسلامية وأن نحيي روح الإخوة والوحدة العربية و الإسلامية من أجل نتائج أفضل وأسرع  وهو ضرورة لمضاعفة قوتنا وخاصة دول الربيع العربي وتركيا وباكستان , ولا يجب أن نعول  دول العائلات المالكة الخليجية باستثناء قطر فهم لا يفكرون إلا في تثبيت عروش انظمتهم وعائلاتهم الحاكمة  ولذلك فقد لعبوا دورا في تطويق مصر وتعطيشها , لذلك  بل يجب محاولة إيصال روح الربيع العربي لها حتى يمكنها أن تكون ظهيرا لنا لاستعادة حصتنا المائية.

 ـ العمل من أجل السيطرة على تدفق مياه النيل يجب أن يكون طويل الأجل و إن لم ندرك نتائجه  تدركه أجيالنا القادمة .
 ـ إن ماحدث في أعالي النيل كان بسبب اننا كنا محكومين بنظم عالمانية تابعة للمشروع الصهيوامريكي فهي جزء منه ومفعول به ولم يكن فاعلا إلا بما يخدم مشروع التبعية للغرب أو الشرق , و يكفي وصف الإسرائيليين لمبارك بأنه كان كنزا استراتيجيا لإسرائيل , كل النظم العالمانية التي حكمت مصر كانت مشغولة بتثبيت العالمانية وانشغلت عن دعم استقلال أرتيريا ودعم الجبهة الإسلامية المقاتلة بل تركت لإسرائيل الدور و الحرية في دعم جبهة أفورقي الشيوعية في حكم أرتيريا شيوعيا أفضل لهم من ان تحكمها إسلاميا هكذا كان يرى النظام العالماني العسكري المصري ولم تدعم استقرار الصومال الذي كان يمكن بإستقرارها السياسي أن تكون شوكة في حلق أثيوبيا , ولم تدعم السودان و وحدته بل عمل مبارك على تفتيت السودان الذي أعلن نظامه انحيازه للشريعة لقد كان نظام العسكر العالماني الذي حكم مصر جزء من المؤامرة الدولية على العالم الإسلامي إما بالمشاركة الفعالة أحيانا أو بالسكوت أحيانا أخرى ,  والآن بعد الثورة و بعد أن عاد للشعب المصري حقه في اختيار من يحكمه أصبح لابد ان تنتقل التبعية السياسية لمصلحة من أتى بالحكومة للحكم وهو الشعب المصري وإلا لفظها الشعب .
بماذا نضغط ؟
هناك عدة ملفات يمكننا أن نضغط بها على أثيوبيا منها على سبيل المثال :
الصومال
لقد عملت أثيوبيا لتحويل الصومال لدولة فاشلة ومنقسمة حتى لا يمكنها المطالبة بتحرير إقليم أوجادين الصومالي المسلم والذي يبلغ ثلث مساحة أثيوبيا تقريبا , فلو قمنا بعكس ما قامت به أثيوبيا بدعم حكومة صومالية إسلامية موحدة و قوية ودفعها بعد ذلك و مساعدتها لإستعادة إقليم أوجادين والتي ستنزع من  أثيوبيا ثلث مساحتها تقريبا , يمكن أن يكون ذلك ورقة ضغط كبيرة لدفع إثيوبيا للجلوس على مائدة المفاوضات وتقليل أضرار السد على مصر ولكن يجب ألا يكون جلوسنا للمفاوضات مانعا لاستمرار العمل لضمان وصول الماء إلينا بشكل كافي ومستمر لأجيال بعدنا  .



إرتيريا
أرتيريا بلد مسلم واللغة الرئيسية هي اللغة العربية لكن نظامها نظام شيوعي عميل لإسرائيل , على خلاف مع أثيوبيا حول حدودها ,كانت محتلة من قبل أثيوبيا وتخلصت منها حفاظا على أغلبية مسيحية معتبرة , العمل يتطلب دعم الحركات الإسلامية في أرتيريا لتصل إلى الحكم لإقامة دولة ونظام إسلامي يعمل معنا على تقويض مخططات أثيبوبيا للسيطرة على مياه النيل وتمكينه من تأمين حدوده وحصوله على كامل حدوده التي تسيطر عليها أُثيوبيا وحصار اثيوبيا بنظم إسلامية متعاونة ومتحدة مع بعضها البعض يجبرها على احترام جيرانها وحقوقنا في النهر .
العرقيات المختلفة
 إن اثيوبيا بسبب التعدد العرقي فيها لم تكن مستقرة سياسيا في تاريخها القديم أو الحديث على السواء واستدعاء هذا التاريخ من الصراعات العرقية الدينية ليس بالأمر الصعب , وفي هذا الزمن لا يوجد دولة تحتوي على عرقيات مختلفة في اللغة والدين والعادات و التقاليد إلا ويمكن تفتيتها وتقسيمها وإن كانت إسرائيل و أمريكا أستطاعت أن تفتت السودان إلى دولتين والعراق إلى سنة و شيعة و أكراد فلا يمكن أن يستعصى هذا على مصر وهي تعاني من محاولة للتدمير بالعطش ، ولهذا التفتيت دراسات خاصة تعرفها مراكز البحوث الإستراتيجية و أجهزة المخابرات  , والنجاح مع إحدى العرقيات في المطالبة بالاستقلال فإن هذا سيشجع قوميات أخرى للمطالبة بالاستقلال والأفضل البدء بالعرقيات الحدودية لأنه سيسهل إمداداها بالسلاح والعتاد , وهذا يعني أن كل القوميات مرشحة للعمل معها ماعدا قومية الأورمو التي تتوسط كافة القوميات و ليس لها حدود على خارج أثيوبيا , و المناخ السياسي الداخلي يرشح لهذا التقسيم بسبب سيطرة قومية التيجرا ـ وهي أقلية ـ على الحكم في أثيوبيا , سيكون الدور الأكبر على أجهزة المخابرات المصرية عليها أن تثبت لنا أن بطولاتها ليست مجرد أفلام و مسلسلات , وأن تغير استراتيجية تثبيت العالمانية للعمل مع مصلحة مصر خاصة بعد أن ثبت فشل العالمانية في مصر في الحفاظ على مصالح مصر وللعلم إن بعض أعضاء الحكومة الأثيوبية المسلمين هم عالمانيين و هم أكثر المتحمسين لتعطيش مصر  .
دولة إسلامية على حوض نهر النيل الأزرق 
لابد أن تتركز جهودنا على المدى الطويل عند تقسيم أثيوبيا , أن نوجد دولة إسلامية حول حوض نهر النيل الأزرق وهذا بالطبع يتضمن نيل عطبرة وهذا يشغل تقريبا خمس مساحة أثيوبيا الحالية لذلك لابد من أن تتركز الجهود الدعوية والعلاقات الثقافية و البعثات التعليمية في هذه المنطقة , التي لها ميزة أنها يحدها من الشمال والغرب السودان فهي يسهل الإتصال بها عبر الحدود السودانية وبالرغم أن هذه المنطقة توجد بها عدة قوميات إلا أن بها قومية مهمة لها طابع سوداني في الدين و العادات و التقاليد  هي قومية بني شنقول التي يبنى في أراضيها سد النهضة الحالي , وهي لها حركة تحرير فعليا يمكن مساعدتها وتحريكها للإنفصال, هذا سوف يساعد في تحريك عرقيات أخرى و أسلمة هذه المنطقة   .

الدعوة الإسلامية
بالطبع النظام العالماني الذي حكم مصر منذ ما قبل الاستعمار الإنجليزي لمصر لم يكن مشغولا أبدا ولا مهتما بنشر الإسلام في دول حوض النيل و لولا الانتشار الذاتي للإسلام في هذه الدول لما كان لنا فيها أي أقلية إسلامية معتبرة , ولو اهتممنا بنشر الإسلام في هذه الدول مع التركيز على أثيوبيا و حوض نهر النيل الأزرق كما ذكرنا قبل لأمكننا استبدال الحكومات ذات التوجه الصليبي إلى دول صديقة على الأقل لا تعمل ضدنا وقد كانت دولة اوغندا يحكمها عيدي أمين و لكن المؤامرات الدولية أبعدته عن الحكم لتستبدله بحكومة صليبية تعادينا بتصريح رئيسها الأخير "مصر يجب ان تتخلص من التصريحات الإستعلائية " , ويجب أن يكون للجماعات و الجمعيات الإسلامية الوسطية خاصة و الأزهر في مصر دور مركز على أمر الدعوة في دول النيل العشرة .
البعثات التعليمية
لقد كان للبعثات التعليمة من مصر إلى دول الغرب دور في كبير في زراعة الجسم الغريب المسمى بالليبرالية ثم الشيوعية دور كبير في حكم مصر حتى يمكننا ان نقول أن ماركس و العم سام مازالا يحكماننا حتى الآن , يمكننا أيضا أن نحكم هذه الدول بمبادئنا ومناهجنا وأن نربي فيهم حب مصر وأن نتوسع في هذا لأبعد الحدود وأن نركز في بعثاتنا التعليمية  على منطقة حوض نهر النيل الأزرق ثم أثيوبيا ثم بقية دول نهر النيل ولو أمكن إمداد هذه البلاد بالمدارس و المدرسين وإنشاء جامعة مصرية هناك سيكون له أثر كبير في التقارب الثقافي والسياسي .
الثقافة و الإعلام
لابد أن تكن لنا علاقات ثقافية وإعلامية مع مثقفي هذه الدول بل أزعم أنه لابد من تخصيص قنوات وإذاعات وصحف و مجلات بلغة دول حوض النيل ولو تعددت فضلا عن تعليم اللغة العربية في هذه الدول , واعتقد أن لدينا من يعملون في هذا المجال أكثر من مائتي ألف موظف في التلفزيون و الصحف الحكومية يمكنهم أن يبدأوا عملهم الذي  يتقاضون عليها أجر بلا عمل حقيقي , وكما أن لدينا مثقفين يعملون في مصر لصالح المشروع الصهيوامريكي للسيطرة علينا ثقافيا وسياسيا فلابد ان يكون لنا ايضا عملاء ثقافيين و إعلاميين من أجل بث روح الصداقة بيننا وبين بلاد النيل فضلا عن فضح مشروعات الهيمنة الغربية على الثروات المعدنية الأفريقية و على سوقها الاقتصادي .
العمل العسكري غير المباشر
يجب مساعدة كل العرقيات التي تريد ان تنفصل عن أثيوبيا تسليحا و تدريبا والبدء مع جبهة تحرير أوجادين ثم غيرها ممن يحمل سلاحا حاليا من أجل الانفصال أو من يريد ذلك مستقبلا بل يجب إغراء من يريد ان ينفصل ولم يشكل بعد مجموعة مسلحة بالإمداد بالسلاح والعتاد و التدريب طبعا بعد التأكد من جديته , و يمكننا الإستعانة بالجماعات الجهادية سواء في مصر أو خارجها في مساعدة المسلمين في أثيوبيا في جهادهم لاستقلال مناطقهم وإخوانهم الصوماليين في استعادة جزء من وطنهم المسلم وسنجد من يستجيب لذلك.
العمل العسكري المباشر
  قد نضطر للعمل العسكري المباشر إن لم يفلح كثيرا مما فات خاصة إذا اضيرت مواردنا المائية بشكل كبير ولكن لابد وأن نعمل حساب دول النيل العشرة فقد تقف بجوار اثيوبيا وتعادينا و هذا ليس في مصلحتنا , لذلك يجب أن يكون هذا آخر أدويتنا لمعالجة أضرار السد , وإن اضطررنا للضرب المباشر لأثيوبيا فلابد ان تكون ضربة مباشرة ومركزة على السد حتى تكون ردود أفعال دول النيل أقل حدة من أن تكون حرب موسعة يقتل فيها ناس كثر وإن كانت الظروف مواتيه فلابد من احتلال حوض النيل الأزرق والعمل على تحويله إلى إقليم إسلامي بالدعوة الإسلامية المباشرة أو تشجيع المسلمين في بقية اثيوبيا على الهجرة إليه وإنشاء المدارس العربية و الإسلامية  وجامعة وتركيز البعثات التعليمية من هذا الإقليم والنشاط الثقافي و الدعوي فيه أو احتلال أثيوبيا نفسها  .


هذا ما تيسر التفكير فيه ليعلم من قرأ أننا يمكن أن نصنع لأنفسنا خيرا و لعله ينفع أصحاب القرار .
موضوعات ذات صلة على صفحة ..أفكار لمصر 

ليست هناك تعليقات: