الجمعة، 28 ديسمبر 2012

لماذا لم نحظى بحكومة قوية؟



لا نحتاج إلى كثير نقاش لندلل على فشل الحكومة الحالية وهذا ليس ذما في شخص د/ هشام قنديل فالرجل لا نشكك في ذمته ولا إخلاصه غير أنه فقط يفتقد الرؤية الثورية الإصلاحية التي يحلم بها الشعب المصري , ولكن ما الذي ألجأنا إلى مثل هذه الحكومة ؟ وللإجابة عن هذا التساؤل لابد من الطواف على بعض الأحداث المؤثرة على هذا التشكيل :
ـ لقد كان لسياسة الإقصاء التي مارسها النظام السابق سببا رئيسيا لهذه المعضلة فقد كانت كل حكومات العالمانيين تتعامل مع الإسلاميين و كأنهم غرباء عن الوطن أو أجانب أو على الأقل ليسوا أهل للثقة حتى أن الأقباط المصريين حظوا بالثقة وتولي المناصب أكثر من المسلم المتدين وهي السياسة التي مارسها الاستعمار الإنجليزي بتقديم القبطي على المسلم في العديد من المناصب القيادية واستمر هذا النظام وكأنه هو استمرار للسياسية الاستعمارية في معاداة الإسلام , فنتج عن ذلك افتقاد الإسلاميين كوادر قادرة على إدارة شئون البلاد وكأن المقصود عمدا من ذلك هو إفشالهم في حالة توليهم الحكم .
ـ كذلك انشغال و انهماك الإخوان المسلمون والتيارات الإسلامية المعارضة للنظام السابق في الصراع السياسي من اجل تغيير وإزاحة هذا النظام جعل كل همها مركزا في هذا الاتجاه على حساب رؤي التنمية و النهوض والتقدم ,واستمر هذا التركيز في الصراع السياسي حتى بعد الثورة بسبب ما تمارسه المعارضة العالمانية من محاولات لإسقاط النظام الجديد الذي أفرزته الثورة و الانتخابات .
ـ الحملة الإعلامية الشرسة الموجهة و الممولة من أعداء الإسلام و الإصلاح والتي ركزت على سيطرة الإخوان وشيطنة الإسلاميين وأخونة الدولة هذا المصطلح الخبيث الذي وضع من أجل عرقلة كل جهود الإصلاح , وكان و اضحا فعلا استجابة الرئيس مرسي للحملة فلم يعين سوى خمسة وزراء من الإخوان من أكثر من ثلاثين وزيرا في حكومة حصل حزب الرئيس فيها على الأغلبية وكذلك الحال في المحافظين و مع ذلك لم تنتهي الحملة الشرسة وصار الأمر كحملة الناس على جحا وهو يركب الحمار بدون ابنه ثم ابنه بدونه ثم ركبا الحمار ثم تركا الحمار وترجلا فلم تنتهي كلمات الناس الناقدة و الساخرة فما بالك مع إعلام يعتبر الإسلاميين غرباء لا يستحقون حقوقهم السياسية في الحكم والقيادة وممول من جهات خارجية وشلل المصالح واللصوصية .
ـ الأمر الأشر هو تغلغل قيادات وكوادر الحزب الوطني في كل مؤسسات الدولة المهمة وسعيها لتعويق عمليات الإصلاح , فهذه قد تم تعيينها في القضاء و الإعلام والشرطة والبترول و الكهرباء وغيرها من المؤسسات الإستراتيجية عن طريق الواسطة والرشوة و حرم منها أفراد الشعب المصري البسطاء فضلا عن المتدينين منهم الذي ليس لهم ظهير من سلطان أو قرابة أو ولاء , لقد كانت هذه الكوادر تتعمد إفشال كل جهود الإصلاح أملا في استعادة سطوتها وسلطانها وامتيازاتها الحرام .
ـ المعارضة العالمانية وتعمدها تشويه كل خطوة تخطوها الحكومة وتفزيع الشعب من قراراتها وتعمدها الكذب والتدليس وتحريض أتباعها على النزول إلى الشارع وتعطيل مصالح الناس فضلا عن تحريضها على إسقاط أول رئيس منتخب لمجرد أنه ليس عالمانيا  , وتعطيل الاستحقاقات الديمقراطية وإيثارها المسار الثوري الفوضوي لعلمها برفض الشعب لها , مما كان له الأثر في إشغال الحكومة والرئاسة بمحاولة إرضائها وتهدئة الشارع على حساب الانشغال بعملية البناء والتنمية .
كل هذا وغيره كان سببا في هذا التعطيل المتعمد لعمليات الإصلاح و البناء , و الحل أرى
ـ أن تكف الحكومة والرئاسة عن الانشغال بإرضاء العصبة العالمانية وتمضي في رؤيتها الإصلاحية مع تكثيف كل جهودها نحو الشعب ومطالبه .
ـ عقد مؤتمرات و ورش عمل بشكل مكثف تناقش الأوضاع الاقتصادية والسياسية والتعليمية وفي كافة مجالات حياتنا و إشراك كافة التيارات السياسية والمجتمعية في إيجاد حلول لمشكلاتنا وتبني الممكن منها لتكوين رؤية إصلاحية متكاملة لدى الحكومة وبرنامج عمل تسير عليه .
ـ من حق الذي حرموا من مناصب في الدولة بسبب انتماءاتهم السياسية ـ "الإسلاميين" تحديدا ـ بالرغم من جدارتهم وإسناد هذه المناصب لغيرهم من أبناء القضاة والمحسوبين على النظام القديم أن يأخذوا فرصتهم ومقاضاة الجهات التي فضلت غيرهم عليهم .
ـ إسناد المهام القيادية المتوسطة للأجيال الجديدة التي حرمت من قبل الحكومة السابقة بعد تدريبهم على العمل العام جيدا وإلحاقهم بالمؤسسات الحكومية حتى تجد الحكومة الجديدة العون منهم بعد أن خذلهم رموز النظام القديم .
ـ التركيز على إصلاح الإعلام فهو الذي يضخم حجم المعارضة العالمانية و هو الذي يضخم الأخطاء ويغفل متعمدا عن تغطية الإنجازات .
لعل و عسى أن يكون نافعا

ليست هناك تعليقات: