الجمعة، 27 مارس 2009

اكذب تُرزق

اكذب تُرزقغالبا ما تطالعنا الصحف الحكومية بعناوين وتقارير ومقالات وخاصة في مواسم الاحتفالات الحكومية "نصر أكتوبر ـ طابا ـ يوليوـ انتخابات" على سبيل المثال : ـ النمو الاقتصادي بلغ معدل غير مسبوق ـ الأولوية لمحدودي الدخل ـ وهي عناوين كثيراً ما تتكرر مع تغيير في الصياغة ويتم ذكر المبالغ والمعدلات الرقمية المؤيدة والمؤكدة للعنوان. وهي في الحقيقة قيء من الكذب والتبرير إذا وقعت عينيك عليها تصيبك بالقرف وتحثك على الهرب والابتعاد عن مصدر الرائحة الكريهة. ثم تجد التناقض في داخل الصحيفة أو مع تتابع الأخبار ما يكذب العنوان الرئيسي مثل امرأة تموت في طابور العيش أو شاب يفقد حياته أثر معركة في طابور البوتاجاز أو خمسون شابا يفقدون حياتهم بعد غرق قارب يحاول الوصول إلى أوروبا أو شاب ينتحر بعد فشله في الحصول على وظيفة أو امرأة تناشد السيد وزير الصحة على توفير العلاج اللازم لشفاء ابنتها أو أهالي قرية بشتيل البلد يناشدون السيد وزير الكهرباء بإمداد مساكنهم بالكهرباء أو مصنع نسيج قطاع عام يغلق أبوابه والعمال يطالبون بمرتباتهم المتأخرة . ومثل تلك الأخبار هي التي تعطي المؤشرات الحقيقية لواقع اقتصادنا الذي يتقدم ولكن بسرعة السلحفاة بالمقارنة بدول أخري لم تكن لها حضارة سبعة ألاف سنة وصارت تصنع السيارة والطيارة و الإبرة والصاروخ ولا نستطيع إيقاف فيضان السلع الذي تغمرنا به حتى صرنا نغرق نغرق ونتنفس تحت خط الفقر. ثم تأتي صحفنا الحكومية وترتل علينا أرقام من الكذب المر. وفي حالة غزة كانت الفضيحة بجلاجل . تطالعك الصحف بعناوين مثل:نواب الأغلبية والمعارضة والمستقلون يؤيدون جهود الحكومة تجاه أزمة غزة.. توقير دروس الأزمة وعبقرية الدور "الأهرام" - نواب الشعب يؤكدون تأييدهم لمواقف وسياسات الحكومة.. سرور: مصر قادت المجتمع الدولي لوقف العدوان علي غزة، بينما اكتفي الآخرون بالنقد "الأخبار" سرور: مبارك أنقذ الأمة بحكمته وخبرته السياسية.. مصر تمسكت بالموقف القوي والصحيح، والآخرون اكتفوا بالإثارة والشائعات "الجمهورية". في الوقت الذي كنا نرى على شاشات الفضائيات مظاهرات في كل أنحاء العالم من تشيلي في أقصى غرب كوكب الأرض إلى اليابان أقصى شرق كوكب الأرض تندد بدور الحكومة المصرية في حصار غزة .طبعا مش معقول كذب العالم وصدقت صحف وفضائيات الحكومة . ثم يتساءلون لماذا أحجم الناس عن صحفهم وفضائياتهم وهذا إنما كان نتيجة لما قاموا به من كذب وتضليل فقد أقاموا محكمة لا يسمح فيها إلا بسماع صوت الإدعاء حتى ظن القاضي " الناس" أن المتهم وهو مُغيب عن المحكمة أن سبب غيابه هو خوفه من مواجهة الحقيقة ولكن الناس لما شاهدوا محكمة أخرى على فضائيات وصحف غير الحكومية أو التابعة وجدوا فيها المتهم ينطق ويحاور الادعاء وظهر الحق أن الادعاء هو المتهم انصرف عنكم الناس غير آسفين عليكم. العجيب في الأمر هم من امتهنوا مهنة الكذب والتبرير ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون ليوم عظيم ألا يخجلون من أبنائهم وأزواجهم حين يعلمون أن رزقهم أنهم يكذبون وأين احترامهم لأنفسهم حين يعلمون أنهم لا يملكون وظيفة محترمة كبقية الناس وليس لها مسمى إلا الكذب وأن ما يتمتعون فيه من مناصب ومال وجاه إنما هو حصيلة الكذب.

موضوعات ذات صلة على صفجة  .. الإعلام

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

بارك الله فيك

غير معرف يقول...

بارك الله فيك