الاثنين، 4 فبراير 2013

اللجان الشعبية هي الحل



  صدعونا بالديمقراطية و حقوق الإنسان ,الآن بعد فشلهم المتوالي في الحصول على تأييد شعبي سواء في المجالس المنتخبة أو الاستفتاءات أو الانتخابات الرئاسية , يحاولون إسقاط مصر في مستنقع الحرب الأهلية , هم يعرفون أنهم فاشلون في نيل التأييد الشعبي , ذلك لأن العالمانية لم يحدث في تاريخ البلاد الإسلامية أن حكمت إلا في ظل دبابتين دبابة المحتل أو دبابة العسكر , لذلك لم يعد أمامهم حل إلا محاولة هدم هذا النظام و إدخاله في دوامة الفشل و التخبط و السقوط و الحرب الأهلية , وهم يأملون في ظل هذه الدوامة أحد حلول ثلاثة أما تحرك بعض المشتاقين المتربصين من العسكر لينقلب على الديمقراطية وفي هذه الحالة يقفزوا للحكم من فوق دبابته , أو أن يتطور الأمر إلى فتنة طائفية فتتدخل دولة عظمى عسكريا تحت غطاء تأمين الأقليات وفي هذه الحالة أيضا يقفزوا للحكم من فوق دبابة المحتل , أو أن تستمر هذه الدوامة فيحققون من خلال الضغط ثم التفاوض بعض مراكز القوة من غير الطريق الديمقراطي في كل الحالات هم يدورون و يلتفون لنيل السلطة رغما عن الإرادة الشعبية .

   لو بذلت جبهة الإخراب الوطني عُشر ما تفعله من عنف و تخريب ضد مبارك لسقط من عشرين سنة , لكنهم كانوا يفضلون  الرعي في حظيرة العالمانية على التعايش في ظل الشريعة , وهذا يؤكد أن مشاركة بعضهم في الثورة لم يكن من أجل التحول الديمقراطي و لكن من أجل القفز على السلطة لذلك كانوا يتهربون من مواجهة الشعب امام الصندوق, بهذا الشعب الذي يسبق كل انتخابات أو استفتاء , لقد ارتاحت جبهة الإخراب الوطني لمقابلة ماكين والتنسيق مع السفيرة الأمريكية بينما ترفض الحوار مع رئيس الجمهورية المنتخب لنعرف أن قلبها أقرب لعدونا منا , ولأنه لا يوجد سياسي عاقل يضحي بسمعته بالسماح لأنصاره بتخريب مصر, لذلك أدعي أنها خطة عميل ينفذ أجندة صهيوأمريكية وعدت بها وزيرة خارجية أمريكا من قبل فيما سمته "الفوضى الخلاقة" وأنذر به مبارك حين قال "أنا أو الفوضى " وبشر به رئيس المخابرات الإسرائيلية السابق  " أن جهازه قد تغلغل في مفاصل الدولة لإدخاله في فوضى عارمة لإفشال الدولة" وما تمارسه جبهة الخراب الآن هو امتداد لسياسة الإرهاب و الكذب الذي كانت تمارسه دولتهم طوال عقود طويلة كي تتمترس في واجهة الحكم و السلطة .

   بالطبع ما فعلته جبهة الإنقاذ الوطني أسقط شعبيتها في الحضيض بتحالفها مع فلول النظام ومع من كانوا ضد الثورة أصلا وتبنيها سياسة "علي و على أعدائي" لذلك كانت تبحث عن مخرج فكان المخرج و المنقذ من داخل الجبهة الإسلامية و الوطنية الرافضة للعنف , وممن ؟ من أشد الفصائل انتقادا لسياسة التعاون مع العالمانيين التي تتبناها الإخوان , لقد أعطى حزب النور قبلة الحياة لتحالف كان يترنح , وجاء هذا الاحتفاء الجماعي من قبل جبهة الإنقاذ ليؤهل حزب النور للعب مع النادي العالماني , و يظل الإخوان والرئيس مرسي يصنعون أسطورتهم : بمقابلة العنف بالحلم والسلم وعناد المعارضة بالإلحاح على الحوار والإرهاب العالماني بالإصرار على الديمقراطية.

ستظل جبهة الخراب تمارس هذا الإرهاب إن لم يتم تفعيل القانون فـ "من امن العقوبة أساء الأدب" ولكن تطبيق القانون محفوف بالمخاطر بل قد يكون تطبيق القانون إنقاذ لهم من جهة إعطائهم شرف المناضلين الأبطال الذين يواجهون السجن و الاعتقال وهذا قد يزيد شعبيتهم عن أنصارهم و غير أنصارهم فضلا عن زيادة الاحتقان , و هذا ما يجعل مرسي يحجم عن هذا الحل , لذلك أرى ضرورة عودة اللجان الشعبية لحماية المؤسسات المستهدفة من قبل المخربين وخاصة مؤسسة الرئاسة ومجلس الشورى والمحاكم و الأقسام حتى تهمد قوتهم ويعرفون أنهم إنما يحاربون الشعب لا السلطة , فالحل عند الشعب الذي يؤمن بثورته وشرعية ما جاءت به الصناديق , و يجب ألا يتصدر الإخوان المشهد لأن هذا يعطي انطباعا "أن الإخوان إنما يدافعون عن مكتسباتهم" .

ليست هناك تعليقات: