الجمعة، 5 يونيو 2009

رسالة إلى أوباما

السلام عليكم .
أيها الرئيس الأمريكي ألقيت علينا خطاباً أعده البعض فاتحة خير على المسلمين ولكني لست متفائلاً كتفاؤل البعض وذلك لما تضمنه خطابك من نقاط متناقضة أو تفتقد المصداقية وهذا ردي على خطابك لنا نحن المسلمون.
قلت أيها الرئيس أنك تريد أن تفتح صفحة جديدة مع العالم الإسلامي فأقول لك يا أيها الرئيس أن هذه الصفحة يجب أن تبدأ أمريكا هي بفتحها فصفحات المسلمين مع أمريكا ما هي إلا ردود أفعال لما تقوم به أمريكا وذكرك لما فعلته القاعدة في حادث البرجين هو نوع من رد الفعل على أفعال أمريكا ودعمها لإسرائيل ولا أبرر ذلك للقاعدة ولكن هذه طبيعة بعض البشر في الرد على العدوان أو دعم العدوان وذكرك لهذه الغلطة وتجاهل سببها وهي غلطاتكم في العدوان على العراق وأفغانستان والصومال سابقا ولبنان والدعم المستمر لإسرائيل والنظم المستبدة التي جارت على حقوق الإنسان هو هدم لمصداقية خطابكم كان يجب قبل أن تبدأ هذا الخطاب أن تسبقه بأفعال إيجابية تدل على أن لحديثك مصداقية وانه خطة عمل حقيقية وليس مجرد تسكين خواطر.
وروح التسامح التي يتمتع بها المسلمون وقد أشرت إليها وكأنك تفتقدها في المسلمون هي مازالت متوفرة بشكل أعظم من توفرها عندكم في الغرب وما يحدث من شذوذ عنها ما هي إلا نتيجة استفزاز من يستقون بكم لأنكم استعملتم هذه الورقة من أجل الضغط على الشعوب لحلب مزيد من المصالح لدولتكم الكبرى .
قلت أيها الرئيس أن شعب العراق أحسن حالاً من عصر صدام فهل قتل أكثر من مليون شخص وتهجير أكثر من مثلهم من بلادهم واستنزاف ثرواتهم وإفقارهم وغياب الأمن وتأجيج الصراعات المذهبية هل هذا أحسن حالاً للعراقيين وهل هذه الحرب على العراق وأفغانستان كانت ضرورية كما قلت هل أنت سعيد لحال العراقيين والأفغان الآن هل حققت الأمن لأمريكا أما فجرت بؤرة صراع أخرى جديدة مع أمريكا في باكستان وهكذا تفتح الدمامل في العالم الإسلامي بفضل سياسات أمريكا الضرورية.
أيها الرئيس ذكرت محارق اليهود ومآسيهم وذرفنا دموع الندم على ما فعلته حضارتكم الأوربية في اليهود فهل نتحمل نحن المسلمون أوزاركم ونُهجر من بلادنا لنحتضن خطيئتكم إسرائيل إذا كنتم تذرفون الدمع على خطيئة ارتكبتموها في حق اليهود وتريدون أن تردوا لهم بعض حقوقهم فلماذا لا يكون من جيوبكم أنتم ولماذا يكون من دمائنا وأرضنا نحن لم نخطئ في حق اليهود لنتحمل جنايتكم عليهم. وتجاهلكم لمحارق الفلسطينيون في غزة وفي قانا وصبرا وشاتيلا ودير ياسين وجنين وغيرها وكافة معاناة الشعب الفلسطيني في التهجير هو بيان واضح للتعاطف والتحيز لإسرائيل لا إلى الحق في عودة المهجرين إلى أرضهم التي إخرجوا منها كرهاً . وحَرمت العنف على حماس ولها الحق في المقاومة في استعادة أراضيهم التي أًغتصبت منهم ولم تُحرمه على المغتصب المحتل إسرائيل وهذه عودة أخرى للوزن بمكيالين .
أيها الرئيس قلتم أن علاقتكم مع إسرائيل لن تتزعزع فاعلم أيها الرئيس أن هذا هو السبب الرئيسي وسيستمر سبباً لحدوث التوتر بينكم وبين العالم الإسلامي وستكون هذه العلاقة على حساب علاقتكم بالعالم الإسلامي .
قلت أن كثير من المسلمين يرون أن إسرائيل لن تذهب ولكن من قال لك هذا قد خدعك أيها الرئيس لأن كل المسلمين الذين يقرؤون القرآن يعرفون أن إسرائيل سوف تمحى من الوجود لأن هذه إرادة الله المسجلة في القرآن ولكن متى ؟ لا نعلم
قلت أن أمريكا لن تفرض نظام حكم على أي شعب كان هذا يحتاج إلى توضيح فهل تقصد أن النظام العراقي والأفغاني والفلسطيني ودعم الدكتاتوريات في العالم الإسلامي كان من الماضي وان الصفحة الجديدة لن تفرضوا نظام الحكم على أي شعب إن كان هذا ما تقصد فكان يجب أن توضح ماذا ستفعل في هذه الأنظمة التي وضعتموها فوق رؤوسنا هل ستستمر هكذا وهذا معناه أنكم رضيتم لنا سلب حقوقنا بأن نحكم أنفسنا بأنفسنا أو إنكم شبعتم من لعبة تنصيب النظم الحاكمة حتى إشعار آخر مطلوب توضيح أيها الرئيس .
قلت أيها الرئيس عامل الناس كما تحب أن يعاملوك فهل تحب أن يفرض عليك نظام حكم مستبد وهل تحب أن تستنزف ثروات بلادكم لمصلحة شعب آخر وهل تحب أن يغزو بلدك بلد آخر وهل تحب أن تفرض عليك ثقافة غير ثقافتك إذا كانت إجابتك لا فلما تفعلون هذا بنا.
إن ما قلته عن التنمية الاقتصادية نعرف أن له جانب إيجابي بالنسبة لنا ولكم ولكن أيضا له جانب سلبي بالنسبة لنا فمد يد المساعدة لنا ستوجه لبرامج اقتصادية هامشية "السياحة مثلاً" سيكون الغرض منها رفع قدرتنا على شراء منتجاتكم عالية التكنولوجيا أو الإستراتيجية "القمح" هذا هو ما ستفعلونه أو بعثات علمية من أجل اكتشاف المواهب الفذة واستبقائها لخدمة بلادكم وإعادة الفارغ لنا . سياستكم واضحة لنا يا أيها الرئيس نحن نعرف أمريكا كما تعرف تخلفنا .
أوصيتم الشباب أن يعمل لتغيير صورة العالم فماذا ستفعل مع أصدقائك الذين يعتقلون الشباب الذين يحاولون مجرد إبداء أرائهم رجاء الإجابة .
قلتم خيراً عن دور المرأة وهي رؤية اتفق معك فيها ولكن ماذا ستفعل مع الذين يحولون المرأة إلى سلعة تجارية ويجردونها من إنسانيتها وعفتها هل ستقاومهم وتحمي المرأة والشباب من غوايتهم وهم من طابور تابع للحضارة الغربية ؟ مطلوب إجابة .
أخيراً أيها الرئيس قد تكون تبغي الخير لنا ولكن هذا لن يكون على حساب بلدكم بلا شك وما نعاني منه هو عين مصلحة بلادكم ولن تبلغوا العدل في علاقتكم معنا أبداً لأن العدل في منهج الإسلام فقط وليس في رؤى بشرية وهذا ما لا تعرفوه بعد وشكراً .

ليست هناك تعليقات: