الثلاثاء، 9 أبريل 2013

مصر قطر



  الكثير من بني علمان دائما يشككون في نوايا دولة قطر نحو مصر ويستنكرون مساعدتها لها ويحاولون باستمرار تشكيك الشعب في جهود دولة قطر لمساعدة دول الربيع العربي عامة , وهذا لا يفعلونه فقط مع قطر ولكن مع كل تقارب عربي أو إسلامي مع أي دولة عربية أو إسلامية مثلا علاقات مصر مع حماس لأن هذه العلاقة ضد مصلحة إسرائيل فالعالمانيين خائفون على مصلحة إسرائيل طبعا فيعملون على شيطنة حماس حتى إن البعض يتندر على هذا الموقف بضرورة أن يعتني الآباء بتربية أبنائهم حتى لا يتطوعوا في الجيش الإسرائيلي مستقبلا , وموقف العالمانيين هذا هو هو نفس موقف الغرب من أي تقارب عربي أو إسلامي لأنه يثير المخاوف الغربية من اتحاد العرب و المسلمين الذي يعني انتهاء سيطرة الغرب على العالم ومن ثم صعود نجم الإسلام ليقود العالم من جديد , وهذه الحرب من قبل العالمانيين على أي علاقات عربية عربية أو إسلامية إسلامية ليس مجرد ميل غربي وخوف على مصالحه بل هو حالة مرضية تسمى "لَبْسْ" يعرفها الخبراء بأن عفريت الغرب يلبس عقول وجيوب العالمانيين فيجعلهم يفكرون كما يفكرون ويشعرون بما يشعرون به حيال المخاوف من عفريت آخر أسمه المارد الإسلامي , هذا إن لم يعكس حالة عمالة واضحة ....
  ونحن لا نناقش هنا التقارب المصري الإسلامي المطلوب ولكن فقط نناقش التقارب المصري القطري كحالة من حالات التقارب .. فقطر دولة صغيرة جدا يمكن أن نسميها دويلة ليس في مقدورها وحدها أن تتصدى لمحاولات الغرب وأمريكا على الخصوص في السيطرة عليها خاصة أنها تقع تحت تهديد من دولة كبيرة كإيران يمكنها أن تسيطر على الخليج كله لولا تدافع المصالح وتضادها مع مصلحة أمريكا لذلك قبلت بوجود قواعد أمريكية على أرضها دفعا لشر أكبر هو طمع إيران ورغبتها في السيطرة على المنطقة ومن ثم تشيعها جبرا كما حدث سلفا في بلاد فارس , و نحن لا نبرر لقطر هذا الاتجاه وإن كنا نعذرها بسبب حالة الضعف والتمزق العربي تحت قيادات عربية مهترأة .
  ولأن تاريخ مصر والعالم الإسلامي يشهد لها أنها دائما كانت حائط صد لكل محاولات القضاء على الإسلام وحضارته , فهي قائدة الصد ضد الصليبيين وهي قائدة الصد ضد التتار وقائدة الصد ضد الاحتلال الغربي الحديث , يعلم أمير قطر هذا يقينا, بينما عالمانيون مصر المتلبسين بعفريت الغرب لا يعلمون هذا ولا يريدونه , لهذا أرى أنه : لعل أمير قطر كبقية الشعوب العربية يأمل في مصر أن تعيد اللحمة العربية و الإسلامية الممزقة إلى هيئتها الأولى من الوحدة و العزة التي وعدنا بها الله تعالي في كتابه العزيز " هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ" ومن أصدق من الله و عدا ,فتحقيق حالة الوحدة هي القادرة على صد أي تحديات سواء كانت غربية أو إقليمية , أكيد العالمانيون يعرفون دور مصر التاريخي ولكنهم لا يهمهم عودة مصر ولا العرب ولا المسلمون إلى سابق عهدهم من القوة والقيادة , قد يكون هذا راجع لرغبتهم في فشل مرسي و المشروع الإسلامي , وقد يكون لأسباب مادية بحته أنهم قبضوا لإفشال هذا المشروع , أو لأنهم طامعون في الحكم على مبادئ الليبرالية الغربية أو الشيوعية الماركسية المهم أي شيء إلا الإسلام .
  ثم إن قطر لاتساعد مصر فقط , بل تساعد السودان في دارفور وتساعد الفلسطينيين خاصة في غزة والسوريين وتتوسط لإطفاء نار الحرب في تشاد ومالي وبين المغرب و الجزائر وهذا يؤكد ميول امير قطر للاستقرار والوحدة بين العرب والمسلمين .
  من أتفه ما يقال عن علاقة مصر بقطر أن يقول إعلام العالمانية أنهم يخشون على مصر من سيطرة قطر ــ التي لا تكاد تُرى على الخريطة ــ على الثروات المصرية , في الوقت الذي يتغاضون عن سيطرة الغرب على الاقتصاد المصري من خلال شركاته الأجنبية التي استطاعت أن تطرد شركات وطنية من سوق المنظفات والأسمنت والصناعات الغذائية والبترول الأمر الذي يضيف تأكيدا لعمالة العالمانيون لصالح مشروع الهيمنة الغربية على مصر .

ليست هناك تعليقات: